أطفالنا
كيف نعالج أطفالنا من إدمان الألعاب الإلكترونية؟
هل أصبح طفلك سريع الغضب والانفعال عندما يُقال له بأن عليه التوقف عن ألعاب الفيديو أو ترك هاتفه لبعض الوقت؟ هل تشعرين بأن طفلك ليس نشيطاً كما ينبغي أن يكون أو أنه أصبح لا يستمتع بأية أنشطة أخرى سوى البقاء لساعات طويلة في غرفته يتصفح الإنترنت؟

[اشترك]

هل أصبح منعزلاً ولا يفضل التفاعلات الاجتماعية المباشرة؟ حسناً هذه هي بعض أعراض الإدمان الإلكتروني!

لقد وجدت بعض الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين إدمان الأجهزة الإلكترونية بشكلٍ عام والتأخر الدراسي والانطوائية وصعوبة الاندماج المجتمعي واضطرابات النوم وزيادة الوزن، ولكن السؤال الذي يُلِح على كل أم وأب هو "كيف أساعد طفلي على التغلب على تلك المشكلة؟"

أولاً: ساعدوهم على التعرف إلى أبعاد المشكلة

أغلب الوقت لا يعترف الأبناء أبداً بأنهم يعانون الإدمان الإلكتروني، بل إنهم قد لا يدركون أنهم يعانون أية مشكلة من الأساس! وهنا يأتي دور الآباء في التحدث إليهم بهدوء وتعريفهم بمخاطر التعلق بألعاب الفيديو والجلوس لساعات لا نهاية لها على شبكة الإنترنت والهواتف الذكية، ولكن عليكم أن تدركوا أن الأمر لن يكون سهلاً في البداية وأنهم سيثورون وسيتمسكون بموقفهم بشدة، خاصةً إذا كانوا في سن المراهقة، لذلك عليكم أن تأخذوا الأمور بتروٍ وأن تشعروهم بحبكم وخوفكم عليهم.

ثانياً: وفروا لهم بدائل لتمضية الوقت

يجب أن تكون هناك خطط بديلة لتمضية الوقت إذا كنتم جادين بشأن الحد من مشكلة إدمان الإلكترونيات لدى أطفالكم، حاولوا أن تشجعوهم على إيجاد طرق أخرى للتسلية والتفاعل معكم وخلق حوار فيما بينكم، مثل الخروج سوياً للتنزه أو السباحة أو ركوب الدراجات في الهواء الطلق، أو إدراجهم في صف لتعلُم احد الفنون التي يحبونها مثل تشكيل الفخار والنحت، وحاولوا أن تشجعوهم على العودة إلى قراءة الكتب وشاركوهم اللعب بألعاب الكروت، أو امضوا بعض الوقت سوياً في المطبخ لتجربة وصفة أعجبتكم، مثل هذه الأنشطة ستدفعهم إلى التفاعل معكم من جديد وستقلل من تعلقهم الزائد بالشاشات.

ثالثاً: ضعوا قواعد منطقية وحدوداً يمكن تطبيقها

من الخطأ أن تأخذوا هواتف أبنائكم أو حواسيبهم فجأةً وتمنعوهم من استعمالها بشكلٍ بات وصارم للتخلص من المشكلة، حيث إنهم سيترجموا هذا الفعل على أنه عقاب لا يستحقونه وقد يبالغوا في ردة فعلهم وعنادهم معكم، بل الأفضل أن تحددوا معهم عدد معين من الساعات لا يستطيعون تجاوزه في اليوم، على أن تكون هذه المدة أطول في عطلة نهاية الأسبوع، وقوموا بتذكيرهم من آنٍ لآخر بأنكم لا تحاولون التحكم بهم بل تحاولون الحفاظ على صحتهم ومساعدتهم على التغيير للأفضل والتحرر من اعتمادهم الذهني والنفسي على الأجهزة الإلكترونية.

2023/03/14

مع تقلبات الطقس.. كيف نحمي أطفالنا من الأمراض؟
تشهد البلاد حاليًا تقلبات مناخية، حيث ترتفع درجة حرارة الطقس صباحًا، ثم تنخفض ليلًا، الأمر الذي يستدعي من الجميع توخي الحذر جيدًا، لتجنب أضرار المناخ المتقلب.

[اشترك]

في هذا الصدد، حذرت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية العلاجية، الأمهات من تقلبات الطقس، لأنها تؤثر سلبًا على صحة الأطفال.

وأضافت عبد الوهاب أن الأطفال يعانون من ضعف المناعة، ومع تعرضهم لتقلبات الطقس، يصبحون أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض، مثل نزلات البرد والإنفلونزا والحساسية والتهاب الجيوب الأنفية.

وأوصت استشاري البكتيريا والمناعة الأمهات باتباع بعض الإرشادات، لحماية أطفالهن من أمراض تقلبات الطقس، وتشمل:

- عدم الخروج من المنزل بعد الاستحمام مباشرة.

- شرب كوب من الماء قبل الخروج من المنزل.

- عدم الخروج من مكان دافئ إلى بارد والعكس.

- تجنب ارتداء الملابس الصوفية أو المصنوعة من البوليستر صباحًا، لأنها ترفع درجة حرارة الجسم وتحفزه على إفراز المزيد من العرق.

- ارتداء الملابس القطنية.

- البقاء في المنزل إذا كان الطقس محملًا بالأتربة أو ارتداء كمامة في حالة الخروج.

- تناول ملعقة من عسل النحل الممزوج بالليمون على الريق، لتقوية المناعة ومكافحة السعال.

- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الأطعمة الغنية بفيتامين سي وفيتامين د، لتعزيز الجهاز المناعي.

- الانتظام في ممارسة الرياضة يوميًا.

- التعرض لأشعة الشمس، لإمداد الجسم بجرعة جيدة من فيتامين د.

- التطعيم ضد الإنفلونزا.

- تجنب مسببات الحساسية قدر الإمكان، مثل وبر الحيوانات الأليفة.

- البقاء في المنزل عند ظهور أعراض تنفسية.

2023/03/08

كيف نتعامل مع الحركة الزائدة لدى الأطفال؟
تشكو الأمهات من كثرة حركة الأطفال سواء في البيت، أو عند الذهاب لزيارة الأقارب، وتشمل الحركة الزائدة أيضاً صعوبة قيام الطفل بمهامه المطلوبة واللازمة لحياته اليومية مثل تناول الطعام ومذاكرة الدروس.

تشرح لك الأخصائية التربوية وجدان أبو موسى، أسباب وعلاج الحركة الزائدة عند الأطفال كالآتي.

أسباب الحركة الزائدة عند الأطفال

•    تنشأ الحركة الزائدة عند الأطفال بسبب الغيرة من الاخوة الآخرين.

•   وقد تكون بسبب الحاجة للفت الانتباه، وكذلك الشعور بالتهميش.

•  معاناة الطفل النفسية من المشاكل الأسرية مما يؤدي لفرط حركته.

•   إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة ويظهر في سن السابعة.

مظاهر الحركة الزائدة عند الطفل

•   يستغرق وقتاً أطول في تناول الطعام.

•   يحتاج لوقت طويل في المذاكرة.

•   لا يلتفت لتوجيهات الأم والمعلمة.

•  لا يستقر في مكان واحد لوقت طويل.

كيف تعرفين أن طفلك يعاني من فرط الحركة المرضي؟

•   لا ينتبه لتوجيهات الآخرين، ولا لآرائهم وغضبهم من تصرفاته.

•   يظهر على الطفل أعراض عدم التركيز واستقبال المعلومات.

•   كما تظهر عليه قلة المشاركات الاجتماعية.

•   وتظهر عليه أعراض خلل في التواصل البصري.

•   ويظهر عليه ضعف التواصل اللغوي، فيبدو كلامه متقطعاً.

•  وتبدو على الطفل مظاهر الاندفاع دون الوعي بنتيجة ما يقوم به

علاج الحركة الزائدة عند الطفل

•   يجب على الأم أن تعالج المشاكل المحيطة في البيت مثل الحد من الغيرة والعدل بين الأبناء.

•   يجب احتضان الطفل واشعاره بقيمته، ودوره في الأسرة.

•  اختيار الألعاب والوسائل التعليمية التي تناسب حالته.

•   من الممكن أن تسمح الام لطفلها أن يذاكر دروسه مع صديق هادئ، أو مع شقيقه الأكبر الذي يعلمه الهدوء.

•    اختيار بيئة مناسبة للطفل لا يوجد فيها ضوضاء، ولا ألوان ورسومات مثيرة للحركة.

•   التحفيز والثواب والعقاب وعدم تأخير المكافأة في حال بقاء الطفل هادئاً، وعند انجاز المهام المطلوبة منه.

•   تنظيم حياة الطفل، وعدم وجود فوضى في أدواته وكتبه يساعده على انتقال هذه الطاقة الايجابية إليه.

*سيدتي
2023/03/07

معاناة يومية: كيف تتخلص من عبء الواجبات المدرسية لأطفالك؟
دور الآباء في العملية التعليمية للطفل ركن هام لا ينفك عنها، وعامل محوري في مسيرتها الطويلة، فمن أكبر الأخطاء أن نعول على المدرسة وحدها ونقتصر على دورها التعليمي دون تقديم دورا تكميليا للآباء في المنزل سواء بالمراقبة أو المتابعة بل والمشاركة، خاصة في إتمام الواجبات المنزلية التي تمثل الواجهة النهائية ليوم تعليمي حافل بالمعرفة.

[اشترك]

ويمكن القول إن مساعدة الطفل على إتمام واجباته بطرق صحيحة يمثل علامة فارقة في تفوق الطفل حيث تتحول العملية التعليمية إلى نوعا من المتعة أكثر منها عبء ثقيل يؤرق الطفل.

بيئة مناسبة

لابد أن نراعي وجود أجواء منزلية ملائمة غاية الملائمة، فلنحرص دوما على اختيار مكان مناسب وثابت في المنزل لعمل الواجب المنزلي، ومن الأفضل أن يختاره الابن بنفسه، مع مراعاة أن تتوفر فيه عوامل الراحة والهدوء مع الإضاءة الكافية والبعد عن الملهيات من تلفاز وكمبيوتر وغيرها.

كذلك التنسيق مع معلم المدرسة مهم جدا في ضبط إيقاع الواجبات المدرسية من حيث القدر المناسب للطفل، واختيار النوعية التي تتوازن بين السهولة والصعوبة، والقلة والكثرة، وبالتالي نضمن وجود حيز من الوقت للعب الطفل وإعطاءه فرصة لممارسة هواياته، ونتلافى أجواء الكآبة التي تنتاب أطفالنا وقت إتمام واجباتهم.

التخطيط الجيد

عوامل التخطيط الجديد تتألف من تنظيم الوقت بما فيه من اختيار الوقت المناسب لعمل الواجبات المنزلية، فنتجنب فترات قبل النوم حيث يغلب النعاس أو حالات الإرهاق..

وهناك قاعدة تربوية تقول: «العمل قبل المرح» ولذا لا يسمح للطفل مثلا بأن يلعب ويمرح ويخرج ويشاهد التلفاز ويزور أصحابه قبل أداء واجباته، وبالطبع لا نعني أن يؤدى الأمر بطريقة آلية إلا أنه لابد من اعتياد وقت ونظام ومكان ثابت لأداء الواجبات.

