تربوي تعليمي
هل ضرب التلاميذ في المدارس يمنع الإنفلات الأخلاقي؟

مع بدء العام الدراسي، يعتقد بعض أولياء الأمور والمربين التقليديين أن الضرب وسيلة لاستعادة "هيبة المعلم" وتحفيز الطلاب على الدراسة والالتزام. لكن علماء التربية وعلم النفس يرفضون هذه النظرة جملة وتفصيلاً، مؤكدين أن العنف المدرسي يُنتج آثاراً عكسية تتمثل في:

[اشترك]

• إضعاف الثقة بين المعلم والطالب

• تولید مشاعر الخوف والقلق

• تراجع الدافعية للتعلم

• إلحاق ضرر نفسي بالغ بالتلاميذ

وبدلاً من العقاب الجسدي، يوصي المختصون بتعزيز التواصل الإيجابي والتحفيز المعنوي والمهني.​​​​​​​​​​​​​​​​

في تعليقهما على هذا الأمر، يحذّر استشاريان في الطب النفسي من الآثار النفسية والجسدية على التلميذ لو تعرّض للضرب، نافيين وجود علاقة بين هذا الأسلوب وبين هيبة المعلمين.

وثار النقاش بشأن هذا الأمر مجددا، مع طلبٍ تقدمت به النائبة في مجلس النواب المصري، آمال عبدالحميد منذ أيام، بالنظر في آليات عودة هيبة المعلم داخل المدارس، ومنها إعادة الضرب بالعصا الذي تم إلغاؤه من سنوات، وذلك لعلاج ما وصفته بالانفلات الأخلاقي.

الآثار النفسيّة

استشاري الطب النفسي، جمال فرويز، يقول إن الضرب "ليس هو ما سيُحسّن مستوى التعليم، لكن مراعاة الحاجات النفسية للطالب في كل مرحلة".

ويضرب مثالا، بأن المرحلة المبكّرة، مثل الروضة والابتدائية، تتطلّب من المعلم التعامل بعاطفة مع التلاميذ، حتى يسبب لديهم رغبة حقيقية في التعلم عن حب، أما لو اعتمد على الضرب والتعنيف "سيكره الطالب الدراسة، ويقل مستوى تحصيله".

نفس الأمر يؤكّد عليه استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أحمد علام، بقوله إن الضرب في المدارس "أمر غير مقبول" ويقود لنتائج كارثية.

ومن ذلك، أن يتحوّل الطفل إلى "إنسان مهزوز نفسيا، وقد يصاب بالتبول اللاإرادي، ويتحول لإنسان منطوي لاحقا".

يزيد الأمر سوءًا إذا كان الضرب أمام زملائه وأصدقائه، وعن هذا يقول علام: "سيفقد ثقته في نفسه، وينعكس هذا على تعامله معهم، ويفقد القدرة على الابتكار والإبداع، ويتحوّل لطفل عدواني يمارس الأذى تجاه الآخرين".

عقاب بديل

يمكن تحفيز الطلاب على التحصيل الدراسي بأساليب أخرى، كما ينصح علام، الذي يوضح أنه "إذا أردنا عقاب الطلاب المخطئين، يمكن أن يكون هذا مثلا بتقليل درجاتهم المرتبطة بالسلوك، واستدعاء ولي الأمر لإبلاغه بأخطائهم وإعادة تأهيلهم في المنزل".

من ناحيةٍ أخرى، يشدّد فرويز على إجراء اختبارات نفسية للمعلمين قبل تعيينهم لتجنب الشخصيات "السلبية والاعتمادية والسيكوباتية"، التي قد تقود التلاميذ لـ"كراهية الدراسة".

مبرّرات طلب عودة العصا

أرجعت النائبة آمال عبد الحميد طلبها إعادة صلاحية الضرب للمعلّم إلى أن العقد الأخير شهد "انفلاتا" في سلوكيات الطلاب بعد الاستغناء عن الأساليب المعروفة في التعليم، ومنها ضرب الطلاب المقصّرين، قائلة: "لقد جربنا الأساليب التربوية الوافدة إلينا من الغرب، فكانت النتيجة أجيال لديها انفلات أخلاقي".

وأضافت أن كثيرا من الدول بعدما ألغت الضرب بالعصا نهائيا رجعت في قرارها، مستدلةً باستطلاع رأي في بريطانيا مؤخرا، أظهر أن 78 بالمئة من أولياء الأمور يؤيدون ضرب العصا في المدارس للتلاميذ المشاغبين.

وعن تجربة جيلها، قالت: "أنا مِن الجيل الذي أدرك زمن العصا في المدارس، ومع ذلك ما زلنا نحمل الاحترام والتقدير والدعاء لكل مَن علّمنا"، وأنه تخرج أطباء ومهندسون وطيارون وعلماء ومبدعون "من تحت تلك اليد التي ما برحت ترفع العصا كلما حصل تقصير أو سوء سلوك داخل الفصل أو فناء المدرسة".

2024/12/02

هل نجحت في تربية أبنائي؟.. اكتشف علامات النجاح!

النجاح رحلة مستمرة تتجاوز حدود العمل، وليس مجرد محطة يمكن الوصول إليها بين ليلة وضحاها. إنه منظومة متكاملة من العادات والممارسات المتراكمة التي تشمل كل جوانب الحياة - من الأداء المهني إلى العلاقات الشخصية وتربية الأبناء.

[اشترك]

 فكما أن الفشل لا يحدث فجأة، فإن النجاح أيضاً يتطلب جهداً مستمراً وصبراً وإصراراً يومياً.

كلا المسارين - النجاح والفشل - يحتاجان إلى الوقت والممارسة المتواصلة، وهما نتيجة طبيعية للعادات والاختيارات اليومية. فالنجاح ليس وجهة نهائية، بل رحلة مستمرة من التطور والتعلم والنمو.

طبيعة الطفل وطريقة تربيته

على مدار عقود من الزمان، قام علماء النفس وأطباء الأطفال بالعمل على تأليف كتب تقدم الطرق الحديثة في تربية الأطفال، من أجل مساعدة الأبوين على فهم سلوك أطفالهما، وفهم طريقة التعامل معهم بشكل صحيح، فالكثير من الآباء والأمهات الجدد، هم بحاجة إلى من يساعدهم على تربية أطفالهم، ولكن كل طفل يختلف عن الآخر في البيئة والنفسية والسلوك، ومن هنا تختلف طرق تربية الأطفال.

النموذج المثالي هو أن يعمل الوالدان على فهم طبيعة طفلهما، قبل اختيار ما يناسبه من طرق التربية المختلفة، ولكن للأسف ما يحدث أن البعض منا يتصور أنه يسير في الطريق الصحيح في تربية أولاده، وأنه نجح في تربيتهم بالشكل الصحيح، وأنه يقوم بواجبه كاملا، وهو في الحقيقة أبعد ما يكون عن النجاح في هذه المهمة الشاقة، وقد يكتشف فشله في أي لحظة خلال مشوار التربية، وقد لا يكتشفه حتى بعد نهاية المطاف، وفي النهاية نجد أنفسنا أمام جيل معبأ بالكثير من المشكلات النفسية.

ركائز ومقوّمات تضمن تربية إيجابية للطفل

بداية، تؤكد الدكتورة سهام حسن، استشارية نفسية الطفل وخبيرة تعديل السلوك وتأهيل الأطفال في القاهرة، أنه لا أحد ينكر أن كل الآباء والأمهات يطمحون إلى الأفضل لأبنائهما، وأحيانا نعتقد أننا نقدم الأكثر مثالية لدعم وحماية أطفالنا، إلا أننا نفاجأ بأن سلوكنا، وخوفنا الزائد، قد يؤديان إلى ضرر نفسي واجتماعي، على غير ما هو متوقع.

وتحدد د. سهام حسن أهم ركائز النجاح في تربية الأبناء وفقا للأسس التربوية الحديثة في نقاط عدة:

الكلام الإيجابي: إحدى أقوى الأدوات في بناء شخصية الطفل، وتعزيز ثقته بالنفس، ومن خلاله يمكن للوالدين أن يُسهما في تنمية قدرات الطفل، وتعزيز تفاؤله، وإيمانه بقدرته على تحقيق النجاح، فعندما يستخدم الوالدان كلمات تشجيعية إيجابية، مثل «أنت قادر»، «أنا أثق بك»، «أنت مميز»، يشعر الطفل بالثقة بنفسه وبقدراته ويصبح أكثر استعدادا لمواجهة التحديات، والمضي نحو أهدافه، كما يشعر الطفل بأنه مدعوم ومسموع ما يجعله يفتح قلبه وعقله لتلقي الإرشاد والتوجيه.

الحب والاحترام: دائما عبر لطفلك عن حبك واحترامك له، هذا يجعله يشعر بالأمان والارتباط بك، ضرورة تكوين علاقات ودودة وطيبة بالأبناء في كل المراحل، فالصداقة في فترة المراهقة المبكرة تمكننا من حماية أولادنا من كل المخاطر التي تحيط بهم، فلماذا لا يذهب الأب أو الأم مع الابن أو الابنة المراهق إلى النادي لمشاهدته، وهو يلعب مباراة رياضية أو يشترك معه في لعبة أو يشاهد معه برنامجا يحب مشاهدته في التلفزيون، بهدف توطيد العلاقة التي يربطها الحب والمودة؟

النموذج الجيد: الأطفال يتعلمون بالتقليد، لذلك تأكدوا من أنكم تقدمون لهم نموذجا جيدا للسلوك الذي ترغبون في رؤيته.

التربية بالحوار: حتى يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره وأفكاره وآلامه بالكلام، فالأطفال في أمس الحاجة إلى إشباع احتياجاتهم للأمن، من خلال الاستقرار الأسري، وحل الخلافات الزوجية بعيدا عن أعين الأبناء، كما أنهم يحتاجون إلى إشباع الحاجة للحب، فالحب هو أكثر ما يحتاج إليه الطفل، فهو ماؤه، وغذاؤه، ودواؤه، وشفاؤه من كل المشكلات النفسية، كما أن الطفل يحتاج إلى الشعور بالتقبل، والتقدير والاهتمام بخاصة من الأبوين.

الحرية الشخصية: الطفل يحتاج في كل مراحل عمره إلى مقدار مختلف من الحرية، بخاصة في فترة الشباب، لأنه يحتاج إلى التعبير عن أفكار ومشاعره ورغباته من دون أن يفكر ألف مرة في الإعلان عنها، أما الطفل فهو يحتاج منذ نعومة أظفاره إلى الحرية في اختيار لعبه وملابسهن وأصدقائه، على أن نقف دائما في دور المراقب الذي يتدخل إذا لزم الأمر.

مشاركة الزوجين: من أهم ركائز النجاح في تربية الأبناء، ألا يعتقد الرجل بأن مهمة التربية مقصورة على المرأة في كل مراحلها، فينطبع في ذهنه أن دورها كاف، وأن مسؤوليته تنتهي عند إحضار الطعا،م وما يلزم من ماديات!! صحيح أن لكل منهما أدوارا يختص بها، لكن مسؤولية التربية في شقها المتعلق بتنمية وتزكية أخلاق وفكر وسلوك الطفل لن تنجح إلا إذا اشترك الأب والأم فيه، تربية الأبناء هي مسؤولية مشتركة بين الطرفين، والأبناء في سن معينة بحاجة إلى وجود الأب ومتابعته، والقيام بواجباته، من دون الاعتماد على المرأة فقط.

علامات التربية الناجحة

ويتفق معها الدكتور باسم سليمان، استشاري الطب النفسي بكلية الطب جامعة الإسكندرية وعضو الجمعية المصرية للطب النفسي، في أهمية بناء علاقات نفسية قوية مع الأبناء، وحثهم على التحدث دائما عما يجيش في صدورهم، وما يطرأ عليهم من أحداث صغيرة أو كبيرة والاستعداد للإجابة عن تساؤلاتهم من دون كلل أو ملل وعدم تصيد أخطائهم، ويقول «نحن باختصار نحتاج أن نصاحب أولادنا، ونبني معهم علاقات قوية وصداقة حقيقية خلال كل فترات حياتهم».

ويحذر د. باسم سليمان الأهل، بخاصة الأم من الهوس والحرص الزائد على أداء أبنائهم للواجب المدرسي بإتقان، والحرص على الدرجات النهائية، وكذلك بذل أقصى الجهود لحل أي مشكلة تواجه الطفل، بحيث تضمن أنه لن يتعرض لأي خبرة سيئة مهما كانت ويضيف «للأسف نحن ننتج بهذا السلوك إنسانا غير قادر على تحمل ضغوط الحياة وانفعاليا وعصبيا عندما يواجه أي مشكلة، فحرص الأهل الزائد على حل أي مشكلة يجعل الطفل يعيش داخل كبسولة مغلقة، والأهل يوفرون له الحماية الخارجية، وبالتالي يعيش بمعزل عن أقرانه الذين سيواجههم حتما في المستقبل».

ويحدد د. باسم سليمان أهم العلامات التي تشير إلى النجاح في تربية أبناء أسوياء:

  1. الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة: إذا كان لدى أبنائك القدرة على اتخاذ القرار الصحيح بشكل مستقل، من دون الحاجة للرجوع إليك لتتخذه بدلا منهم، فهذا دليل قوي على أنكم نجحتم في تربيتهم بالشكل السليم الذي يمكنهم من اتخاذ القرار المناسب.
  2. احترام الآخرين وتقديم التقدير اللازم لهم: علامة أكيدة على أنك نجحت في تربية أولادك على الخلق القويم، وأنك غرست فيهم قيمة احترام الآخر.
  3. إظهار الحب الكافي تجاه الوالدين وأفراد الأسرة: ودعمهم بالشكل الكافي في كل الأوقات، بخاصة الأوقات الصعبة: أبرز دليل أنك نجحت في بناء أسرة ناجحة تقوم على على الحب والرحمة والتكاتف.
  4. تقديم المساعدة لك، ولمن يحتاج إلى مساعدته: سواء من أفراد الأسرة أو من المحيطين به يدل على النجاح في تربية الأبناء على التعاون، ومد يد العون للجميع وقت الحاجة.
  5. الاستجابة للنصائح والمرونة في تقبلها: تلفت إلى أنك نجحت في بناء علاقة وثيقة بهم، تجعلهم أكثر طاعة ومرونة في تقبل التوجيهات والنصائح.
  6. تحمل الظروف القاسية التي قد تمر بها الأسرة من دون ضجر أو سخط: بما في ذلك الظروف المادية والاجتماعية التي قد تحرمه من بعض طلباته وأمانيه.
  7. القدرة على التواصل مع الآخرين وبناء حوار وعلاقات مختلفة معهم من دون الوقوع في مشاكل: تعني أنكم نجحتم في بناء شخصية جيدة للطفل تمكنه من ممارسة حياته الطبيعية مع الآخرين.
  8. التحصيل الدراسي الجيد والنجاح في تحقيق أهدافه الدراسية: تعني أنه على الطريق الصحيح في مشواره الدراسي والعلمي، ولكن هذا لا يعني بالتأكيد الحصول على الدرجات النهائية، فلكل طفل إمكاناته وقدراته ولكن نجاحه الدراسي بالمستوى المقبول، والذي يتناسب مع قدراته يكون كافيا جدا في كثير من الأحوال.
  9. الالتزام الأخلاقي والديني: يعتبر من أهم الدلائل والعلامات على أننا نجحنا في مشوار التربية، فلا نجاح في الحياة بلا دين، وأخلاق.
  10. التخطيط الجيد للمستقبل والطموح: يعتبر أيضا من علامات النجاح في التربية، فمن المهم جدا أن يحلم الأبناء بمستقبلهم، ويخططوا منذ الصغر لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

أخطاء تعرقل مشوار التربية السليمة

وأخيرا، تشير الدكتورة زينب مهدي، استشاري الطب النفسي ومدربة تعديل السلوك في القاهرة، إلى مجموعة من التحذيرات والأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء والأمهات، والتي تعرقلهم عن النجاح في مشوار التربية، ومن أهمها:

العنف: لا يربي أبدا، بل يوسع الفجوة بينكم وبينهم، لذلك لا تجعلوا طريقة تربيتكم لأبنائكم هي الضرب، والشتم.

المشقة: لا تكلفوهم أكثر من طاقتهم في أن يكونوا مثاليين في تصرفاتهم، دعوهم يعيشوا فترة الطفولة بجمالها، وروعتها.

التعنت والاستبداد: يُنشئان أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنا أو قوة، وهذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم أسهل للانقياد والطاعة العمياء، لاسيما عند الكبر مع رفقاء السوء.

اللوم: تجنبوا أن تكونوا في حياة أولادكم نموذجا للشخص اللوام كثير العتاب.

المقارنة: تجنبوا المقارنة مع الآخرين، لا تقارنوه بإخوانه الصغار، ولا تقارنوه بأولاد الجيران أو أولاد فلان، فكل ولد متميز، ومختلف عن الآخر، المقارنة الوحيدة المسموحة هي بين القدرات وبين الأداء.

النقد: لا تكثروا الانتقاد لأبنائكم وبناتكم فإن النقد يقلل من الثقة بالنفس، ويجعل هذا الإنسان مهزوما، مهزوزا من الداخل.

2024/12/01

هل أنت تعيس؟! توقّف الآن على مشاهدة مقاطع «الريلز»!
إيمان حسين: في الفترة الأخيرة انجذب العديد من الأشخاص لمقاطع الفيديوهات القصيرة، التي يطلق عليها «ريلز» المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قد يصل لمرحلة الإدمان، ما يسبب الكثير من المخاطر على حياة الأشخاص، مثل مشاهدة القصص السريعة وقد تستغرق وقت قصير حيث جذابة وتسبب الإدمان بطريقة تمكن الناس من قضاء ساعات كبيرة في التمرير إلى ما لا نهاية من خلال  المنصات التواصل الاجتماعية لأن مما يجذب المواطن هي "الخلاصة".

كما يعد الريلز، سرد القصص، أحد أفضل الطرق لجذب الانتباه والتفاعل مع مشاعر المستهلك، الذين يستجيبون بشكل أفضل لسرد جيد الصنع محتوى الريلز، وهو شيء لن يتغير أبدًا.

ما هو إدمان مشاهدة الريدز؟

قائد الحكاية

كانت بداية القصة هو بعد نجاح TikTok، حيث  تقوم كل الشركة بتقنية أمريكية كبرى بإنشاء ميزات فيديو قصيرة.

يحتوي برنامج Reels الآن 25٪ من الوقت على Instagram ويوتيوب شورتس ولديه 1.5 مليار مشاهد.

الريلز تحتوي علي الفيديوهات القصيرة، أحدثت ضجة كبيرة في الأعوام الأخيرة، ظهرت لأول مرة سنة 2012 وتم تداولها على جميع المنصات التواصل الاجتماعي.

مع زيادة عدد المتابعين بمشاهدة الريلز يستطيع  نقلك لبعد آخر تختلف فيه نسبية الزمن، كثقب أسود يتلاعب بعقارب الساعة، وهي فيديوهات قصيرة تملأ شاشة الهاتف عمودياً على غير العادة، وصل توقيتها اليوم الى أقل من دقيقة أو دقيقة ونصف. تأتي بشكل متتالي ، انتشرت بعد انخفاض مدى اهتمام مدمني الوسائط الاجتماعية، وزادت شعبيتها بشكل مطرد.

ووفقاً للدكتورة إيمان عبدالله أستشاري الطب النفسي فإنه من الخطر الذي يهدد العقل نتيجة إدمان مشاهدة مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها نحو 90 ثانية على «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك»، واخرهم و المعروفة بـ«الريلز».

وأضافت استشاري الطب النفسي، أن مشاهدة «الريلز» وغيرها من الفيديوهات السريعة تجعل عقل الإنسان شارداً، مشيرةً إلى أن تلك الحالة تُعرف طبياً بـ«العقل غير السعيد».

تأثير الفيديوهات القصيرة الإدماني على حياتنا

ارتبط الاستخدام المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي بعدد لا يحصى من مشاكل الصحة العقلية، حيث أشارت الاضطرابات مثل القلق والشك الذاتي والاكتئاب ومشاكل صورة الجسد إلى زيادة استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي كمساهم سيئ.

لقد تسبب الاستخدام المستمر لمنصات التواصل الاجتماعي بالفعل في انخفاض مدى انتباه الإنسان العادي. واستمر هذا الانخفاض أكثر مع مزيد من استهلاك الريلز.

تشد المبالغة في تناول هذه المقاطع الأفراد وتجذبهم رغم رداءة المحتوى مثل خطر الإفراط في ألعاب الفيديو تماماً، حيث تم إنشاؤها بطريقة تجعل المشاهدين مدمنين عليها لذا نذكر مستخدمي الإنترنت أن مقاطع ريلز قد تظهر للجميع في البداية أنها غير ضارة ولكنها تؤدي إلى العديد من المشكلات، كالتالي:

1- انخفاض القدرة على التركيز.

2- التذمر ومحاولة إنهاء المهام بسرعة.

3- صعوبة في الاستمرارية والفشل.

4- الابتعاد عن الكتب والدورات التدريبية المفيدة طويلة النفس.

