كيف نواجه غضب الأطفال؟

التطور اللغوي لدى الطفل ذوي الاعاقة الذهنية يكون بطيئاً عادةً، كما يكون أيضاً اقل قدرة في التعبير اللفظي عن ذاته ومشاعره, اضافة الى التأخر الحاصل لديه في مختلف الجوانب النمائية, مما يرفع من درجة تكرار النوبات التي يعبر من خلالها عن الامور الانفعالية والوجدانية الداخلية, اذ لا تزال القدرات العقلية ومهاراته التي تؤهله للتعامل مع المتغيرات المحيطة به اقل تطوراً, وبالتالي فهو اقل قدرة  لمواجهتها والتكيف معها.

ومن اجل التعامل الصحيح مع ثورات الغضب عند الاطفال, وبالتالي فهو اقل قدرة عند مواجهتها والتكيف معها. ولضمان التعامل الصحيح مع ثورات الغضب عند الاطفال, لابد للوالدين والقائمين على رعاية الطفل من مراعاة النقاط التالية :

1-    التوقعات الإيجابية: (ستكون لطيفاً اليوم)

لابد من اعطاء الطفل رسائل ايجابية واضحة حول الامور التي نتوقعها منه , والتي ينبغي ان لا تكون اعلى من قدراته وطاقاته , اضافة الى تعليمات ايجابية ومحددة ايضاً مثل ( انا اتوقع منك اليوم ان تتصرف اثناء الزيارة بشكل مهذب وانت لديك القدرة على ذلك ) يأثر التعزيز الايجابي بشكل مباشر على الطفل .

2-    التنفيس الانفعالي: (ممارسة الرياضة مثلاً)

على الام ان تتيح الفرصة لابنها كثير الغضب لينفس عن غضبه بين فترة واخرى وتعويده على ان يستخدم جسده بطريقة ايجابية مثل ممارسة الانشطة الحركية والهوايات خارج البيت او داخله , واتاحة المجال له لسماع الموسيقى والقفز وممارسة الرياضة, وتشجيعه على رسم مشاعره ورسم مناظر تعبر عن غضبه باستخدام الالوان التي يحبها .

3-    مراعاة قدراته على التقليد : (غضب الكبار)

 يتعلم الاطفال الصغار من الكبار طريقة تعبريهم  عن الغضب , اذ يقوم بعض الاباء بالتعبير عن غضبهم عن طريق الصراخ و الضرب او الخروج في نزهة, وهناك من يعكس غضبه على الجو الاسري بكامله ويتعامل بعنف مع افراد الاسرة , وبالتالي فان الأذن والعيون الصغيرة تراقب كل ما يحدث وتقلده , حتى لو كان الاطفال من مختلف مستويات الاعاقة الذهنية. وينبغي هنا مراعاة هذا الجانب، وتوخي الحذر من قبل الوالدين في تصرفاتهما عند حالات الغضب، لأنها سوف تنعكس بشكل مباشر على الطفل.

4-    عدم التعزيز

بعض الامهات يعززن ثورات الغضب عند الطفل بإعطائه ما يرغب في الحصول عليه, فيؤدي ذلك الى ان يلجأ الطفل باستمرار لهذا السلوك حتى يحصل على مبتغاه .

5-    التجاهل:

قد يؤدي تجاهل ثورة الغضب الى نتائج ايجابية خاصة عندما يرمي الطفل من خلالها لفت انتباه الاخرين , حينها ينصح بعدم الاهتمام بالسلوك مع بقاء الاهتمام بالطفل , وبذلك يدرك الطفل ان تصرفه خاطئ ولذلك تم تجاهله فيعيد النظر ليبحث عن سلوك مقبول ليتم تعزيزه . واذ تجاهلت الام ثورة الغضب وابتعدت مسافة عن الطفل فقد يكون ذلك افضل , ولكن بعد اعطائه تلميحاً بأنه عندما يهدأ سوف تأتي وتساعده وتتعرف على ما يرغب .

6-    العزل:

 قد تلجأ بعض الامهات  الى عزل الطفل في غرفته عند اشتداد ثورة الغضب , فيخرب الطفل العابه ويكسر اغراضه , ولكن هذه العابه التي يحبها او ممتلكاته , وسوف يتحمل نتائج اتلافها ولن يحضر له والديه بديلاً عنها, وبعد ان تنتهي ثورة الغضب عليه تحمل مسؤولية نثر الاغراض في الغرفة وبالتالي اعادة ترتيبها .

7-    التعامل مع نوبات الغضب خارج البيت :

 ان الكثير من الاماكن كمراكز التسوق واماكن الترفيه تعد مغرية بالنسبة للطفل؛ لأنها تحتوي على الكثير من الاشياء التي يرغب في الحصول عليها ولا يستطيع, فعندما يصر الطفل على اخذ قطعه حلوى وتصر الام على عدم اخذها , فتحدث نوبات الغضب ولو كانت نوبة الغضب قد حدثت في البيت لاستطاعت  الام التعامل معها بسهولة عن طريق اهماله الطفل . لذلك يحسن التصرف مع الطفل بهدوء وبصوت منخفض , ومحاولة تهدئته والحديث معه عن الموقف الذي يضايقه وتبريره له مع اهمية المحافظة على ضبط النفس؛ لان الطفل اذ شعر ان الغضب بدء يتسرب الى الام التي ستكون بالطبع مهتمة بما يفكر به الناس المحيطون بها تجنباً للأحراج سيصرخ اكثر وستعزز عصبية الام سلوكه واذ لم يهدا الطفل يفضل اخراجه من المكان الى السيارة واذ رفض المشي فيحسن حمله والحديث معه بشكل هادئ مع النظر اليه واشعاره بتفهم مشكلته.   

 

*مركز الإرشاد الأسري