في بدایة الثورة جاء العلماء من مختلف أنحاء البلاد و سألوا أحد كبار المراجع آنذاك أنّ الناس في بعض المناطق في إفریقیا لایستطیعون القیام بالصوم إذا أرادوا أن یقوموا بإعمالهم و لابدّ إمّا من تكبّد اقتصادهم خسائر كبیرة و مواجهة المشاكل الاقتصادیّة و إمّا تركهم الصیام. أجاب ذلك المرجع الكریم بأنّ منشأ هذه الأسئلة هو أنّنا نری الدین علی هامش حیاتنا لا في متنها. نقول “إذا سارت حیاتنا كالمعتاد و بشکل عادي و مرتاح وجدنا شیئا إضافیّا سنصرفه في الدین ” لكن إذا اعتبرنا الدین جزءا حقیقیاً من حیاتنا ستنحلّ هذه المشاكل.
ثم یقدّم ذلك المرجع عدة اقتراحات. مثلا تأجیل عمل النّهار إلی اللّیل حتی یكون النهار وقتا للاستراحة طوال شهر رمضان و یكون العمل في الیل. هل توجد مشكلة في ذلك؟!
نحن نرید أن نعیش بشکل عادي و مرتاح و لكن ما المانع في أن نعمل ساعة أو ساعتین یوميّاً أكثر طول السنة من أجل شهر رمضان و نتوقّف العمل أثناء هذا الشهر؟! حالیا في بعض البلدان التی یكون لهم شتاءً قاسّاً و لایستطیعون العمل یعوّضون عن عمل شتائهم طِيلَة السَّنَةِ. لذلك إذا عملوا بهذه الاقتراحات یمكن الجمع بین الصوم و عدم تكبّد الضرر الاقتصادي. نعم یمكن فی بعض الأحیان أن یكون الظروف للبعض بشكل لایستطیعون الصیام و في مثل هذه الظروف لایوجد حكم بوجوب الصیام في الشرع.
ویمكن للحكومات أن یقدّم مساعدة مالیّة للعمّال. الحكومات یملكون أموالا یجب صرفها طبقا للمصالح و الحفاظ علی حرمة هذا شهر رمضان المبارك من هذه المصالح. و حريٌّ برؤساء الأعمال أن یعملوا بطریقة لاتتوجه صدمة للعمّال في هذا الشهر و في هذه الحالة یكون الجمیع مأجورین عند اللّه تبارك و تعالی.
مقتطف من كلمة لآية الله العظمى الشبيري الزنجاني دام ظله