5- قتل الوقت فيما لا يهم.

6- تصاعد مستويات الشعور بالملل.

7- الكسل والانجذاب الدائم إليها.

مخاطر مشاهدة مقاطع «ريلز»

أيضاً يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة إن مقاطع فيديو «ريلز» علي موقع  إنستجرام أو فيس بوك، تسبب مخاطر كبيرة تنعكس على الأشخاص، من بينها تقليل عملية الانتباه لدى الإنسان.

فقدان الانتباه

 كما تؤثر على صحة الإنسان ويشعر دائم "الشرود والسرحان" وتزيد من التشتت الذهني والتسطح العقلي، وأن المشاهد السريعة تحد من التركيز وتصيب العقل بفقدان الانتباه، كما أنها تجعل الشخص لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ.

سعادة مؤقتة

ويضيف هندي على الرغم من أن مشاهدة مقاطع فيديو «ريلز» قد تحسن من الحالة المزاجية للشخص ولكنها سعادة مؤقتة ينتج عنها الكثير من الأضرار، إلا أنها تزيد من السلوك الاندفاعي لدى الشخص وتؤدي إلى الانشقاق الفكري أي بمعنى أنه لا يصبح لدى الشخص ملامح فكرية.

نصائح لتجنب مشاهدة فيديوهات «ريلز»

يجب على الأشخاص تجنب مشاهدة مقاطع فيديو «ريلز» لأنها تمثل خطورة كبيرة عليه وخاصة أنها تغرس سلوك الكسل لدى الأشخاص وتجعل الشخص في حالة من عدم الرضا بالواقع الذي يعيشه: «ينصح الأشخاص أن تبتعد عن مشاهدة فيديو ريلز والتي تكون على إنستجرام والفيسبوك عشان ليها اضرار كتير على الرغم أنها بتخلي الإنسان في حالة سعادة ولكنها بتسبب له الكسل».

المصدر: بوابة أخبار اليوم
2024/06/29

لطلبتنا الأعزاء.. كيف تتعاملون مع الامتحانات؟ (نصائح)
أغلب المدارس والجامعات تعطي للطلاب أياماً قبل الامتحان النهائي. بعض الشباب يرتبك ولا يوفق في تنظيم وقته وبعضهم الآخر يلجأ إلى جدول عام للدراسة ويهتدي إلى طريقة تمكنه من استغلال قدراته ووقته فيها..  لذلك لا بد للطالب من إيجاد خطوات يتبعها في الدراسة بحيث توفر له عدة أمور مهمة:

[اشترك]

1- تحديد وقت المذاكرة.. لتوفير الوقت واستغلاله.

2- بذل أقل الجهود الممكنة.. بمعنى استغلال الطاقة بالطرق الصحيحة.

3- الاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة.

ولذلك لا بد من:

1- تقسيم الوقت بين المواد بوضع جدول دراسي يتقيد به المتعلم قدر المستطاع ويتناسب مع الجدول الدراسي اليومي.

2- عند الشعور بالتعب أخذ قسط من الراحة وتناول عصائر حتى تجدد نشاطك.

3- اختيار المكان المناسب للدراسة وذلك من حيث:

أ - الإضاءة المناسبة.

ب - التهوية الجيدة للغرفة وترتيبها.. فالترتيب يبعث على الراحة.

ج - الابتعاد عن المذاكرة في غرفة النوم.

4- دراسة المواد العلمية مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء وحتى الأحياء لا تنفع بصورة شفوية وإنما لا بد من أن يصاحبها استخدام الورقة والقلم.. فذلك أثبت للمعلومات فيه.

5- الابتعاد عن مصادر الإزعاج بكل أنواعها.. فالراحة النفسية تدفع المتعلم للدراسة.

6- الاهتمام بالغذاء.

7- أخذ القسط الكافي من النوم بحيث لا يقل عن 7 ساعات ولا يزيد عن 9 ساعات.

8 - الاهتمام بأداء الصلاة في أوقاتها والدعاء لرب العالمين بتثبيت المعلومات.

نصائح قبل-أثناء-بعد الامتحان

قبل الامتحان:

1. كُن جاهزاً وادرس المواد بشكل كامل.

2. ممارسة الحركات الرياضية تساعد على شحن الذهن.

3. لا تذاكر مستلقياً ولا منبطحاً فتنام.

4. احذر حشو الرأس ليلة الامتحان.

5. الراحة والاسترخاء قبل الامتحان أساس النجاح.

6. المشي أثناء الحفظ جيد ولكن لفترة معينة.

7. خُذ قسطاً كافياً من النوم قبل يوم الامتحان.

8. استيقظ في وقت مبكر حتى تذهب إلى الامتحان من غير عجلة.

9. لا تذهب إلى الامتحان ومعدتك خاوية، خُذ معك قطعة من الحلاوة أو البسكويت وما شابه لتُساعدك على مواجهة القلق.

10. استرخ قُبيل الامتحان. لا تحاول أن تُراجع كُل شيء في اللحظات الأخيرة.

11. واجه الامتحان بثقة تامة واعتبره فرصة لعرض ما ذاكرته.

أثناء الامتحان:

إذا استلمت ورقة الأسئلة فقل الآيات التالية: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم * ..رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾.

1. إقرأ ورقة الأسئلة قراءةً سريعة لترتيب أولوية الإجابات التي ستبدأ بها ولا تنزعج إذا وقفت حائراً أمام سؤال فسوف تأتي إجابته تلقائياً إن شاء الله من خلال باقي الأسئلة.

2. إقرأ الأسئلة والتعليمات بدقة.

3. إذا واجهت سؤالاً صعباً، انتقل إلى سؤال آخر ولا تتوتر.

4. إذا كان الامتحان صعباً، اختر أحد الأسئلة وابدأ الكتابة. ذلك قد يُعيد إلى ذاكرتك ما نسيته.

5. لا تقلق عندما ترى الطلبة الآخرين يسلمون أوراقهم، فليس هناك جائزة لمن ينتهي أولاً.

6. راجع إجاباتك أكثر من مرة.

بعد الامتحان:

النصيحة الأهم عدم مراجعة إجابات الامتحان بشكل متكرر لأن ذلك كفيل بزيادة توترك وعليك بالتوكل على الله وطلب الدعاء من والديك. المصدر: baqiatollah
2024/06/11

العلاقات المؤذية.. كيف تتخلص منها؟!
ما هي العلاقات المؤذية؟ وهل هناك علاقات مؤذية بالفعل كما نسمع أحيانًا؟

أن كثير ممن حولنا يوجهون التركيز وينصبون أعينهم على المحيطين بهم رغبة في إيذائهم، ولكن ماذا سيعود النفع إذا كان الأمر مجرد ابتزاز من البعض أو تدبير حيلة أو مكيدة؟ ماذا نعني من هذا الحديث؟

إن العلاقات المؤذية هي بالفعل وبالطبع أمر ينفر منه الطباع السليمة السوية، ولكن هل هو من سمات ذوي الطباع المنحرفة، فنادرًا ما يوجد هذا الصنف من العلاقات بين الخلق الذين نشأوا في بيئة صالحة تعرف دين الله ودين رسوله محمد صلى الله عليه وآلة وسلم.

لا سيما وأن الإسلام حثنا على حسن الخلق في المعاملات، فقد قال الدين المعاملة، وجاءت الأحاديث تنص على أن من جاء يجاور النبي محمد صلى الله عليه وآلة وسلم في أعلى مرتبة في الجنة، فإن ذلك لحسن خلقه، ولكن كيف نفعل كي نتقي أذى هذا النوع من العلاقات؟

إن العلاقات المؤذية بالطبع أمر ليس من السهل تجاوزه أو العدول عنه، تجاهله أو تغافله، ولكن الأمر لن يتطلب سوى قليل من التعاون سويًا مع أسرة نافعة تقي شر أعداء كل فرد من أفرادها، حيث بإمكان كل أسرة أن تمثل الحصن المتين لكل من يعدو على أفرادها.

ما هي العلاقات المؤذية؟

هي نوع وشكل من أشكال العلاقات التي تلعب دورًا هامًا في نشر العداوة والبغضاء بين الناس، لا سيما وأنها من متطلبات الأعمال الشائكة التي تشوب الكثير منا وترتابه، وربما كانت سببًا في إثارة الفتنة بين الناس.

ومن هذه الأعمال، كشهادة الزور والاتهامات الباطلة والمساومات المتفق عليها ونحو ذلك.

ويمكن تعريف العلاقات المؤذية بأنها ضرب من القيل والقال والغيبة والنميمة ولغو الحديث.

أثر البيئة الصالحة في تشكيل نوع العلاقة

البيئة الصالحة تمثل عاملًا رئيسيًا في تشكيل نوع العلاقة التي نتعامل بها مع الآخرين.

عندما ينشأ الفرد في بيئة صالحة ويتعلم قيمًا إيجابية وأخلاقًا حسنة، فإنه من المرجح أن يتطور لديه نوعية علاقات صحية ومفيدة.

على سبيل المثال، إذا نشأ شخص في أسرة محبة ومتعاونة، فقد يتعلم قيم الاحترام والتعاون والتفاهم، وهذا سينعكس إيجابًا على علاقاته مع الآخرين.

من الأهمية أن نتعلم كيفية التعامل مع العلاقات المؤذية وحماية أنفسنا منها.

إليك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعد:

1. التفكير النقدي: قبل أن نقبل أو نشارك في علاقة مؤذية، يجب علينا أن نفكر في تأثيرها على حياتنا وصحتنا العقلية والعاطفية.

يمكننا أن نسأل أنفسنا ما إذا كانت هذه العلاقة تضيف قيمة حقيقية لحياتنا أم أنها ستسبب لنا ضررًا وإحباطًا.

2. تحديد الحدود: يجب علينا تحديد حدود واضحة في العلاقات الشخصية.

يمكننا أن نعبر عن احترامنا لأنفسنا وللآخرين من خلال تحديد ما يمكن وما لا يمكن قبوله في العلاقة، إذا كانت هناك سلوكيات ضارة أو سلبية تتكرر بشكل مستمر، يجب أن نكون قادرين على قول لا والابتعاد عن هذه العلاقة.

3. اختيار الشركاء بعناية: عندما نبحث عن شركاء للعمل أو الصداقة أو العلاقات العاطفية، يجب أن نختارهم بعناية، ينبغي أن نبحث عن أشخاص يشتركون معنا في القيم والأهداف والتوجهات الإيجابية، إذا وجدنا أن الشخص الآخر ينشر السلبية ويثير الصراعات، فقد يكون من الأفضل الابتعاد عنه والسعي للعثور على شريك آخر يساهم في نمونا وسعادتنا.

4. البحث عن الدعم: عندما نجد أنفسنا في علاقة مؤذية، يجب أن نسعى للحصول على الدعم من الأشخاص الذين يهتمون بنا ويدعموننا.

إسراء سليمان
2024/04/24

لماذا تغزو برامج «الفُكاهة» شهر رمضان؟!
يسود اعتقادٌ حول الصيام في شهر رمضان المبارك، والإمساك عن الفطرات مثل الطعام والشراب والملذات الجنسية، أنه يخلق نوعاً من الضغط النفسي، الى جانب الضغط البدني بحصول ألم الجوع والعطش الى حدٍ ما الامر الذي يستدعي جملة من الاعمال والنشاطات المخففة عن ذلك الضغط، والباعثة على الانبساط والارتياح بعد ساعات الإمساك والالتزام الشديد في وقت النهار، ومن أسهل هذه الاعمال الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة برامج تُعد خصيصاً لهذه الايام تحتوي على مضامين خالية من الجدّية والواقعية، بل تحمل المشاهد الى عالم الفكاهة والنكتة.

وبما أن الهمّ الأول للإعلام المرئي استقطاب أكبر عدد من الجمهور، فانه لم يألوا جهداً طيلة سنوات مديدة في إعداد سلسلة من البرامج التمثيلية الساخرة على شكل حلقات طوال ليالي الشهر الفضيل، وهي تسلط الضوء على ظواهر اجتماعية معينة ترجو منها جذب تفاعل شريحة من المشاهدين، وقد انطلقت محطات فضائية عربية عديدة في عملية تنافس وسباق محموم لمن يقدم أكثر البرامج الفكاهية جذباً للجمهور الصائم.

العلاقة بين الفكاهة التلفزيونية وفترة ما بعد الإفطار

تتبعت أمر هذه العلاقة علمياً بين الزملاء من ذوي الاختصاص في الإعلام وعلم النفس لمعرفة حقيقة تأثير هكذا نوع من البرامج التلفزيونية على الصائم في مرحلة ما بعد الإفطار، فاتضح عدم وجود علاقة بين الاثنين من الناحية العلمية بقدر ما هو نوعاً من الاستغلال لحالة نفسية معينة يمرّ بها الصائم أو بعض الصائمين في اللحظات الاخيرة من الإمساك، ثم ما تتولد لديه من مشاعر بعد الإفطار، فيكون المسعى "لتغيير نمط حياة المسلمين لحرف البوصلة عن الهدف الرئيس لشهر رمضان المبارك، وذلك من خلال أدوات الحرب الناعمة، وقد حققوا نجاحاً كبيراً في ذلك"، يقول الاستاذ والمرشد التربوي، عزيز ملاهذال، ماجستير علم النفس.

ومن الناحية الثقافية فان ثغرة دقيقة حددها الاستاذ في الإعلام الدكتور مسلم عباس، أتاحت الفرصة للقنوات الفضائية، وتحديداً للقائمين على إنتاج المسلسلات والبرامج الفكاهية هذه الايام، وهي استغلال "الحالة المزاجية غير المستقرة للجمهور التلفزيوني الذي يصوم لأسباب اجتماعية أكثر منها دينية، وعلى هذا الاساس تبنى الرسالة الاعلامية في المسلسلات الفكاهية"، وهذا يؤكد عدم وجود حاجة حقيقية في داخل نفس الانسان الصائم تدعوه للانبساط والارتياح من خلال ما يجعله يضحك ملء شدقيه ليخرج من حالة الانقباض والضغط المفروض عليه بسبب أحكام الصيام، فإن كان الصيام عن إيمان وفهم بأن ما يفعله يعود عليه بالمنفعة المادية والمعنوية، لما احتاج الى ما يملأ فراغ نفسه بالضحك واللهو في فترة ما بعد الإفطار.

ولطالما كتب علماء الدين والأخلاق والتهذيب، وتحدثوا وبحثوا في الفوائد الجمّة للصيام في شهر رمضان، وما لهذا الشهر من آثار مباشرة على التماسك الاجتماعي، وعلى تعميق الوعي الديني من خلال انتشار المحافل والمجالس للرجال والنساء في كل مكان، مما أوجد لنا طقساً رمضانياً جميلاً في معظم البلاد الاسلامية، ولاسيما البلاد التي تحظى بوجود المزارات المقدسة، وفي مقدمتها العراق، بيد أن المكمّل لهذا الطقس الظاهري في الشوارع والاماكن العامة، هو الطقس النفسي والروحي إن صحت العبارة الذي يعمّق الحالة الإيمانية لدى الانسان الصائم بأنه يمسك عن المفطرات ليس فقط امتثالاً للأمر الإلهي، ثم اكتساب بعض الفوائد الصحية، وإنما لتحقيق نسبة جيدة من التكامل والتسامي بتجسيد الغاية القصوى للصيام وهي التقوى وفق صريح الآية المباركة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

فمن يرنو الى الأعالي من التكامل في الفهم والمعرفة والإيمان، لن يقبل لنفسه تضييع لحظة واحدة بالتطلع نحو الاسفل، وما فيه من اسفاف في منحدرات التفاهة، بل العكس فهو يبحث عن الكلمة المسؤولة في البرنامج المفيد ذو المحتوى العميق الذي يتمم عليه فرحته بعد الإفطار بالاستزادة من فوائد الصيام بمعارف جديدة من خلال برامج رمضانية على الشاشة الصغيرة، الى جانب أعماله العبادية المنصوص عليها في كتب الأدعية، وقراءة القرآن الكريم والتدبّر في آياته، يقول الحديث النبوي الشريف: "للمؤمن فرحتان: الاولى عند الإفطار، والثانية عند لقاء ربه"، فالفرحة على مائدة الإفطار يتحسسها من بذل جهده للتسامي طيلة ساعات الصيام، فيشعر أنه قبض مكافأته عند لحظة غروب الشمس وحلول موعد الإفطار وانتهاء يوم من أيام الصيام.

طرائق الحكمة أم طرائق الاستهزاء

الصائم في شهر رمضان المبارك ليس محكوماً عليه بالعبوسيّة ليلاً ونهاراً بدعوى التعبّد والتقرّب الى الله تعالى إنما بامكانه توفير كل اسباب الراحة والانبساط النفسي، سواءً في شهر الصيام وفي سائر الشهور، باستحضار الحِكَم والمفاكهة والملاطفة بين الاخوان بما يعزز الأواصر ويطيّب النفوس، لا أن تكون علاجاً لمشاكل وأزمات نفسية كما ذهب اليه علماء النفس في الغرب عندما وجدوا في الفكاهة والضحك طوق نجاة من الغرق في الهموم والشجون والكآبة.

فهذا عالم النفس البريطاني وليام ماكدوغال يعد "الوظيفة الاساسية للضحك هي وقايتنا من الألم"! ويستشهد بمثال انزلاق سيدة على الأرض، فإن الشعور بالألم هي الحالة الأولى، لكنها تضحك بعدها بلحظات "حتى لاتنفجر بالبكاء"!

نفس الأمر يذهب اليه عالم النفس النمساوي الشهير: سيغموند فرويد بقوله "إن الفكاهة عامل سمو أخلاقي لإنكار الواقع أو تقبله والاستسلام اليه لاستبعاد الألم"، ولعله بهذه النظرية ومعه سائر علماء النفس في الغرب يقدومون حلولاً لمشاكل نفسية متفشية في المجتعات الغربية طيلة القرن الماضي، فهو يعد الضحك والفكاهة ابتكاراً جيداً لمواجهة الخيارات السيئة الاخرى المتمثلة بالسُكر، والعصبية والانطوائية.

وهذا يعني أن الفكاهة، وبالتحديد الانتاج الكوميدي في السينما والتلفزيون في بلادنا الاسلامية بشكل عام لا يمثل حاجة ماسّة كما هو الحال في البلاد الغربية، وغياب هذه الحقيقة هو الذي جعل الكوميديا تتسرب الى الشاشة الرمضانية على حين غفلة، إذ ليس من واقع مأساوي بمعنى الكلمة نعيشه حتى نكون بحاجة الى ما يمحو مشاعر الحزن والألم والقلق كالتي تعيشه الشعوب الغربية بسبب نمط الحياة الاقتصادية المعقدة طيلة القرن الماضي، ثم أضيفت اليها حربين عالميتين حصدت أرواح الملايين ومزقت المجتمعات، وأفسدت المشاعر الانسانية، لاسيما لدى الشعوب الاوربية تحديداً التي وجدت نفسها وحيدة على رماد الحروب ثم على مائدة النظام الرأسمالي القاسي دون غطاء معنوي من القيم الدينية الواضحة والهادية الى سواء السببيل.

نعم يعيش الشعب العراق مثلاً مشاكل اقتصادية وأزمة في الخدمات وفساد إداري ليس وحده المسؤول عنها إنما هي من فعل النظام السياسي الحاكم بالدرجة الاولى، فهو لا يحتاج للهرب من واقعه او الاستهزاء به وتجاهله، بقدر ما يحتاج لتقويمه وإصلاحه بروحية شفافة ونفس قوية ملؤها الثقة والإرادة، وهذه النفس والقلب بدوره يحتاج الى بعض الترطيب والتطييب من وسائل الاعلام، لاسيما المرئية منها ليستعيد نشاطه كما يستعيد القلب العضلي نشاطه بتمارين رياضية، وذلك بما ينفع ويضيف معلومة او معرفة للمشاهد كما جاء في الحديث المأثور عن أمير المؤمنين: "إن هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم".

2024/03/26

كيف نطرد الكسل من حياتنا؟
الحياةُ في حقيقتها وجوهرها حركةٌ ونشاط، فبمقدار ما يكون هناك نشاط وحركة تكون الحياة، أمَّا إذا انعدمت الحركة والنشاط فلن يكون هناك حياة. إنَّ الأطباء يراقبون الجنين في بطن أُمه ليرصدوا حركته، فإذا لم يجدوا حركةً شكّوا في حياة الجنين، ويرصد الأطباءُ أيضاً نبض قلب الإنسان فإذا توقف قلبهُ عن الحركة، حكموا بأنَّه قد فارق الحياة.