أيضا تقسيم الواجبات إلى مهام صغيرة يسهل إنجازها، والبدء بالأصعب ثم الأسهل، مع المراجعة الأسبوعية الشاملة فهي مهمة في تدعيم الذاكرة وترسيخ المعلومة في الذهن. جدير بالذكر أن حل الواجب المدرسي في مجموعة صغيرة مكونه من الأخوة والأخوات يضفي نوعا من الارتياح بالنسبة للطفل، ويحبب له هذا الروتين اليومي، ويعزز مهاراته عندما يرى تشارك اخوته في نفس قضيته ومسئوليته.

الواجب مهم

لا ننكر أن الواجب المدرسي عبء ثقيل لا يحبه غالب التلاميذ، لذلك من المهم تعزيز الدافع لديهم لإنجازه برحابة صدر عن طريق توضيح أهميته بالنسبة للتلميذ وتفوقه الدراسي وتميزه العلمي.

«الواجب مهم ولو كان مملا» لابد أن يكون شعارنا دوما، بل لابد أن تترسخ هذه القناعة لدى الطفل، وهذا لا يتم إلا بتكرار توضيح ضرورة الواجبات المدرسية وحيويتها لتسيير الحياة الدراسية، وأنها في مجملها ثمرة الجهد التعليمي ووسيلته النافعة لترسيخ المعلومة في الذهن، والتعمق أكثر في تناول المادة العلمية التي لا يكفي وقت الحصة القصير في تحقيقه، كما أنها برهان التواصل الجيد مع العلم، وخير وسيلة لتدريب أطفالنا على تحمل المسئولية.

مشكلة الآباء

قد يكون للآباء - خاصة الأمهات - دورا سلبيا يقلب أجواء الواجبات المدرسية إلى محنة يومية..

«ابنك ليس أنت» وبالتالي لا تتوقع منه أن يؤدي العمليات التعليمية بنفس المهارة أو السرعة التي تؤديها أنت، ومن هذا المنطلق فالصبر وسعة الصدر وتجنب الضجر من أعظم الوسائل لاحتضان الشبل الصغير وجعل أداء الواجب بالنسبة له نوعا من المنحة لا المحنة.

أيضا الجلوس مع الطفل لمساعدته في اتمام واجباته لابد أن نعتبره مهمة أساسية لا فرعية، وفريضة راقية ليست نافلة ثانوية، ورسالة أكثر منها مهمة تقلبنا كحراس نرقب حتى أنفاس الطفل..

مشكلتنا أن معظمنا يجلس مع الطفل مساء في نهاية يوم متخم بالأعباء وبالتالي فنحن نريد منه أن ينجز بسرعة وعجلة كي نخلد للنوم أو الراحة، وهذا ما يوتر الموقف ويحول دون إتمامه بالحب لا بالكره، خاصة لو أوجعنا الطفل ضربا أو شتما أو تجريحا لتراخيه في الأداء، وتتعقد المشكلة بين ضجر الوالد وبين الابن الفوضوي أو الضعيف دراسيا أو المتمرد، ويصل الأمر بالصغير إلى كره وقت الواجبات التي يراها مدرسة مسائية تثقل كاهله بعد المدرسة الصباحية.

ولا يفوتنا أن ننوه إلى أن الضجر قد يفرغ الواجبات المدرسية عن مضمونها وفاعليتها، فالخطأ الإملائي في أي فقرة كتبها الطفل لا ينبغي أن نشير إليه مباشرة بل بقليل من التمهل نطلب من الصغير أن يبحث عن كلمة كتبها خطأ.. هذا كفيل أن ينشط ذهنه، ويعوده على المراجعة بعد أي إجابة.

أيضا يحملنا الضجر على الإجابة المتسرعة عن كل سؤال يسأله الطفل، والأولى أن نقدم له الإجابة في نقاط تقريبية أو نستثير ذهنه ببعض الكلمات الإرشادية أو حتى التريث حتى يبحث هو بنفسه عن الإجابة بين ثنايا الدرس.

ومن الأمور التي يجب أن يراعيها الأب أو الأم عند مشارك ابنه في أداء الواجبات المدرسية أن تتناغم طريق المنزل مع طريقة الأستاذ في الفصل الدراسي، بمعنى أن يتعرف الوالدان من الطفل على الكيفية التي تبناها المدرس في حل التمارين الرياضية أو التعامل مع سائر المعلومات سواء بالحفظ أو الفهم، وذلك لأن تبني أسلوب آخر يمكن أن يشتت الطالب، ويفقده الثقة في طريقة أستاذه، بل ربما نصعب نحن عليه التحصيل الدراسي لأن طريقة الأستاذ في الغالب تكون الأفضل بحكم خبرته ومهارته التعليمية والميدانية.

وأخيرا ننوه بأهمية تعزيز الطفل نفسيا وماديا عن طريق: التشجيع، رصد مكافأة عند تفوقه، مراعاة أوقات الراحة والاسترخاء، تخلل فترات المذاكرة بوجبات خفيفة غنية بالفواكه، المعاونة الجادة عند مواجهة صعوبة ما، الحوار الدافئ واسترجاع ذكرياتنا حول الدراسة ليعلم الصغير أن الجميع مر بما يمر به الآن وأنه ليس مضطهدا.

2023/03/04

أولادي يغضبون ويتشاجرون.. كيف أتعامل معهم؟!
من الأمور شبه اليومية التي تحصل في البيت هو شجار أبنائي ومشادّاتهم الكلامية وعلو صراخهم، في البداية كنت أشعر بالغضب وخاصة من ابني الأكبر متوقّعة منه حلّ المشكلة مع أخيه الأصغر بحكم أنه الأكبر، ولم أكن لأستوعب أنه طفل أيضًا ويحتاج مني أن أدافع عنه كما أدافع عن الصغير.

[اشترك]

 وبما أن نوبات الغضب هي نوبات طبيعية في حياة الأطفال لا يمكن تجاهلها ويجب أن تأخذ مجراها، فقد اقتنعت منذ فترة بأن أتبع ما يلي أثناء مشاجراتهم:

1. أن لا أصاب بنوبة غضب نتيجة شجارهم.

2. أكون متسامحة وأسمح لهم بأن يشعروا بالغضب.

3.  أن اكون مراقِبة ومشرفة فقط ولا أتعجّل في التدخّل فقد يصلون إلى حلّ بدوني.

4. ذلك الشجار قد يطوّر من قدرتهم على التعامل مع الآخرين.

5. والأكثر قناعة به أنه كلما كبروا فإن تفاهمهم يزداد.

 6. الاعتذار منهم إذا كنت أنا سببًا في المشكلة، فباعتذاري لهم يتعلّمون الاعتذار والاعتراف بالخطأ.

7. أن لا أستخدم العنف اللفظي لأنه لا يؤثر على جسده بل على قلبه ولن تختفي أثاره مهما مرّت الأيام.

8. أن اتجنّب القلق بشكل مفرط عندما لا يكون الموقف يستحقّ ذلك.

حيث أن ذلك سيشعرِهم بالأمان وثقتي بهم ولأنني أعتقد وأؤمن بأن الأمان هو السبب الأول الذي يجعل الطفل يتعلّم ويتطوّر أداؤه، لأنه بعدم شعوره بالأمان سيبقى دائمًا مترددًا وسيؤثّر ذلك على شخصيته حينما يكبر.

*روان
2023/03/01

كشف الأسباب الخفية وطرق العلاج لمشكلة التبوّل اللاإرادي لدى الأطفال
عملية التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال مشكلة شائعة على عكس ما يظنه الناس، فيوجد حوالي (%30) من الأطفال في عمر الرابعة والنصف وحتى التاسعة والنصف مصابون به، وبعد هذه السن تقل النسبة إلى (%9).

[اشترك]

أسباب خفية لا ننتبه إليها

أحيانًا يكون العامل الوراثي هو السبب الرئيس في إصابة الطفل، وأحيانًا يكون السبب هو صغر حجم مثانته أو وجود مشكلة هيكلية في المسالك البولية أو في الجهاز العصبي، وهذا يحدده الطبيب، لكن هناك أسباب خفية لا ننتبه إليها، تكون هي المسبب المباشر لتبول الطفل ليلًا في فراشه، ومن هذه الأسباب:

1 - تعرُّض الطفل لهزةٍ نفسية عنيفة تسبب له التوتر والاكتئاب الذي من أهم مظاهره التبول اللاإرادي، وقد يكون ذلك بسبب غياب أحد الوالدين لأي ظرف كان، أو المشاجرات الدائمة بين الوالدين أمام الطفل ورؤيته لأمه وهي تبكي بسبب ذلك.

2 - شعوره بالغيرة بسبب قدوم مولودٍ جديدٍ في الأسرة، فيلجأ إلى التبول أو التبرز في مكانه للفت انتباه أمه إليه، ظنًّا منه أنها ستهتم به أكثر في هذه الحالة.

3 - المبالغة في ردة فعل الأم أو الأب تجاه الخطأ الذي يرتكبه الصغير، بالصـراخ في وجهه مع القسوة والعنف أو تعرضه للتعنيف أو الإحراج من جانب معلمه أمام أصدقائه في المدرسة، أو تعرضه لعملية تهديد وابتزاز.

4 - تعرُّض الطفل لأزمةٍ صحية أو شعوره بالبرد نتيجة عدم تغطيته جيدًا وهو نائم، أو إصابته ببعض الأمراض كالسكري والتهاب الجهاز البولي، وأيضًا إصابته بالإمساك المزمن.

من طرق العلاج

وقبل أن نشرح كيفية التعامل مع الطفل المصاب وكيفية علاجه، نؤكد على نقطة هامة لكل أم، فنقول لها:

" ابنك يعاني أشدّ مما تعانينه أنتِ، خاصةً إذا كان له إخوة يبيتون معه في الغرفة نفسها، وهو لا يفعل ذلك لمضايقتك أو عقابًا لكِ، فترفَّقي به، وأحسني إليه، وأكثري من الدعاء له بالشفاء، فهو كأي مريض، يحتاج إلى الرعاية والاهتمام".

ولعلاج هذا الأمر يجب علينا مراعاة النقاط التالية:

1 - البحث في الأسباب السابقة، ونقرر أيًّا منها تسبب في إصابة الطفل بهذا الداء، فمعرفة السبب سيساعد كثيرًا في العلاج.

2 - يجب مراعاة حالة الطفل النفسية، فلا يُعنَّف ولا تصـرخ الأم في وجهه، بل تحتضنه، وتشجعه على التغلب على تلك المشكلة، ومن الضروري جدًّا عدم علم إخوته بأمر كهذا، وإذا علموا يجب عليهم التجاهل وعدم إحراجه، خاصةً إذا قام مبللاً فراشه، وخلع ملابسه المتسخة وأخفاها وسط ملابس الأسرة، فليس من اللائق أبدًا أن تنادي عليه الأم وتوبِّخه على فعلته أمام إخوته وأبيه، ولا أن يعيره أحد إخوته بهذا الأمر، فهذه الأمور تسبب للطفل هزة نفسية عنيفة تؤدي إلى تفاقم المشكلة.

