أيّها الإخوة والأخوات نتعرّض في هذه الخطبة الثانية وما بعدها إن شاء الله تعالى لمجموعةٍ من المبادئ الأخلاقيّة الضروريّة للفرد والمجتمع، ونبدأ بجزئها الأوّل المتمثّل بمبدأ خلق الرحمة الإنسانيّة والتراحم الإنسانيّ بين أفراد المجتمع، ودور هذه الرحمة والتراحم في حياة الأسرة والمجتمع.
أيّها الإخوة والأخوات.. الرحمة والتراحم في مقابل القسوة والعنف والغلظة والخشونة والفظاظة، التفتوا الى هذا المبدأ الأخلاقيّ المهمّ والخطير والرفيع جدّاً، تأمّلوا أوّلاً ما هي أهمّية هذا المبدأ الأخلاقيّ العظيم، تأمّلوا في الآيات القرآنيّة، لله تعالى الكثير من الصفات والأسماء، البعض عدّ ما ذكرَه اللهُ تعالى من الاسم المشتقّ من الرحمة وصفة الرحمة وذكرها في القرآن الكريم أكثر من ثلاثمائة مرّة، لماذا اهتمّ الله تعالى بذكر هذه الصفة والاسم بهذا العدد الكبير؟ بالتأكيد لأهميّتها، والكثير من الصفات الإلهيّة أساسها الرحمة من العطف والحنان واللّطف بالعباد، وغير ذلك من هذه الصفات التي ذكرها الله تعالى بهذا العدد أكثر من غيرها من الصفات الإلهيّة.
إحدى الصفات الأساسيّة للأنبياء والأوصياء وعباد الله الصالحين هي الرحمة، لاحظوا في وصف النبيّ(صلّى الله عليه وآله) مع أنّ فيه الكثير من الصفات، ماذا قالت الآية القرآنيّة؟ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ما معنى هذه الآية؟ معناها أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في جميع مناهجه في الحياة، طبعاً عدا المواضع التي تقتضي ما يقابل هذه الصفة ذاك بحسب الحكمة، إنّما في جميع مناهجه بالحياة وتعامله تجد فيه صفة الرحمة والعطف واللين والتودّد والرقّة مع الآخرين، وكذلك في الأحاديث التي وردت عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وفي بيان مواصفات المؤمنين الذين كانوا مع النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، الأساس في العلاقات الاجتماعيّة بين المؤمنين الصادقين في ولائهم للنبيّ(صلّى الله عليه وآله) (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) لماذا ذكرت الآية الرحمة مع أنّ هناك صفات كثيرة لهم؟ تقول الآية: لأنّها هي الأساس في علاقاتكم الاجتماعيّة والنظام الاجتماعيّ الذي يُمكنكم من خلاله أن تؤدّوا وظائفكم في الحياة.
لاحظوا إخواني نحن الآن كلّ واحدٍ منّا يحتاج الى الآخر، الحياة حياتنا قائمة -كلّها اجتماعيّة اقتصاديّة معيشيّة- قائمة على التعاون والتآزر والتوادد والتعاطف، كلّ هذه الصفات منشأها وأصلها الرحمة، ولا يستطيع أيّ واحدٍ منّا مهما كانت له من المقوّمات والإمكانات لا يستطيع أن يؤدّي دوره ومهمّته ويوفّر احتياجاته ويواجه المشاكل والأزمات والمحن إلّا من خلال وجود هذه الصفات التي منشأها الرحمة لأهمّيتها، التفتوا أيّها الإخوة والأخوات أيضاً أودعها الله تعالى في فطرة الإنسان وفي أصل خلقته وتكوينه الإنسانيّ، الإنسان مهما كان مؤمناً أو غير مؤمن من دون صفة الرحمة لا يكون إنساناً بل هو مخلوق آخر.
لذلك أكّدت الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة على أهمّية أن يتحلّى الإنسان -فرداً أسرةً مجتمعاً- بهذه الصفة، التفتوا الى بعض هذه الأحاديث التي تبيّن ضرورة اتّصافنا بالرحمة في حياتنا، كلّنا حتّى الأنبياء والمرسلون بحاجة الى رحمة الله تعالى، فمهما أطعنا الله وعبدناه نحن بحاجةٍ الى رحمة الله تعالى، الله تعالى يقول إذا أردتم رحمتي ارحموا الناس، كما في هذه الأحاديث (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس) أي إذا كنتم تريدون رحمتي التي تحتاجون اليها جميعاً إذن رحمتي لكم مشروطة بأن يرحم بعضكم بعضاً، وفي حديثٍ آخر (الراحمون يرحمهم الرحمان) انظروا ثلاث كلمات كلّها مشتقة من الرحمة: الراحمون، يرحمهم، الرحمان، وفي حديثٍ آخر (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، فلابُدّ من وجود صفة التراحم فيما بيننا، فلا تنتظم لنا الحياة إلّا من خلال هذه الصفة العظيمة وهي الرحمة.
