أحدها: ما ورد في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسيّ، إذْ بيّن المراد من الآية من حيث اللغة، ومن حيث المعنى المراد من الآية وفْق ما عليه جمهور المفسّرين، فمن حيث اللغة: قال: والكواعب: جمع الكاعب، وهي الجارية التي نهد ثدياها.
والأتراب: جمع الترب. وهي اللدة التي تنشأ مع لدتها على سنِّ الصبيّ الذي يلعب بالتراب.
وأمّا من حيث المعنى المراد من الآية، فقال الطبرسيّ: (وكواعب أترابا ) أي جواري تكعب ثديهنَّ مستويات في السنِّ، عن قتادة، ومعناه: استواء الخلقة والقامة والصورة والسنّ، حتّى يكنَّ متشاكلات، وقيل: أتراباً على مقدار أزواجهنّ في الحسن والصورة والسن، عن أبي عليّ الجبائيّ.
وثانيها: ما ورد في تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب للشيخ الميرزا محمّد المشهديّ (ج 14/ص115)، إذْ نقل عن تفسير عليّ بن إبراهيم: قوله: « وكَواعِبَ أَتْراباً » قال: جوار وأتراب لأهل الجنّة. ونقل عن رواية أبي الجارود عن أبي جعفر - عليه السّلام - قال في قوله: « وكَواعِبَ أَتْراباً »، أي: الفتيات النّواهد.
وثالثها: ما ورد في كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزّل للشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ (ج 19/ص352): قال: (الكواعب) جمع كاعب، وهي البنت حديثة الثدي، للإشارة إلى شباب زوجات المتّقين في الجنّة. و(الأتراب): جمع ترب، ويطلق على مجموعة الأفراد المتساويين في العمر، واستعماله في الإناث أكثر، قيل: إنّها من الترائب، وهي: أضلاع الصدر، وذلك لما بينهما من شبه من حيث التساوي والتماثل. ويحتمل أن يكون المراد من الأتراب التساوي بين نساء أهل الجنّة في العمر، فيكوننّ شابّات متساويات في القدّ والقامة والجمال، أو تساوي العمر بينهن وبين أزواجهنَّ من المؤمنين، لأنّ للتساوي في العمر له أثره النفسيّ على إدراك مشاعر الطرف الآخر.. إلّا أنّ المعنى الأوّل أكثر تناسباً.