3 - الاهتمام بفراش الطفل المريض قبل نومه، فمن الممكن تغليف (المرتبة) بنايلون قوي، منعًا للتسريب، ثم تغطيتها بملاءة داخلية، وأخرى خارجية، ويفضل فعل الشـيء نفسه مع بقية إخوته حتى لا يلاحظوا الفرق ويسببوا له الضيق، فمن أكثر ما يسبب الألم للطفل المصاب هو إحساسه بضيق أمه لتسريب بوله إلى المرتبة، واتساخ فراشه.

4 - الاهتمام أيضًا بوضع قطعة قماش قطنية كفانيلة قديمة، تثنى وتوضع بين رجليه لتعمل عمل الحفاظة، فتمتص البول وتقلل من فرصة التسريب خارج ملابس الطفل، ويفضل وضعها له بعد أن يغط في نوم عميق، حتى لا نسبب له الحرج، وإذا استيقظ نوضح له أنها إجراء احتياطي يعينه على الشفاء وعدم اتساخ ملابسه.

5 - يجب أن تعلم الأم أنها هي الوحيدة القادرة على تخطي تلك المرحلة مع ابنها بسلام، فتعامله بلطف، ولا تتبرم أبدًا من إصابته، وتعينه باحتوائها له، وبحزمها مع إخوته لو ضايقوه، وتخبرهم بأنهم جميعًا كانوا كذلك، ولكن كل واحد منهم عولج في سن مختلفة عن أخيه.

6 - تقليل الطفل من شرب السوائل من بعد السادسة مساءً، وعدم شرب مدرات البول كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية التي تحتوي على الصودا كالبيبسـي وغيره، وأيضًا الامتناع عن أكل الشكولاتة ليلًا، فكل ذلك يقلل كثيرًا من فرصة تبوله في فراشه، وليس معنى ذلك أن تظل الأم تنادي عليه وتأمره بألا يشرب حتى لا يبلّ فراشه ليلاً، فهذا الأمر يسبب له الضيق والحرج، ويؤخر في علاجه، بل تخبره برفق وحب أن هذه الأمور تؤخر في علاجه ويجب عليه التقليل منها.

7 - يفضَّل إيقاظ الطفل مرةً أو اثنتين في الليل، خاصةً في الشتاء، حتى يدخل الحمام، فهناك أطفال يكون ثقل نومهم هو السبب، ومن الممكن أن تسنده الأم وهو بين مستيقظ ونائم، وتدخله الحمام، فأحيانًا يعارض الطفل النهوض من سريره ويكسل عن دخول الحمام، خاصةً في الشتاء، وتساعد الأم طفلها على تنظيف نفسه بنفسه، وتخبره أن هذا البول نجاسة، ولا بد من إزالته بالماء، فيستحمّ وينظف جسمه جيدًا، إذا حدث وتبوَّل في فراشه.

8 - إذا قام الطفل وفراشه جاف، لا بد وأن تحتضنه أمه، وتشجعه على الاستمرار، وإذا قام في اليوم التالي مبتلاً فلا توبخه، ولا تلتفت إلى هذا الأمر، فهو حتمًا يتألم لإخفاقه، وإذا جاء معتذرًا لها، تحتضنه وتشجعه على أنه غدًا سيصبح أفضل.

وعمل جدول توضع فيه النجوم، ومن ثمَّ مكافأته إذا نجح في السيطرة على نفسه يعين الطفل كثيرًا في التغلب على هذه المشكلة.

9 - هناك وصفات طبيعية من الممكن أن تؤخذ لتقليل فرص تبول الطفل ليلاً، أكثرها نفعًا هي أخذ ملعقة أو أكثر من العسل الأبيض قبل النوم، وصفحات العلاج التكميلي مليئة بهذه الوصفات، فلا يضر أن تجربها الأم، بشـرط أن يتقبلها الطفل، والحالات المتأخرة من المرض يصف لها الطبيب العقار المشهور (تفرانيل)، فقد أثبت فاعلية كبيرة في علاج التبول اللاإرادي خاصة إذا كان الطفل قد كبر سنه، ويجب أن يؤخذ تحت إشراف طبي.

وينبغي أن تتفهم الأم أن رحلة العلاج ربما تطول، فتمتد إلى بضعة أشهر أو أكثر من سنة، وقد وُجدت حالات لأطفال عولجوا تمامًا، ثم انتُكسوا مرةً أخرى بعد بضعة أشهر من العلاج، لأي طارئ طرأ على حالتهم النفسية أو الصحية، فلا بد أن تتجاهل الأم هذا الأمر تمامًا، ولا تشعر طفلها أنها عرفت، وإذا أخبرها هو، فتهوِّن عليه الأمر، ومن الممكن أن تقول له: " لا بد وأنك نسيت تدخل الحمام قبل نومك أو شربت كثيرًا من الماء والعصائر" وتخبره أن لا ينسى ذلك مرة أخرى، بهدوء تام وعدم اهتمام، حتى لا ينتكس الطفل ويعود إلى ما كان عليه.

ملحوظة:

بعض الأمهات أوضحن أنهن اتبعن طريقة الحزم مع الطفل دون عنف وضرب، وقد سرعت من الشفاء مع بعض أبنائهن، وزادت الطين بلة مع آخرين.. وأقول:

" إن لكل طفل شخصية خاصة به، وما ينجح مع طفل ربما لا ينجح مع أخيه، فهناك أطفال ينجحون في السيطرة على أنفسهم بعد أن تشعرهم الأم بالغضب الشديد لتبولهم في فراشهم، أو بعد تهديدها لهم بالحرمان مما يحبون، وهناك أطفال آخرون تتدهور حالتهم النفسية من هذا الحزم من جانب الأم، فتزداد حدة المشكلة لديهم، فلتكن الأم واعية بطبيعة طفلها، ولتحسن علاجه بالطريقة التي تناسبه، ولتكثر من الدعاء له بالشفاء، ولتتصدق، فالصدقة لها أثرٌ عظيم في شفاء المرضى، كما قال صلى الله عليه وآلة وسلم: " داووا مرضاكم بالصدقة".

2023/02/23

لماذا يشعر الأطفال دائماً بالجوع؟
تحضّرين وجبة الإفطار ثم الغداء ثم العشاء، وبينها عدة وجبات خفيفة، ورغم ذلك، قد يطلب طفلك المزيد ويعبر عن شعوره بالجوع طوال الوقت، وكلما وجدك، يطلب منك الطعام.

هذا الطلب ليس دائما بسبب الجوع، بل هناك أسباب أخرى قد تدفع الأطفال إلى طلب الطعام؛ بعضها نفسية وبعضها جسدية.

وقبل التطرق إلى الأسباب المحتملة وراء طلب طفلك للطعام باستمرار، يجب مراجعة الطبيب إذا لاحظت تغيرا كبيرا في شهيته، سواء زيادة أو نقصانا، لأن هناك بعض الحالات الصحية التي يمكن أن تكون سببا لذلك، ومنها الإصابة بالديدان المعوية ومرض السكري من النوع الأول والثاني واضطرابات الكلى، واضطراب الغدة الدرقية.

وإذا كانت صحته على ما يرام، يمكنك الانتباه إلى الأسباب التالية التي قد تكون وراء شعوره بالجوع المستمر:

  •  طعامه غير مشبع

يقدم بعض الآباء لأطفالهم وجبات غير مشبعة، ويعني هذا أنه حتى بعد تناول هذا الطعام مباشرة، قد يظل طفلك جائعا، وخاصة الأطفال الذين لا يأكلون الفواكه والخضروات المليئة بالألياف والسوائل التي تساعد على الشبع، فهم قد يجدون أنفسهم أيضا غير مكتفين بوجباتهم.

لذلك، تأكدي من احتواء وجبة طفلك على أطعمة مشبعة، مثل الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، كالقمح والشوفان والذرة والبروتينات والفواكه والخضروات.

وينطبق الأمر نفسه على الوجبات الخفيفة، فيجب أن تكون غالبيتها تحتوي على عناصر غذائية مشبعة، ومن الوجبات الخفيفة المشبعة: الزبادي، وزبدة الفول السوداني مع الموز، والمكسرات، والبيض المسلوق، والبطاطا الحلوة المشوية، ومقرمشات الحبوب الكاملة.

  •  عادات غذائية غير صحيحة

يتبع بعض الآباء من دون استشارة اختصاصي التغذية أنظمة غذائية تشمل بعض القواعد غير الصحيحة، مثل تقليل الدهون في الوجبات، ظنا أن ذلك يساعد أطفالهم في الحفاظ على وزن جيد.

وهذا بالطبع غير صحيح، لأن الدهون ضرورية، وتساعد في الشعور بالشبع، ومن المهم جدا أن يكون لطفلك نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع أنواع العناصر الغذائية المهمة مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون والمعادن والفيتامينات.

  •  تقليل كميات الطعام

يرتكب بعض الآباء خطأ بتقييد أطفالهم بكميات محددة من الوجبات؛ خوفا من الإفراط في تناول الطعام.

وغالبا ما تؤدي قيود النظام الغذائي إلى هوس الأطفال بالطعام، لأنهم لا يشبعون أبدا ويرغبون دائما في تناول المزيد.

  • الوزن الزائد

من المرجح أن يشتهي طفلك المزيد من الطعام إذا كان يعاني من زيادة الوزن، ويرغب في تناول الطعام طوال الوقت لإشباع متطلبات الجسم من السعرات الحرارية.

  •  تقديم أطعمة غير محببة له

إذا كان طفلك لا يحب الأطعمة التي تقدمينها له في أوقات الوجبات، فمن المحتمل أن يأخذ بضع قضمات، ثم يخبرك أنه قد شبع، ولكن سرعان ما يعود لطلب الطعام لأنه لم يشبع حقا.

ويمكنك إعطاء الخيار لطفلك لما يود تناوله قبل تجهيز الطعام، وتوصي مختصة التغذية شانا سبينس بالسماح لأطفالك بأن يساعدونك في تحضير الأطعمة وباصطحابهم معك للتسوق، فذلك يشجعهم على اكتشاف وتجربة الأطعمة الجديدة إذا كانوا انتقائيين في طعامهم، شجّعيهم على ذلك بدون إجبارهم.

  •  التشتت أثناء تناول الطعام

مشاهدة الطفل للشاشات أثناء تناول الطعام قد يشتت تركيزه، ويأكل أقل مما يحتاج، وبعد الانتهاء من المشاهدة، قد يشعر بالجوع مرة أخرى، رغم مرور وقت قصير على تناوله وجبته الأخيرة.

وأفضل ما يمكنك فعله هو إيقاف تشغيل التلفزيون والكمبيوتر والهواتف أثناء أوقات الوجبات؛ لتناول الطعام بوعي والانتهاء منه عند الشعور حقا بالشبع.

  • الخلط بين الجوع والعطش

تحققي إذا كان طفلك جائعا حقا أم أنه يشعر بالعطش ويخلط بين الشعورين، فغالبا ما ينشغل الأطفال باللعب لدرجة أنهم ينسون شرب الماء، خاصة في الطقس الحار.