والإنسان هو بمجموعة أمور -كما ذكرنا- رحمة وعدل وعقل وحكمة، الله تعالى وضع منظومةً فكريّة للرّحمة ليس دائماً الرحمة مطلوبة، في بعض الأحيان الشدّة والحزم والحسم والغلظة مطلوبة في موضعها وموقعها ووقتها، لكن نحن بصورةٍ عامّة في حياتنا الاجتماعيّة وفي مختلف مجالات الحياة بحاجة الى أن نتّصف بهذه الصفة، ولكنّها للأسف الشديد فُقدت في الكثير من مواقع الحياة، ونلتفت إخواني الى بعض أنواع الرحمة، أوّل رحمةٍ مطلوبة من الإنسان رحمة الإنسان بنفسه، أنّ الواحد منكم يرحم نفسه، كيف؟ أهمّ مصداقٍ من مصاديق رحمة الإنسان بنفسه هو أن يعصمها ويحفظها ويقيها من عذاب الله تعالى وسخطه، ويحفظ هذه النفس من شرورها ونوازعها الشريرة وتسويلاتها ورذائلها وموبقاتها، إخواني داخل كلّ نفسٍ من أنفسنا توجد نوازع شرّ وتوجد رذائل وموبقات ومشاعر شرّ فعلينا أن نحمي أنفسنا من هذه الدواخل ونعصمها من الوقوع في المعاصي.
والتفتوا الى هذه القضيّة، أخطر جريمة وأبشع جريمة بحقّ الإنسان أن يحرم الإنسان نفسه من حقّ الحياة، وهو المتمثّل الآن بشيوع ظاهرة الانتحار، هذه مشكلة الآن، هذا إنسان قاسٍ مع نفسه، الرحمة بالنفس تقتضي أن يعطي الإنسان لنفسه حقّ الحياة وأن يتنعّم بهذه الحياة بالطرق الصحيحة والشرعيّة والمعقولة، يأتي إنسان الآن في مشكلةٍ يمرّ بأزمة نفسيّة أو أزمة معيشيّة أو مشكلة عائليّة أو طالبة فشلت بالامتحان -مثلاً- لم تنل الدرجات المطلوبة، أو رجل لم يجد فرصةً للعمل والكسب أو واجه مشكلة عائليّة نفسيّة حياتيّة اجتماعيّة اقتصاديّة انتحر، تلاحظون الآن وتقرؤون في وسائل الإعلام كم انتشرت ظاهرة الانتحار؟ هذا يؤشّر الى خللٍ مجتمعيّ وخللٍ في مؤسّسات الدولة، إخواني من الأمور التي تؤشّر الى خللٍ في حياتنا الآن عدم اهتمامنا جميعاً لا مؤسّسات دولة ولا المجتمع يهتمّ بالبناء النفسيّ والمعنويّ والأخلاقيّ للفرد والأسر والمجتمع، كثيراً ما نشغل أنفسنا بالأمور الأكاديميّة والأمور الماديّة والمعيشيّة والدنيويّة وأهملنا جميعاً الجانب المعنويّ، وبناء الإنسان المعنويّ النفسيّ الأخلاقيّ الاجتماعيّ الذي يمثّل ركناً أساسيّاً في الحياة، كثيراً ما يكون اهتمامنا وصرفنا وتوجّهاتنا في القضايا الأكاديميّة والعلميّة البحتة، هذا شيء جيّد ولكن لابُدّ من التوازن وإعطاء كلّ شيءٍ حقّه ولابُدّ من الاهتمام بالبناء المعنويّ، تلاحظون كثرة حالات الانتحار بنت شابّة عمرها (18) سنة تنتحر، أو امرأة تنتحر لأنّها تواجه مشكلة عائليّة، شابّ ينتحر لأنّه لا يجد فرصة عمل، شخص يواجه مشكلة في عائلته في أسرته في مجتمعه ينتحر، هذا يؤشّر الى خللٍ مجتمعيّ علينا أن نهتمّ بالبناء المعنويّ والقيميّ والأخلاقيّ المبدئيّ للإنسان، كما نهتمّ بالبناء المادّي والدنيويّ علينا أن نهتمّ بهذه الأمور، لذلك هي مسؤوليّة الجميع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ...) قوا أنفسكم أوّل ما ابتدأ به، وقاية النفس تقتضي الرحمة بها والعناية بها وحفظها من الوقوع في المهالك.
