تحضّرين وجبة الإفطار ثم الغداء ثم العشاء، وبينها عدة وجبات خفيفة، ورغم ذلك، قد يطلب طفلك المزيد ويعبر عن شعوره بالجوع طوال الوقت، وكلما وجدك، يطلب منك الطعام.
هذا الطلب ليس دائما بسبب الجوع، بل هناك أسباب أخرى قد تدفع الأطفال إلى طلب الطعام؛ بعضها نفسية وبعضها جسدية.
وقبل التطرق إلى الأسباب المحتملة وراء طلب طفلك للطعام باستمرار، يجب مراجعة الطبيب إذا لاحظت تغيرا كبيرا في شهيته، سواء زيادة أو نقصانا، لأن هناك بعض الحالات الصحية التي يمكن أن تكون سببا لذلك، ومنها الإصابة بالديدان المعوية ومرض السكري من النوع الأول والثاني واضطرابات الكلى، واضطراب الغدة الدرقية.
وإذا كانت صحته على ما يرام، يمكنك الانتباه إلى الأسباب التالية التي قد تكون وراء شعوره بالجوع المستمر:
يقدم بعض الآباء لأطفالهم وجبات غير مشبعة، ويعني هذا أنه حتى بعد تناول هذا الطعام مباشرة، قد يظل طفلك جائعا، وخاصة الأطفال الذين لا يأكلون الفواكه والخضروات المليئة بالألياف والسوائل التي تساعد على الشبع، فهم قد يجدون أنفسهم أيضا غير مكتفين بوجباتهم.
لذلك، تأكدي من احتواء وجبة طفلك على أطعمة مشبعة، مثل الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، كالقمح والشوفان والذرة والبروتينات والفواكه والخضروات.
وينطبق الأمر نفسه على الوجبات الخفيفة، فيجب أن تكون غالبيتها تحتوي على عناصر غذائية مشبعة، ومن الوجبات الخفيفة المشبعة: الزبادي، وزبدة الفول السوداني مع الموز، والمكسرات، والبيض المسلوق، والبطاطا الحلوة المشوية، ومقرمشات الحبوب الكاملة.
يتبع بعض الآباء من دون استشارة اختصاصي التغذية أنظمة غذائية تشمل بعض القواعد غير الصحيحة، مثل تقليل الدهون في الوجبات، ظنا أن ذلك يساعد أطفالهم في الحفاظ على وزن جيد.
وهذا بالطبع غير صحيح، لأن الدهون ضرورية، وتساعد في الشعور بالشبع، ومن المهم جدا أن يكون لطفلك نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع أنواع العناصر الغذائية المهمة مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون والمعادن والفيتامينات.
يرتكب بعض الآباء خطأ بتقييد أطفالهم بكميات محددة من الوجبات؛ خوفا من الإفراط في تناول الطعام.
وغالبا ما تؤدي قيود النظام الغذائي إلى هوس الأطفال بالطعام، لأنهم لا يشبعون أبدا ويرغبون دائما في تناول المزيد.
من المرجح أن يشتهي طفلك المزيد من الطعام إذا كان يعاني من زيادة الوزن، ويرغب في تناول الطعام طوال الوقت لإشباع متطلبات الجسم من السعرات الحرارية.
إذا كان طفلك لا يحب الأطعمة التي تقدمينها له في أوقات الوجبات، فمن المحتمل أن يأخذ بضع قضمات، ثم يخبرك أنه قد شبع، ولكن سرعان ما يعود لطلب الطعام لأنه لم يشبع حقا.
ويمكنك إعطاء الخيار لطفلك لما يود تناوله قبل تجهيز الطعام، وتوصي مختصة التغذية شانا سبينس بالسماح لأطفالك بأن يساعدونك في تحضير الأطعمة وباصطحابهم معك للتسوق، فذلك يشجعهم على اكتشاف وتجربة الأطعمة الجديدة إذا كانوا انتقائيين في طعامهم، شجّعيهم على ذلك بدون إجبارهم.
-
التشتت أثناء تناول الطعام
مشاهدة الطفل للشاشات أثناء تناول الطعام قد يشتت تركيزه، ويأكل أقل مما يحتاج، وبعد الانتهاء من المشاهدة، قد يشعر بالجوع مرة أخرى، رغم مرور وقت قصير على تناوله وجبته الأخيرة.
وأفضل ما يمكنك فعله هو إيقاف تشغيل التلفزيون والكمبيوتر والهواتف أثناء أوقات الوجبات؛ لتناول الطعام بوعي والانتهاء منه عند الشعور حقا بالشبع.
تحققي إذا كان طفلك جائعا حقا أم أنه يشعر بالعطش ويخلط بين الشعورين، فغالبا ما ينشغل الأطفال باللعب لدرجة أنهم ينسون شرب الماء، خاصة في الطقس الحار.
وضّحي لطفلك الفرق بين الجوع والعطش، وحاولي أن يكون له زجاجة ماء أو كوب مخصص يمكنه إعادة ملئه طوال اليوم، حتى يسهل الوصول إليه عندما يشعر بالعطش.
تتغير شهية الأطفال من عام لآخر وحتى من يوم لآخر، وخاصة الأطفال الصغار وكذا من هم في مرحلة ما قبل المدرسة، فقد يتناول القليل من الطعام في يوم، واليوم التالي يتناول كميات كبيرة، وقد يكون سبب ذلك هو مرور الطفل بطفرة نمو.
وتسبب طفرات النمو ارتفاعا مفاجئا في الشهية خارج طبيعة الطفل، وقد يصعب إشباعه، ولكن لا داعي للقلق، هذا طبيعي تماما.
ويمكنك التعامل مع هذه الزيادات المفاجئة في الشهية بتقديم أطعمة مغذية ومشبعة له، وحاولي أن تكون لديكِ خيارات صحية وسهلة التحضير، وهناك العديد من الخيارات التي لا تتطلب الكثير من الجهد؛ مثل التي ذكرناها سابقا، ويمكنك البحث عن المزيد.
يستخدم بعض الأطفال حيلة الجوع للمماطلة وتأخير وقت النوم، فإذا كان طفلك يستخدم هذه الطريقة، قدمي له وجبة خفيفة قبل النوم بساعة أو ساعتين، ووضحي له أن المطبخ قد تم غلقه حتى الصباح.
يجد العديد من الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بوضوح، ومثل البالغين، قد يلجؤون للأكل تلبية لحاجة عاطفية عندما يمرون بمشاعر سلبية.
وتقول الكاتبة وخبيرة التغذية ماريان جاكوبسن لموقع "بارنتس" Parents أحيانا يقول الطفل أنا جائع، وما يعنيه حقا هو أنا أشعر بالملل أو الانزعاج أو التوتر"، ومن المحتمل أيضا أن يكون طلب الطعام هو محاولة لجذب الانتباه.
فإذا لاحظت هذا السلوك في طفلك، يمكنك التحدث معه عن الطعام ودوره الفعلي، وإذا اتضح أنه ليس جائعا، يمكن أن تناقشي معه مشاعره، ومحاولة مساعدته إذا كان هناك مشكلة أو مشاركته نشاطا إذا كان يشعر بالملل، وقضاء المزيد من الوقت معه إذا كان يريد جذب انتباهك فقط.
وتنصح جاكوبسن بأن تكون الوجبات محددة ومنتظمة، وبتجنب الوجبات العشوائية، وأشارت إلى أن ذلك "يساعد في تجنب اكتساب الطفل عادات تناول الطعام لأسباب غير متعلقة بالجوع".