مصروف البيت.. كيف تُدير الزوجة المؤمنة ميزانية الأسرة؟

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:363
مشاركة
A+ A A-

يعد التدبير المالي للأسرة من أهم ركائز الاستقرار الأسري في حياتنا المعاصرة، حيث يواجه الكثير من ربات البيوت تحديات في إدارة ميزانية المنزل وتنظيم المصروفات بشكل يضمن استمرارية مستقرة للحياة الأسرية.

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

ومن هذا المنطلق العملي، فإن الخطوة الأولى في تنظيم ميزانية الأسرة تبدأ بتسجيل كافة المصروفات اليومية مهما كانت بسيطة، فهذا التسجيل يمنحنا رؤية واضحة عن أوجه الإنفاق ويساعدنا في تحديد مواطن الهدر المالي إن وجدت. وقد علمتنا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في سيرتها العطرة كيف كانت تدير شؤون بيتها بحكمة وتدبير، فكانت نموذجاً يحتذى به في التوازن بين متطلبات الحياة والزهد المحمود.

ومن الحكمة في إدارة ميزانية الأسرة أن نبدأ بحصر الالتزامات المالية الثابتة كالديون والأقساط والإيجار، ثم نخصص جزءاً من الميزانية للفواتير المتغيرة كالكهرباء والماء والهاتف. ولا ننسى أن نجعل للصدقة نصيباً من مالنا، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: "داووا مرضاكم بالصدقة"، فالصدقة تجلب البركة وتدفع البلاء.

ومن المهم جداً أن نؤسس لثقافة الادخار في الأسرة، فنخصص جزءاً ثابتاً من الدخل الشهري للادخار مهما كان بسيطاً، ونضع خطة واضحة لاستثمار هذه المدخرات في المستقبل.

وفي تقسيم ما تبقى من الميزانية، نراعي الأولويات الأساسية للأسرة من طعام وشراب وملبس، ونقسمها بحكمة على احتياجات المنزل المختلفة. فنجعل للطعام بنداً يشمل الخضروات والفواكه واللحوم والدجاج والأسماك والبقالة، ونخصص للأطفال احتياجاتهم الأساسية من حفاضات وحليب ومستلزمات النظافة.

ومن الذكاء المالي أن نخصص ظرفاً للطوارئ والمناسبات الاجتماعية، فالحياة مليئة بالمفاجآت، وقد نحتاج لمصاريف طارئة كالمرض أو العزومات أو الهدايا والمجاملات الاجتماعية. وهذا التخصيص يجنبنا الارتباك المالي عند حدوث أي طارئ.

ولا بأس أن نكافئ أنفسنا في نهاية الشهر إذا نجحنا في الالتزام بالميزانية المحددة وتبقى شيء من المال، فهذا يشجعنا على الاستمرار في النهج السليم لإدارة المال. ولنتذكر دائماً أن التوفيق في إدارة المال نعمة من الله تعالى تستحق الشكر والحمد.

وختاماً، فإن نجاح هذا النهج في إدارة ميزانية الأسرة قد لا يتحقق من المرة الأولى، فالأمر يحتاج إلى صبر وممارسة وتجربة حتى نصل إلى أفضل طريقة تناسب ظروف أسرتنا. ولنتذكر دائماً قول إمامنا الصادق عليه السلام: "لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه خصال ثلاث: التفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النوائب".

فلنجعل من إدارة مالنا عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يرزقنا حسن التدبير في أمور ديننا ودنيانا.

 

خاص لـ "موقع الأئمة الاثني عشر"

مواضيع مختارة