الشيء الثاني: الذي نحتاج اليه أن نحوّل خلق الرحمة والتراحم بيننا الى نظامٍ للحياة وحالة مجتمعيّة وليست فرديّة، وسأذكر أمثلةً على ذلك كيف نحوّل التراحم الى نظامٍ للحياة، وعلى رأسها النظام السياسيّ أن يكون قوامه الرحمة والتراحم، ويتجلّى ذلك في الحاكم -أيّ حاكم من في يده أمور السلطة والحكم- أن تكون لديه رحمة في الخلق، الرحمة التي تدفعه بأن يفكّر ويهتمّ ويعمل لمصالح الأمّة وخدمتها وقضاء حوائجها، أي الرحمة المحرّكة أن تتحوّل هذه الرحمة الى منهج فكر وقرار وتحرّك ومنهج عمل، أن تقدّم مصالح الأمّة على المصالح الخاصّة، أنّ الحاكم -بمطلق عنوانه- يستنفر الطاقات بأجمعها لتحقيق الحاجات والعدل بين مكوّنات المجتمع، وخصوصاً الطبقات المستضعفة التي لا تقوى على توفير احتياجاتها الأساسيّة، من هنا البداية أهمّ شيء الرحمة والتراحم في الطبقة الحاكمة، لأنّ هذه الرحمة والتراحم إذا حصلت انتشرت الى الناس.
في بعض الأحيان أنا أرحم إخواني خمسة أو عشرة منهم، أمّا الحاكم إذا كانت لديه الرحمة انبسطت الرحمة على الملايين وانبسط العدل على الملايين، ولذلك على رأس قائمة الصفات والمقوّمات للحاكم الناجح الذي يحوّل مَنْ معه الى أدواتٍ لخدمة الناس والرحمة للناس والطبقات المستضعفة وبين جميع مكوّنات الأمّة، لذلك ورد في أوّل وصيّةٍ لأمير المؤمنين(عليه السلام) الى مالك الأشتر، وهناك الكثير من الوصايا في عهده الى مالك الأشتر إنّما أوّل وصيّة هي: (وأشعِرْ قلبك الرحمة للرعيّة والمحبّة لهم واللّطف لهم، ولا تكوننّ عليهم سبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم فإنّهم صنفان...) الكلّ سواءً كان يشترك معك بالدين بالمذهب بالقوميّة أو لا يشترك معك لا بدين ولا بقوميّة ولا بمذهب (...فإنّهم صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق)، ما معنى نظيرٌ لك في الخلق؟ معناه هذا إنسان كما أنّك إنسان، ارحمه مع قطع النظر عن انتمائه الدينيّ والمذهبيّ والقوميّ، فلابُدّ أن تكون الرحمة الصفة الأساسيّة في الحاكم.
التفتوا الى هذه الظاهرة المجتمعيّة التي نجدها قد بدأت تتّسع، رحمة الآباء بالأبناء ورحمة الأبناء بالآباء ورحمة الإخوة بالإخوة ورحمة الأخوات بالأخوات، الرحمة الأسريّة الأب لابُدّ أن يتّصف بالرحمة بالعناية باللطف، أن يحمي أفراد أسرته من الأمور التي تُهلكهم وتضيّعهم، وأن يوفّر لهم مقوّمات العيش الكريم بحسب الإمكانات المتوفّرة، لكنّنا نجد العجب من بعض الآباء كيف انتُزِعت الرحمة من قلوبهم، أنّ البعض يستخدم العنف والقسوة مع أولاده الصغار، حتّى أنّه يقتل طفله ويعذّب ابنته وابنه ويكويهم بأعقاب السكائر!! قد يقول أحد الآن نحن ماذا نعمل؟ ما هو الحلّ؟ هو أبٌ قاسٍ ماذا نفعل له؟ لا إخواني.. هذا الذي نقوله يجب أن يكون التراحم صفة مجتمعيّة وظاهرة مجتمعيّة، ماذا نفعل؟ علينا أن نراقب هذه الحالات ونحاول أن نكتشفها ونعوّض عن رحمة الأب برحمتنا لهؤلاء الأبناء، أحياناً -وهذا واقع الحال- أبٌ يقسو مع ابنه المعوّق وصاحب العاهة لأنّه أصبح عالةً عليه، نحن نذهب ونعوّضه، المجتمع يذهب ويعوّض عن قسوة الأب وقلّة رحمته، البعض يتحرّك ليكتشف هذه الحالة، البعض يتحرّك لكي يغدق الرحمة والعطف على هذا الإنسان وهذا الولد الذي قسا عليه أبوه.