وبذلك فإن الحياة مستويات، كلما كان الإنسان أكثر حركةً ونشاطاً فإن نصيبه من الحياة أكبر، وكلما قل نشاطه وحركتُهُ كان نصيُبهُ من الحياةِ أقل. ونحن نجد أناساً أحياء إلا أنهم في الواقع يعيشون قليلاً من الحياة؛ لأنَّ نشاطهم وحركتهم محدودةٌ ضعيفةٌ. وكم من أناسٍ أحياء ظاهراً، هم في الحقيقة أموات لا حراك لهم ولا نشاط.
فالإنسان الواعي هو الذي يُمارس الحركة والنشاط، إلا أن بعض النفوس تُصابُ بمرضِ الكسل، وهو مرضٌ يجعل الإنسان أقل حركةً ونشاطاً، وبالتالي يُسرِع في خروجه من هذه الحياة شيئاً فشيئاً. والكسل مرضٌ خطير، وهو يعني: التّراخي وعدم الرغبةِ في النشاطِ والعمل، ويدعو صاحبه لأن يُقلِل من درجةِ حركتِهِ ونشاطِهِ.
وينتج هذا المرض مُضاعفاتٍ عديدة على كُلِّ المستويات:

أولاً: المستوى النفسي

كُلَّما قلت الحركة والنشاط شعر الإنسان بالفراغِ النفسي، وتسلل إليه الاكتئاب والسأم والملل، بينما النشاط يجعل الإنسان مُتفاعلاً مع الحياةِ مُستمتعاً بها.
وغالباً ما تُهاجمُ الأمراضُ النفسيةِ الأشخاص الذين تَقِّل أعمالهُم ومسؤولياتهُم، ونجد بعض الموظفين نَشِطين فإذّا أصبحوا في مرحلةِ التقاعُد وعاشوا الفراغ، تسللت إليهم العقد والأمراض النفسية.
الإنسان الكسول نفسيتهُ تَفقُد التّفاعُل والاستمتاعُ بالحياة، بينما الإنسان الَنشِط تكون نفسهُ مُتفاعلةً، فهو مشغولٌ بأداءِ عمل، أو ينتظر نتيجةَ عمل.

ثانياً: المستوى الجسمي

مِن الواضحِ جداً أنَّ الحركة هي التي تحمي صحة الجسم، بينما الخمول والترهُّل يُسبب للإنسان الكثيرَ مِن الأمراض.
وفي هذا العصر وفرَت الحضارةَ الحديثة على الإنسان الجُهد إذْ أصبحت الأعمال التي كان يؤديها الإنسان بجُهدٍ عضلي كبير يؤديها بضغطةِ زر، فكل الأشياء أصبحت مُريحةً أمام الإنسان.
لذا على الإنسان أَنْ يبحث عن مجالاتٍ يتحرك من خلالها ولا يستسلم لِحالةِ الخُمول، لأنَّ الخُمولِ وضعف الحركة تُنتِجُ الكثيرَ مِن الأمراضِ الجسميةِ، فأمراضُ القلب والكولسترول والسكر والسمنَّة وما أشبه ذلك، كُلُّها تأتي مِن قِلَّةِ الحركة وضعفِها، لذلك أصبحت برامج الرياضة جزءاً لا يتجزأُ من حياةِ الإنسان المُهتم بصحتِه. بعكس ما كان عليه الإنسان في الماضي، حيث لم يكن هناك حاجةٍ إلى الرياضة لأنَّ الحياة بطبيعتها كانت تستلزم بذل الجهد وحرق الطاقة.

ثالثاً: موقعيةِ الإنسان في الحياة

كلما كان الإنسان أكثر نشاطاً وحركةً فإنّ موقعيته في الحياة تكون أكبر، اجتماعياً واقتصادياً، وفي مختلف المجالات، أما إذا انخفض مستوى النشاط والحركة تتقلص موقعيتَهُ؛ لأن الحركة فيها إنتاجٌ وعطاء بينما القعود والكسل فيه خُمولٌ وجمود. ومن ناحية الآخرة واضحٌ جداً كيف أنَّ ثواب الله تعالى إنَّما يُنَال بالعمل، فالثوابُ لا يُنَال بالتمني، قال تعالى: ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ... ﴾ 1، وكلّ إنسان درجته في الدنيا وفي الجنة تكون بمقدارِ عملِهِ ونشاطهِ، لذلك على الإنسان أنْ يُطالِب نفسه بالمزيدِ ِمن الحركةِ والنشاط. صحيحٌ أنّ الإنسان بحاجةٍ إلى الراحةِ لكن الراحة الجسمية وسيلةٌ للعمل، فالإنسان يستريح حتى يستعيد نشاطه، وليس الراحة هدفاً بحدّ ذاتها، كما يظن البعض من الناس الذين يفهمون الراحة بشكلٍ خاطئ، فالراحة لا تعني أنْ يجلُس الإنسان مُترهلاً بلا عمل! هذه ليست راحة إنها العناء بعينه، والراحةُ الحقيقية ممارسةُ العمل والنشاط.

ثقافة النشاط والحركة

النشاطُ والحركة يحتاجانِ إلى ثقافةٍ دافعة، وإلى تربيةٍ تُعَدّ لهُ، وإلى بيئةٍ تدفعُ باتجاهه، ونجد في هذا الصدد أن بعض الأفراد والمُجتمعات تسودُهَا ثقافةُ العمل والنشاط، لديها التشجيع على العمل، والحضُّ والتحفيز عليه، وعرض إنجازات العاملين، والتباهي والتنافس في العمل، وهذه ثقافةٌ دافعةٌ.

بينما نجد بعض المجتمعات، تفتقر لمثلُ هذه الثقافةُ، بل قد تسودها ثقافة تدعو للتقاعس والكسل، والفهم الخاطئ للراحة. وهنا يأتي دور العائلة في تربية أبنائها على النشاطِ والحركة وليس على التراخي والكسل، فبعض العوائل وكنوع من التدليل والإراحةُ المُبالغ فيها للأولاد، فإنهم لا يُكلِّفون الولد بأيِّ شيءٍ في ترتيبِ حياته، وهذا خطاٌ تربوي كبير، وللبيئةِ دورٌ هامٌ، فإذا أصبح الإنسان ضمنَ فئةٍ أو مجموعةٍ غير مُبالية للعمل فإن العدوى ستنتقل إليه. ومن أهم الأسباب والعادات التي تُنّمي حالة الكسل كثرةُ الأكلِ وخاصةً الأكلاتُ الدسِمّة، فإذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، فكثرةُ النوم وكثرةُ الأكل والفهمُ الخطأ للراحة كلُّ هذه أمورٌ تُنمّي عند الإنسان حالة الكسلِ. وأميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: (عليك بإدمانِ العملِ في النشاطِ والكسلِ)، وفي وصايا رسول الله لأميرِ المؤمنين: (يا علي... إياكَ وخِصلتين: الضجَّر والكسل، فإنّك إنْ ضجرتَ لمْ تصبُر على حقٍ وإنْ كسلتَ لم تؤدِ حقاً)، فكُلّ لحظةٍ من اللحظاتِ تستطيع أنْ تبلُغَ بها مقاماً كبيراً عند الله تعالى، نسالُ الله أنْ يوفقنا وإياكُم لاستثمار حياتنا والاستفادةَ من لحظاتِ وجودِنا.

2024/02/29

10 خرافات نعتقد بها في تربية الأبناء!
هناك عدة أخطاء تربوية يعتقد الآباء أنها صحيحة، وقد جمعت بهذا المقال عشرة خرافات تربوية.

[اشترك]

الأولى: يتوقع كثير من الآباء أنهم بمجرد ما يأمرون أبنائهم فإنهم يطيعوهم وينفذوا أوامرهم، لأنهم يملكون سلطة والدية ولأنهم أكبر منهم سنا، وهذا الاعتقاد خاطئ، فالطاعة تأتي من المحبة والحوار، فالتربية الناجحة لا تسعى للطاعة العمياء وإنما تهدف لتحقيق الطاعة المبصرة.
والخرافة الثانية: يظن بعض الآباء أنهم بمجرد ما يضعون أبنائهم بمدرسة أجنبية ومتميزة تعليميا سواء كانت خاصة أو حكومية، فان ابنهم سيكون متميزا ومبدعا وخلوقا، وهذا اعتقاد خاطئ، فالمدرسة صرح تعليمي وليس تربوي، وتبقى التربية مسؤولية الوالدين وليست المدرسة، كما أنه ليس كل من دخل مدرسة أجنبية سيكون متميزا تعليميا وأخلاقه حسنة.
والخرافة الثالثة: عندما تحكم على ابنك بأنه عنيد لأنه يناقشك في أوامرك وينفذ ما يراه صوابا أحيانا، وتنظر إلى عناده على اعتبار أنها صفة سلبية، بينما العناد صفة إيجابية في الطفل، لأن العناد يعنى أن هذا الطفل قيادي، ولكن عليك أن تتعلم كيف تتعامل مع الشخصية القيادية، وأنك لا تفرض عليه أوامرك بشكل دائم، وإذا أردت أن يكون متعاونا معك فإنك تعطيه مساحة للاختيار في القرار.
والخرافة الرابعة: أنك تعتقد بأن كثرة غيابك عن البيت وبعدك عن ابنائك لا يأثر عليهم تربويا، وفي ذهنك أنك ستعوضهم إذا كبروا، وهذا اعتقاد خاطئ، فكل يوم يمضى لا تجلس فيه مع أبنائك أو تتحدث معهم ولو لوقت قليل فإنك تكون قد خسرت يوما تربويا، فكلماتك وحركاتك وأفعالك هي التي تشكل شخصية أبنائك.
والخرافة الخامسة: أنك تستطيع السيطرة على ابنك المراهق (بالشدة والعنف والحبس والضرب) وهذه خرافة تربوية، فالشاب والفتاة بعمر المراهقة لديهم القدرة أن يمثلوا عليك بأنهم يستجيبون لأوامرك بينما هم يتصرفون كما يريدون، فاجعل التربية بالحب والحوار والصداقة هي الأساس بدلا عن التربية بالعنف والضرب، ستجدهم يستجيبون لك كما تريد ويكونوا معك مثل أصدقائك.
والخرافة السادسة: أنك تعتقد لو كنت شديدا أو حازما مع طفلك فإنه سيتعقد ويضطرب نفسيا، وهذا غير صحيح فكما أن القسوة الدائمة لها سلبياتها فكذلك اللين الدائم له سلبياته لأنه يجعل الطفل متمردا ويأمن العقوبة، فالتربية الصحيحة هي التي توازن بين الشدة واللين، وكما قيل (لا تكن لينا فتعصر ولا قاسيا فتكسر)، فكما أنك تربي بالنظرة الحادة والكلمة القاسية والعقوبة التأديبية، فكذلك أنت تربي بالهدية والعطية واللمسة الحانية والكلمة الطيبة.
والخرافة السابعة: أنك تعتقد بأن الحرمان يأثر على نفسية طفلك وخاصة إذا حرمته من شيء يحبه، والصحيح إذا ارتكب طفلك خطأ وحرمته من شيء يحبه فإن هذا هو التأديب الإيجابي، ولكن الحرمان ينبغي أن يكون مؤقت، وأن لا يكون من عمل محرم مثل الحرمان من صلة الرحم، وأن يكون الحرمان عن الكماليات وليس من أساسيات الحياة مثل الحرمان من الطعام أو النوم، فهذا هو الحرمان الصحي.
والخرافة الثامنة: أنك تعتقد بأن ابنائك ستكون علاقتهم بالله قوية ويحافظون على الصلاة من غير أن يروا قدوة أمامهم، فأنت تربي بسلوكك أكثر من التربية بكلامك وتوجيهاتك.

والخرافة التاسعة: أنك تعتقد أن بقاء الطفل مع الخادمة لا يأثر كثيرا علي سلوكه، والصحيح أنه يتشرب فكر وسلوك وعقيدة الخادمة طالما هو يعيش مع يومياتها، فالعاملة تكون للأعمال الإدارية في المنزل فقط، وليس للأعمال التربوية أو الإنسانية.

والخرافة العاشرة: عدم إعطاء الأبناء فرصة لارتكاب الخطأ وإنما تربيتهم تربية مثالية، فعندما يكبرون ويخرجون للمجتمع يصدمون بما يشاهدون فتكون عندهم ردة فعل عنيفة.

جاسم المطوّع - خبير أسري وتربوي
2023/12/18

كيف تحمي طفلك من الأمراض المعدية في المدرسة؟
تنتشر خلال غالبية فصول السنة، الأمراض المعدية كالانفلونزا والزكام، خاصة فصلي الخريف والشتاء، الأمر الذي يتطلب من الأهل الانتباه لصحة أبنائهم في المدارس والحضانات، واتباع الاجراءات الضرورية التي تحميهم من انتقال العدوى لهم خاصة مع اكتظاظ الصفوف بالطلبة.

[اشترك]

ويُنصح الأهل وخاصة الأمهات، مع دوام المدارس، بتعويد أبنائهم على عدد من العادات التي تساهم في حمايتهم من الأمراض المعدية، بالإضافة للحرص على تقديم الأطعمة التي تزيد من مناعتهم ومقاومتهم الأمراض.

نصائح صحية هامة لطلبة المدارس

·      الابتعاد عن الطلبة المصابين بانفلونزا أو زكام حتى لا تنتقل العدوى إلى الطلبة السليمين.

·      تعويد الطفل على غسل يديه قبل وبعد تناول الطعام في البيت والمدرسة، مع أهمية إعطائه الصابون ضمن أغراضه المدرسية، كي لا ينسى غسل يديه باستمرار خلال وجوده في المدرسة.

·      تنبيه الطفل ومنعه من استخدام أدوات ومناديل الطلبة الآخرين، مع الحرص على إعطائه مناديل خاصة به بشكل مستمر.

·      الحرص على تعقيم أدوات الطفل المتعلقة بالمدرسة والبيت، وذلك باستخدام الديتول أو أي مطهر جيد.

·      مراعاة تهوية الغرفة الصفية وتنظيفها بشكل مستمر، وهذه من مهام المدرسة التي يجب أن يركز الأباء على طلبها ومتابعتها من الإدارة والمدرسين.

·      تفقُد أغراض الطفل واعطائه طعامه وزجاجة مياه خاصة به.

·      الحرص على تغذية الأبناء، إذ ينبغي التركيز على الأطعمة التي تزيد من مناعتهم مثل الأطعمة المحتوية على فيتامين "سي" كالحمضيات، إضافة للخضار والفواكة الطازجة.

·      الحرص على أن يكون لباسه ملائماً لدرجة الحرارة.

·      أخيراً، الانتباه إلى عدم الانتقال من مكان دافئ لآخر بارد أو العكس، مع شرب قليلاً من المياه قبل نزوله للمدرسة صباحاً.

2023/10/29

توصيات هامة: من هو الطالب المتميّز؟
يمكن اختزال مكوّنات التعليم في شكله السائد في قسمين: ماديّ وبشريّ. يظهر القسم المادّيّ في جميع الموارد الملموسة، التي تحافظ على استدامة التعلّم، كالمنشآت التعليمية ومحتوياتها، والمناهج الدراسيّة، والقرطاسيّة، وغيرها.

وحديثًا مع انتشار فيروس كورونا، والانتقال إلى تجربة التعلم عن بُعد، باتت الحواسيب والهواتف المحمولة عنصرًا مادّيًّا مهمًّا، أمّا القسم البشريّ يتمثّل في جميع العناصر البشريّة المشاركة في نجاح تكامل العمليّة التعليميّة، وتشمل المعلّمين والطلاب وأولياء الأمور، ويجب على كل عنصر منهم تنفيذ دوره بشكل صحيح، وضمن المسؤوليات المترتبة عليه، وهكذا يساهمُ التفاعل بين القسمين الماديّ والبشريّ، في بناء الأساس الضامن لنجاح التعليم في تحقيق رسالته وأهدافه.

يشكّل الطالب العنصر الأهمّ بين عناصر القسم البشريّ المكوّن للتعليم؛ لأنّه المحور الذي يقوم عليه التعلّم بشكل أساسيّ؛ من خلال نجاحه في التفاعل داخل الغرفة الصفّيّة، وأداء الواجبات المطلوبة منه، وإجادة حلّ الاختبارات الشهريّة والفصليّة، والمشاركة في الأنشطة اللامنهجيّة، واختلفت الأدبيّات التربويّة والتعليميّة والمراجع اللغويّة في تحديد مفهوم كلمة (طالب أو متعلّم)، وبالعودة إلى المعجم يُعرّف بأنّه الشخص الذي يطلب شيئًا ما، واشتقّ اسمه من الفعل (طلب)؛ أي السعي للحصول على شيءٍ معين، أمّا في نطاق التعليم؛ فهو كل فرد يسعى إلى طلب العلم والمعرفة، ويبحث عنهما، عن طريق الدراسة والتعلّم، وينطبق هذا المفهوم على كل طالب في جميع المراحل التعليميّة.

من يكون الطالب المتميّز؟

لا يوجد تعريف محدّد للطالب المتميّز، وأرى من وجهة نظري أنه كل طالب يحقّق إنجازات كثيرة خلال حياته الأكاديميّة، فتميّز عن زملائه، سواء في موهبة أو مادّة معينة أو إتقان هواية باحترافيّة عالية، ويستنتج من ذلك أن جميع الطلاب يمتلكون القدرة ليكونوا متميّزين؛ لأنّ لكلّ طالب ميّزته الخاصّة، ولا يمكن القول إنّ أحد الطلاب ليس متميّزًا، بل قد يحتاج إلى توفّر اليد الممدودة له حتّى يفرج عن التميّز الكامن بداخله، وغالبًا تبدأ من الأسرة بصفتها البيئة التعليميّة الأولى التي يتعايش فيها الطالب قبل الالتحاق في المدرسة، فتساهم بتوجيهه نحو الاستمرار بمجال إبداعه، ويترتّب عليها توفير الإمكانات الداعمة له، ثم يأتي الدور المحوريّ للمدرسة والمعلّمين والمناهج الدراسيّة، والتي من شأنها رفد الطالب بجميع المهارات والمعارف اللازمة؛ حتّى يطوّر ميّزته الشخصيّة،  باستخدام جميع الوسائل المتاحة لديه، سواء في المنزل أو المدرسة.

من صفات الطالب المتميّز

يمتلك الطالب المتميّز صفات خاصة به، تجعلهُ مختلفًا عن أقرانه في المرحلة العمريّة الواحدة، وليس بالضرورة أن تنطبق جميعها عليه، فقد يتميّز بصفة واحدة منها أو أكثر، وفي المقابل قد يعاني من صعوبة ما، ولكنه يمتلك صفة جعلته متميّزًا عن أقرانه في الصفّ، ومن الأمثلة على هذه الصفات التحفيز الذاتيّ؛ وهو الدافع الشخصيّ الذي يحفّزهُ لاكتشاف أهدافه وطموحه، وأيضًا لديه ثقة بالنّفس وتقدير للذات؛ لأنه يثق بمهاراته وقدراته، وإذا لم يجد من يُقدّره يحرص على تقدير ذاته وتشجيع نفسه للاستمرار في تحقيق هدفه، كما يتصف بأنه صاحب ذكاء اجتماعيّ وعاطفيّ، فيهتم ببناء علاقات اجتماعيّة، وصداقات مع زملائه في الصفّ ومعلّميه ومجتمعه، ويعدّ شخصًا فضوليًّا وباحثًا عن المعرفة، فيكثر من طرح الأسئلة حول كافة الأشياء التي لا يعرفها، سواء ضمن المواد الدراسيّة أو النشاطات المتنوّعة أو المعلومات العامّة، ويساعده ذلك على تكوين معرفته وخبرته الشخصيّة، التي تصله إلى التميّز. 

أسباب عدم اكتشاف الطالب لتميّزه

كثيرون الطلاب الذين لم يكتشفوا مميّزاتهم الخاصة؛ بسبب غياب الرعاية الفضلى لهم، واللامبالاة في مساعدتهم على اكتشافها، سواء داخل عائلتهم أو مدرستهم، ويعود ذلك لعدّة أسباب، مثل قلّة وعي الأسرة بأهمية توجيهه لتنمية موهبته، وتوفير كافة الوسائل الداعمة لتطويرها، والتقليل من القيمة المعنويّة لهواياته، أو تميّزه في إحدى المواد الدراسيّة، كالقدرة على الإعراب بشكل صحيح أو حلّ المعادلات الرياضيّة بأسلوب متقن، كما قد يغيب دور المدرسة الفاعلة في تخصيص وقت حرّ يستطيع فيه الطالب إظهار إبداعاته المتنوّعة، مع غياب دور المعلّمين الموجّهين، والذين يتحوّلون إلى محبطين، ولا يصدر منهم أي حوافر أو تشجيع؛ ممّا يلحق الضرر في بعض الطلاب على المدى البعيد، ويجعلهم يميلون إلى العزلة، والخجل، وتجنّب التعبير عن آرائهم أو المشاركة داخل الصفوف، وفي النشاطات المدرسيّة.

