تقول إحدى الأمهات: كنت عصبية جداً مع أبنائي والسبب أنهم يرتكبون الخطأ نفسه عشرات المرات، وفي كل مرة أعاقبهم وأنصحهم و أوبخهم، فيتعذرون ويبكون ثم يؤكدون أنهم لن يفعلوا هذا الخطأ ثانية، ولكنهم طبعاً يرتكبون الخطأ نفسه مرة ثانية وثالثة، كان هذا الامر يصيبني بالجنون واليأس. وتخيلت أن أبنائي غير صالحين وأنني أم فاشلة..
ولم أهدأ الا بعد أن فهمت طبيعة النفس البشرية، لقد عملت أن كل بني آدم بما فيهم أولادي خطاء كثير الخطأ والخاطئون درجات أفضلهم التائبون بعد كل ذنب.
وهنا فهمت أن واجبي كأم ليس إيقاف الخطأ، بل هو تعليم أبنائي التوبة والعلاج ليكونوا من خير الخاطئين، وهكذا هدأت أعصابي، وأصبحت كلما أخطأ أحد أبنائي أتعامل معه برفق وحب وأحياناً أعاقب هادئ وعتاب.
وبعد معالجة كل خطأ يرتكبه ابني أذهب لركني في البيت وابتسم واقول الى اللقاء يا بني في المعركة القادمة.
لقد ارتحت لأنني كنت في الماضي أسعى لكي يتوقف ابني عن الخطأ، أما اليوم فأسعى لأعلمه فن التعامل مع الخطأ. كنت فيما مضى أجتهد لكي يكون ابني من "غير الخطائين " وطبعا لم أنجح لأن هذا عكس الطبيعة البشرية.
أما اليوم فأنا اسعى لكي يكون ابني من خير الخاطئين، وأسال الله تعالى النجاح والتوفيق
أتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ".
من هنا ينبغي أن نعرف أنه عندما تجتهد ليكون ابنك من غير الخاطئين فأنت تضيع وقتك وتبعثر جهدك وتظلم ابنك فغير الخطائين هم الملائكة. أما نحن البشر فكلنا ذوو أخطاء، ولتكون مربياً ناجحاً اجتهد من اليوم أن يكون ابنك من "خير الخطائين".
أخيراً.. تقبل خطأ ابنك برفق وتعامل معه بصبر وعلمه كيف يتوب منه ويصحح ما أفسدت يداه.