أربعة أخطاء شائعة يقترفها المعلّمون الجدد في إدارتهم الفصل الدراسيّ - وكيفيّة تفاديها
كتب لوري فريزن:
لن أنسى أبدًا لحظةَ قالت لي متطوّعةٌ من أهل الطلّاب في المدرسة: "طلّابك لا يصغون إليك أبدًا، أليس كذلك؟" كنت حينها معلّمةً جديدةً للصفّ الثاني، وأعلم من أعماق قلبي أنّها كانت على حقّ. شحب وجهي حينها، وانتابتني مشاعر الرهبة.
لا أستطيع إخباركم بعدد المرّات التي شعرت فيها أنّ طلّابي لا يبالون بأمري كلّما طلبت انتباههم.
إليكم ما حصل: لقد عملت مع الآلاف من معلّمي المرحلة الابتدائيّة الجدد لأكثر من عشرين عامًا، وكلّما قاسمتهم قصّتي، شعرت بالارتياح، ارتياحهم لأنّها حدثت مع شخص آخر، وارتياحهم لأنّهم ليسوا بمفردهم.
إن كنتم تواجهون صعوبةً في إدارة الفصل الدراسيّ بوصفكم مدرّسين جددًا، فلستم وحدكم في ذلك. في الواقع، تتصدّر إدارة الفصل الدراسيّ قائمة التحدّيات التي يواجهها المعلّمون الجدد عند أداء وظيفتهم. ومع ذلك، قد تتفاجؤون عندما تعلمون أنّ بالإمكان تفادي بعض التحدّيات الأكثر شيوعًا التي نواجهها بصفتنا مدرّسين جددًا. فلنتطرّق إلى أربعة أخطاء شائعة (يمكن تفاديها) يرتكبها العديد من المعلّمين الجدد:
أولًا: عدم إيلاء الأمور عنايةً كافيةً
قد تكونون ممّن مرّوا بالتجربة. حين بدأت وظيفتي مدرّسةً، شعرت بأنّ طاقتي تبدّدت بالتفكير في ما ينتظرني تعلّمه وفعله. ونتيجةً لذلك، ارتكبت خطأ عدم إيلاء عناية خاصّة لما ينبغي للطلّاب فعله. لم أفكّر فيهم، أو أعلّمهم كيف ينبغي لهم القيام بما أنتظره منهم، وأردت منهم أن يفعلوه (مثلما ينبغي فعله حين أحتاج أن ينتبهوا إليّ).
إليكم حيلةً بسيطةً حتّى لا يحدث لكم هذا: اسألوا أنفسكم عن "طريقة القيام" بكلّ شيء تريدون من طلّابكم فعله على مدار اليوم. على سبيل المثال، إذا كنتم ستعقدون اجتماعًا في قاعة الدرس كلّ صباح على السجّاد، فكيف تعتقدون أنّ الطلّاب سينتقلون إلى السجّاد ويعودون إلى مقاعدهم؟ كيف سيعلِمكم طلّابكم أنّهم بحاجة إلى استخدام دورة المياه؟ كيف سيصطفّ الطلّاب للاستراحة وتناول الغداء؟
ثانيًا: المبالغة في تجريب الاستراتيجيّات
يريد كلٌّ منّا أن يكون المعلّم المفضّل لدى طلّابه، لذلك يغرينا تنفيذ كلّ استراتيجيّة رائعة نجدها على موقع Pinterest لإدارة الفصل الدراسيّ. ومع ذلك، عندما نحاول تنفيذ عدد كبير جدًّا من استراتيجيّات إدارة الفصل الدراسيّ في وقت واحد تصوّروا ClassDojo، وحصّالة حسن السلوك، وحيوانات المكتب الأليفة، وجداول الملصقات الفرديّة، ولوح المكافآت، فقد نحفّز طلّابنا أكثر ممّا ينبغي.
بدلًا من ذلك، نفّذوا استراتيجيّةً واحدةً في كلّ مرّة، وضعوا في حسبانكم، عند اختياركم لها، العناصر الأربعة أدناه. فالاستراتيجيّة ينبغي لها أن تكون:
• - سهلةً بالنسبة إليكم للمواظبة على تطبيقها.
• - بسيطةً ليفهمها طلّابكم.
• - بصريّةً للغاية (بحيث تتذكّرون أنتم وطلّابكم استخدامها).