توصيات للطالب المتميّز

يستطيع جميع الطلاب الوصول إلى لقب الطالب المتميّز، ولكن في غياب التوجيه الأسريّ أو المدرسيّ، يصبح من الضروريّ على الطالب إدراك التوصيات التي تقود للتميّز، وتبدأ بنقاط عدّة منها:

أهمّيّة تنظيم الوقت: ذلك عن طريق إعداد جدول دراسيّ، وخطّة شهريّة تحتوي جميع النشاطات والأعمال التي يريد الطالب القيام بها، وتشملُ عادةً حل الواجبات اليوميّة، والاستعداد للاختبارات، وتخصيص أوقات لممارسة الهوايات الإبداعيّة، ويساعد ذلك على ترتيب وتوزيع المهام المطلوبة بطريقة صحيحة.
تحديد الأهداف: يتميّز الطالب المتميّز بأنه محدّد لأهدافه، مهما كانت طبيعتها قصيرة أو طويلة المدى، والذي يُعزّز إحساسه بالمسؤولية الشخصية.
تقييم الذّات: على الطّالب المتميّز الانتباه للأخطاء أو الهفوات التي ارتكبها، ويصححها، ويُقوّم كل مرحلة من مراحل تقدّمه التعليميّ.
توظيف الموارد المتاحة: كالساحات، والمختبرات والمشاغل، والغرف التعليميّة التفاعليّة، والمكتبة، ذلك لتحقيق التميّز الذي يسعى إليه.

تمثّل الرغبة الشخصيّة لدى الطالب، والناتجة من تمتّعه بإحدى أو جميع صفات التميّز، وبذله جهدًا ملحوظًا في تحسين مستواه الدراسيّ، وتعزيز موهبته، وتطوير مهاراته الحياتيّة، واهتمامه بوضع خطط تنظّم وقته، وتجاوز الأسباب التي تحدّ من نجاحه، بالتزامن مع وجود المحفّزات اللازمة والمشجّعة؛ خصوصًا من قبل عائلته ومعلّميه، والأشخاص الذين يتواصلون معه بشكلٍ مباشر، الحافز الأوّل ليكون طالبًا متميّزًا، ويجب على الطلاب إدراك أن هذا اللقب ليس حكرًا على فئة معينة منهم، بل متاح لكل طالب يجد في نفسه نقاط القوّة ويعززها، ويتجاوز نقاط ضعفه مهما تحمّل من عناء، فطريقُ التميّز متاحٌ للجميع دون استثناء.

2023/10/04

كيف تساعد طفلك على النجاح في المدرسة؟
تقوم المدارس بدور محوري في العمل على نجاح الطفل وسعادته، ولكن يلعب أيضا الآباء دورا أكثر أهمية باعتبارهم المعلم الأول والحاضر دائما بالنسبة للطفل. يقوم الآباء بمهمة أساسية تجاه أبنائهم من خلال بث روح الشغف والرغبة في التعلم والتطوير لدى الأبناء.

يمكن للآباء أن يوفروا لأبنائهم مكانا آمنا ومشجعا يمكنهم من خلاله التعلم والاستكشاف والاكتشاف، بما يتيح لهم تطوير الثقة وحب التعلم الذي بالطبع سينعكس عليهم في المدرسة، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية الدعم الجيد من البيت لتحقيق درجات أعلى في المدرسة ولكي يكبر الطالب وهو يشعر بقدر عال من الاحترام والسعادة.

فيما يلي بعض العادات التي يمكن غرسها في الطفل والتي تخلق لديه رغبة وثقة في التعلم:

1- القراءة معاً:

تساعد على الترابط والتفكير الإبداعي، حيث أن قراءة الكتب معاً يعتبر أفضل الطرق لتكون قريبا من تعلم ابنك في المدرسة. ففي السنوات الأولى من العمر، يمكن استخدام الكتب التي يمكن لابنك قراءتها بمساعدتك، أو قراءة النصوص الأكثر تقدماً عن طريقك مما يتيح للطفل مجالا للتعرف على مفردات لغوية جديدة وتركيبات جمل أكثر تقدما وأفكاراً أعلى في المستوى.

2- لا تثقل على طفلك:

وقت اللعب غير المخطط لا يكون فقط بغرض المتعة والمرح للطفل، ولكنه طريقة أساسية يمكن من خلالها للأطفال تطوير الثقة بالنفس، التوجيه الذاتي والإبداع، إن ملء أوقات الطفل بالأنشطة التي تفوق مناهجهم الدراسية يمكن أن تثقل عليهم وتقلل من إحساسهم بقيمتهم، لهذا من المهم ترك أوقات طفلك مفتوحة للحصول على وقت فراغ.

3- وجه ابنك بطريقة ودية:

جميعنا يرتكب أخطاءً ولدينها إمكانياتنا الخاصة للتحسن، مما يتيح فرصا أكبر للتعلم إذا ما تم التعامل مع الأمر بشكل إيجابي. يمكنك أن تجعل ابنك يقوم بذلك وبأن يكون مدركاً لتقدمه وأدائه، إذا كان أداء الطفل متراجعا أو فقد الرغبة في التعلم، كن متواجدا لتقديم التوجيه بطريقة ودية من خلال مناقشة مفتوحة ونقد بناء من جانبك وتعليم ابنك كيفية التعلم من التجربة والمضي قدماً.

4- كن متواجدا لمساعدته في الواجبات المدرسية:

إن الواجبات المنزلية تمنح الأطفال فرصة للتقدم وتطبيق ما تعلموه في المدرسة للتو، بينما ماتزال الدروس عالقة في ذاكرتهم، وبينما يمكن لذلك مساعدتهم في مهارات حل المسائل، اجعل ابنك يعلم أنك متواجد لدعمه في أداء الواجبات المخصصة له، إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

5- استعدوا معا للامتحانات:

يمكن أن تشكل الاختبارات والامتحانات عبئا على الأطفال، ولكن من خلال الممارسة والتوجيه الصحيح يمكنهم التغلب على قلقهم وتحقيق التفوق، مثلما هو الحال مع الواجبات المنزلية، دع ابنك يشعر بأنك متواجد لمساعدته في الإعداد للامتحانات سواء عن طريق مراجعة الدروس الأكثر صعوبة أو عن طريق إجراء اختبارات منزلية مختصرة.

6- كافئ جهودهم:

ينبغي دائما مكافأة أبنائك على مجهودهم في الدراسة، ليس فقط في حال حصولهم على درجات عالية ولكن أيضا عندما يظهروا تفانيهم تجاه مهمة تعليمية معينة، إن ذلك سوف يساعدهم على تعزيز السلوكيات الإيجابية ومنحهم حافزا على مواصلة السعي لتحقيق أداء عال.

7- تعرف على مدرسيهم:

إن المدرسين هم أول من يشهد عملية تعلم وتطور ابنك، وهو مصدر هام يمكن من خلاله معرفة تقدم ابنك سواء من الناحية الدراسية أو الاجتماعية، إن المشاركة في اجتماعات الآباء والأنشطة ذات العلاقة يمنحك فكرة متعمقة حول أداء أبنائك وما يمكنك القيام به لدعمهم.

8- تأكد من تعزيز الروابط بشكل يومي

خصص وقتاً لترتبط بابنك بشكل وثيق كل يوم. يمكن لذلك أن يكون سهلا بنفس سهولة تناول الوجبات معاً، أو المشاركة الروتينية معا في اللعب والقراءة، حيث يساعد ذلك على ضمان شعور ابنك بأن هناك من يسانده وينصت إليه.

9- اجعلهم يشاركونك التجربة:

عندما يتعلق الأمر بالنصيحة، فإننا ننصت جيدا لهؤلاء ممن يحسنون الإنصات ويتفهمون الأمر. شارك ابنائك تجربتك المدرسية ونجاحك الأكاديمي وما فعلته لتحقيق هذا النجاح، وجهودك المضنية وما تعلمت منها، إن ذلك سوف يساعدهم فيما يبذلونه من جهود وأيضا سيجعلهم يشعرون بأنهم يرغبون في مواصلة رحلة التعلم.

10- اجعل الراحة أولوية

تعتبر الراحة عنصرا أساسيا لصحة ابنك بشكل عام، سواء كان ذلك في صورة نوم جيد أثناء الليل أو ممارسة الهوايات، حدد أوقاتا للنوم بحيث ينال ابنك قسطاً كافيا من الراحة، مع تخصيص الوقت المناسب له لممارسة هواياته خارج مواعيد الدراسة.

المصدر: برايتس التعليمية
2023/09/19

محاصرة بالموضة والإعلام.. كيف تواجه المرأة المسلمة التحديات الجديدة؟!
إن استعراض أبرز التحديات الجديدة التي تواجه المرأة المسلمة في الحياة المعاصرة يأتي بالسؤال الأكثر أهمية وهو: كيف تستطيع المرأة المسلمة مواجهة هذه التحديات الجديدة؟!

والجواب: من أجل أن تمتلك المرأة المسلمة في عالم اليوم القدرة على مواجهه التحديات والصعوبات والعقبات لابد من اتباع ما يلي:

1- فهم الدين

على المرأة المسلمة التمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية، والمحافظة على دينها…. فهذا هو الطريق الوحيد للوصول إلى رضا الله عز وجل.

ولكي تلتزم المرأة بذلك، فإن عليها أن تفهم دينها بصورة صحيحة وأن تنمي معارفها الدينية وأن تستوعب عقيدتها وأن تقوّي من إيمانها… عندئذٍ تكون المرأة شديدة الحرص على مبادئها وقيمها وعقيدتها، والوقوف بقوة ضد كل من يحاول التشكيك في الدين، أو التلاعب بالقيم والمبادئ تحت مسميات برّاقة لكنها تحمل في ذاتها مضامين منحرفة أو مشوّهة.

والمرأة العالمة بدينها لن يكون من السهل تغيير قناعاتها أو ثقافتها، في حين أن المرأة التي تفهم الدين بصورة سطحية سيكون من السهل تغيير ثقافتها، وجرّها نحو أفكار أبعد ما تكون عن الدين.

2- التربية الصالحة

تعدّ التربية الصالحة للفتاة من أهم الطرق لمواجهة التحدّيات الجديدة التي تعترض طريقها، فالفتاة التي تنشأ في ظل عائلة صالحة، وأجواء تربوية سليمة ورعاية كاملة وإشباع للحاجات المادية والمعنوية وتوفير الدفء العاطفي لها.. كل ذلك يساهم في تربية البنت تربية صالحة.

والتربية الصالحة للمرأة تعطيها القدرة على مواجهة التحديات بشجاعة وحكمة، والصمود أمام المغريات المادية والعاطفية، والتمسك بالقيم الدينية، والأخلاق الإنسانية.

أما المرأة التي تنشأ في ظل تربية سيئة ستكون مهيأة – غالبًا – للانهيار أمام مغريات الدنيا، والوقوع بسهولة في فخاخ شبكات الفساد والانحراف.

ويتحمل الوالدان مسؤولية عظيمة في تربية الفتاة كما الفتى تربية صالحة إيمانية مما يؤهلها لمواجهة كل التحديات الحاضرة والمستقبلية.

كما أن على المرأة المسلمة أن تزكّي نفسها، وتنمّي أخلاقها، وتهذب سلوكها، وتعوّد نفسها على العادات المفيدة، والآداب الحسنة… وبذلك تكتسب المرأة لنفسها مكارم الأخلاق، وحميد الصفات، وحسن السلوك والالتزام.

3- الوعي الثقافي

امتلاك الوعي الثقافي عنصر هام من عناصر نضج المرأة ورشدها، وهذا ما يجب أن يدفعها نحو إنماء وعيها الثقافي كي تستطيع الثبات في ظل الطغيان المادي في الحياة المعاصرة؛ وكي تتمكن من التعامل والتفاعل مع قضايا العصر بصورة علمية ومعرفية.

وإنماء الوعي الثقافي يتطلب من المرأة التسلّح بالمعرفة والثقافة، وهذا ما يستوجب المطالعة الواعية والقراءة المركّزة، ومتابعة الحركة الثقافية والمعرفية، والتواصل مع النخب الثقافية، والاطلاع على ثقافة العصر.

والمرأة المسلمة مطالبة بالارتقاء إلى مستوى التحديات الكبيرة، ولن تتمكن من ذلك إلّا بتأهيل نفسها، وتفجير مواهبها، وتنمية معارفها، وتعميق فهمها للمستجدات والحوادث الجديدة، وتعلم كل ما يخدم بناء شخصيتها، أما إذا لم تؤهّل المرأة نفسها فإن أبسط رياح ثقافية تهبّ عليها من (الثقافة المعولمة) قادرة على زعزعة المرأة عن عقيدتها وإبعادها عن أخلاقها والتأثر بمغريات الحضارة المادية المعاصرة.

والمرأة المسلمة المعاصرة عليها أن تلمّ بمفاهيم عصرها ومستجدات مجتمعها وأن تمتلك الوعي الكافي لكل القضايا التي تهمها وتهم المجتمع والأمة.

وكلما كانت المرأة المسلمة أكثر وعيًا ورشدًا كلما امتلكت القدرة على تجاوز التحديات والصعوبات والمشاكل المتنوعة، كما أن المرأة الواعية تمتلك من الأفق الواسع، والفهم الصائب، والبصيرة الثاقبة، ما يجعلها تتحمل المسؤولية، وتشارك في صناعة التقدم والنهوض الثقافي والمعرفي لمجتمعها وأمتها وحضارتها.

4- التأسي بالقدوة الحسنة

من الضروري لكل امرأة مسلمة تقتدي بالقدوة الحسنة في حياتها، وأن تتأسى بالنماذج الصالحة في تاريخنا، وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم هي أفضل قدوة لكل امرأة، فهي سيدة نساء المؤمنين كما قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: «يا فاطمة! أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟»، وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وآلة وسلم: «يا فاطمة! ألا ترضين أن تكون في سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة؟».

كما أن من المهم كذلك أن يكون في مجتمعنا المعاصر نماذج صالحة لكي تقتدي النساء بهن، فالقدوة الصالحة تعطي النموذج المتميز الذي يمثل إضاءة قوية لمن أراد السير على الصراط المستقيم.

ومن المؤسف أن نرى بعض فتياتنا يقلدن الممثلات أو المغنيات في سلوكهن وتصرفاتهن، بل وحتى لباسهنّ وقد ساهم (الإعلام اللهوي) في ترميز نجوم الغناء والرقص وتقديمهن، على أنهن النماذج المتميزة للمرأة العصرية!

وما يجب فعله هو ترميز (المرأة الصالحة) الملتزمة بدينها، المحافظة على حجابها، وتقديمها كنموذج يحتذى بها للمرأة المسلمة، فترميز (المرأة الصالحة) يساهم بصورة فعّالة وتأسي المرأة المسلمة بها، أضف إلى ذلك أنه نوع من إظهار الفضيلة، وتشجيع القيم الدينية في المجتمع.

2023/05/23

لكيلا تكون صيداً سهلاً.. كيف تحصل على ’البصيرة’؟!
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل من طلب العلم، حيث قال: (إنّ العلم حياة القلوب من العمى ونور البصيرة من الظلمة).

[اشترك]

وورد عن الكاظم (عليه السلام) أمر بالتفقه بالدين فإنّ ذلك هو مفتاح البصيرة، حيث قال (عليه السلام): (تفقهوا في دين الله فإنّ الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة...). والمقصود بالفقه ليس هو معرفة الأحكام الشرعية بل هو أحدها.

وكذلك ورد عنهم(عليهم السلام): (التفكر حياة قلب البصير).

ومنشأ البصيرة في القلب لكن للعقل مدخلية في قوّة البصيرة حيث ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): (دعامة الإنسان العقل والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم، وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره...).

وقال المازندراني في (شرح أصول الكافي 1/306) في شرحه لهذه العبارة: ومفتاح أمره ينفتح به أبواب العلوم والكمالات كلُّ ذلك لأنَّ العقل في عالم الأبدان كالشمس يتلألأ نوره ويلمع ضوؤه في الحواس الباطنة والظاهرة ويتنوَّر به القلب ويستضيء به الصدر، فمن حيث أنّه يهتدي به كلُّ عضو من أعضاء الإنسان إلى ما هو المطلوب منه فهو دليله، ومن حيث أنّه ينظر القلب به أو فيه إلى الحقائق والمعارف ويبصرها بعين البصيرة فهو مبصره، ومن حيث أنّه ينكشف به تلك الحقايق والمعارف للقلب وينتقش فيه صورها فهو مفتاح أمره.

وقال في موضع آخر (شرح أصول الكافي 2/349): ثمّ هذه البصيرة إنّما تتمّ وتتكامل بعلوم ثلاثة: الأوّل: العلم بأحوال الدنيا وانصرامها وعدم بقائها وثباتها. الثاني: العلوم بأحوال الآخرة من عذابها وثوابها وحورها وقصورها وعجز بني آدم بين يدي الله تعالى إلى غير ذلك من أحوالها وأهوالها. الثالث: العلم بالسنّة النبوية لقصور عقل البشر عن إدراك نظام الدنيا والدين بنفسه من غير توسّط رسول قوله قول الله تعالى المنزل إليه بالوحي، فهذان العلمان من توابع العلم بالله وملائكته وكتبه ورسله وثمرة العلم الأوّل وفائدته هي الزهد في الدنيا والإعراض عن نعيمها وعدم الاغترار بزخارفها والتنزّه عن حلالها فضلاً، عن حرامها، وثمرة العلم الثاني هي الرغبة في الآخرة وصرف العقل إليه وقصر الأمل عليه، وثمرة العلم الثالث التمسّك بالسنّة النبوية والعمل بها للتخلّي عن الرذائل والتحلّي بالفضائل لأنّ كمال القوّة العلمية إنّما هو بارتكاب الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والاجتناب عن أضدادهما وهو إنّما يحصل بالأخذ بالسنّة والعمل بما فيها، ويظهر ممّا ذكرنا أنّ تعريف الفقيه بما ذكر تعريف بالغاية والثمرة المطلوبة منه للتنبيه على أنّ وجود الفقه بدون هذه الثمرات كعدمه بل عدمه خير من وجوده.

وبالتدبر تحصل البصيرة، حيث ورد عنهم(عليهم السلام): (وكيف يهتدي من لم يبصر، وكيف يبصر من لم يتدبر).

وقال أيضاً في موضع آخر: وإشارة إلى ان السبب الجهل ذهاب البصيرة وإبطال القوّة القلبية التي بها تدرك الصور الحقة والأسرار الإلهية وإبطالها يتحقق تارة بعدم التفكر والتدبر وأخرى بمتابعة القوّة الشهوية الغضبية حتّى ينزل في الدرجة الحيوانية. والانسياق مع القوّة الشهوية والغضبية يوصل إلى حبّ الدنيا وطول الأمل وغيرها من الرذائل التي ذكر أنّها تورث القساوة وتعمي البصيرة وتنسي الآخرة.

وبعبارة أخرى: إنّ من دخل في قلبه نور الإيمان واركانه وعقائده الحقّة وأخلاقه الحسنة وعمل بالصالحات وتنزه عن المنكرات والموبقات وتحكم بقواه الشهوية والغضبية وفق ما يرتأيه العقل، فإنّ ذلك يوجب صفاء القلب ونورانيته المؤدي إلى نفاذ البصيرة.

 ومن المثل العليا والمصاديق البارزة بهذا الشأن تمكن الإشارة إلى مولانا العبّاس بن الإمام علي أمير المؤمنين(عليهما السلام)؛ إذ روي بشأنه(سلام الله عليه) عن المفضّل بن عمر، عن الإمام الصادق(عليه السلام): (كان عمّنا العباس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله (عليه السلام)، وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا) (عمدة الطالب: 356).

نقلاً عن Aqaed
2023/05/07

ساعدوا أولادكم: 13 نصيحة للتخلص من التوتر في «الامتحانات»
تحصيل أعلى الدرجات التعليمية يصبح أمل الأسرة كلها وليس الأبناء فقط، وهو ما يعني مزيدا من الضغط على الطفل للمذاكرة، خاصة قبل أسابيع من إجراء الامتحانات أو في أثنائها.

[اشترك]

ومع زيادة الضغط الأسري والمجتمعي كذلك، تتولد لدى الطفل شحنات سلبية تؤدي لتوتره، وفي أحيان كثيرة مرضه، وربما سمعنا عن طلاب فشلوا في نتائجهم الدراسية رغم تفوقهم الملحوظ أثناء تحصيلهم في أثناء العام الدراسي.

ما علامات توتر طفلكِ؟

يمكنك ملاحظة بعض العلامات، التي تؤكد أن طفلك يعاني من التوتر أو القلق، مثل اضطرابات النوم، وتقلبات المزاج والإحباط، وسرعة الانفعال وانخفاض الثقة بالنفس وعدم إيمانه بقدرته على تخطي الامتحان.

ومن علامات التوتر أيضا، وجود آلام بالمعدة بسبب عدم القدرة على هضم الطعام، والصداع المستمر وأحيانا ظهور أمراض جلدية مثل الأكزيما، وفقدان الشهية للطعام أو تناوله أكثر من المعتاد (الشره)، وعدم الاستمتاع بالأنشطة التي استمتع بها سابقا، كما تتكون لديه صورة سلبية يائسة حول المستقبل.

كيف يمكنك مساعدة طفلك؟

يحتاج الطلاب دائما إلى مصدر للتحفيز، هذا المصدر هو دائما والديهم، لذا ما الذي يجب عليكِ فعله للحفاظ على وقت الامتحان خاليا من التوتر وأكثر تحفيزا لطفلك؟

13 نصيحة تساعد في تخطي التوتر

1- لا تقضي معظم الوقت مع طفلك في الحديث عن أهمية الامتحان، حتى وإن كان بشكل إيجابي مثل القول حول ثقتك بقدرته على تخطي الامتحان، لأن ذلك في الغالب يؤدي لزيادة توتره.

