لماذا النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه في يومِ المُباهلةِ ذكرَ الزّهراءَ بصيغةِ الجمعِ (نساءنا)؟
لم يذكُر النّبيُّ يومَ المباهلةِ السّيّدةَ الزّهراءَ بنسائِنا وإنّما جاءَت هذهِ اللّفظةُ في الآيةِ التي طلبَ اللهُ فيها منَ النّبيّ مباهلةَ النّصارى، وهيَ الآيةُ 61 مِن سورةِ آلِ عمران، وهيَ قوله تعالى: (فَمَن حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) فعندَما جاءَ النّبيُّ لموعدِ المباهلةِ اصطحب معَه الإمامَ عليّاً والسّيّدةَ فاطمةَ الزّهراء والحسنَ والحُسينَ (عليهم السّلام) ولم يأتِ كما كانَ متوقّعاً بأبناءِ ونساءِ المُسلمين، وإنّما اكتفى بالحسنِ والحُسينِ (عليهم السّلام) منَ الأبناءِ، ومنَ النّساءِ بالسّيّدةِ الزّهراءِ (عليها السّلام)، وبالإمامِ عليٍّ (عليه السّلام) في منزلةِ أنفسِنا، ولا خلافَ بين الأمّةِ على أنَّ هؤلاءِ الخمسةَ هُم الذينَ جاءوا لمُباهلةِ نصارى نجران، وعندَما رأى النّصارى هذهِ الوجوهَ المُشرقةَ ارتعشوا خوفاً، وسألوا الأسقفَ زعيمَهم: يا أبا حارثةَ، ماذا ترى في الأمرِ؟ فأجابَهم: أرى وجوهاً لو سألَ اللهُ بها أحداً أن يزيلَ جبلاً مِن مكانِه لأزالَه. أفلا تنظرونَ محمّداً رافعاً يديهِ ينظرُ ما تجيبانِ به، وحقِّ المسيحِ إذا نطقَ فوهُ بكلمةٍ لا نرجعُ إلى أهلٍ ولا مال) (الدّرُّ المنثورُ، السّيوطيّ ج2 مِن سورةِ آلِ عمران آية 61)
وقد رَوت المصادرُ الموثوقةُ عندَ أهلِ السّنّةِ هذهِ الحادثةَ مثلِ مسلمٍ والتّرمذي كلاهُما في بابِ فضائلِ عليّ (ع): (عَن سعدٍ بنِ أبي وقّاص قالَ: لما نزلَت هذهِ الآيةُ (قُل تعالوا ندعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءنا..) دعا رسولُ اللهِ (ص) عليّاً وفاطمةَ وحسناً وحسيناً، فقالَ: اللهمَّ هؤلاءِ أهلي) (صحيحُ مسلم ج2 ص360)
وفي المحصّلةِ لم يذكُر رسولُ اللهِ السّيّدةَ فاطمةَ الزّهراء بخطابِ الجمعِ (بنسائِنا) وإنّما أختارَها مِن بينِ النّساءِ ليباهلَ بها نصارى نجران، ولم يُحضِر غيرَها لعدمِ وجودِ مَن هوَ مثلها مِن بينِ النّساء.
المصدر: مركز الرصد العقائدي