وضّحي لطفلك الفرق بين الجوع والعطش، وحاولي أن يكون له زجاجة ماء أو كوب مخصص يمكنه إعادة ملئه طوال اليوم، حتى يسهل الوصول إليه عندما يشعر بالعطش.

  •  طفرات النمو

تتغير شهية الأطفال من عام لآخر وحتى من يوم لآخر، وخاصة الأطفال الصغار وكذا من هم في مرحلة ما قبل المدرسة، فقد يتناول القليل من الطعام في يوم، واليوم التالي يتناول كميات كبيرة، وقد يكون سبب ذلك هو مرور الطفل بطفرة نمو.

وتسبب طفرات النمو ارتفاعا مفاجئا في الشهية خارج طبيعة الطفل، وقد يصعب إشباعه، ولكن لا داعي للقلق، هذا طبيعي تماما.

ويمكنك التعامل مع هذه الزيادات المفاجئة في الشهية بتقديم أطعمة مغذية ومشبعة له، وحاولي أن تكون لديكِ خيارات صحية وسهلة التحضير، وهناك العديد من الخيارات التي لا تتطلب الكثير من الجهد؛ مثل التي ذكرناها سابقا، ويمكنك البحث عن المزيد.

  • محاولة للمماطلة

يستخدم بعض الأطفال حيلة الجوع للمماطلة وتأخير وقت النوم، فإذا كان طفلك يستخدم هذه الطريقة، قدمي له وجبة خفيفة قبل النوم بساعة أو ساعتين، ووضحي له أن المطبخ قد تم غلقه حتى الصباح.

  •  المشاعر السلبية

يجد العديد من الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بوضوح، ومثل البالغين، قد يلجؤون للأكل تلبية لحاجة عاطفية عندما يمرون بمشاعر سلبية.

وتقول الكاتبة وخبيرة التغذية ماريان جاكوبسن لموقع "بارنتس" Parents أحيانا يقول الطفل أنا جائع، وما يعنيه حقا هو أنا أشعر بالملل أو الانزعاج أو التوتر"، ومن المحتمل أيضا أن يكون طلب الطعام هو محاولة لجذب الانتباه.

فإذا لاحظت هذا السلوك في طفلك، يمكنك التحدث معه عن الطعام ودوره الفعلي، وإذا اتضح أنه ليس جائعا، يمكن أن تناقشي معه مشاعره، ومحاولة مساعدته إذا كان هناك مشكلة أو مشاركته نشاطا إذا كان يشعر بالملل، وقضاء المزيد من الوقت معه إذا كان يريد جذب انتباهك فقط.

وتنصح جاكوبسن بأن تكون الوجبات محددة ومنتظمة، وبتجنب الوجبات العشوائية، وأشارت إلى أن ذلك "يساعد في تجنب اكتساب الطفل عادات تناول الطعام لأسباب غير متعلقة بالجوع".

2023/01/22

الهواتف تربي أطفالنا ونحن نتفرّج!
كنتُ جالسة أنجز بعض الأعمال على حاسوبي، بالقرب مني ابنتي ذات الثلاث سنوات تشاهد الرسوم المتحركة على الجهاز اللوحي، وابنتي الأخرى ممسكة بهاتفي الخليوي تكتشف ألعاباً جديدة، وابنتي الثالثة تشاهد التلفاز.

[اشترك]

وبينما أنا منغمسة في تحضير أفكار أنشطة تربوية مفيدة جديدة، سمعتُ ضحكة ابنتي الكبرى، التفتُ ونظرتُ إلى هذه الفتاة الرائعة، وأصغيتُ بتمعن إلى ضحكتها البريئة، ثم نظرتُ إلى ابنتي الصغرى أتأمل تفاصيلها الجميلة وابنتي الثالثة المشاغبة الذكية وحركاتها العفوية، وتذكرتُ عبارة ذاك الطبيب المتخصص بالأمراض الاستقلابية وأمراض الجهاز العصبي حين قال “أصبحنا في زمن تُترك فيه مهمة تربية الأطفال للشاشات، زمن يلعب فيه الأهل دور المتفرج ويتركون مهمة التربية للحاسوب أو الموبايل أو الألعاب الإلكترونية”.

أغلقت الحاسوب سحبت الأجهزة من أيدي أطفالي، حملتهم وأجلستهم على الأريكة، وبدأنا بجلسة دغدغة كادت لا تنتهي بقدر ما كنتُ مشتاقة إلى سماع ضحكاتهم، هؤلاء الكائنات يحملون كماً هائلاً من الحب والطاقة الإيجابية في نفوسهم البريئة، هم قادرون على هزم كل خيبات الكون التي قد تصيبنا بصفائهم وتصرفاتهم العفوية الخالية من ملوثات عالم الكبار.

ثم أحضرنا المعجون وبدأنا نصنع أشكال الحيوانات ونسميها ونقلد أصواتها ونضحك، فعلياً لم أكن أنا من يهتم بهم، بل كنتُ ألعب معهم، هم مَن كانوا يعتنون بالجزء الطفولي من شخصيتي، كلنا داخلنا طفل صغير يحتاج إلى أن يتحرر من قيود المجتمع ويضحك بعفوية لبعض الوقت.

توقفوا عن إهدار وقتكم ووقت أطفالكم على وسائل “اللاتواصل” الاجتماعي!

إننا نقع في الفخ دون أن نشعر، مَن منا لا يستسهل الأمور ويسلم أطفاله تلك الأجهزة كي يتسنى له إنجاز الأعمال المنزلية أو ربما الاستراحة أو القيام بأي عمل آخر، من منا لا ينغمس هو نفسه لساعات متسمرا أمام شاشة حاسوب أو جهاز لوحي أو هاتف، مقلباً صفحات “اللاتواصل” الاجتماعي دون توقف.

ماذا عن تلك الأيام حين كان أسعد وقتٍ نمضيه ذاك الذي نقضيه معاً، نتحدث، نضحك، نلعب أو حتى نتشاجر. انعدم التواصل كلياً، أصبحنا نجلس على مائدة الطعام كالغرباء.. كأننا في غيبوبة تكنولوجية بعيدة الأمد.

يجب لكل منا أن يضع قواعد محددة بشأن تلك الأجهزة. حتى لو كنا سنصنف بالرجعيين” أو “القديمي الطراز”، يجب أن نحدد وقتاً كل يوم للجلوس والتحدث مع أطفالنا كل يوم، وقتاً للعب معهم، ويجب أن تلغى الشاشات في الجلسات الجماعية أو عند الخروج، عند زيارة الأقارب، في المطاعم، وقت تناول الطعام في المنزل.

نحن نتجه إلى بناء جيل بعيد كل البعد عن التواصل الاجتماعي الفعلي، جيل يتسم بالخجل وانعدام الثقة ومشاكل في التعبير، جيل يتخفى فيه الأطفال خلف الشاشات، يتنمرون على بعضهم البعض، ينتقدون الآخرين، يضحكون ويبكون وفق ما يشاهدون، لم يعد هناك عودة حقيقية إلى الذات، لم يعد هناك متسع للوقت كي يفكروا أو حتى كي نفكر نحن فيما فعلناه خلال يومنا، في أخطائنا، في تحسين ذاتنا، في خطط مستقبلية، أصبحنا مبرمجين كالرجال الآليين، مهما كانت الظروف صعبة ومهما كان الوقت محدوداً، لا يجب أن ينعدم التواصل اليومي مع أطفالنا دون أن نشعر، تحت أي ظرفٍ كان.

2023/01/03

هل تشعرون بالذنب تجاه أطفالكم؟!
الأبوة والأمومة أشياء وعواطف ومشاعر تُعطى كل يوم، في بعض الأحيان يُصاب الآباء بالضعف العاطفي، ويواجهون تحدياً قد يكون مزعجاً نتيجة للشعور بالذنب؛ أنهم ليسوا آباء صالحين، وغير قادرين على القيام بما يكفي، أو على أداء وظيفتهم بوصفهم آباء تجاه أطفالهم.

[اشترك]

شعور الوالدين بالذنب أمر شائع، ويمكن التغلب عليه بسهولة، ولكن عندما لا يتمكن الآباء أنفسهم من اكتشاف ذلك، فإنهم يعانون من توتر داخلهم يؤدي في النهاية إلى سوء العلاقة بينهم وبين أطفالهم.

صفات شعور الآباء والأمهات بالذنب
  •  يشعران بأنهما مخطئان مع ابنهما.
  •  يشعران بأنهما ليسا أبوين صالحين إذا تركا الطفل في المنزل واتجها إلى العمل.
  •  يشعران بالذنب لعدم قدرتهما على إكمال قائمة مهامهما.
  • يشعران بالسوء حتى عندما يكونان بصحبة الأطفال.
  • يشعران بالتعب والفتور طوال الوقت.
  •  تنتابهما مشاعر سلبية تجاه الأسرة والأطفال.
  • غير قادرين على الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • غير قادرين على الحفاظ على علاقة ودية مع العائلة والأصدقاء.
ما الذي يدفع الوالدين للشعور بالذنب؟

أحكام المجتمع

فهي تغذي عدة عوامل من التوتر المستمر لعدم كونك أباً صالحاً، أو أماً صالحة، فهذه العوامل الاجتماعية ترسم فكرة محددة مسبقاً حول الأبوة والأمومة حيث يُفترض أن الآباء والأمهات يجب أن يكرسوا جهودهم بنسبة 100٪ تجاه أطفالهم، بحيث يعطونهم الأولوية، والأمهات على وجه الخصوص، يشعرن بالسوء عند مغادرتهن للعمل بعد الحمل.

الضغط الكبير على الأبوين

العوامل الاجتماعية مثل الضغط الشديد على الآباء والأمهات، بحيث يُتوقع منهم أن يعيشوا الحياة بطريقة معينة في ضوء الأبوة، وهذه الطريقة تذكرهم بواجباتهم في كل مرة وتمارس ضغطاً هائلاً عليهم، الذين هم أنفسهم جُدد في هذه المرحلة من الحياة.

العوامل البيولوجية

تجب أيضاً مراعاة العوامل البيولوجية، حيث يخضع جسم الأم لعدة تغييرات في أثناء الحمل وبعده، ما يؤثر سلباً في صحتها النفسية والبدنية، وهذا يثير شعور الوالدين بالذنب في كثير من الأحيان.

من هم الأكثر عرضة لذنب الوالدين؟

في حين أن جميع الآباء في جميع المراحل عرضة للشعور بالذنب، فإن الآباء الجدد، وآباء الطفل الوحيد، والآباء الذين ليست لديهم موارد كافية في متناول اليد، والذين يعملون مهنيين، يعانون في الغالب من ذنب الوالدين بسهولة.

كيف يتغلب الآباء على شعورهم بالذنب؟

1- الأبوة والأمومة ليست لهما قواعد ترد في كتاب، لأن هناك 100 طريقة لتربية الطفل بطريقة حقيقية.

2- فشلكما في تربية ابنكما لا يعني أن أسلوبكما كان خاطئاً، الفشل هو نقطة انطلاق نحو النجاح.