2- حافظي على روتين المنزل المُعتاد لتجنب الإجهاد الإضافي، فإن كنتِ تسمحين لطفلك بالسهر حتى العاشرة مثلا، فلا تُجبريه في الليلة السابقة للاختبار على النوم في الثامنة.

3- إن لم يكن ممارسا للعبة ما، يمكن أن تساعديه على ممارسة رياضات خفيفة مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة أو كرة القدم، فالتمارين الرياضية تساعد في زيادة مستويات الطاقة لديه، وتنقية العقل وتخفيف التوتر.

4- ساعديه على أخذ فترات راحة منتظمة، قد تزيد فترات المذاكرة أثناء الامتحانات وقد تصل لـست ساعات، وهو ما يعني زيادة الضغط على العقل، لذا شجعي طفلك على أخذ فترات راحة منتظمة، ومشاهدة التلفاز مثلاً.

5- ضرورة مُساعدة طفلك على الاسترخاء ليلا والنوم لمدة تتراوح من سبع إلى ثماني ساعات، حيث يعتقد بعض الطلاب أن الاستيقاظ طوال الليل يسهم في زيادة تحصيلهم، لكن بالعكس فإذا لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم، فمن المرجح أن ينسوا المعلومات، ويكون أداؤهم سيئا.

6- لا تقارنيه بأطفال آخرين ولا تحدثيه عن مدى تفوقهم أو عدد ساعات مذاكرتهم الأكثر.

7- تأكدي أن لديه مكانا مريحا للمذاكرة، اسأليه عن أفضل مكان في المنزل يريد تحصيل دروسه به.

8- ذكّري طفلك أن الشعور بالقلق أمر طبيعي، وأن التوتر والعصبية هما رد فعل طبيعي للامتحانات، والمفتاح هو استخدام هذا الشعور بشكل إيجابي.

9- فكّري مع طفلك في بعض المكافآت لإجراء المراجعة وتخطي كل امتحان، لا يجب أن تكون المكافآت كبيرة أو باهظة الثمن، يمكن أن تشمل أشياء بسيطة مثل إعداد الوجبة المفضلة أو مشاهدة التلفزيون.

10- قبل الذهاب للاختبار أو الامتحان، كوني مُطمئنة وإيجابية، ليعلم أن الفشل ليس نهاية العالم، فإذا لم تسر الأمور على ما يرام، فقد يكون بمقدوره إجراء الاختبار مرة أخرى.

11- بعد كل امتحان شجعي طفلكِ على التحدث معك عن الأجزاء التي سارت على ما يرام بدلا من التركيز على الأسئلة التي واجهوها. ثم لينتقل للتركيز على الاختبار التالي، بدلا من التركيز على الأخطاء التي ارتكبها في الامتحان التي لا يمكن تغييرها بطبيعة الحال.

12- اجعلي توقعاتك واقعية، فالحصول على أعلى الدرجات لا يجب أن يكون أقصى طموحك بالنسبة له، فاسمحي لطفلك أن يجد شغفه، ثم دعيه يحقق ذلك.

13- بعد نهاية الامتحان يزول التوتر، أما إذا استمر الوضع فيمكنك استشارة الطبيب النفسي حيال الأمر.

صفاء علي نقلاً عن aljazeera
2023/05/02

لماذا يمرّ الوقت بسرعة.. وهل له علاقة بتقدم العمر؟
قيل قديماً الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لماذا يتسارع الوقت عند الناس؟ وهل للتقدم في السن علاقة بالإحساس بالزمن؟ وهل لذلك علاقة بـ "الدماغ"؟

[اشترك]

كيف مر الوقت سريعاً؟، عبارة مألوفة تتداولها الألسن، خاصة عندما نشعر بمرور الوقت دون أن نتمكن من مجاراته، بيد أن آخرين يشعرون بالزمن بشكل مختلف، فيكون الملل أو تباطؤ الزمن لديهم هو الإحساس المسيطر على شعورهم بمرور الوقت وتسارعه.

سر تسارع أو تباطؤ الزمن

حاول المؤلف البريطاني ستيف تايلور، في كتابه «صنع الوقت»، الإجابة عن سر تسارع أو تباطؤ الزمن لدى الناس، وعن تصورات الناس المختلفة عن الوقت، وتأثير ذلك في إحساسهم بالوقت المختلف.

يوجد لدى كل إنسان شعور داخلي بمرور الوقت، ويختلف هذا الشعور من شخص إلى آخر، كما أنه يعتمد على الحالة النفسية للإنسان. فعلى سبيل المثال ينقضي الوقت بسرعة بالنسبة للإنسان؛ إذا ما كان غارقاً في العمل، بينما يمضي متثاقلاً في حالة الملل أو الشعور بالألم، لذلك يلعب العامل النفسي دوراً مهماً.

من الناحية النظرية الوقت حقيقة ثابتة، فالدقيقة هي نفسها للكبير أو الصغير، بيد أن الإحساس المختلف بها يرجع إلى العديد من العوامل، وبعض العلماء يرجعون هذا الأمر إلى عملية حسابية يبتكرها عقل الإنسان معتمداً على الفترة التي عاشها من حياته، فالعام الواحد يمثل ثلث الحياة بالنسبة لطفل في الثالثة من عمره، في حين تمثل هذه السنة جزءاً بسيطاً من حياة عجوز في التسعين من عمره، ما يعني أن إدراك عقل الإنسان لمرور الزمن مسألة تتناسب بشكل طردي مع عمره.

الوقت كالسيف

في الأعوام الثلاثين الأولى من حياة الإنسان، أي مرحلة الشباب يمر بالعديد من المراحل، فهو يذهب إلى المدرسة والجامعة ويبحث عن عمل ويلتقي بالأصدقاء (...)، ويكتشف ويطور ميوله ومواهبه.

وفي فترة التقدم في العمر أو الشيخوخة فإن المتغيرات التي تحدث للإنسان نفسه أقل بكثير مما هو في السابق، ويعتبر التكرار والروتين هي السمة الغالبة.

لذلك يقول الخبراء إنه كلما انشغل الدماغ بمعلومات أكثر وبشكل مكثف يمر الوقت بشكل أبطأ بالنسبة له، بينما قد يحدث الانشغال بالأمور الروتينية. فكلما زادت المعلومات الجديدة التي نأخذها يمر الوقت.

القدرة على إبطاء الوقت

فبحسب الكاتب تايلر فإن المرة الأولى التي نشهد فيها شيئاً ما يكون مكثفاً. بعد ذلك يبدو الأمر مألوفاً بالنسبة لنا. وفي حين يواجه الأطفال العديد من الأشياء للمرة الأولى، فإن البالغين على دراية بمعظمها.

لذلك يسوق الخبراء نصائح من أجل إبطاء الزمن أو على الأقل وقف الشعور بتسارعه:

1- صنع تجارب جديدة: هوايات مختلفة، تجارب لم تعشها بالسابق، السفر إلى أماكن جديدة، فكلما زاد عدد الذكريات عن أمر ما أو تجربة جديدة فإننا نشعر بأنها كانت أطول من غيرها.

2- عدم إنفاق الكثير من الوقت على الاستهلاك السلبي: تضييع الوقت بما هو غير مفيد، مثل تصفح الهاتف المحمول، لعب الورق، التلفاز، وغيرها من الأمور التي تساهم في تضييع الوقت، ثم تتفاجأ بعدها كيف مرت الساعات دون أن تشعر بها.

3- عدم الانشغال بالماضي والذكريات الرتيبة: هذه الأمور كلها مر بها المخ سابقاً، وهي تعتبر تضييعاً للوقت بالنسبة له، من المهم إذا التركيز على الحاضر، وليس الماضي أو المستقبل الذي عيش فقط في خيالنا.

المصدر: سيدتي
2023/03/20

توصيات لمواجهة ’الرذيلة’ و ’الهبوط’
مَساعٍ تربويّةٌ ضروريّةٌ في مواجهة الرذيلة ومنحنى الهبوط: 1 - ينبغي فطرةً وعقلاً وشرعاً تحديد الخيار والمسار والثقافة والسلوك بوجهةِ القيم الفاضلة، قبل فوات الأوان.

[اشترك]

2 - تجنّب سوء الخلق في الواقع والمواقع، فإنّه موجبٌ للحساب والعقاب.

3 - إنَّ الأسر الفاضلة غالباً ما تقدّم للمجتمع أفراداً متميّزين في أخلاقهم وآدابهم وحَرَاكهم وسلوكهم - وهذا ما نشهده حسّاً وعيانا في آثاره وثمراته الصالحة والمباركة.

بينما الأسرة الفاسدة تمدّ المجتمعَ بأفرادٍ شاذّين عن الجادة المُستقيمة، ويؤثرون سلباً على المجتمع والبلد.

4 - مِن المعلوم يقيناً أنّ أزمة الأخلاق الراهنة، تقف وراء جميع الأزمات، ولها تأثير كبير في تأخير الفرج والإصلاح والتغيير.

5- يا أيّها الإنسان زكِّ نفسكَ وهذّبها، وتأدّب في مَحضر الله تبارك وتعالى الرقيب الحسيب وشديد العقاب.

7 - ليس مِن الصحيح الخوض مع الخائضين - فلا تشتم - ولا تطلق العنانَ لنفسك وعقلك ولسانك بالفحش من الكتابة والنشر والتسقيط والبهتان .

وتعلّم كيف تخاطب الآخرين باحترام.. فكلامك وتعليقك سفيرُ أخلاقك وأدبك وعقلك وأصلك وعرقك.

2023/03/12

عقلك يستقبل 60 ألف فكرة يومياً.. حارب الأفكار السلبية!
يعتبر التفكير الإيجابي من أهم أساسيات الحياة، والإرادة القوية هي التي توصلك إلى أهدافك الناجحة، وقد تم إجراء إحصائيات كثيرة على عقل الإنسان ووجدوا أنه يستقبل ٦٠ ألف فكرة في اليوم الواحد، وأن ٨٠ في المائة منها أفكار سلبية.

[اشترك]

يقول الفيلسوف الصيني لاوتسو (راقب أفكارك، لأنها ستصبح كلماتك، وراقب كلماتك، لأنها ستصبح أفعالك، وراقب أفعالك، لأنها ستصبح عاداتك، وراقب عاداتك، لأنها ستصبح شخصيتك، وراقب شخصيتك، لأنها ستحدد مصيرك، فاحرص على أن تجدد نفسك بالتفاؤل).

وفي الحديث القدسي (قال اللهُ تعالى: أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ)، القلب كثيرًا ما يفكر في أشياء وتتحقق، لأن أفكارك هي محرك الإرادة، والإرادة محركة للطاقة.

وقال الله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، فهناك نتائج متوقفة على إرادة الإنسان أولًا، فإن الله سبحانه وتعالى يعطيك مفاتيح الاختيار، لأن مواقفك تتحقق وفقًا لليقين في الله وحسن الظن به، وعلينا ألا ننسى في كل الأحوال أن الله سبحانه وتعالى هو الفاعل الحقيقي، يقول جل شأنه: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)؛ فمشيئة العبد تنضوي تحت مشيئة الرب.

فأنت الذي تمتلك مفاتيح الاختيار، سواء بالخير أو بالشر، والطاقة الإيجابية التي تمتلكها هي التي تدعمك بالأفكار الإيجابية، وتحرك الأفكار المشاعر والأحاسيس الذاتية التي تنعكس على إدراكك وسلوكك وردود أفعالك بشكل إيجابي.

ومصدرنا هو القرآن الكريم الذي يمدنا بالقوة، وكلما ارتبطت بالقرآن وجدت إجابات كل الأسئلة التي تدور بداخلك، وقد قال الله تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا)، المتعلق بالله يحقق له ما يريد بالخير، أما غير المتعلق بالله، فمهما طال به الأمد فسيجد عمله أمامه.

أنت الإنسان الوحيد الذي يمتلك مفاتيح الاختيار بحسن الظن واليقين بالله، فكل إنسان منا يمتلك العالم الداخلي الذي بداخله، بدليل لو كنت في موقف مؤلم، وبعد لحظات تعرضت لموقف يحمل لك خبرًا سارًا، تجد أن إحساسك قد تغير، وستجد أن التركيز في الشيء يغير الإحساس، ولهذا نجد إحساسنا متذبذبًا وفقًا للمواقف المتغيرة.

عالمك الداخلي هو نجاحك الخارجي، أي أن برمجتك الذاتية تنعكس على رؤيتك للعالم الخارجي، أي أن تحديات الحياة لا تؤثر في الإنسان، ولكن تظهر ما بداخله، ولابد من تنقية ذاتك من الشوائب الداخلية ولا يحدث ذلك إلا عن طريق الإيمان بالله وحسن الظن به واليقين فيه.

أيها الإنسان لو استطعت أن تتقرب إلى الله عن طريق المناجاة إليه، فهو صاحب المعجزات، فأنت تطلب من صاحب المعجزات الذي يمنحك القوة الداخلية التي تكسبك كل الإيجابية بصدق الإحساس، فأنت الشخص الوحيد المسئول عن نفسك، وعندما تعقد النية على التغيير للأفضل يساعدك الله عليه.

وأختتم مقالي بقول الله عز وجل: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (صدق الله العلي العظيم).

2023/02/14

رياضة ولعب.. هل يحثّنا الإسلام على الترفيه والتنزّه؟!
إن الإنسان ليس آلة تستعمل في اي وقت كان وكيف كان، بل له روح ونفس ينالهما التعب والنصب كما ينالان الجسم، فكما ان الجسم يحتاج الى الراحة والنوم، كذلك الرّوح والنّفس بحاجة الى التنزّه والارتياح السليم.

التجربة ـ ايضا ـ تدل على ان الإنسان كلّما واصل عمله بشكل رتيب، فإنّ مردود هذا العمل سيقلّ تدريجيا نتيجة ضعف النشاط، وعلى العكس من ذلك فإنّ الاستراحة لعدة ساعات تبعث في الجسم نشاطا جديدا بحيث تزداد كمية العمل وكيفيته معا، ولذلك فإنّ الساعات التي تصرف في الراحة والتنزه تكون عونا على العمل ايضا.

وفي الرّوايات الاسلامية نجد هذه الواقعية بأسلوب طريف جاء بمثابة «القانون» حيث يقول الامام علي عليه‌ السلام: «للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يرمّ معاشه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمل» (١).

وممّا يستجلب النظر انّ في بعض الرّوايات الاسلامية أضيفت هذه الجملة الى النص المتقدم «وذلك عون على سائر الساعات».

وعلى حدّ تعبير البعض فإنّ التنزّه والارتياح بمثابة تدهين وتنظيف اجهزة السيّارة، فلو توقفت هذه السيارة ساعة عن العمل لمراقبة اجهزتها وتنظيفها، فإنها ستغدو أكثر قوة نشاطا يعوّض عن زمن توقفها اضعاف المرات، كما انه سيزيد من عمر السيارة ايضا.

لكن المهم ان يكون هذا التنزّه صحيحا، والّا فإنه لا يحل المشكلة، بل سيزيدها، فإنّ كثيرا من حالات التنزّه هذه تدمر الإنسان وتسلب منه نشاطه وقدرته على العمل لفترة ما، او على الأقل تخفف من نشاط عمله.

وهناك نقطة تدعو للالتفات ايضا، وهي ان الإسلام اهتم بمسألة الترويض والاستراحة النفسية بحيث أجاز المسابقات في هذا المضمار.. ويحدثنا التاريخ

انّ قسما من هذه المسابقات جرت بمرأى من رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم، وأحيانا كانت تناط اليه مهمة التحكيم والقضاء في هذه المسابقة، وربّما اعطى ناقته الخاصّة ـ لبعض الصحابة للتسابق عليها.

ففي رواية الامام الصادق عليه ‌السلام انّه قال: «ان النّبي أجرى الإبل مقبلة من تبوك فسبقت العصباء وعليها اسامة، فجعل الناس يقولون: سبق رسول الله ورسول الله يقول: سبق اسامة (١)» (اشارة الى ان المهم في السبق هو الراكب لا المركب، حتى وان كان المركب السابق عند من لا يجيدون السبق).

النقطة الاخرى هي انّه كما ان اخوة يوسف استغلّوا علاقة الإنسان ـ ولا سيما الشاب ـ بالتنزّه واللعب من اجل الوصول الى هدفهم الغادر ... ففي حياتنا المعاصرة ـ ايضا ـ نجد اعداء الحق والعدالة يستغلّون مسألة الرياضة واللعب في سبيل تلويث أفكار الشباب، فينبغي ان نحذر المستكبرين «الذئاب» الذين يخططون لإضلال الشباب وحرفهم عن رسالتهم تحت اسم الرياضة والمسابقات المحلّية والعالمية.

ولا ننسى ما كان يجري في عصر الطاغوت (الشاه)، فإنّهم وبهدف تنفيذ بعض المؤامرات ونهب ثروات البلاد وتحويلها الى الأجانب لقاء ثمن بخس، كانوا يرتّبون سلسلة من المسابقات الرياضية الطويلة العريضة لإلهاء الناس لئلّا يطلعوا على المسائل السياسيّة.

*مقتطف من تفسير الأمثل ج 7
2023/01/29

بعد سنوات من «السفور».. كيف ترتدين الحجاب؟
ما هي نصيحتكم بالنسبة لارتداء الحجاب، فإن الذي أمضى شطرا من عمره من دون حجاب يثقل عليه ذلك.. فكيف يتغلب على هذه العقبة؟

[اشترك]

الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

بالنسبة للحجاب اعتقد أنه ما دام الأمر من مسلمات الشريعة، والأنسان الذي يعتقد بوجود شريعة ملزمة في الحياة، فإنه لا يبحث كثيرا عن فلسفة الأحكام، ما دام هناك رب ينبغي أن يطاع واليه مصير الخلق جميعا!

إننا لا نمنع من البحث عن فلسفة الأحكام، ولكن لا نرى من الصحيح أن يعلق العبد الإطاعة على فهمه لتلك الفلسفة، والا خرج الأمر عن جو التعبد الشرعي.

والمرأة المؤمنة هذه الأيام سوف تتحجب تلقائيا في مرحلة من العمر والتي لا يستساغ فيها بشكل طبيعي أن تكون تاركة لحجابها، فلم لا تقدم هذه المرحلة ليكون الأمر عن طواعية وباجر مضاعف.

إن المانع من الحجاب أعتقد أنه هو الاستثقال وصعوبة الخروج عن المألوف، والشاهد على ذلك هذا التحول السريع فيمن تحجبن بعد طول سفور، وكيف انهن تأقلمن بشكل كبير مع الوضع الجديد.

إن الله تعالى لم يخلق جمال المرأة ليكون مشاعا للجميع، بل إن إحساس الرجل بأن هذه الخصوصية أي كشف معالم الجمال في بدن المرأة خاصة به – حتى لا يشاركه فيه أخص الأرحام كالوالدين – لمن دواعي التعلق النفسي بها اكثر فاكثر، حيث يحس بأن هناك شيء خاص به، بخلاف ما لو رأى بان ما معروض لغيره في الخارج بزينته، معروض له في المنزل بشكله الباهت، حيث أن شكل المرأة غير المحجبة اكثر أناقة في الخارج بكثير قياسا إلى داخل المنزل.

ومن سلبيات ترك الحجاب أيضا هو عدم وجود تلك القدسية اللازمة في نظر البنت البالغة، حينما ترى أمها منزوعة الحجاب ولو كانت هي محصنة، وفى امن من الانحراف.. ولكن ما بال هذه البراعم التي من الممكن أن تذبل بسرعة أمام الرياح العاصفة.

ناهيك عما في إظهار المفاتن من دون غطاء شرعي من إثارة النفوس غير المحصنة، وبالتالي فان الوزر الذي يقع فيه أصحاب النظر المحرم يشاركهم فيه من كان سببا في إثارة الفتنة.

أتمنى من الله تعالى أن يجعل البركة في ما أقول لنراكم أن شاء الله تعالى في الطريق العام والركب المنسجم الذي فيه أمثال الزهراء وزينب (ع).

2022/12/28

متعة ولذّة.. هل الترويح عن النفس هدف الحياة؟!
يعد الترويح عن النفس إحدى الرغبات الفطرية الموجودة في أعماق كل إنسان، ويبدأ الميل إلى الترويح والترفيه عن النفس منذ الصغر، ويزداد هذا الميل عند مرحلتي المراهقة والشباب، ويمتد بعد ذلك -ولكن بصورة أضعف- بامتداد عمر الإنسان؛ ولذلك فالترويح عن النفس ضرورة فطرية إنسانية، وحاجة نفسية وعقلية وجسمية.