أحيانًا الأبناء يقسون مع آبائهم، نجد أباً يجلس على كرسيّ المعوّقين، رُمي في الشارع وابنه غنيّ متمكّن، لأنّ زوجته لا تقبل به أو لأنّه أصبح عالةً عليه رماه في الشارع، يتكفّف الناس ونسي أنّ من أهمّ الصفات لدى الإنسان بعد الإيمان بالله تعالى هو الإحسان والبرّ بالوالدين، ماذا نفعل له هو ابنٌ متمكّن ولكنّه قاسٍ عاقٌّ بوالديه، ماذا نفعل؟ نتركه؟! لا إخواني.. نحن نتحرّك لكي نعطف على هذا الأب الكبير في السنّ الذي رُمي في الشارع فنعطف عليه ونتحنّن عليه، عسى أن يرحمنا الله وتصبح هذه الحالة حالة مجتمعيّة، نحن نتحرّك لا نقف ساكتين متفرّجين أمام هذه الظواهر.
أيضاً الأخ مع أخيه والأخ مع أخواته، البعض من الإخوة حوّل نفسه الى حاكمٍ متجبّر وسلطانٍ جائر بحقّ أخواته، يظلمهم ويغصب حقوقهم، كذلك الزوج والزوجة، رحمة الزوج بزوجته، الله تعالى جعل العلاقة والارتباط بين الزوج والزوجة علاقة المودّة والرحمة والسَّكَن، ولم يجعل الزوجة همّاً وغمّاً للزوج أو العكس، هذه من موارد الرحمة التي علينا أن نسعى اليها، وأيضاً التراحم والتعاطف بين أفراد المجتمع، هذا إخواني حديثٌ التفتوا له واحفظوه فهو مهمّ وينفعكم جميعاً، أنت إذا ترحم أخاك فالله تعالى يرحمك والمجتمع يرحمك، وإذا كنت لا ترحم فالله تعالى لا يرحمك والمجتمع أيضاً لا يرحمك (مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمّى)، التفتوا الى معنى هذا الحديث، الله تعالى يقول: أنا رحمتي وسعتكم جميعاً البارّ والفاجر، أنتم أيّها المؤمنون الذي تؤمنون به قلبكم فليسع الجميع لا يسع واحداً أو اثنين بل يسع الجميع، إذا أخوك أصابه همٌّ أو غمّ أو ألم ومشكلة كأنّ هذا الغمّ والهمّ والألم أصابك، هؤلاء انظر اليهم كأنّهم جزءٌ منك كما لو أنّه لسانك عينك قلبك يدك أو أيّ عضوٍ في جسدك إذا تألّم جميعك تتألّم، أنت انظر الى إخوانك الآخرين كأنّهم جزءٌ منك، الواحد منهم إذا عانى أو أصابه غمٌّ وهمّ أو أصابته مصيبة كأنّك أنت الذي أُصبت بهذا الألم والغمّ والهمّ، هذه الرحمة تدفعك أن تحاول أن تفرّج عن هذا الإنسان وأن تعينه وأن تساعده، لأنّك تتألّم لألمه ولأنّك تشعر بالحاجة -بحاجته-، (مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمّى)، هذا هو معناه قلبُك ورحمتُك تسع الجميع، لا يكن قلبُك قاسياً ترى أخاك المؤمن يتضوّر من الجوع أو من الألم ومن الفقر ومن المشاكل والأمور الأخرى وأنت تنظر اليه متفرّجاً، بل عليك أن تساعده بقدر إمكانك، إن كان ليس لديك مال فاسعَ بجاهك ومكانتك لتفرّج عن هذا الإنسان وتحلّ مشكلته وتعينه ليس مادّياً بل حتّى معنويّاً، لذلك صفة التراحم نحن نحتاجها جميعاً، إذا رآنا الله تعالى متراحمين أنزل رحمته وبركاته علينا.
*الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 3/شوال/1440هـ الموافق 7 /6 /2019م