• - شيئًا يريد طلّابكم فعليًّا استخدامه، يكون قابلًا للتنفيذ. (عليكم بعقد اجتماع الصفّ للوقوف على ذلك).
هذا هو السبب في أنّني أحبّ استخدام استراتيجيّة مرطبان حصّالة حسن السلوك (Caught You Being Good Jars) لبدء العام الدراسيّ. إنّها تفي بالمتطلّبات الأربعة، وتمنحنا بدايةً إيجابيّةً للعام الدراسيّ. بعد ذلك، يمكننا اعتماد استراتيجيّات أخرى لإدارة الصفّ على مدار العام.
ثالثًا: عدم الاتّساق بما فيه الكفاية
قد نعتقد أنّه من السهل ترك الأشياء تحدث بينما يركض "جوش" نحو السجّاد (على الرغم من أنّه كاد يُسقِط "ماتْ" أرضًا). نريد أن يحبّنا طلّابنا، لذلك نحن متردّدون في تحويل عمل "جيسيكا" إلى واجب منزليّ عندما لا تنجزه في الفصل؛ لأنّها كانت تدردش مع زميل لها (وستكون غاضبةً)، ومتردّدون أيضًا بشأن صياغة القاعدة "أصغِ إلى المتحدّث"، التي تحكم فصلنا الدراسيّ، وتطبيقها كما يرغب الطلّاب ويرونها، لأنّنا نعتقد أنّ ذلك سيأخذ الكثير من وقتنا على حساب قواعد التدريس المتعارف عليها.
لكنّ عندما لا يكون الوضع متّسقًا، ومن السهل ألّا يكون كذلك، حين نتّخذ قرارات بناءً على الرغبة في الحصول على إعجاب طلّابنا، أو لأنّنا نستسلم لضغوطات الوقت الخارجيّة، فلن نفلح في توفير مساحة يشعر فيها طلّابنا بالأمان والاحترام. عوض ذلك، من الضروريّ تخصيص وقت لصياغة إجراءات وتوقّعات واضحة في الأسابيع الأولى من الدراسة، والعمل على تطبيقها. عندما نمنح أنفسنا المهلة، والمساحة للتقدّم برويّة في بداية العام الدراسيّ لنعلّم طلّابنا كيف يبدو اللطف والاحترام في قاعة الدرس، سنجد أنّه من السهل جدًّا المحافظة على الاتّساق في توقّعاتنا على مدار العام.
رابعًا: الاعتقاد بنجاح تطبيق الاستراتيجيّة نفسها طوال العام
هل سبق لكم أن نفّذتم، لإدارة فصلكم الدراسيّ، استراتيجيّةً رائعةً استجاب لها طلّابكم بصورة إيجابيّة، واكتشفتم، بعد شهر، أنّها لم تعد مجديةً؟ هذا لأنّنا بحاجة إلى التحلّي بالمرونة والقدرة على الاستجابة، وتعديل الأشياء حين لا تفي الاستراتيجيّة بالغرض.
على سبيل المثال، احرصوا على التنويع من خلال وضع طلّابكم أمام تحدٍّ كلّ أسبوع. اعرضوا عليهم صورةً لمكافأة صفّيّة غير مكشوفة، مغطّاة بتسع قصاصات لاصقة. في كلّ مرّة تلاحظون طلّابكم يظهرون اللطف، أو يؤدّون عملهم على أفضل وجه، أو يحترمون إجراءات الفصل الدراسيّ، ادعوا طالبًا لإزالة قصاصة لاصقة، وهكذا حتّى تنكشف المكافأة ويكسبها الصفّ! أو اجعلوا الطلّاب يتنافسون في مجموعات، بشكل دوريّ، للحصول على مكافأة صفّيّة. أحد الأشياء المفضّلة لديّ في الشتاء هو عرض خمسة أكواب (ورقيّة) رائعة من الكاكاو، واحد لكلّ مجموعة. المجموعة الأولى التي تكسب عشر قطع من المارشملو تكسب تناول الشوكولاتة الساخنة مع المعلّم في أثناء وقت القراءة الصامتة يوم الجمعة!
آمل أن تنفعكم هذه الأفكار حين تفكّرون باستراتيجيّات إدارة الفصل الدراسيّ لاستخدامها في صفّكم هذا العام.
منهجيات