[اشترك] 

وتنبع أهمية الترويح عن النفس من أنه يساعد في تجديد النشاط، وتقوية الإرادة، وتنمية الروح المعنوية، وتنشيط العقل. والشباب حيث مرحلة الإعداد والبناء للمستقبل، وتوكيد الذات، يواجهون في سبيل تحقيق ذلك عديد المشاكل والأزمات والصعوبات؛ ولذلك فهم يحتاجون -ضمن ما يحتاجون إليه- للترويح عن أنفسهم؛ لأن ذلك يمثل عاملاً مساعداً من عوامل بناء العقل والروح والجسم وهي أبعاد الإنسان الرئيسة.
ويحتاج الإنسان إلى الترويح عن النفس عندما يبذل الجهد الجهيد، ويمارس النشاط والعمل والعطاء. فمن يعمل بحاجة إلى الترويح عن نفسه، أما من لا يعمل فهو ليس بحاجة ملحة إلى الترفيه عن نفسه، وإنما هو بحاجة ماسة للعمل والنشاط.
ومشكلة بعض الشباب أنهم يريدون الحياة كلها لهواً ولعباً واستراحة، وهذا يعني أن الترويح عن النفس قد تحول إلى هدف بذاته، وهذا عين الخطأ؛ إذ أن الترويح عن النفس وسيلة لأهداف نبيلة تتلخص في تجديد النشاط، وتنشيط العقل والروح، وتنمية الجسم والبدن. أما من يريد الترويح عن النفس كهدف بذاته فهو يبحث دائماً عن المتعة واللذة والاستمتاع بمظاهر الحياة ومفاتنها. ولا يريد عملاً حقيقياً، ولا نشاطاً دائماً، ولا اهتماماً بقضايا المجتمع وهمومه. وهذا الصنف من الشباب يتصرم شبابهم وهم في حالة من السبات والغفلة ولا يدركون خطأ تصرفاتهم إلا بعد فوات الأوان!
والمطلوب أن يعتبر الشباب الحياة الدنيا مكاناً للعمل الصالح، والنشاط الدائم، والعطاء المستمر. ومن يتصف بذلك يحتاج لكي يروح عن نفسه وذاته كمقدمة للعمل من جديد، واستراحة لزيادة النشاط، ومحطة للتزود من أجل العطاء والإنتاج والعمل.
وضمن هذا السياق، جاءت التوصيات الإسلامية حاثة الإنسان لكي يروّح عن نفسه ساعة بعد ساعة، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: "روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت"1، ويقول الإمام علي (عليه السلام): "إن للقلوب شهوة وإقبالاً وإدباراً، فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها، فإن القلب إذا أُكره عمي"2، وعنه (عليه السلام): أيضاً قال: "إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم"3، وقال الإمام الرضا (عليه السلام): "إن للقلوب إقبالاً وإدباراً، ونشاطاً وفتوراً، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلّت وملّت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها"4.
إن الترويح عن النفس حاجة وضرورة فطرية وإنسانية، فالإنسان بحاجة إلى الراحة بعد العمل والنشاط، لكي يعاود العمل والنشاط مرة أخرى بالمزيد من الفاعلية والعطاء والإنتاج. ولا معنى للراحة من دون عمل، ولا للترويح عن النفس من دون جهد وتعب. فالإنسان خلق ليعمل، ولينتج، وليعطي مما أعطاه اللَّه. ولم يخلق لكي يلهو ويلعب من دون حدود وقيود. ولكن من يعمل بحاجة إلى الراحة، ومن يتعب بحاجة إلى أن يروح عن نفسه، من أجل العمل بعد ذلك بفاعلية ونشاط أكبر.
وثمة نقطة يجب الانتباه إليها وهي: أن الترويح عن النفس حق من الحقوق، فلا يحق لأحد أن يضر نفسه أو عقله أو بدنه. يقول الإمام علي (عليه السلام): "لكل عضو من البدن استراحة". وفي الوقت نفسه يجب أن يكون الترويح عن النفس بوسائل مشروعة، وضمن دائرة الحلال، ولا يجوز للإنسان أن يغرق في الحرام بحجة الترويح والترفيه عن النفس، خصوصاً وأن دائرة الحلال واسعة، بينما دائرة الحرام ضيقة جداً، فلنروح عن أنفسنا، وليكن ذلك في إطار الحلال والمباح والمشروع.
ومن المفيد للغاية أن يوازن الشباب بين أوقاتهم؛ فالجد في أوقات الجد، والترويح عن النفس في ساعات الفراغ والراحة. وقد قسم الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): ساعات اليوم إلى أربعة محاور، حيث يقول: "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة اللَّه، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم. وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات"5.
إن الترفيه والترويح عن النفس بالوسائل المشروعة سيكون حافزاً قوياً للمزيد من العبادة والعمل والإنتاج، كما يحقق التوازن في شخصية الإنسان، ويزيد من قدرة الشباب على العمل والنشاط الدائم.

الهوامش: 1. فن الترويح عن النفس، ص73، نقلاً عن كتاب فكاهة العرب، ص11. 2. ميزان الحكمة، ج8، ص227، رقم 16659. 3. ميزان الحكمة، ج8، ص228، رقم 16664. 4. ميزان الحكمة، ج8، ص228، رقم 16662. 5. تحف العقول، ص302.

 

2022/12/13

كيف يساعد الأهل أولادهم في أداء واجباتهم المدرسية؟
مع بدء العام الدراسي تبدأ معه المشاكل التي تحدث عند أداء الأبناء للواجبات المدرسية فيسيطر القلق على المنزل وتتصاعد وتيرة الشد والجذب بين الأهل والأبناء، فالبعض يرغم أولاده على القيام بالواجبات المدرسية، والبعض الآخر يقوم بها عنهم ليرتاح.

[اشترك]

ولكن ما الصحيح، وكيف يمكن الموازنة بين مساعدة الأولاد أو أداء الوجبات لهم؟ 

هناك نوعان من الأهل:

1- الاهل الذين يلغون دور أولادهم معتقدين انهم بهذا يتممون دورهم على أكمل وجه، فهم يستقبلون الأولاد منذ دخولهم إلى المنزل بسؤالهم عن الواجبات التي عليهم اداؤها، فلا وقت هناك للإضاعة ولا للأحاديث الجانبية أو للحوار البناء بين الأهل والأولاد، هذا كله يؤجل إلى حين انتهاء الدروس، وغالبا ما تحدد الأم الواجبات التي يجب على أبنها أن يقوم بها أولًا، وتختار ذلك حسب مزاجها، وقد لا يكتب الولد بسرعة أو لا يحفظ بسرعة مثلما تريد الأم، أو لا يركز جيدا، فهو تارة يريد اللعب وطورا الشرب والأكل فيعلو الصراخ وتتشنج الاعصاب.

2- الاهل الذين يخافون من تحمل المسؤولية هؤلاء يمنحون الولد كل الحرية متجاهلين واجباتهم فيختلقون اسبابا عديدة ليشغلوا أنفسهم بأمر معين طوال ما بعد الظهر أو وقت الدرس، فالأم تنهمك بالواجبات الاجتماعية أو بالأعمال المنزلية أو غيرها، والأب قد لا يعود إلى البيت إلا بعد انتهاء هذه الفترة فلا وقت لديهما لتمضيته مع الأولاد.

لكنهما يتذكران دورهما عند تسلم النتيجة.

فإذا كانت سيئة يعلو الصراخ أيضا وتبدأ المشاكل بين الزوجين، ويبقى السؤال: أين الحل؟

في واقع الأمر أن أكثر المدارس تتبع مبدأ إعطاء الفروض والدروس المنزلية بنسب متفاوتة من أجل منح الولد فرصة أخرى كي يعيد أو يطبق ما اكتسبه قبل الظهر في المدرسة.

دور الأهل في مساعدة الأولاد

حتى يساعد الأهل أولادكم في المدرسة، عليهم توفير ثلاثة أشياء لهم: الشعور بالأمان، وتوفير الاجواء الملائمة، وتقييم الذات.

1- الشعور بالأمان

من المهم جدا أن يستقبل الأهل أولادهم عند عودتهم من المدرسة، حتى ولو كانت الأم موظفة أو عاملة، فوجود شخص من العائلة ينوب عنها ضروري لأنه يعطي الولد الشعور بالأمان والاستقرار، وقبلة الاستقبال ليست دلعا مثلما يخالها البعض، بل دلالة أمان قد تمحو كل ما عاناه الولد من تعب أو مشاكل مع رفاقه، أو عند الدرس، أو مع المعلمات أو مع ذاته أحيانا، وإذا كان لا بد من سؤال يطرح عليه عند عودته من المدرسة فليكن عن مشاعره كطفل أولا وليس كتلميذ.

كذلك أن جلوس الأم معه إلى المائدة لتناول الطعام لا يقل أهمية عن الاستقبال الحار، فهو مناسبة جيدة لحوار محوره الولد، وهدفه إضافة الإيجابية إلى صورته الذاتية، فيصبح هذا الحوار حافزا للعطاء، فإذا شعر الولد بالاطمئنان سيعبر تلقائيا عن مشاعره ومشاكله، من دون أن يلجأ الأهل إلى استجوابه، وهذا يرفضه عادة جميع الأولاد.

ولا بد من إعطاء الولد فترة راحة بعد الأكل أيا تكن الظروف، فالعقل الذي هو أداة التعلم يزداد نتاجه إذا توافرت له شروط عديدة، أهمها الراحة والنوم، فيغدو أكثر فعالية، ويختزن المعلومات.

2- توفير الأجواء الملائمة

من واجب الأهل أيضا تأمين الأجواء الملائمة للدرس، كتخصيص مكان للولد يدرس فيه فهذا يعطيه شعور بالأمان والاستقرار. والأفضل أن تتوافر في هذا المكان الإنارة الجيدة والهواء النقي، ولا بأس من خلوه من الأدوات الكهربائية والمواد البلاستيكية والكمبيوتر، لأن وجودها يقلل من الأوكسجين الذي هو الغذاء الأساسي للعقل، هذه العناصر المادية ليست وحدها كافية، بل يضاف إليها دور الأهل المعنوي الذي ليس بأهميتها فحسب بل يفوقها فعالية.

ومن البديهي أن تكون العاطفة الاداة الاولى التي يسلح بها الاهل اولادهم، ويطول الحديث عنها والمقصود هو العاطفة البناءة المتوازنة التي تساعد الولد على النضوج وتزيده ثقة بالنفس، من هذا المنطلق يجب تحميل الولد مسؤوليات عدة قد تكون في تقدير الاهل غير مهمة، ولكن اهميتها تكمن في انها تساعده على ان يرى نفسه على نحو أكثر ايجابية فيرضى عن ذاته ويزداد اندفاعا وعطاء، فمثلا عودوه على فتح المحفظة وحده وترتيب اغراضه واخذ القرار بنفسه لتنظيم دروسه وايجاد خطة للعمل.

ولن ننسى بالطبع عامل الوقت الذي يجب اعطاؤه كل الاهمية لنساعد ابننا على اكتساب عنصر اساسي يسهم في تكوين شخصيته وهو اهمية عنصر الوقت وهكذا يجد لنفسه نمطا معتدلا للعمل، فلا بد للأهل ان يذكروا ولدهم بالوقت دائما، من دون الالحاح على الاستعجال بل العمل على تحديده تدريجيا.

هكذا يقتصر دور الاهل على الارشاد والاشراف فحضورهم يكون فعالا بقدر ما يساعدون ولدهم على اكتساب استقلالية تناسب قدراته، بكلام آخر يقتصر دور الاهل على الإطار الخارجي للوحة يرسمها الولد وحده، فيشجعونه على اختيار الالوان والاشكال الملائمة ويجري تنبيهه إذا خرج عن هذا الإطار.

فمثل هذه الطريقة يعطونه النصائح على الشكل الخارجي لتقويم فروضه المنزلية كالترتيب والنظافة والخط من دون تصحيحه كي يستطيع الولد ان يكشف اغلاطه في المدرسة في اليوم التالي.

3 ـ تقييم الذات

ليصبح الولد قادرا على تحمل مسؤولية نفسه لابد ان نسأله مثلا: هل انت راض عن درجة استيعابك؟ وهذا يجعله يعتاد تقييم ذاته فيمكنه المضي في التقدم، فعليه ان يعي ان الدرس من واجبه وليس مسؤولية الاهل، ولكن بإمكانه طلب مساعدتهم ونصائحهم وليس الاتكال عليهم لينجزوا الفروض بدلا منه، اذا توافرت هذه العناصر المعنوية والاجواء الايجابية فلا بد من تحقيق النجاح لكن هناك شرط آخر، وهو ان يتأكد الولد انه مهما كانت نتائجه في المدرسة فلن يخسر عاطفة اهله، وهذا لا يعني ان على الاهل التصفيق له على الدوام، فالعاطفة المتوازنة تلزم الاهل ايضا بالعقاب المناسب عند اللزوم وبالتوبيخ احيانا، ولكن مع التأكيد له ان اعماله وتصرفاته غير مرغوب فيها، وليس هو، فعاطفتهم نحوه لن تتبدل حتى عند رؤيتهم في دفتر علامته الصفر، بل سيضاعفون جهودهم لإيجاد الحلول للضعف الدراسي.

وأحيانا يحتاج الاهل أنفسهم الى مساعدة فيأتون بمدرس خاص الى المنزل ولكن شرط ان تكون هذه الدروس محدودة بالوقت والاهداف والمواد، فلا يبقى المعلم مثلا طوال السنة بمنزلة عقاب للولد لما يسببه من عبء على الاهل، فهذا الشعور خطر لأنه قد يخلق عنده احيانا الرفض والعدائية.

القبس
2022/12/12

كيف ننهي العلاقات غير الشرعية بين الجنسين؟
حين يقف المرء حائراً في مسألة شائكة يبحث لها عن مخرج فإن عليه أن يسترشد بعقله قبل عاطفته، ويرجع إلى توجيهات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، ومن خلال ذلك يصل إلى الصواب ويبتعد عن المشاكل المحتملة.

[اشترك]

ولو استرشدنا برأي العقل والشرع في مسألة العلاقة بين الجنسين، لوجدناها واضحة جلية لا تحتمل اللبس.

ولنضع النقاط على الحروف في علاقة رجل بامرأة تبدأ بتعارف عفوي بريء، لكنها مع الاستمرار تطورت إلى تعلق قلبي ، مما يؤدي إلى نتائج سلبية على جميع الأطراف، وهذا ما يؤكد صحة المبدأ الأساس الذي يدعو الشرع إلى الالتزام به.

إن الاسترسال العفوي في العلاقة بين الجنسين لا يمكن أن يبقى في حدوده الأولى، فطبيعة النفس البشرية جبلت على الميل إلى الجنس الآخر، مما يدعو وبشكل جاد إلى ضرورة الحذر والبعد عن إقامة هذه العلاقات بأي مبرر كان، وقد رأيت نتائج ذلك بشكل واضح.

بعد هذه المقدمة نرى ضرورة إنهاء العلاقات من هذا النوع بالحكمة والأسلوب الأمثل.

ولذلك نقترح الآتي:

أولاً: أن يقنع الإنسان نفسه بأن هذه العلاقة ما يحصل من استرسال بين الرجل والمرأة خطأ لا يصح الاستمرار فيه، وأن يستغفروا الله، ويعزموا عزماً مؤكداً على إنهاء هذه العلاقة.

ثانياً: أن يعي الطرفان أن رأي الشرع في هذه هو عدم جواز الاستمرار فيها، والعزم على الالتزام برأي الشرع، مقدمة رضا الله تعالى على رغبتهما وميلهما النفسي.

بالطبع إن الالتزام بالشرع هو من أجلى مصاديق التقوى، وهي مفتاح رحمة الله في الدنيا والآخرة.

يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾, ﴿... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً﴾, ﴿.... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً﴾.

وعليهما أن يقاوما رغبتهما وأن في ذلك رضا الله ورحمته، ولا يفكر أي أحد منهما كثيراً في موقف الطرف الآخر، لأنه ملزم بنفسه.

ثالثاً: القيام بتغيير وسائل الاتصال التي كان عبر التواصل بين الرجل والمرأة وأي وسيلة يمكن أن تجعلهما يتواصلان معاً من جديد.

2022/12/11

مصروف المدرسة.. كم تعطون من المال لأولادكم عند ذهابهم؟!
كم أعطي أبني مصروف للمدرسة؟ سؤال مهم، ومشكله تقابل اغلب الأمهات.

[اشترك]

مبدئيا لكي تحددي المبلغ يجب عليك معرفه مستوى زملاؤه المتوسط، ويجب ان تراعي انه لا يجب ان يشعر انه اقل منهم، وفي نفس الوقت يجب عليك معرفه أسعار الحانوت، وأسعار المشتريات التي يفضلها طفلك، وتعطيه ما يكفي لشراء شيء أو اثنين على الأكثر، وتحددي معه ما هو الأصح والاصلح له ليشتريه.

في سن الحضانة يفضل أن تؤجلي فكرة المصروف لأقصى مدى، وتعطيهم حلوياتهم وما يفضلونه معهم يوميا من البيت.

للسن الأكبر: يمكنك في بداية الاسبوع أخذ طفلك معك لشراء احتياجات الاسبوع من السوبر ماركت، وحينها يمكنك مقايضته فالمشتريات من خارج المدرسة أرخص، وحينها يمكنه التوفير في مصروفه وحفظه في الحصالة، ميزة هذه الطريقة أنك تتحكمين في ما يأكله وأيضاً تعلميه معنى التوفير.

يمكنك أيضا إعطاؤه مصروفه يوم ويوم، اليوم الذي لا يأخذ فيه المصروف، ًيمكنك إعطاؤه بدائل وحلويات منزليه.

يمكنك إعطاؤه مصروفه أسبوعيا أذا كان سنه يسمح (في الصف الرابع أو الخامس الابتدائي) وترك تقسيمه على الاسبوع والتوفير أيضاً.

إذا كان حانوت المدرسة يقدم وجبات يحبها طفلك وأنت متأكدة من نظافتها وتغليفها جيدا، يمكنك إعطاء طفلك مصروف يكفي لشراء وجبه كاملة من المدرسة، ويمكنك ترك هذا الخيار له مرة أسبوعيا وفي هذه الحالة لا ترسلي معه طعام وفهميه أن هناك أولوية للشراء، واتفقي معه على ما سيشتريه بصيغه الإقناع لا الامر.

اخيرا الحانوت هو بداية تعلم طفلك معنى البيع والشراء وأيضاً هو متعة بين الاطفال، والاطفال تحب أن تشتري وتقلد زملائهم فلا تمنعيه تماماً من هذا الامر، ولكن يمكنك التحكم فيه والتحكم في المبلغ، فلا تعطيه مال كثير ووجبه مشبعة وحلويات، فمع الوقت سيصعب عليك التحكم في المال المطلوب منك، خصوصا عندما يكبر سنه.

يجب ان يعلم ان المال في المدرسة والمصروف لمهمة محددة وليس لإهداره وصرفه ببذخ، أيضاً علميه أن يحفظ ماله جيدا في جيب آمن مثلا حتى لا يضيع، وحتى يتعلم قيمه المال وأنه مسؤول عن ما معه.

* منى سعيد
2022/12/11

طفل يتحدى الأبوين: في بيتنا معركة غير معلنة!
عندما يظهر الطفل - ذو العامين فقط - حالة من التمرد، ويظهر نزعة للاستقلال عن الأهل.. يجب التحلي بالصبر والحكمة، حتى لا يتطوّر النزاع إلى الصراع!!

[اشترك]

عادة ما يبدأ الطفل - مع دخوله عامه الثاني - إظهار رغبته في إنجاز بعض المهام بنفسه، وبالطبع هذه المهام لا تتجاوز محاولته تحضير وجبة الإفطار، أو ارتداء ثيابه، أو ربط حذائه.. وماذا في هذا الأمر؟ المشكلة تبدأ في الظهور مع اعتقاد هذا الإنسان الصغير أن بوسعه أن يقوم بكلّ شيء بنفسه دون الاعتماد على الآخرين، وهو ما يعتبره خبراء نمو الطفل مرحلة من مراحل تطوّره تسمى مرحلة الاستقلالية.

واعتقاد الطفل هذا لا يسبب له مشكلة، بل إنّ المشكلة هي ما يشعر به الأبوان، فبكلّ تأكيد أنّهما يستطيعان إنجاز ما يقوم به طفل العامين بشكل أفضل وبجهد أقل ودون إحداث أي فوضى، وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يعتبر الطفل أبويه خصمين له، حال محاولتهما إمداد يد العون له.. هل كلّ هذا يدعو للقلق؟ الخبراء يرون أنّ مثل هذه المعارك من أجل الحصول على مساحة أكبر من الاستقلالية بين الآباء وأطفالهم أمر إيجابي ومرحلة مهمّة من مراحل نمو الطفل، بل ويجب تدعيم هذه الروح الاستقلالية لديه.

 د. توماس باور - أستاذ علم النفس التطوري في جامعة هيوستن بالولايات المتحدة - يشرح ذلك قائلاً:

"طفل العامين يحبّ بطبعه تقليد الكبار، فهو عندما يشاهد أحدهم يفتح باب السيارة، أو يدير جهاز التلفاز، أو يضع مسحوق التنظيف في الغسالة، يتبادر إلى ذهنه: ولم لا أقوم - أنا - بهذه الأشياء، وما يغذي إحساس الطفل بقدرته على القيام بمثل هذه المهام هو مرونة يديه، فالطفل يكون قد أمضى فترة طويلة - نسبياً - في معرفة عمل اليدين، وهو يرى أنّه بعد أن أصبح لديه بعض التحكّم فيهما فإنّ الوقت قد حان لاستخدامهما، لذلك هو يتوق - الآن - إلى استعمال أنامله في كلّ شيء كمفاتيح الكمبيوتر والهاتف وأدوات الكهرباء.. وغير ذلك".

