عندي مراهق يسمع الغناء بالخفية ولا يريد أن يعترف بذلك، فهو دائمًا ينكر سماعه للغناء ويدّعي أنه يخاف الله، فما هو الحل في نظركم؟
الجواب من سماحة السيد ضياء الخّباز:
الذي ينبغي أن يُصنع أولاً في طريق علاج هذه المشكلة هو ملاحظة الأمرين التاليين :
- سلوك أصدقائه .
- الطعام الذي يتناوله .
إذ أنّ الأسرة وإن كانت صالحة إلا أنّ أصدقاء السوء يؤثرون سلباً ، ويزيّنون لمن يتصل بهم المعاصي والانحرافات ، ونوع الطعام – كما لو كان يتسامح في الأكل من أي مطعم – يؤثر تأثيراً بالغاً ؛ إذ الباطن يؤثر في الظاهر .
ومن هنا ، فإنّ معالجة هذه المشكلة تحتاج أولاً إلى ملاحظة الأمرين المذكورين والتأكد من عدم وجود شيء منهما في حياة المراهق ، وإلا فإنّ جميع الحلول لن تجدي نفعاً .
وبعد ذلك ينبغي فعل التالي :
١ – إسداء النصح للولد – بين الفينة والأخرى – بالكلمة الهادئة الطيبة ، التي تشعره بالمحبة والمودة والاهتمام به ، ولا تنفّره من الإصغاء إليها .
٢ – من المهمّ جداً لكل أسرة أن تستفيد من وضع ما أسمّيه بسبورة العائلة ، وهي عبارة عن سبورة توضع في المكان الذي يجتمع فيه أفراد الأسرة ، بحيث يطّلعون على ما يُكتب فيها بشكل قهري ، وتُستغل هذه السبورة لكتابة الآيات والأحاديث التي ترتبط بمشكلة أحد أفراد الأسرة – كالتي تتحدث عن حرمة الغناء – فإنّ للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تأثيراً فريداً في النفوس لا يكون لغيرها .
٣ – الحرص على تجنيبه الجلوس وحده والانفراد بنفسه ، والاهتمام بأن تكون استفادته من الأجهزة الإلكترونية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمرأى بقية أفراد الأسرة .
٤ – محاولة إشباع أوقات الفراغ لديه بما يعود عليه بالنفع والمصلحة ، كتوفير القصص الهادفة وتشجيعه على قرائتها ومكافئته على ذلك ، أو إشراكه في بعض الدورات التعليمية أو الدينية ، أو حثه على تنمية بعض المواهب لديه – كالرسم أو الخط أو غيرهما – مع الدعم المادي والمعنوي .
٥ – تحبيبه لاستماع القرآن الكريم أو العزاء الحسيني أو الأناشيد الدينية غير الغنائية ، وترغيبه في حفظ ما يسمع ، مع مكافئته على كل سورة أو أنشودة يحفظها .
٦ – عند عدم نجاح أيّ حل من الحلول المتقدمة تنبغي الاستفادة من أسلوب التهديد بالحرمان من بعض ما لا يستغني عنه المراهق ، كبعض الأجهزة الإلكترونية مثلاً ، وإن لم يجدِ التهديد يتم الانتقال للحرمان المؤقت كنوعٍ من العقاب .
٧ – وأخيراً – بل أولاً – لا تنسوا الإكثار في قنوت الصلوات من قراءة قوله تعالى : ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ) ، والدعاء في دبر كل صلاة له ولبقية أولادكم بالصلاح والهداية ، فإنّ الدعاء هو الأساس .
والله المستعان على كل حال .