قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...} ([1]).
(فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) أي لا ترققن القول وتلِنَ الكلام أي لا تجعلن كلامكنّ ليناً رقيقاً.
بل تكلَّمْنَ عند تحدثكنّ بجد وبأسلوب عاديّ لا كالنساء المتميعات الشخصية.
ومن المؤسف إن بعض النساء غير المتدينات يسعين من خلال حديثهنّ المليء بالعبارات المحركة للشهوة والتي قد تقترن بترخيم الصوت وأداء بعض الحركات لكي يدفعن الرجال إلى الفساد وارتكاب المعاصي.
{وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} للقول المعروف معنى واسع يتضمن مصاديق عديدة، إضافة إلى أنه ينفي كل قول باطل لا فائدة فيه، ولا هدف من ورائه وكذلك ينفي المعصية وكل ما خالف الحق، ثم يصدر أمراً في باب رعاية العفة والحجاب.
فيقول تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} أي: الزمن بيوتكن.
(قَرْنَ): من مادة الوقار، أي الثقل، وهو كناية عن التزام البيوت، واحتمل البعض أن تكون من مادة القرار، وهي لا تختلف عن المعنى الأول كثيراً.
والتبرج يعني الظهور أمام الناس، وهو مأخوذ من مادة برج يبدو ويظهر لأنظار الجميع، والمعنى لا تظهرن زينتكن للأجانب ولا تخرجن على عادة نساء الجاهلية.
والحكم الوارد في الآية المباركة عام والتركيز على نساء النبي (صلى الله عليه وآله) من باب التأكيد الأشد، كما تقول لعالم: أنت عالم فلا تكذب فلا يعني هذا أنَّ الكذب مجاز ومباح للآخرين، بل المراد أن العالم ينبغي أن يتقي هذا العمل بصورة آكد وأشد.
*مقتطف من كتاب "التبرّج والسفور وانعكاسهما على الفرد والمجتمع" صادر عن شعبة البحوث والدراسات في قسم الشؤون الدينية – العتبة الحسينية المقدسة
([1]) سورة الأحزاب: آية 32.