- اختلاف التقييم

وفي الحقيقة، أنّ "الصراع" ما بين الأطفال والآباء حول هذه "المعركة" له ما يبرره، فهم لن يتفقوا على المهام التي تناسب الطفل، والتي يمكن أن يقوم بها، أو التي تثير اهتمامه، فبينما قد يرى الطفل أنّه يريد - ويمكنه - تنظيف أدوات المطبخ، سترى الأُم أنّ هذا الأمر أكبر من طاقته، وأنّ بإمكانه - مثلاً - مجرد وضع ثيابه المتسخة في السلة، وهو أمر مرغوب أيضاً، أمر قد لا يثير اهتمام الطفل بأي شكل من الأشكال وفي الواقع، أنّ دور الآباء يبدأ من هنا تحديداً، فردود أفعالهم وسلوكهم تجاه هذا "الصراع" هي التي ستعزز - أو تنتقص - من ثقة الطفل بنفسه، ولكي نحدد ما يمكن عمله في مثل هذه الحالة، يجب أن نفهم أنّ طفل العامين في ميله نحو الاستقلالية ورفضه - لأهله الذي يحبّهم كثيراً - يشبه ميل المراهق نحو ذلك، كما أنّنا يجب أن ندرك أنّ تمرد الطفل على أهله في هذه السن يُعدّ مؤشراً واضحاً على ثقته بهم وحبّه لهم!! كيف؟

يفسر لنا أحد الباحثين ذلك قائلاً: "إنّ الطفل لا يستطيع أن يقوم بالمهام بنفسه، دون مساعدة أبويه، إلّا إذا كان يشعر بقدر من الأمان والطمأنينة، وهي مشاعر لن يحصل عليها إلّا عن طريق الحبّ والحنان اللذين تمنحهما له الأسرة، مما يغذي ثقته بنفسه، ويدفعه نحو اكتشاف العالم من حوله"، كلّ هذا يوضح أنّ السلوك المطلوب من الأبوين في مثل هذه الحالة هو تعزيز هذه النزعة الاستقلالية، وهو ما يضعهما أمام تحدي إيجاد طرق يمارس بها الطفل استقلاليته، وفي ذات الوقت يبتعد عن المهام الخاصّة بالكبار، والتي لا يستطيع إنجازها".

- نحو التهدئة

وهناك الكثير من هذه الطرق التي تجنّب الآباء تصعيد "النزاع" مع هذا الصغير، وحتى لا يتحول "النزاع" إلى "صراع" - غير متكافئ بالطبع - يؤدي إلى نتائج عكسية، ومن هذه الطرق:

* عدم الإسراع بالتدخل: فسرعة تدخل الآباء أمام عدم استطاعة الطفل إنجاز العمل تعني أنّهما يبحثان عن المتاعب، فالطفل ينزعج من أي نوع من التدخل فيما يقوم به، وسيتخذ رد فعل غاضباً أزاء ذلك، ولكن يجب عدم فهم رد الفعل هذا بأنّه متجه ضد الآباء، فحقيقة الأمر أنّ غضب الطفل واستياءه يكون متجهاً نحو المهمّة التي يقوم بها ولا يستطيع إنجازها.

* العمل كفريق: إنّ تقسيم المهمّة إلى عدد من الوظائف، ومنح الصغير أسهلها، طريقة ناجحة، فهي تزيد من ثقته بأنّه يستطيع أن ينجز ما يكلف به، وفي ذات الوقت تتيح للأهل تقديم المساعدة، مثال على ذلك يمكن تقسيم عملية ارتداء الثياب، بحيث يسمح له بارتداء بنطاله بنفسه وترك أمر ارتداء الحذاء وربطه للآباء.

* تهيئة المنزل: يجب ألا يتردد الآباء في إيجاد وسائل تتيح للطفل القيام ببعض الأعمال بنفسه، كوضع كرسي صغير قرب الحوض في الحمام حتى يستطيع الطفل الوصول إلى فرشاة أسنانه، أو استخدام إبريق وكوب صغير يمكن للطفل استخدامهما دون سكب الماء أو الحليب.

* تجنب الاستعجال: فبالطبع الطفل - ذو العامين - لن يستطيع أن يقوم بمهمّة ما - مهما صغرت - بذات الروعة والكفاءة كالكبار، فيجب التحلي بالصبر، وإعطاؤه الفرصة للتجريب، وإنجاز المهمّة بأفضل شكل ممكن، بل أكثر من ذلك يجب تخصيص وقت له ليمارس فيه استقلاليته، ولا نعني هنا وقتاً محدداً، بل يكفي هنا إتاحة الفرصة له لتحقيق إنجازاته الصغيرة كشرب الماء أو إعداد شريحة خبز بالجبن، أو إحضار الصحيفة، أو تفريغ أكياس البقالة.. إنّ هذه الإنجازات الصغيرة تؤكد له أنّه شخص كفوء، يعتمد عليه، قادر على إنجاز ما يطلب منه، ويقول د. باور "من الصعب على الأبوين أن يقررا متى يكون الطفل مستعداً للقيام بعمل ما بنفسه، لذلك كلّ ما يجب أن يفعلاه هو منحه المزيد من الوقت، وألا يتوقعا منه الكمال".

- الوقوف عند الحدود: لكن، على الرغم من أهمية تدعيم نزعة الاستقلالية هذه فإنّ هناك حدوداً يجب الوقوف عندها تفرضها أحياناً طبيعة ما يرغب الطفل في القيام به، وأحياناً أخرى الظرف والوقت الذي يختاره لإنجاز مهامه، فكيف يكون التصرّف؟ بداية لا يمكن التساهل مع طفل العامين في أمور السلامة، كرغبته في إشعال الموقد بنفسه، أو عبور الشارع وحده، فهنا يجب استخدام "لا" حازمة لا تقبل المساومة، حتى لو أدى الأمر إلى تصعيد النزاع، فلا خيار أمام الآباء حينها، أما فيما عدا ذلك فيمكن التحايل على الأمر، كإيجاد بديل للعمل الذي يرغب فيه ولفت انتباهه إلى مهمّة أخرى، مثل فتح صنبور المياه له، ودعوته لغسل ألعابه، أو عرض مهمّة أخرى محبّبة لديه على أن ينجزها في وقت لاحق، كمساعدة والده في ترتيب ثيابه عند عودته من العمل مثلاً.. ولكن في هذه الحالة يجب الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وعدم النكث بالوعد، وما يجعل الوالدين يتداركان الأمور قبل استفحالها، تعليمهما الطفل أن يعتاد الاستئذان قبل أدائه للمهمّة التي يريد إنجازها، وهذا يتيح لهما "تقدير الموقف" في الحال وبالطبع، مع طفل يخطو نحو عامه الثالث خطواته الأولى، لن يكون الأمر سهلاً تعليمه الاستئذان، وسيستغرق الأمر بعض الوقت، وهذا بعض ما يمكن أن يقوم به الأبوان تجاه ظاهرة الاستقلال هذه، وبالطبع إنّ المعايشة اليومية للطفل تتيح للأهل ابتكار الكثير والكثير من الحيل للتعايش واحتواء النزاعات التي قد تحدث.

* طارق حسني

 

2022/10/31

كيف نعالج مشكلة تأجيل الواجبات المدرسية؟

 

من المعروف أن العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم المدرسية، فيؤجِّلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجة إنجازها فيما بعد، إن هذا الأمر سيسبب الكثير من المشكلات للأطفال، ويجعل مستوى تحصيلهم الدراسي أقلّ بكثير من زملائهم المجدّين.

[اشترك]

يقول الاختصاصيون في تربية الأطفال: إن عادة التأجيل هذه يمكن التخلص منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء هذه العادة، ثم وضع خطة مناسبة للتغلب عليها، وهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته.

أسباب المشكلة:

هناك عِدّة أسباب شائعة تكمن وراء عادة التأجيل عند الأطفال، وهي:

الأول: ضعف الحافز

فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة، يمكن التعرف عليه بسهولة، لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته، ولا يقدِّر في الواقع الفوائد والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد، وكل هذا يكون في النهاية نتيجةً للإهمال واللامبالاة، وعدم اكتراث الطفل بالتعلم لأجل نفسه، أو حتى ليكون فرداً جيداً في نظر الآخرين.

الثاني: التمرد

فالطفل المتمرِّد يؤجِّل وظائفه، أو يحاول التملُّص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله، وكطريقة لمعاقبة والديه.

الثالث: عدم التنظيم

فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائماً كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته، فقد يترك أحد كتبه، أو دفتر الملاحظات لديه في المدرسة، ولذلك نجده دائماً يبحث عن أشيائه الضائعة، وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه وتمارينه.

الرابع: كره المادَّة

بعض الأطفال يؤجِّلون، أو حتى يتوقفون عن قراءة كتب أو قصص يجدونها مملة، وهكذا هو الحال بالنسبة للطفل الذي يكره مادة من المواد الدراسية، فيستمر في تأجيلها إلى أن يكتشف أنه لم يعد أمامه متسع من الوقت.

حَلّ المشكلة:

قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى تأجيل المهام والوظائف المترتبة عليهم، ولكن مع ذلك، هناك بعض الوسائل التي قد تساعد الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة، ونذكر منها:

أولاً: المراقبة

في البداية يجب أن يدرك الأهل ماهيَّة المشكلة التي يتعاملون معها، ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده، ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه، وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه، فهل يمكن أن تكون خلافات في المنزل مثلاً؟

ثانياً: العطف والحنان

من الناجح أن يوفّر الأهل لطفلهم شيئاً من العطف والحنان، وبدلاً من توبيخه، يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته، أي يجب التعاطف مع الأمور التي يعاني منها حتى لو كان هو من يسببها لنفسه.

ثالثاً: التواصل مع المدرسة

يجب معرفة وضع الطفل النفسي في مدرسته، وطبيعة تصرفاته، لأن هذا يساعد الأهل على التعامل بسهولة أكبر معه، وعلى الأهل أن يدركوا أن توتر الطفل واكتئابه قد يؤديان إلى التأجيل، وقد يكون تأجيل الواجبات أيضاً نتيجةً لخلافات عائلية.

رابعاً: القدوة

ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لكي يحل مشكلته بنفسه، فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي، أي: أن أسلوب الحياة المتَّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى.

خامساً: المشاركة

الطريقة التي تجعل الطفل يشارك بدلاً من أن تبدو وكأنها توجهه هي الأفضل، ففي لحظة سعيدة يمكن القول للطفل: ما الذي يمكننا فعله لنساعدك على إنجاز واجباتك المدرسية في وقتها؟

* تبيان
2022/10/29

جهد مع تذمّر للحصول على الراتب.. لا تجبروا أولادكم على دراسة ’الطب والهندسة’!

 

لا يمكن إلا أن يحس الآباء بفخر عظيم عندما يسأل ضيف أتى لزيارتهم أبناءهم: "ماذا تريد أن تصير مستقبلا؟"، ليجيبه: "طبيب، مهندس أو طيار"، ولطالما أحسسنا جميعا بالفخر سواء كنا آباء أو لم نكن عند رؤيتنا لطفل صغير يضع أذنه على بطن دمية وهو يلعب دور الطبيب للتأكد من حالتها الصحية، أو يسوق عربة صغيرة ويدعي أنها طائرة ستقلع بعد لحظات.

[اشترك]

لحظات مررنا منها جميعا ذات يوم عندما كنا نحلم بالمستقبل وبالمهن التي سنتمناها عندما نصير ناضجين، منا من حقق أحلامه ومنا من لم يصب وما زال يحاول جاهدا، ومنا من حقق حلمه فصار ما أراد له والداه وما أراده هو عندما كان طفلا، لكنه للأسف ليس سعيدا، أي إن العلاقة التي تجمع بينه وبين عمله ليست إلا علاقة واجب يغلب عليها التذمر عندما يخيم الملل وتطول ساعات العمل فيحس الشخص أنه مرغم على بذل الجهد من أجل الحصول على راتب، وتلبية حاجياته وحاجيات الأشخاص الذين يعيلهم، فما إن تنتهي ساعات العمل وتدق الساعة المنتظرة حتى يحلق من مكتبه كالطير الذي كان مقيدا لساعات طويلة داخل قفص لا يحبه البتة.

هكذا تعلمنا عندما كنا صغارا، أن نصير مهندسين أو أطباء أو طيارين وأن نحارب من أجل نقط عالية تخولنا دخول الجامعة كذا أو الكلية كذا، فما إن تقلّ نقطنا عن ذلك المعدل الباهر حتى نغطس في بركة من الاكتئاب والتحسر ولوم النفس لأننا لم نبذل الجهد الكفيل بتحقيق أهدافنا التي رسمها المجتمع في مخيلتنا منذ الصغر، فصارت إرادتنا نسخة لإرادة المجتمع، وصار طموحنا رهينا بمن يحيط بِنا.

إن الطب والهندسة والصيدلة وغيرها هي حقا من أشرف المهن التي يمكن للشخص أن يزاولها، كما أنها "ترفع من قيمة الشخص مجتمعيا" وتضعه في خانة أولئك الكادحين الذين ثابروا خلال سنوات من أجل الحصول على تلك المهنة وحمل ذلك اللقب، لكن ليس علينا جميعا ولا على أبنائنا أن يصبحوا كلهم كذلك، فكل إنسان لديه حيّز من الإبداع يمكن أن يُستثمر ويعطي نتائج جيدة جدا في المجالات كلها من فن وأدب وعلم اجتماع واختراع وإبداع وتجارة ومقاولة وغيرها من المجالات التي صار عصرنا محتاجا إليها أكثر من أي وقت مضى، خصوصا في ظل التغيير السريع الذي فرضته التكنولوجيا.

"كل إنسان عبقري.. ولكننا إذا حكمنا على عبقرية سمكة عن طريق قدرتها على تسلق شجرة، فستظل السمكة طيلة حياتها معتقدة أنها غبية" هكذا قال آينشتاين.

درس معي منذ سنوات شخص عادي جدا، لا يحرك ساكنا داخل القسم، كان متوسط النتائج، كثير الصمت، لطالما وصفه الأصدقاء بالخمول والعبط، كانت ملامحه سهلة النسيان كما أن صوته لم يسمع إلا نادرا، اكتشفت مؤخرا أن ذلك "الشخص العادي" وبعد حصوله على دبلوم في السياحة، أنشأ شركته الخاصة والتي أصبحت تقدم خدمات لشركات في العالم بأسره بعدما مضى على تأسيسها بضع سنوات فقط، سعدت بقدر ما تفاجأت عند علمي بالأمر، وتحسرت على تلك النظرة الدونية التي طالما رمقته بها حين كنت أظن أنه كسول، فالعبرة بالخواتيم فعلا ومن العبط جدا أن نحكم على شخص انطلاقا من فترة صغيرة في حياته دون أن تكون لدينا فكرة عن طموحاته وطريقة تفكيره.

معظم الذين عرفتهم خلال الفترة الجامعية والذين أصبحوا اليوم مهندسين وأطباء وأطرا عالية في إدارات مرموقة وشركات عالمية يعبرون اليوم عن أسفهم لاختيارهم، ويؤكدون أنهم لم يجدوا بعد العمل الذي يتناسب مع طموحاتهم ويشعرهم بالرضى حتى وإن اشتغلوا لساعات متأخرة من الليل، قلما وجدت شخصا راضيا عن نفسه وعن العمل الذي يقوم به.

وهذا يعزى بالأساس إلى المنظومة التربوية في مجتمعاتنا وعجزها عن توجيه ملايين التلاميذ كانوا بحاجة ماسة إلى شخص يوجههم، لكنهم لم يجدوا إلا أشخاصا يمجدون مهنة الهندسة والطب، ويحثونهم على دراستها وكأن العالم بأسره يجب أن يصبح مهندسا أو طبيبا ولا شيء دون ذلك، لكن الله خلق الناس وخلق بينهم تباينا في الفهم والإدراك والفطنة والذكاء، لذلك لا يمكن أن نفصل قوالب للناس على أذواقنا وندفعهم لامتهان مهن في حين أنه يمكن أن يبدعوا في غيرها.

تحدثت مع الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون جازمين أن توجيههم الدراسي كان فاشلا وأنهم يزاولون مهنا لا يشعرون بالشغف اتجاهها مطلقا، معظمهم يتمنى تغيير مهنته ودراسته وتوجهه، لكن الخوف من التغيير أقوى من الرغبة في التغيير، خصوصا وأن الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية تبجل الاستقرار وتذم التغيير، فغالبا ما تحبط الكثير من المبادرات الداعية إلى تغيير فكرة أو نمط عيش أو أسلوب ما لأن أغلبنا يجد راحته في الاستقرار، بعيدا عن روح المبادرة والمقاولة وما يصطحبها من ترقب ومغامرة ومخاطرة. والاستقرار في وعينا الجماعي غالبا ما يكون مهنة مع الحكومة أو شركة، منصب مرموق، بدلة أنيقة وراء مكتب لامع، إضافة إلى راتب جيد، لكن من لم يخاطر بشيء فلن يحصل على شيء مطلقا، خصوصا إن كان ذلك الشيء مهنة تبعث فينا الشغف.

لا ترغموا أبناءكم على أن يصيروا أطباء ومهندسين مستقبلا، دعوهم يختارون ذلك إن أرادوا هم ذلك، حاولوا أن تتداركوا أخطاء الماضي، أن تعلموهم الكثير من الأشياء، أن يقرؤوا الكتب ويتعلموا اللغات ويجيدوا فن التواصل مع غيرهم دون عراقيل، علموهم الثقة في النفس والقدرة على الإقناع، اجعلوهم يتذوقون الفن والعلوم والأدب على حد سواء، حاولوا أن تبثوا فيهم روح المبادرة وحب الاكتشاف ليفتح لهم العالم بابه على مصراعيه وتكون لديهم فكرة شاملة عن الكثير من الأشياء ليختاروا طواعية بعدها المجال الذي سيبدعون فيه، وأن يتحلوا بالشجاعة ويتداركوا الموقف في حال لم يصيبوا الاختيار، لأن الوقت دائما مناسب لعمل الصواب، شجعوهم على اختيار مهن يحبونها ولن يحسوا أبدا بمشقة وملل العمل.

 

2022/10/16

قل خيراً أو اسكت: أيهما أفضل.. الكلام أم الصمت؟!
التوازن بين الكلام والسكوت من المسائل المهمة التي إشارات لها النصوص الإسلامية، فلا الكلام دائماً حسناً على إطلاقه ولا الصمت كذلك، ففي بعض الأحيان يكون الصمت راجحاً وفي بعضها مرجوحاً، فمع أن الأصل في الإنسان هو البيان (خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) إلا أنه مكلف بحفظ لسانه من الذنوب التي قد يقع فيها بسبب الفضول من الكلام.

[اشترك]

فالواجب على الإنسان أن يقود لسانه بعقله ولا يقود عقله بلسانه، وقد أكدت النصوص الإسلامية على أهمية الصمت في تعميق الفكر وثبات العقل، فعن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال: (أَكْثِرْ صَمْتَكَ يَتَوفَر فِكْرُكَ ويَستَنيرُ قَلْبُكَ وَيَسلَم النّاسُ مِنْ يَدِكَ)، وعن الإمام الصّادق (عليه السلام) قال: (دَلِيلُ العاقِلِ التَّفَكُّرُ وَدَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمتُ)، وعن رّسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إِذا رَأَيْتُمْ المُؤمِنَ صَمُوتاً فَادْنُوا مِنْهِ فَإِنَّهُ يُلْقي الحِكْمَةَ، وَالمُؤمِنُ قَليلُ الكَلامِ كَثِيرٌ العَمَلِ وَالمُنافِقُ كَثِيرُ الكَلامِ قَلِيلُ العَمَلِ).

وفي جانب آخر تؤكد الروايات على أضرار كثرة الكلام، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (كانَ المَسِيحُ عليه السلام يَقُولُ لا تكثروا الكَلامَ في غَيرِ ذِكْرِ اللهِ فَإنَّ الَّذِينَ يكْثِرُونَ الكَلامَ في غَيرِ ذِكْرِ اللهِ قاسِيَةٌ قُلُوبُهُم وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ)، فمضافاً إلى أن كثرة الكلام توجب قسوة القلب توجب أيضا البغضاء والمشاحنة فعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: (إِنَّ الصَّمْتَ بابٌ مِنْ أَبوابِ الحِكْمَةِ، إِنَّ الصَّمْتَ يَكْسِبُ الَمحَبَّةَ إِنَّهُ دَليلٌ عَلَى كُلِّ خَير)، وجاء عن الإمام علي (عليه السلام): (الصَّمْتُ يَكْسِبُكَ الوِقارُ، وَيَكْفِيكَ مَؤُونَةَ الإِعتِذارِ)، فالثّرثار حتماً يقع في الأخطاء بسبب الغفلة والاندفاع العاطفي والانفعال النفسي، ولذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إِنْ كانَ في الكَلامِ بَلاغَةٌ فَفي الصَّمْتِ سَلامَةٌ مِنَ العِثارِ)، فالصمت قد يكون أبلغ من الكلام في موارد كثيرة كما يقول الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): (نِعْمَ العَونُ الصَّمْتُ في مَواطِن كَثِيرة وَإِنْ كُنْتَ فَصِيح).

