«يغلّظن أصواتهن» تطبيقاً للآية القرآنية!

السيد حسين شبّر
زيارات:622
مشاركة
A+ A A-
نقل لي سماحة الوالد السيد صباح شبر -حفظه الله ورعاه- قصة جميلة وأحببتُ أن أنقلها لكم لتعم الفائدة.

القصة ينقلها الوالد عن والدته -رحمها الله- وهي جدتي زوجة المرحوم السيد علي شبر -رحمه الله-  حيث كانت الجدة تعيش في النجف الأشرف قبل زمن بعيد جداً ..

تقول الجدة للوالد ما مضمونه : إنها تتذكر أن بعض النساء -في ذلك الزمان- كنَّ قد وصلن إلى درجة كبيرة من تقوى الله عزوجل ، وكنَّ يحرصن على التطبيق الدقيق لأوامر الله سبحانه وتعالى ..

ومثالاً على ذلك تقول : كانت الواحدة منهن إذا طُرقت عليها باب البيت ، وخرجت إلى صحن الدار لتعرف من الطارق ، كانت تضع يدها على أنفها ليبدو صوتها غليظاً إذا تحدثت !! ..

بمعنى : أنها تُمسك على أنفها ثم تتكلم مع الشخص الواقف خلف الباب ، وبذلك يكون صوتها خشناً غليظاً لا يطمع فيه السامع !! ..

كل ذلك تطبيقاً لقوله تعالى : { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } الأحزاب ، 32 ..

انتهت القصة ، وأقول تعليقاً وتعقيباً عليها :

يا سبحان الله ؛ كم فرقٌ بين البنت التي تقوم بترقيق صوتها عمداً عندما تتحدث مع الرجال لتجذب قلوبهم ، وبين البنت التي تغلظ صوتها ليبدو قبيحاً فلا يطمع فيها الطرف الآخر !! ..

كم فرقٌ بين من تقوم بتجميل صوتها القبيح تقرباً للشيطان ، وبين من تقوم بتقبيح صوتها الجميل تقرباً لله عزوجل !! ..

هذا الفعل الصادر من هؤلاء النسوة الطيبات ؛ إنما يدل على شدة الورع والاحتياط والالتزام والإخلاص في تطبيق أحكام الشريعة المقدسة ، وليس تشدداً أو تطرفاً أو مبالغةً كما قد يظن البعض ..

ولعلك تلاحظ -أخي الكريم- كيف أن بعض النساء في هذا الزمان تقوم بتنعيم صوتها في حديثها مع الرجال عن عمد وقصد وإصرار ، وذلك لأجل غرض ( غير نزيه ) في نفسها ، بلا خجل ولا وجل !! ..

قال السيد السيستاني -حفظه الله- في مطاوي الاستفتاءات :

لا يجوز لها -أي: للمرأة- ترقيق الصوت وتحسينه على نحو يكون عادة مهيِّجاً للسامع ..

وجاء في الاستفتاءات أيضاً :

السؤال: هل يجوز للمرأة استعمال المكرفون برغم صوتها الخارج من المأتم؟

الجواب: لا يجوز لها ترقيق الصوت وتحسينه على نحو يكون عادة مهيجا ً للمستمع ..

وهنا أُلفت نظر الإخوة الأعزاء إلى أمر مهم جداً ، وأقول :

هل تقرأون في الصحف والمواقع الإخبارية في هذه الأيام عن قضايا التحرش المتكاثرة التي بدأت تتكشف خيوطها في أمريكا وأروربا وغيرها ؟!!

لا أريد هنا أن أذكر مثالاً أو نموذجاً من تلك الأخبار ، لأنها عبارة عن قاذورات و رذائل (أعزكم الله) يخجل الإنسان من ذكرها ، ولكن أقول كلمة واحدة فقط :

لو كان الناس يقومون بتطبيق شرع الله عزوجل، ويأمرون نساءهم بالستر الكامل، ويتركون الإعجاب المبالغ فيه بالحرية التي يدعو لها الغرب الكافر ، لما وصلت الأمور إلى هذه الدرجة الكبيرة من التفسخ والانحلال والانحطاط الأخلاقي الفظيع !! ..

نسأل الله أن يستر علينا ، والله المستعان ..

مواضيع مختارة