3- لا تقيِّما أنفسكما بوصفكما والدَين، وتذكرا أن الأبوة والأمومة تتطلب منكما التعلم مثل أي شيء آخر، وأنتما لستما مضطرين لا للعطاء فقط، وكل ما هو مطلوب منكما هو تحسين طريقة تربية الطفل، لأن تقييم أدائكما سيؤثر في علاقتكما بطفلكما، وسوف يدمر الدافع وراء الأبوة والأمومة، فاهتما بأنفسكما أكثر وركزا عليها.

2023/01/02

طرق تساعد الطفل على النطق بشكل أسرع
يعدّ التحدث وفهم الآخرين من المهارات المهمّة للغاية في الحياة. فقدرة الطفل على التواصل تساعده على تكوين الصداقات والتعلم وانجاز الكثير من الامور التي يمكن أن تبدو بسيطة لكنّها تتطلّب الكلام. لذا فانّنا في هذا الموضوع سنساعدكم على اكتشاف طرق تحسين التطور اللغوي لدى الطفل.

[اشترك]

1- جذب انتباه الطفل

عليكم الجلوس مع طفلكم وجذب انتباهه بطريقة تحدّثكم وتطلقون الحوار معه مع حثّه على التفاعل لكي يجيب عن تساؤلاتكم. فيمكن ان تقولوا معلومة خاطئة تعلمون بمعرفته الاجابة الصحيحة، حيث سيسعى للتصحيح لكم ما يطوّر قدراته اللغوية.

2- الإستمتاع بالوقت معه

استخدموا الحركات وإصدار أصوات ووجوه مضحكة. لهذا دور كبير في جذب انتباه طفلكم وجعله يضحك، مما يشجع على تطوير اللغة.

3- استخدام لغة بسيطة أثناه محادثته

لا تطيلوا جملكم كي لا يضيع طفلكم بسبب كثرة الكلمات. قصّروا جملكم واطلبوا مباشرةً ما تريدون منه، وشجّعوه من جهته على استخدام العبارات للتعبير عن حاجاته بدل الحركات فقط.

4- منح الوقت للتفكير

امنحوا طفلكم الوقت الكافي للردّ، وانظروا إليه أثناء انتظاركم. لا يمكن الحكم أنّه لا يعلم الإجابة إذا لم يردّ بسرعة، لأنّ الطفل يحتاج  إلى وقت أطول من البالغين للتفكير فيما سمعه، ولتحديد ما الذي سوف يجيب عليه.

5- تسهيل السمع عليه

قوموا بإيقاف تشغيل الموسيقى أو الراديو أو التلفزيون لكي يتمكّن طفلكم من التركيز على كلماتكم الموجّهة إليه.

6- تكرار الكلام

 يحتاج الأطفال الرضع والأطفال الصغار إلى سماع كلمات وجمل عدة مرات لفهمها وتعلم كلمات جديدة. هذا هو الجانب الرئيسي من حديث الطفل، لذلك عليكم أن تكرّروا جملكم.

7- زيادة كلمة على ما يقوله

تساعد إضافة كلمة أو كلمتين إلى ما يقوله طفلك في المرحلة التالية من الحديث. لذا، إذا قال طفلكم "سيارة" عند مشاهدة سيارة أجرة، فيجب أن تحدّدوا له ماهي على سبيل المثال "نعم، سيارة أجرة".

8- عدم اعاقة كلام الطفل

سهلّوا على طفلكم الكلام، وأبعدوا كلّ ما بإمكانه أن يشتت تركيزه ويوقفه عن التحدّث. والأهمّ لا تقاطعوه فيما يحاول ان يتحدّث معكم!

9- ترداد الأصوات التي تصدر عن طفلكم

قوموا بتكرار الأصوات والكلمات والجمل التي يقولها طفلكم،  فهذا سيشعره باهتمامكم وبأهمية الأصوات والكلمات، ممّا يساعد في تطوير كلامه.

10 - اظهار الطريقة الصحيحة للكلام

حين يرتكب طفلكم خطأ أخطاءً لغويّاً أو لفظيّاً  أثناء التحدّث إليكم، أظهروا له أنكم تفهمون. وبدلاً من مطالبته بتكرار الكلمات بشكل صحيح، قوموا بترداد الكلمة أو الجملة مرة أخرى بشكل صحيح له.

أخيراً نشير الى أنّ بعض الأطفال يجدون صعوبة في التحدث والاستماع أكثر من غيرهم، وقد يجدون أيضاً صعوبة في فهم معنى الكلمات والجمل. ومنهم من يجهد للعثور على الكلمات والأصوات المناسبة لاستخدامها وترتيبها، لذا قد يحتاج هؤلاء الأطفال إلى مساعدة إضافية. فإذا كنتم تشعرون بالقلق بشأن طفلكم، قوموا باتشارة شخص مختصّ.

هبة معلوف
2022/12/20

مشاجرات الأشقاء مزعجة لكنّها مفيدة!
أينما توجد أُسرة لابدّ أن يوجد هناك تنافس بين الأشقاء، وتنافس الأشقاء هو مصطلح كان أوّل مَن وضعه الطبيب النفسي ديفيد ليفي عام 1930، وذلك عندما أجرى اختباراً أعطى فيه مجموعة من الأطفال دُمى تمثّل والديهم وإخوتهم، وسألهم عمّا شعروا به عندما رأوا أشقاءهم في حضن أُمّهم أو أبيهم.

[اشترك]

ومن بين الردود التي سجلها ليفي: الدفع بإخوتهم والرمي والصفع والضرب والتمزيق والعض والقرص بالأصابع والركل بالقدمين. أكّد ليفي – الذي كرّر تجاربه مع عينة من الهنود في غواتيمالا مع نتائج مماثلة – أنّه بغضّ النظر عن العمر والجنس وترتيب الأبناء في الأُسرة والخلفية الثقافية، بقي التنافس بين الأشقاء حقيقة من حقائق الحياة الأُسرية.

 وقد بيّنت الدراسات أنّ هذه المنافسة تولِّد مشاجرات دائمّة بين الإخوة قد تصل إلى ما بين ثلاث وسبع مرّات في الساعة بين الأشقاء الصغار (بين عمر سبع سنوات وأقل)، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المشاجرات تبثّ جوّاً متوتراً في أرجاء البيت، وتزعج الأهل بشكل خاصّ، بحيث تستهلك كثيراً من وقتهم، وتُشعرهم كما لو أنّهم كالحَكَم في ملعب رياضي، أو كالقاضي في باحة المحكمة، أو كمشاهد في ساحة نزال، وأكثر من ذلك فهي تصبح مصدر قلق للأهل الذين يدركون مدى أهميّة العلاقات بين الإخوة، ويحدوهم الأمل في أن يكون أطفالهم رفاق بعضهم البعض في المنزل، وسنداً لبعضهم الآخر في الخارج، لكنّ تطوّر العلاقات بين الإخوة أكثر تعقيداً ممّا يتصوّر كثير من الآباء والأُمّهات.

المشاجرات بين الإخوة مزعجة، لكنّها مفيدة

والأخبار الجيِّدة للأهل هنا أنّ هذه المشاجرات مفيدة، لا بل ضرورية لنمو أطفالهم، تقول أُستاذة علم النفس التنموي د. جودي دن، إنّه «على الرغم من أنّ الأمر قد لا يبدو كذلك، فإنّ التنافس بين الإخوة يمكن أن يكون بنّاءً، ويهيئ الأطفال لبناء علاقات سليمة عند تقدّمهم في السن»، يقدّم الأشقاء تدريباً حياتياً مبكراً في كيفية العمل والعيش مع أشخاص آخرين، وتوفّر المشاجرات فيما بينهم دورة مكثفة في طريقة إدارة العواطف الحادة كالحسد والكراهية والغضب، ولا شكّ في أنّ المنافسة على اهتمام الوالدين فطرية عند الأطفال من جميع الأعمار، وخاصّة الأطفال الأصغر سنّاً، كما أنّ النزاع بين الإخوة المراهقين يساعدهم على فهم حاجتهم إلى التميّز عن العائلة ورسم حدودهم الخاصّة، بشكل عام تشير الأبحاث إلى أنّ فوائد خلافات الإخوة تشمل زيادة المهارات في فهم الآخرين والقدرة على التفاوض والإقناع وحل المشكلات، وبعبارة أُخرى فإنّ بعض القتال ليس أمراً حتمياً فقط، بل إنّه تعليمي أيضاً.

واستناداً إلى مشروع بحث مدّته خمس سنوات، أجرى (مركز أبحاث الأُسرة) التابع لجامعة كامبريدج دراسة لمعرفة مدى التطوّر المعرفي والاجتماعي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وستة أعوام، وقد أكّدت رئيسة فريق البحث الذي أجرى هذه الدراسة د. كلير هيوز، أنّه «كلّما ازدادت المشاجرات بين الأطفال الأشقاء، تعلّموا المزيد عن تنظيم عواطفهم وكيفية ومدى تأثيرها على مشاعر الآخرين»، «يكمن أحد الأسباب الرئيسة لهذا هو أنّ الإخوة هم حلفاء بعضهم البعض الطبيعيين، وغالباً ما يكونون على الموجة نفسها من التفكير، وفي كثير من الأوقات يدخلون فيما يُسمّى بألعاب التظاهر (لنلعب أنّك أنت المعلِّم وأنا التلميذ مثلاً)، التي تساعد الأطفال على تطوير وعيهم بالحالات العقلية المختلفة»، وتظهر النصوص المأخوذة من تسجيلات الفيديو التي شارك فيها الأشقاء في لعبة التظاهر بهذه الدراسة، أنّه خلال هذه الألعاب يناقش الأطفال الأفكار والمشاعر بعمق، وغالباً ما يؤسّسون ما يشير إليه الباحثون بـ«الدعائم العاطفية» التي يبني الأطفال حولها قصصاً تساعدهم على تطوير أفكارهم حول حالات ذهنية مختلفة ووعيهم بها، ومن المثير للاهتمام أنّه حتى عندما كان التنافس بين الإخوة واضحاً، على سبيل المثال عندما كان الأطفال يزعجون أو يتجادلون مع أشقائهم، كانت المبادلات الكلامية غنيّة عاطفياً لها فوائد عديدة، لاسيّما بالنسبة إلى الأطفال الأصغر سناً، حيث تتحوّل إلى مصدر إثراء عاطفي لهم، ونتيجة لذلك على الرغم من أنّ الأشقاء الأصغر سناً أظهروا معدلات منخفضة من التعبير عن الحالة النفسية من إخوانهم الأكبر سناً، فإنّ مستوى تفاهمهم الاجتماعي ازداد بسرعة، وفي فترة قصيرة كانوا يعبّرون عن عواطفهم على قدم المساواة تقريباً مع أشقائهم الأكبر سناً.

