وعليه فمقتضى ما دلَّ على أنَّ: (مِن السنَّة تقليمُ الأظفار) هو محبوبيَّة التقليمِ في أيِّ وقت، نعم وردت رواياتٌ عديدةٌ تحضُّ على اختيارِ يومِ الجمعة لتقليم الأظفار، وبه يكونُ تقليمُ الأظفار مستحبٌّ في نفسِه وهو في يوم الجمعة أكثر كمالاً وفضلاً.
فممَّا ورد في محبوبيَّة التَقليم يومَ الجمعة ما رواه الكليني بسندِه عن أبي بصير قال: قلتُ لأبي عبدالله (ع): ما ثوابُ مَن أخذَ مِن شاربِه وقلَّم أظفارَه في كلِّ جمعة؟ قال (ع): "لا يزالُ مطهَّرًا إلى الجمعة الأخرى"(1).
وروى الكلينيُّ بسندٍ معتبرٍ عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى وإنْ لم تحتجْ فحكَّها(2).
ومعنى الرواية أنَّ المداومة على تقليمِ الأظفار في كلِّ جمعة ينفعُ في الوقاية من هذه الأمراض والعاهات.
وروى الكلينيُّ أيضاً بسندٍ معتبر عن محمد بن طلحة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "تقليمُ الأظفار وقصُّ الشارب وغسلُ الرأسِ بالخطمي كلَّ جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق".
وروى الصدوق بسندٍ معتبرٍ عن السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسولُ الله (ص): "من قلَّم أظفارَه يوم الجمعة أخرج اللهُ من أنامله الداء وأدخل فيه الشفاء أو الدواء"(3).
ومعنى قوله(ع): "أخرجَ اللهُ من أناملِه الداء" هو أنَّ الأدرانَ والأوساخَ التي عادةً ما تجتمعُ تحتَ الأظفار تكونُ سبباً للداء والمرض، فبتقليم الأظفار تزولُ الأوساخ أو لا يكون ثمة ما يوجب تكوُّنُها فيكونُ ذلك سبباً في الوقاية من الوقوع في الأمراض الناتجة عن مثل هذه الأوساخ، ومن هنا كان تقليم الأظفار سبباً في أنْ يدفع اللهُ تعالى الداء عن المواظب عليها.
وروى الشيخ الصدوق بسنده عن أبي كهمس عن أبي عبد الله قال: قلت لأبي عبد الله (ع) علِّمني دعاء أستنزل به الرزق فقال لي: "خذ من شاربِك وأظفارِك وليكنْ ذلك يوم الجمعة"(4).
1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 358. 2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 357-358. 3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 356. 4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 7 ص 356-357.