دور الأهل وسط عاصفة الشجار

هذا لا يعني أنّ الآباء لا يمكنهم أو أنّه لا يجب عليهم مساعدة أطفالهم خلال مواجهاتهم ومشاجراتهم، وتقوية مشاعرهم الإيجابية تجاه بعضهم البعض، فهناك دائماً لحظات يحتاج فيها الآباء إلى التصرُّف من أجلهم ومن أجل سلامة عقولهم، وأحياناً من أجل سلامة أطفالهم، خاصّة أنّ المشاجرات قد تتحدّى كلّ قانون يعتقد الآباء بأنّه مقدّس، مثل: لا ضرب، لا تعدٍّ على ممتلكات الآخرين، لا استبعاد.. فيأتي الضرب بعد تحريض صارخ، ويحصل التعدي على ألعاب أو مقتنيات الشقيق الآخر كرد فعل على إساءة عميقة، ويأتي الاستبعاد من المشاركة في الألعاب نتيجة لتصرُّف مماثل سابق، تعتقد اختصاصية علم النفس، مؤلفة كتاب (عدوّي العزيز، صديقي الخطير.. صنع وفسخ روابط الأخوة)، دوروثي رو، أنّ على الآباء أن يتدخلوا في مشاجرات أطفالهم ليظهروا لهم أنّ هناك طُرُقاً أفضل من الشجار للتعامل مع الخلافات، والمعاملة بالتساوي هي أفضل الحلول، كما أنّ الحرص على عدم الانحياز إلى طرف دون الآخر مطلوب حتى لو كانت هناك إصابة تستحقّ التعاطف معها، وتُظهر الأبحاث أنّ أحد أهم الأشياء التي يمكن للوالدين القيام بها لمساعدة الأطفال على تعلُّم كيفية إدارة عواطفهم خلال مشاجراتهم هو الحفاظ على هدوئهم هم أنفُسهم، لأنّ الأبناء ينظرون إلى والديهم كـ«بيئة حاضنة لتماسكهم»، وكملاذ آمن في خضم عاصفة مشاعرهم المضطربة، وإذا استطاع الأهل البقاء هادئين واستطاعوا تهدئة أطفالهم، فسوف يتعلَّم الأطفال في نهاية المطاف أن يظلوا هادئين هم أيضاً، وهي الخطوة الأولى في تعلُّم إدارة مشاعرهم، ومع ذلك وبعيداً عن وقت الشجار وفي أوقات مختلفة تماماً، من المهم أن يتحدّث الوالدان مع الأطفال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن البيئة العائلية السليمة والسلوك المهذب والآداب، وكما هي الحال مع كلّ جانب آخر من جوانب الأبوة والأُمومة، يُعدّ سلوك النمذجة أحد أفضل الوسائل لتعزيز الروابط القوية بين الأشقاء، فيجب على الأهل الانتباه إلى نبرة صوتهم وهم يتحدّثون إلى بعضهم البعض، إذ يعتبر مشهد الآباء وهم ينتقدون بعضهم البعض شكلاً من أشكال التنافس بين الإخوة الكبار الذي لا يمر دون أن يلاحظه أحد أطفالهم أصحاب العقول الفضولية المشغوفة.

هل تساعد الكُتُب والبرامج التلفزيونية المخصصة؟

قد يكون مصدر إلهام عديد من الآباء الشباب كوسيلة للمساعدة، البرامج التلفزيونية أو الكُتُب التي تعلّم الأشقاء المتشاجرين كيفية حل الخلافات، لكن عندما قارنت أُستاذة علم النفس التطبيقي في جامعة Northeastern د. لوري كرايمر، برنامجها (أكثر مرحاً مع الإخوة والأخوات)، الذي يعلِّم الأطفال كيفية حل النزاعات مع الأشقاء، مع برنامج مختلف لجأ إلى الكُتُب والرسوم المتحركة التي تعنى بإدارة النزاعات الأخوية، وجدت أنّ الأطفال الذين تعرّضوا لمثل هذه الوسائل تعلَّموا شيئاً آخر مختلفاً تماماً، وتقول إنّه: «بعد ستة أسابيع من مشاهدة تلك البرامج وقراءة تلك الكُتُب، تراجعت جودة العلاقة الأخوية»، لماذا؟ لأنّ هذه الوسائل تدرّس أيضاً طُرُقاً جديدة للمعاملة السيِّئة بين الإخوة، ولتأكيد ذلك أجرت كرايمر دراسة لاحقة شملت 261 كتاباً تهتم بتصوير العلاقة بين الإخوة، وجدت فيها أنّ الكتاب المتوسط يظهر السلوك السيِّئ بقدر ما يسلِّط الضوء على السلوك الجيِّد، ولا شكّ في أنّ كلّ شيء يصبح أسهل بكثير عندما نُقبل أنّ مهمّتنا كآباء وأُمّهات ليس القضاء على الصراع بين أبنائنا بل للتخفيف من آثاره، ويجب ألا ننسى أنّه غالباً ما ينسجم الأطفال جيِّداً تماماً كما يتقاتلون جيِّداً، لأنّهم يعلمون – بشكل فطري – أنّ وجودهم هو من بين الثوابت المهمّة في حياة بعضهم البعض: فالأصدقاء يأتون ويذهبون، لكنّ الأشقاء هم أشقاؤهم مدى الحياة.

مهى قمرالدِّين

 

2022/12/18

نصف الأطفال بـ «الجهال».. تأهيل الآباء والأمهات يبدأ من الثانوية والجامعة!
إذا كانت التربية تعني تنشئة الطفل ورعاية نموه في الأبعاد المختلفة جسديا ونفسيا وعقليا وسلوكيا، فإنها بحاجة إلى وعي وتخطيط ومعرفة، إن تصنيع أي جهاز من الأجهزة يستلزم معرفة وخبرة سابقة، وكلما كان الجهاز أكثر دقة وتعقيدا تطلب مستوى أعلى من المهارة عند صانعه.

[اشترك]

والتربية هي صناعة الشخصية الإنسانية، بما تحمل من مؤهلات وكفاءات، وتتطلع إليه من دور وإنجاز. ومما يلفت النظر أن الله تعالى قد عبر عن التربية بالصناعة والتصنيع، في الحديث عن نشأة نبي الله موسى عليه وعلى نبينا وآله السلام وإعداده لدور الرسالة والقيادة، يقول تعالى: ﴿ ... وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴾ 1.
لكن ما نلحظه من واقع حياة الناس، أن الأكثرية يتعاملون مع تربية أطفالهم كعمل عفوي، ينطلق من العادات الموروثة، ويحكمه المزاج الشخصي الآني.
إن نسبة الإنجاب والمواليد في مجتمعاتنا تعتبر من أعلى المعدلات في العالم، فعندنا في المملكة مولود جديد كل دقيقة، وحسب إعلان لوزارة الصحة: انه في شهر رمضان الفائت 1420هـ كان عدد المواليد في المملكة 45.000 مولود أي بمعدل كل أربعين ثانية مولود جديد.
والسؤال المطروح هو مدى توفر الجدارة والتأهل التربوي عند العوائل التي تستقبل هذا العدد الكبير من المواليد.
إن أغلب الشباب والفتيات حينما يبدؤون حياتهم الزوجية، ويصبحون على أعتاب مرحلة الوالدية، لا يهتمون بالاستعداد لهذه المرحلة، بالتعرف على عالم الطفل الذي ينتظرونه بلهفة وشوق، وبتحصيل معرفة مناسبة عن برامج التربية وأساليبها ووسائلها، ليكونوا قادرين على إنجاز هذه المهمة بنجاح.
إن مناهج الدراسة والتعليم للشباب والفتيات خاصة في المراحل المتقدمة كالثانوية والجامعة ينبغي أن تولي هذا الجانب اهتماما مناسبا، لأن رواد هذه المراحل يقتربون من الدخول في فئة الآباء والأمهات.
والمؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية في المجتمع يجب أن تضع برامج للإعداد والتوعية التربوية، فذلك يوفر عليها الكثير من الجهود المستقبلية، ويساعدها على تحقيق أهدافها في اصلاح وارشاد المجتمع. لأننا إذا علمنا العوائل كيف تربي أبناءها تربية سليمة، فسنكسب جيلا أقرب الى الصلاح، وأسرع استجابة الى الخير.
إن وجود دورات مركزة ولو لعدة ساعات يمكن أن تفتح آفاق ذهن المقبل على مرحلة الوالدية، ليكون أكثر تفهما وإدراكا لمتطلبات العملية التربوية.
ولوسائل الإعلام والتثقيف دور هام يمكن أن تؤديه في هذا المجال، عبر البرامج المختلفة، ونشر الكتب التوجيهية والمتخصصة في الحقل التربوي، وقد لفت نظري عنوان كتاب صادر عن معهد "جيزيل" لنمو الطفل، ترجمه الى اللغة العربية الدكتور فاخر عاقل، بعنوان (التهيؤ للوالدية) وهو يتحدث كما يشير عنوانه عن تحضير الوالدين لصناعة الوالدية، ويحدثهم عن المشكلات المختلفة التي تصادف الوالدين والحلول العملية لها. وفي تراثنا الاسلامي مخزون عظيم من المفاهيم والمعارف والارشادات التربوية، التي لو قدر لها أن تنشر وتتداول في أوساط المجتمع، لأنتجت وعيا عاما باتجاه أفضل الأساليب التربوية. وهنا تأتي مسؤولية علماء الدين وخطباء المنبر، ليولوا هذا الجانب اهتماما أكبر في أحاديثهم وخطاباتهم.
ربما ينظر الكثيرون لأطفالهم نظرة بسيطة ساذجة، فالطفل عندهم مساوق للجهل وعدم الفهم والإدراك والشعور، وفي مجتمعنا يعبر عن الأطفال بـ(الجهال) فضمن التحية يسأل الواحد منا الآخر: كيف حال الجهال؟ أي الأولاد والأطفال! ويتحدث رب العائلة قائلا: سافرت مع الجهال!
وربما تستمر هذه النظرة عند بعض العوائل لأبنائها حتى حينما يتجاوزون مرحلة الطفولة، ويصبحون شبابا، لكنهم يبقون في نظر أهاليهم أطفالا وجهالا.
إنها نظرة خاطئة فالطفل ليس عديم الإدراك والفهم والشعور كما يتصور الكثيرون، إنه يتحسس ما حوله، وتستيقظ مداركه في وقت مبكر، ويسجل الانطباعات ويلتقط الصور، وتبدأ عملية التكون والتشكل لشخصيته المستقبلية وللدعامات التي ترتكز عليها، منذ السنوات الخمس أو الست الأولى، والتي يطلق عليها علماء التربية السنوات التكوينية.
«فقد أثبتت الدراسات الإكلينيكية وكذلك الملاحظات التجريبية التتبعية أن السمات الأساسية للشخصية عند الكبير ما هي إلا امتداد لتأثير الخبرات الطفلية المبكرة التي سبق أن مر بها فمنذ الأسابيع الأولى في عمر الطفل تبدأ قابليته للتعلم، والمقصود بالتعلم هنا، إما اكتساب مثيرات شرطية، عن طريق الاشراط الاستجابي أو الكلاسيكي ـ وإما تعديل في السلوك الإجرائي ـ عن طريق التدعيم أو مبدأ الاشراط الاجرائي ـ وأفادت تجارب كثيرة أن الطفل يمكنه في وقت مبكر جدا، أن يكتسب مثيرات شرطية مثل صوت شوكة رنانة مثلا، أو إضاءة ضوء، وذلك بالنسبة لأفعال منعكسة مثل رمش العين، أو حركة الرضاعة عندما تقترن تلك المثيرات بالمثيرات الطبيعية لهذه الأفعال المنعكسة».
وعندما يصل الوليد إلى سن الثالثة يكون قد حقق نموا حركيا ومعرفيا سريعا، نموا يتضمن أكثر من مجرد زيادة في الوزن والحجم، فمع تقدم السن يتقدم الطفل بشكل واضح في النمو الحركي، ونمو التآزر والنمو المعرفي بالبيئة المحيطة به، من عالم البشر وعالم الأشياء. وتؤكد دراسات علمية أن الوليد يستطيع ابتداء من الشهر الرابع أن يميز الانفعالات التي تظهرها تغيرات الوجه البشري. فهو في هذا الشهر يطيل النظر في الوجوه المعبرة بالفرح، أكثر مما يفعل بالنسبة للوجوه الغاضبة أو المحايدة.
وملحوظ أن الطفل بعد سن الثانية تنمو لديه المفردات الكلامية بسرعة كبيرة، فعندما يصل السنة الثانية تكون حصيلته في حدود الخمسين مفردة لكنه في الثانية والنصف يصل متوسط عدد المفردات لديه الى 400 كلمة تقريبا، وببلوغه الثالثة يمتلك ما يقارب الألف كلمة في المتوسط، ويبدأ في تركيب الكلمات على شكل جمل مفيدة، ويصبح 80% من كلامه مفهوما للسامع، وفي السنة الرابعة يتقن اللغة تماما.
وما الأسئلة الكثيرة التي يمطر بها الطفل والديه عن كل شيء يستوقفه إلا مؤشر على تيقظ مداركه، ونشاط أحاسيسه ومشاعره.
ويركز الأطفال ملاحظتهم على سلوك وتصرفات من حولهم، ويكتسبون من تلك الملاحظة، في بناء قناعات وتصورات داخل نفوسهم تبقى آثارها على أفكارهم وتوجهاتهم المستقبلية، كما يندفعون لمحاكاة ما يشاهدون ويلاحظون.
هذه العينات من مظاهر النشاط الذهني والنفسي والسلوكي عند الطفل تفرض علينا إعادة النظر في رؤيتنا وفهمنا لعالم الطفولة، فالطفل ليس ذلك الكائن الجاهل الذي لا يمتلك أي مستوى من الإدراك والشعور، بل هو مشروع شخصية تأخذ في النمو والتكامل، وتنطوي على قدر من الفهم الإحساس يتزايد ويتصاعد يوما بعد آخر.

الأطفال نعمة وأمانة

الأطفال ليسوا ممتلكات يتصرف فيها الوالدان كما يحلو لهما، بل هم نعمة وأمانة من قبل الله تعالى، نعمة تستوجب الشكر، وشكرها القيام بواجب الرعاية والتربية، وأمانة تترتب عليها المسؤولية والالتزام.
والوالدان مسؤولان أمام الله عز وجل عن تعاملهما مع أولادهما الصغار، إضافة الى تحملهما لنتائج التربية في حياتهما.
وإذا كان الطفل لا يملك قوة تردع الإساءة، فهو تحت تصرف أبويه، لكن الله تعالى هو الجهة التي تقف خلفه، وترصد أي إساءة تتوجه إليه.

الهوامش: 1. القران الكريم: سورة طه (20)، الآية: 39، الصفحة: 314.
2022/12/14

كوابيس وتبوّل: أضرار خطيرة لضرب الطفل قبل النوم
لا يعد الضرب وسيلة تربوية أو طريقة علاجية لمشاكل الأطفال عموماً، ولكن معظم الأمهات يرين أنه الوسيلة الأقرب والأمثل للتخلص من مشاكل الأطفال مثل الشغب والعنف وعدم سماع أوامر الكبار.

[اشترك]

 وتقوم بعض الأمهات بضرب الأطفال قبل النوم خصوصاً، ولا يعرفن أثر ذلك البالغ على الطفل، يجيب المرشد التربوي عارف عبد الله لأهم أضرار هذه الطريقة في العقاب في الآتي:

كثرة التعرض للكوابيس
  • يتعرض الطفل الذي يضربه أحد الوالدين أو كلاهما قبل نومه لما يعرف بالكوابيس الليلية.
  •  يعاني الطفل من وجود أحلام مفزعة خلال نومه.
  •  كما أنه ينتفض خلال نومه وقد يتعرض للتشنجات بسبب تعرضه للضرب.
  •  يشكو الطفل الذي يضرب قبل النوم أنه لا يستطيع أن يفرق بين الكوابيس وما يحدث معه في الواقع.
كراهية طقس النوم
  •  يشعر الطفل الذي يتعرض للضرب خلال فترة ما قبل النوم بكراهية النوم.
  • يصبح لديه كراهية للسرير أو حتى الغرفة بحد ذاتها لأنها تركت لديه مشاعر سلبية غير محببة.
  • يعمد بعض الأطفال للتظاهر بالمرض لكيلا يذهبوا إلى الفراش إذا ما اعتاد والداهم على ضربهم لحثهم على النوم.
التبول اللاإرادي
  • أثبتت الدراسات العلمية أن الطفل الذي يتعرض للضرب خلال النهار يتعرض للتبول اللاإرادي أثناء الليل.
  • الطفل الذي يضربه أهله قبل النوم لحثه على النوم المبكر أو بسبب رفضه للنوم عموماً فهو يتعرض للتبول اللاإرادي.
  •  أن قيام أحد الوالدين بضرب الطفل قبل النوم قد يجعله يعود للتبول في الفراش بعد أن توقف عنه.
  • يعبر الطفل عن خوفه من الضرب وظهور مشاعر سلبية لديه جراء ذلك بممارسة بلل الفراش الذي تعزو أسبابه لأسباب نفسية

أكثر من الأسباب العضوية.

العزلة والانطواء
  •  يؤدي تعرض الطفل للضرب وخصوصاً قبل النوم للميل إلى الانطواء والعزلة عن الآخرين.
  • يفضل البقاء في غرفته باستمرار لأنه يتوقع قرب حلول الليل والتعرض للضرب فهو لا يفرق بين الليل والنهار.
  •  أن الطفل الذي يضرب قبل النوم وفي وجود الجدة مثلاً فهو يصبح أكثر انعزالاً، لأنه يشعر بالحرج من تعرضه لهذا الموقف

أمام شخص يحبه وأمام أشخاص غير العائلة.

التأخر العقلي والحركي عند الطفل
  •   أظهرت الدراسات أن الطفل الذي يتعرض للضرب قبل نومه يتعود على عدم الحركة من الفراش لكي لا يضرب، وبالتالي

فهو لا يحقق تفاعلاً مع الآخرين ولا يتطور عقلياً ولا حركياً، ويميل الطفل جراء ذلك للكسل وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة والتعلم وتقل قدرته على الحفظ، كما أن الطفل لا يتفاعل مع أخوته ولا يحقق أي نشاط مثل الغناء وحفظ وترديد الأناشيد بسبب خوفه من نتائج الضرب المقبلة عليه قبل النوم.

التعرض لمخاطر جسمية

قد تقوم الأم بضرب الطفل في الظلام فيتعرض لجروح أو خدوش أو كدمات، وقد يحاول الطفل أن يهرب من الضرب فيتعرض للكسور، كما أن بعض الضرب قد يصيب عصباً حساساً داخلياً في الطفل فيؤثر على حركة أعضائه، وقد يسبب له إعاقة جزئية أو كلية، كما أن بعض الضرب يؤدي لنزف داخلي عند الأطفال، وقد سجلت عدة حوادث لأطفال تم ضربهم قبل النوم وعثر عليهم أهلهم في الصباح بلا حراك في فراشهم، ولذلك فالمخاطر الجسمية الناتجة عن الضرب خاصة في الليل كثيرة، ويجب تجنب هذه الوسيلة للعقاب أو للتعويد على النوم.

ميسون عبد الرحيم

 

 

2022/12/13

مشكلة شائعة: لماذا يتأخر النطق لدى بعض الأطفال؟
من المشاكل الشائعة والتي عادة ما تقلق الأهل هي تأخر النطق عند طفلهم، ولكن الصعوبة هنا تكمن في انتباه الأهل لهذه المشكلة في وقت مبكر، حيث إن الكثير منهم يفضل الانتظار لعل الصغير يتعلم من الآخرين فيبدأ الكلام.

[اشترك]

والانتظار هنا ربما يفاقم الحالة، لذلك من الأجدر الانتباه إلى علامات معينة لنتأكد من الحالة.

هناك سن معينة يبدأ فيها الطفل أول خطوة في النطق، ولكل مرحلة عمرية بوادرها الواضحة إذا ما ركزنا على ملامحها وانتبهنا إلى معطياتها، ومن أكثر الفرص التي يتعلم فيها الطفل عادة النطق هي من خلال انخراطه مع أقرانه الصغار والتواصل معهم وبالتالي تنمية المهارات الاجتماعية اللازمة لمن هم في سنه.

علامات تحذيرية تدل على تأخر النطق

عادة ما تكون السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي الحاسمة والمهمة في نمو اللغة والنطق عند الأطفال، لذلك فهي تسمى المرحلة الحرجة لتعلم اللغة.

كما أن عدد الكلمات التي ينطقها الطفل بانتظام في مختلف الأعمار تختلف كثيراً من طفل إلى آخر.

ويتوقع المختصون أن يكون هناك تأخر نطق عند الطفل عندما لا تتطور لغته ونطقه بنسبة مقبولة، إذ نعلم جميعاً أن التواصل أمر مهم للتعبير عن الاحتياجات والأفكار والرغبات، وعندما يكون الطفل غير قادر على توصيل احتياجاته سيشعر آنذاك بالارتباك والفزع الذي يؤدي به إلى مشاكل اجتماعية وعاطفية وسلوكية.

هذه بعض العلامات على تأخر النطق عند الطفل بحسب كل مرحلة عمرية:

1- علامات تأخر النطق بعمر 12 شهراً
  •  الطفل لا يثرثر
  •  لا يقوم بإيماءة «مع السلامة» ولا ينطقها
  •  لا يفهم كلمة «لا»، أي توقف عن النشاط الذي تفعله، ولو بشكل مؤقت.

في البداية يتعلم الأطفال التواصل عن طريق الإشارة، الإيماءة والصوت، وإذا عجز الطفل وهو في عمر سنة واحدة عن استخدام الإيماءة أو الثرثرة البسيطة أو كان له اسم خاص ينادي به الأم أو الأب فإنه يكون في دائرة خطر تأخر النطق، ويجب الانتباه هنا إلى أنه إضافة إلى تأخر النطق يمكن أن يعاني الطفل تأخر قدراته الحركية التي يجب أن تظهر في مراحل معينة.

وفي هذه المرحلة ينبغي التحدث إلى طفلك عما يفعله واستكشاف ما يحدث من خلال ما يقوله لك فمثلاً، إذا قال الطفل «ت» فحينذاك تقول له نعم إنها تفاحة.

2- علامات تأخر النطق بعمر 18 شهراً

صعوبة في الالتزام بالتعليمات الشفهية: يجب أن يكون الطفل قادراً على نطق ثلاث أو أربع كلمات لها معنى، بضمنها ماما وبابا.

كما ينبغي على الأطفال في هذه المرحلة أن يفهموا ويطبقوا الأوامر البسيطة مثل «أعطني هذه اللعبة»، وإذا ما بدا أن الطفل يعاني صعوبة في الالتزام بالتعليمات الشفهية، فهو ربما يعاني تأخراً، وهنا عليكم تشجيعه من خلال التظاهر باللعب معه ومشاركته الأنشطة المفضلة له.

3- علامات تأخر النطق بعمر سنتين
  •  إذا عجز الطفل عن جمع كلمتين معاً، مثل «أريد المزيد».
  •  إذا كان يستخدم الإشارات والإيماءات بدلاً من الكلام.
  • إذا كان يعاني مشاكل في تقليد الأصوات والكلمات.
  •  إذا ما طلبتم منه مثلاً الإشارة إلى مكان القطة في الصورة، فلا الإشارة إليها بشكل صحيح.

في هذه الحالة ينبغي أن يفكر الأبوان في اللجوء إلى علاج النطق، وهو عبارة عن تعلم استراتيجيات وتمارين يمكن تطبيقها في المنزل.

4- علامات تأخر النطق بعمر 3 سنوات
  •  النطق عند الطفل غير واضح.
  •  لا يتكلم بجمل.
  •  لا يفهم التوجيهات البسيطة.
  • عدم ظهور الأصوات أو الكلمات التي كانت تصدر من الطفل سابقاً.
  •  صعوبة في فهم اللغة أو اتباع الإرشادات.
  •  مشاكل في محاكاة الأصوات أو حركات الفم.
  • ضعف التواصل البصري مع الآخرين ونقص المهارات الاجتماعية.
  •  صعوبات فيما يخص المضغ، البلع، الشرب ومجمل مظهر التغذية.
نصائح لمساعدة الطفل الذي تظهر عليه علامات تأخر النطق

للأهل دور مهم للغاية في مساعدة الطفل الذي تظهر عليه علامات تأخر النطق أو مشاكل في اللغة، نستعرض هنا بعض الطرق التي يمكن من خلالها أن يشجع الأهل طفلهم على تحسين النطق:

  •  التركيز على التواصل: تحدثوا إلى الطفل وشجعوه على تقليد الأصوات والحركات.
  •  القراءة للطفل: ابدأوا القراءة للطفل وهو بعمر صغير جداً، ابحثوا عن كتب أو منشورات أو كتب مصورة تناسب عمره

لتشجيعه على النظر والمتابعة عندما تشيرون إلى صورة في الكتاب.

  •  استخدموا ما حولكم: من أجل بناء النطق واللغة لدى الطفل، استفيدوا من كل شيء حولكم، انطقوا بأسماء الأغذية في متجر

البقالة، اشرحوا له ماذا تفعلون عند الطبخ أو تنظيف الغرفة، أشيروا إلى الأشياء في المنزل.. يجب أن يكون ذلك بشكل مبسط ولكن تجنبوا «لغة الأطفال».

ضمياء فالح

 

2022/12/13

تنبيه: قضم الأظافر عند الأطفال يرتبط بعوامل نفسية!
قضم الأظافر عند الطفل قد تكون مشكلة متكرّرة تشغل بالكِ ولا تجدين لها حلّاً! ومن المعلومات التي يجب أن تدركيها عن هذه الحالة، أنّها ترتبط بعوامل نفسيّة، تجعل الطفل يمارس قضم أظافره لا شعوريّاً حتى.

[اشترك]

فما هو السبب النفسي وراء هذا السلوك وهل يمكن علاجه؟

السبب الرئيسي لقضم الطفل لأظافره هو القلق والتوتر. فبعض الأهل يعتقدون أنّها حالة عابرة أو بسيطة، لكن لا يجب غضّ النظر عن هذا الموضوع عند الطفل، كي لا تتفاقم حالته النفسيّة أكثر، أو يبدأ بإيذاء نفسه أكثر وإيذاء أصابعه أو تشويهها.

ومن الأسباب التي ممكن أن تسبّب القلق عند الطفل وتدفعه لقضم أظافره: 

- توتر العلاقة بين الطفل ووالديه، أو بين الطفل وأصدقائه في المدرسة، بسبب تعرّضه للتنمّر مثلاً. 

- خروج الطفل من المنزل للذهاب الى الحضانة او المدرسة، حيث يكون بأقصى درجات الارتباط مع أمّه، وينتقل إلى مرحلة الاختلاط بالمجتمع الخارجي. 

- غيرة الطفل من دخول مولود جديد على الأسرة، ممكن أن يسبّب صدمة شديدة له. 

- التعرّض للعنف سواء اللفظي أو الجسدي، أو مشاهدة شجار والديه، أو إهمال الطفل من قبل أهله. 

- يشعر الطفل بالقلق عندما لا يستطيع التعبير عن ما يفكّر أو يشعر. هذا الكبت يشعره بالقلق والتوتر، ويعبّر عن ذلك بطريقة عدوانيّة كقضم الأظافر. 

بالنسبة للعلاج، حوالي أن تكوني صبورة، ولا تعاقبي الطفل بشدّة بل علّميه لماذا لا يجب أن يقضم أظافره، وشجّعيه على التعبير عن قلقه بطرق أخرى.

ولا تنسي إمداده بالحب والحنان اللازمين لنموّه النفسي السليم.

وفي حال لاحظتِ انّ المشكلة تستمرّ أو تتفاقم، ما عليكِ الا التواصل مع طبيب نفسيّ اختصاصيّ لكي يساعدكِ على تحديد السبب والعلاج المناسب.

المصدر: sohati
2022/11/20

8 آثار للخلافات الزوجية على الأطفال.. تعرّف عليها
تتكرر الخلافات الزوجية بين عديد من الأشخاص لعديد من الأسباب، عادةً ما يكون لها تأثير قوي في الصحة النفسية للأبناء، تكرار مشاهدة تلك المواقف بين الأم والأب قد يؤدي إلى التأخر العقلي والفكري، في حالة مواجهة الأمر بطريقة إيجابية، قد يقل تأثير ذلك.

[اشترك]

 لكن غالبًا ما تتدهور تلك الخلافات إلى نزاع قوي بين الطرفين يشتمل على الصراخ وتبادل التهم، من المتوقع أن يلاحظ الأطفال ذلك مع إظهار استجابة مروعة مرارًا وتكرارًا، تعرفي من خلال المقال التالي إلى أثر الخلافات الزوجية على الأطفال وكيفية التعامل معها.

أثر الخلافات الزوجية على الأطفال

يعتمد ذلك على الطريقة التي يواجه بها الزوجان الخلاف وطريقة التعامل، قد يكون من الجيد أن يراكِ أطفالك في أثناء الجدال مع زوجك، طالما يمكنكِ التصدي للموقف بطريقة إيجابية. إليكِ أهم الآثار النفسية للخلافات الزوجية على أطفالك:

1- الشعور بعدم الأمان: الخلافات الزوجية يمكن أن تؤدي إلى شعور الأطفال بعدم استقرار الأسرة، ما يؤدي للشعور الدائم بالقلق وعدم الأمان خشية أن ينتهي الأمر بالانفصال وفقدان أركان الأسرة الأساسية، كما يكون من الصعب عليهم العودة للحياة الطبيعية فتكون المشاجرات غير متوقعة.

2- اضطراب العلاقة بين الآباء والأطفال: الصراعات الشديدة بين الزوجين تؤثر بشكل مباشر في علاقة كل منهما بالأطفال، فلا يشعر الأطفال، خاصةً في السن الصغيرة، بالمودة والدفء تجاه الأب أو الأم، بل يسود الشعور بالخوف والتوتر.

3- إنشاء بيئة مرهقة داخل المنزل: الخلافات المستمرة أمام الأطفال تصيبهم بالإرهاق الشديد، ما يؤثر في صحتهم الجسدية والنفسية، كما تؤثر سلبًا في معدلات النمو الطبيعية والصحية.

4- تراجع المستوى الدراسي: تشير الدراسات إلى دور الخلافات الزوجية في ضعف الأداء المعرفي للطفل، إذ يواجه الأطفال صعوبة أكبر في الانتباه والتركيز خلال الدراسة نتيجة للشعور الدائم بالقلق والتوتر بسبب المشاجرات المتكررة بين الأبوين.

5- السلوك العدواني: ارتبطت المشكلات الأسرية والخلافات الزوجية بالسلوك العدواني والانحراف ومشكلات السلوك السيء للأطفال، كما قد يعاني الأطفال من مشكلات اجتماعية وصعوبة متزايدة في التكيف مع الدراسة.

6- اضطرابات الأكل: يمكن أن تؤثر الخلافات الزوجية في اضطرابات الأكل لدى الأبناء، فتؤدي إلى فقدان الشهية أو الشره المرضي، كما قد يعاني الأطفال أيضًا من مشكلات النوم أو آلام المعدة أو الصداع.

7- الإدمان: وجد الباحثون أن العيش وسط أجواء مشحونة بالصراعات والخلافات بين الآباء يزيد من احتمالات تعرض الأطفال للتدخين، وإدمان المواد الكحولية والمخدرات.

8- النظرة السلبية للحياة: من المرجح أن يكون لدى الأطفال الذين نشأوا في منزل مليء بالصراعات نظرة سلبية عن علاقاتهم الأسرية، كما تنخفض ثقتهم بأنفسهم.

تأثير الطلاق في الأطفال

لا يختلف أثر الطلاق في الأطفال عن الخلافات الزوجية كثيرًا، لكن ينبغي للآباء تعلم كيفية التواصل الفعال مع بعضهم لتجاوز تلك المحنة ومساعدة أطفالهم على التكيف بطريقة طبيعية، من أهم آثار الطلاق على الأبناء:

·      ضعف الأداء الأكاديمي.

·      الشعور بالانعزال الاجتماعي.

·       الحساسية العاطفية.

·      نوبات الغضب الشديدة والانفعال.

·      الشعور بالذنب.

·      السلوكيات العدوانية.

·       تدهور الحالة الصحية وضعف المناعة.

كيفية التعامل مع الأطفال بعد الطلاق

الطلاق بالنسبة للأطفال محنة كبيرة قد تغيّر مجرى حياتهم بشكل كلي، لكن قد يختلف رد الفعل بحسب السن والشخصية وظروف الانفصال ومدى درجة الارتباط العاطفي من الوالدين، إليكِ أهم النصائح لمساعدة طفلك على تخطي تلك المرحلة:

1- حافظي على ابتعاد الأطفال عن الصراعات والمناقشات الحادة.

2- قللي من الاضطرابات في روتين الأطفال اليومي.

3- حصر السلبية واللوم على جلسات العلاج الخاصة أو المحادثات مع الأصدقاء خارج المنزل.

4- مشاركة الوالدين بشكل أساسي في حياة الأطفال.

5- الحصول على الدعم من الأشخاص المقربين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة لتخطي تلك الأزمة وانشغال الأطفال. ختامًا، بعد أن تعرفنا إلى أثر الخلافات الزوجية على الأطفال، احرصي على دعم طفلك نفسيًا واجتماعيًا وأبقي جميع الخلافات بعيدًا عنه تمامًا، وإذا تفاقم الأمر ولاحظتِ انعزاله اجتماعيًا، فقد تحتاجين إلى الاستعانة بشخص متخصص.

*سمر حمدي

 

 

 

2022/11/05