ومع أن الروايات كثيرة في فوائد الصمت إلا أن ذلك لا يعني أن السكوت هو القاعدة التي يجب أن يلتزم بها الجميع، فالسّكوت المطلق مخالف لطبيعة الإنسان وقد يتعارض مع رسالة الإنسان في الحياة، فالسكوت في بعض الأحيان مذموماً أو حراماً مثل السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعليه فإن الغاية من مدح السكوت هي منع اللّسان عن الثّرثرة وفضول الكلام، وبذلك تكون القاعدة التي تحكم ذلك هي (قلْ خيراً وإلاّ فاسْكت)، وقد بين الإمام السجاد (عليه السلام) ذلك بشكل واضح وصريح عندما سأله شخص عن أيهما الأفضل: الكلام أو السكوت؟ فقال (عليه السلام): (لِكُلِّ وَاحد مِنْهُما آفاتٌ فَإذا سَلِما مَنَ الآفاتِ فَالكَلامُ أَفْضَلُ مِنَ السُّكُوتِ، قِيلَ كَيفَ ذَلِكَ يا بنَ رَسُولِ (الله صلى الله عليه وآله)؟ قَالَ: لاِنّ اللهَ عَزّ َوَجَلَّ ما بَعَثَ الأَنْبِياءَ وَالأَوصياءَ بِالسُّكُوتِ، إِنَّما بَعَثَهُم بِالكِلامِ، وَلا اسْتَحَقَّتِ الجَنَّةُ بِالسُّكُوتِ وَلا اسْتَوجَبَتْ وِلايَةً بِالسُّكُوتِ وِلا تِوَقِّيتِ النّارُ بِالسُّكُوتِ إِنَّما ذَلِكَ كُلُّهُ بِالكَلامِ، وَما كُنْتُ لاِ عدِلَ القَمَرَ بِالشَّمْسِ إِنَّكَ تَصِفُ فَضْلَ السُّكُوتِ بِالكَلامِ وَلَسْتَ تَصِفُ فَضْلَ الكَلامِ بِالسُّكُوتِ)، فلكل من الصمت والكلام محاسنه ومساويه، فالكلام حسن إذا كان بالحق وفي الحق وإلا كان السكوت هو الأولى.

ومن أكثر المشاكل التي تعاني منها البشرية في هذا العصر هي كثرة الوسائل الإعلامية التي تبث سمومها ليلاً ونهاراً، فكثرة الكلام من غير عقل وتدبر هي المسؤولة عما نحن فيه نزاعات وحروب كما أنها مسؤولة أيضاً عن المشاكل الأسرية والاجتماعية، ومن هنا فإن الإنسان مسؤول عما يستمع إليه وعما يقوله، فعَنْ رسول (اللَه صلَى اللّه عليه وآله) قال: (مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ اَلنَّاطِقُ عَنِ اَللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اَللَّهَ وَ إِنْ كَانَ اَلنَّاطِقُ عَنْ إِبْلِيسَ ، فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ)، أما على المستوى الشخصي فيجب أن يتفكر في كل ما يريد أن يقوله فإن كان فيه رضى لله فليقلله وإلا فليصمت.

أما كيف يتخلص الإنسان من كثرة الثرثرة والكلام الزائد، فإن ذلك يكون بالتدريب والمراقبة المستمرة لكل كلمة يريد أن ينطق بها، فالصمت ملكة يمتلكها الإنسان بالتطبع.  

2022/10/04

مدارسنا طاردة.. أطفالنا يشعرون بالملل داخل المدرسة!
يشعر العديد من الأطفال بالملل في المدرسة، فما أسباب ذلك؟ وهل للمدرسة أو الأهل دور في ذلك؟ وما طرق علاج هذا الملل؟

[اشترك]

يرى خبير التربية الوالدية والعلاقات الأسرية، الدكتور يزن عبده، أن بعض مدارسنا طاردة وليست جاذبة، وهناك ظاهرة قديمة حديثة في عدد كبير من المدارس عنوانها "ملل الطلبة من المدرسة".

ويتابع أن هذ الظاهرة "تظهر على شكل عدم رغبة الأبناء في الذهاب للمدارس، سواء أكان ذلك بتصريح مباشر وواضح للأهل، أم عن طريق التمارض حتى لا يذهب الطفل للمدرسة، إضافة إلى تفشي ظاهرة التسرب من المدارس التي تدل على وجود الملل من الحياة المدرسية".

ومن أهم أسباب هذه الظاهرة هي أن المدرسة قاصرة وبشكل كبير عن تحقيق المتعة عند الأبناء، فالعديد من الأساليب التعليمية تميل إلى التلقين وصب المعلومات في عقل الطلبة، الأمر الذي يرفضه الطلبة، وبالتالي ينتظرون انتهاء اليوم الدراسي بفارغ الصبر، ويشعرون أنهم داخل سجن لا يحترم قدراتهم ولا يلبي حاجتهم للمتعة، فليست هناك أساليب ممتعة تثير التحدي الإيجابي عند الطلبة، وليس هناك تعلم عن طريق المشاريع، ولا حتى أنشطة ممتعة لتقديم المعلومة والوصول إلى المعارف التي ترغب المدرسة في إيصالها للطلبة، وفق الدكتور عبده.

المدرسة طاردة وليست جاذبة للطلبة!

ويقول عبده "نجد أن التعليم في العديد من دول العالم أصبح يعتبر الطالب محور العملية التعلمية، فيبحث عن أفضل المراجع التي ترتقي بالطالب وتزيد من حبه للتعلم والمعرفة، بينما لا تزال العديد من مدارسنا ترى أن الكتاب المدرسي هو محور العملية التعليمية، وعلى الطلبة أن يختموا الكتاب من الجلدة للجلدة، من دون أن تأبه المدرسة بتنوع مصادر المعرفة التي تقدم لهم".

ويضيف أن من المشاكل أيضا "البيئة المكانية للمدرسة التي تعد في بعض جوانبها غير مناسبة؛ فمن دورات المياه الخربة، إلى المشارب غير المناسبة، إلى اكتظاظ الصفوف بأعداد كبيرة من الطلبة، إلى التهوية غير المناسبة، إلى البرد القارص في العديد منها في الشتاء، والحر اللاهب في الصيف، وغيرها من الأمور التي تجعل المدرسة طاردة -وليست جاذبة- للطلبة".

المدارس لا تطلق العنان لتطوير الهوايات

ويرى الدكتور عبده أن المدارس لا تطلق العنان لتطوير الهوايات والمهارات الفنية والرياضية بشكل كاف، فحصص الفن أو الرياضة غير مهمة في النظام التعليمي العربي، وإن حضر الطالب هذه الحصص يجدها مملة تقليدية بعيدة كل البعد عن اكتشاف قدراته فيها فضلا عن تطويرها.

أما عن نظام التقييم والامتحانات فحدث ولا حرج، وفق عبده، إذ يعتبره بعض الطلبة نظاما لا يقيس قدراتهم العقلية بقدر ما يقيس قدرتهم على الحفظ واسترجاع المعلومات المحفوظة، وتعد أيام الامتحانات عصيبة عليهم، فيشعرون فيها بالتوتر والخوف بل والرعب، وتصبح مشاعرهم في غاية السوء، وبلا شك فإن هذه المدرسة التي تشعرهم بهذه المشاعر تكون طاردة لهم ومملة للغاية.

ويكمل عبده "ولا ننسى عدم مواكبة المدارس والمناهج في المدارس للتطور الذي يعيشه الأبناء، فهم يشعرون بأنها تحد من قدراتهم ولا تنميها، وكثيرا ما نسمع من الطلبة أن المادة الفلانية ليست لها علاقة بالحياة، ولا نستفيد منها، فلماذا ندرسها؟! وهم محقون في ذلك، فالعديد من المواد تناسب طلبة ولا تناسب آخرين، وبالتالي يشعرون بالملل من المدرسة وما يتعلق بها".

علاقة الملل بفرط الحركة والتشتت

وحول أسباب ملل الطالب في المدرسة، يعلق الدكتور أمجد جميعان -وهو مستشار أول في الطب النفسي للأطفال- "أود في البداية الإشارة إلى اضطراب فرط الحركة والتشتت، إذ إن معدل انتشاره عالميا بين 5-10%"، ويوضح أن هناك 3 أنواع من هذا الاضطراب:

- فرط حركة وتشتت.

- تشتت وعدم تركيز وسرحان داخل الصف.

- فرط حركة فقط.

ويشرح الدكتور جميعان "المهم لدينا هنا الشكل الثاني، وهو تشتت ونسيان وسرحان داخل الصف، وهو شائع أكثر عند الإناث، فنجد الطالبة أو الطالب لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة أو ينام في الحصة، ودوما يشكو من المدرسة والواجبات، بالإضافة إلى ظهور أعراض القلق والاكتئاب لدى عدد كبير منهم، لأنه لم يتم فهم مشكلته".

ويضيف الاستشاري جميعان أن "هذا -حسب رأيي- شائع وأشاهده بشكل متكرر في العيادة لدى بعض الأطفال والأحداث، بسبب عدم القدرة على التركيز، فيصبح الطفل عدائيا ويتكرر هروبه من المدرسة".

ويرجح الدكتور أن السبب الثاني للملل يأتي من البيت، بعدم الإشراف على نوم الأطفال، وعدم توفر ضوابط داخل البيت، ومنها الاستعمال المفرط للأجهزة الإلكترونية، فنجد الطلب يسهر كثيرا، ويذهب للمدرسة كسولا يرغب في النوم.

البيئة المدرسية

ويشرح جميعان أن البيئة المدرسية، بما فيها من عدم اهتمام وتسيب، تسهم في شعور الطفل بالملل في المدرسة، إلى جانب التنمر بالمدارس.

أيضا من أسباب شعور الطالب بالملل من المدرسة عدم توفر الأنشطة المدرسية غير المنهجية، لتحفيز الطالب، وعدم توفر نماذج يقتدي بها الطالب حتى يحب مدرسته، إلى جانب البيئة المدرسية غير المحفزة، مثل اكتظاظ الصفوف، وعدم اهتمام الإدارة، فيشعر بالكسل والملل طوال الوقت، وفق الاستشاري جميعان.

ويشير إلى أن الفقر المادي والأوضاع المعيشية الصعبة عند الطالب تظهر لديه رغبة في مغادرة المدرسة والتوجه للعمل، بسبب ظروف عائلية.

مشكلة شائعة جدا

تقول ناتالي غوين -الحاصلة على درجة الدكتوراه، وأستاذة الإرشاد المدرسي في جامعة والدن، ومعالجة في غرينزبورو بولاية كارولينا الشمالية الأميركية- إن "هذه مشكلة شائعة جدًا، أشجع الآباء والمعلمين على التفكير في ما يمكن فعله للمساعدة في تعزيز مشاركة أطفالهم وتعلمهم"، حسب ما نشر موقع "فري ويل فاميلي" (verywellfamily).

كيف يمكن للمربين المساعدة؟

تقول غوين إن "هناك العديد من الطرق التي يمكن بها للآباء والمعلمين مساعدة الأطفال الذين يشعرون بالملل في المدرسة، أولا وقبل كل شيء، من المهم الكشف عن أسباب عدم مبالاة طفلك؛ بهذه الطريقة يمكنك التوصل لحلول تعالج المشكلة حقا، وستكون قادرا بشكل أفضل على التحدث إلى الطلاب والتعاطف مع موقفهم إذا فهمته حقا، وستأخذ الأمر بجدية إذا فهمت ما يحدث وكيف يشعرون تجاه المدرسة".

 

ودعت غوين إلى سؤال الطفل عن تفاصيل ما فعله في المدرسة، ما الذي وجده مملا، أو مثيرا للاهتمام أو التحدي، وما إلى ذلك. وترى أن هذه المحادثات يمكن أن تساعدك بالبدء في التركيز على ما قد يسهم بفهم مشاعر اللامبالاة.

وتضيف أنه غالبًا عندما يكون لديك طلاب لديهم احتياجات لم تتم تلبيتها، فإن النتيجة ستكون طلابًا غير متفاعلين. ولكن بمجرد أن تستكشف ماهية الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها، وتبدأ في معالجتها، سيبدأ الطالب غالبًا في الشعور بمزيد من المشاركة وأقل مللًا في المدرسة.

كما ينصح بإشراك كل من المعلم والطفل، ونصحت الخبيرة بالتحدث إلى معلمي طفلك وجعلهم يعرفون ما يجذب طفلك وما لا يجذب انتباهه؛ فتقول "تحدث معهم حول ما ينقله طفلك لك من دون إلقاء اللوم على المعلم. حاول كبح أي سلبية وقدم ملاحظات بناءة حول ما يحتاجه طفلك. ضع في اعتبارك إشراك طفلك بهذه العملية".

وتختم الأستاذة الجامعية في الإرشاد المدرسي بقولها إنه من الضروري عدم تجاهل مخاوف الطفل، وتصديقه عندما يقول إنه يشعر بالملل؛ "اجلس مع المعلم لتبادل الأفكار والتوصل إلى حلول لإبقاء طفلك منخرطًا ومتحمسًا بشأن حياته المدرسية اليومية".

منى خير

 

2022/10/02

أولاد آخر الزمان: لماذا يترك بعض الشباب الالتزام الديني؟
ينقسم الشباب اليوم إلى قسمين، مؤمن يسعى لتحصين نفسه وتقوية إيمانه، وآخر لا يبالي.

[اشترك]

ففي مجتمع الأمس، كنا نجد الشباب وخاصّة مَنْ كان منهم في فترة المراهقة في فترة الثمانينات متحمّسين إلى التعاليم الدينيّة بشدّة، حتى أنهم كانوا يقطعون المسافات الطويلة للاستماع إلى محاضرةٍ أو دعاءٍ أو لحضور درس.

فالقرب من الله كان غايتهم، والرضا مرامهم، والتقوى شعارهم، والدنيا ما كانت تعني لهم الكثير، والسبب أن حبّ الله كان قد ملأ قلوبهم فشغلهم عن بهارج الدنيا وزينتها.‏

نجد في الجيل الصاعد مَنْ يسير على نفس النهج فيما قسم آخر تغيّرت تطلعاته، ولا تعني له هذه الأمور الشيء الكثير.‏

وبالرغم من توفر الأجواء الإيمانيّة والوعي الديني -عند الأهل أو في المدرسة...- تراهم يتثاقلون عن القيام بواجباتهم الدينيّة، وخصوصاً الصلاة التي لا يأتونها إلا بعد التذكير والتنبيه.. ويتأفّفون ويتذمّرون من كثرة الممنوعات والمحظورات ومن قلّة المباحات!‏

وهؤلاء بات الفراغ الروحي حالهم، وبعض الأمور الدينيّة مشكلتهم، والأسئلة الكثيرة حول الوجود تشغل بالهم.

ولكن يا ترى ما هي الأسباب التي أدّت إلى وجود هذه الظاهرة وتفشيها بين أبنائنا؟‏ إن الأسباب كثيرة، نذكر منها:‏

1ـ المغريات الدنيويّة السّهلة المنال، والتي بدّلت الأولويّات.‏

2ـ الأجهزة الإعلاميّة التي تبالغ في إثارة الجيل الطالع.‏

3ـ سيطرة المعايير الغربيّة على أذهانهم؛ فصارت بعض المظاهر المحرّمة بالمعيار الشرعي حلالاً عندهم.‏

4ـ غياب التوجيه والإرشاد، وافتقاد القدوة الصالحة.‏

5ـ تلقين المعاني والأفكار الدينيّة بشكل منحرف مغاير لحقيقتها؛ ما يؤدي ببعضهم إلى الازدراء بقيم وطقوس دينية عديدة.‏

6ـ من الأسباب أيضاً عدم الإجابة عن التساؤلات التي تجول في أذهانهم والتي لا يجدون لها أجوبة شافية؛ فتظل نفوسهم حائرةً وقلقة.‏

هذه العوامل وغيرها لها أثرها البالغ في تدنّي المستوى الرُّوحي لدى شبابنا. فعلينا الاهتمام بتربيتهم وتنشئتهم؛ لأنهم بحاجة إلى العطف والحنان والرعاية والاهتمام، وخاصة أن هناك حرباً تُشنُّ عليهم أخطر من الحروب العسكريّة، إنها حرب القيم والمبادئ، ما يوجب علينا حمايتهم والمحافظة عليهم.‏

أيها المربّون الكرام‏:

إنَّ التربيّة والإرشاد والتوجيه الديني من المسؤوليّات الكبرى التي أوجبها الإسلام علينا جميعاً.‏

فالله تعالى قال في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ» (التحريم: 6).‏

لذا ينبغي البدء بتربية أبنائنا منذ الصغر على الأحكام الشرعيّة وعلى أركان الدين، كذلك لا بدّ من تزويد قلوبهم بمداد التقوى كي لا يواجهوا أية مشكلة في مرحلة التكليف، وخاصّةً أن المراهقة هي مرحلة الشباب المتدفّق والعنفوان، ومرحلة التطوّرات السريعة التي تطرأ على كيان المراهق كلّه جسدياً ونفسيّاً وعقليّاً وفكريّاً، وما يرافق ذلك من يقظةٍ دينيّةٍ يهتمّ لها المراهق، فيفكر فيما وراء الطبيعة الماديّة، وما قبل الولادة وما بعد الموت.‏

لذلك يجب استغلال هذه الفترة، والاهتمام برعايتهم وحمايتهم من كل سوء، والابتعاد عن السطحيّة والضحالة في تقديم الأفكار الدينيّة الصحيحة لهم، وتوسيع ثقافتهم الدينيّة حتى تنهض بمستواهم الروحي وتربط أرواحهم بخالقها، بحيث تقوم العلاقة معهم على أساس الحبّ والرّحمة، وليس على أساس التسلّط والقهر.‏

وكذلك ينبغي للمربين الكرام ترغيبهم في المحافظة على أداء الشعائر الدينيّة من صلاة وصوم وارتداء اللباس الشرعي..‏

ولكن الأهم هو الأسلوب المُتبَّع معهم والذي ينبغي أن يكون لطيفاً ومحبّباً، كما قال الله تعالى لرسوله (ص): «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» (آل عمران: 159).‏

أما الأهم على الإطلاق فهو العمل على تحبيبهم بربهم من خلال تذكيرهم دائماً بنعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، وتذكيرهم دائماً بأن الحبّ الحقيقي لا يتحقّق إلا بطاعة المحبوب، وتربيتهم على تقوى الله في السرِّ والعلن، وعلى استذكار هادم اللذات، وتحذيرهم من العقاب الأليم إن خالفوا أوامر الباري، وعلينا أن لا ننسى ترغيبهم في حضور مجالس العلم والدعاء والعزاء التي تجلي القلوب...‏

وعليهم أن يعلموا ويدركوا أن المباحات في الإسلام هي أكثر من محرّماته، فلا ينبغي أن يشعروا بالاختناق.‏

وما يؤدي دوراً مهماً هنا هو بناء الثقة معهم وإقناعهم بفوائد الدين وآثاره الايجابية عليهم، كالصلاة مثلاً، التي هي عدا عن كونها عمود الدين وتقوّي الصلة برب العالمين فإنها أول شيء يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة، وهي أيضاً حاجة إنسانية، وراحةٌ نفسية، وتركها يؤدي إلى الفراغ الروحي والجنوح نحو الذنوب، فضلاً عن العذاب الأليم، كما قال الله تعالى حكايةً عن بعض أهل النار: «مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ» (المدثر: 42-43).‏

وعلينا أن لا نغفل عن أهمية القلب المنشرح الذي يفتح لهم باب المناقشة الهادئة الواعية الدقيقة، فلا نتضايق أو نتبرم بمناقشتهم وأسئلتهم؛ لأنهم يميلون في هذه المرحلة إلى مناقشة كل فكرة تُعرض عليهم. فهم ما عادوا أطفالاً يأخذون كل شيء بالتسليم المطلق.‏

ولا ينبغي أن نتجاهل الإجابة عن تساؤلاتهم المتعلقة بوجود الله تعالى وعدله، وعن كل ما يتعلق بعالم الآخرة بأدلة مقنعة تركن إليها نفوسهم، وإن كان هذا لا ينفي أن نزرع فـي عقولهم فكرة التسليم المطلق لله تعالى والانقياد لأوامره وأحكامه؛ لأنه سبحانه وتعالى عادل حكيم، وما شرّع شـرعته إلا لمصلحة لنا، وإن عجزت عقولنا عن إدراكها أحياناً كثيرة؛ لأن الله تعالى قد قال: «وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَ قَلِيلاً» (الإسراء: 85).‏

إن شباب اليوم بحاجة إلى توجيهٍ واعٍ ٍفي اختيار الرفقاء الصالحين، لأنهم يتأثرون برفاقهم أكثر مما قد يتأثرون بأهلهم أو بمدرّسيهم. كما لا بدّ من تنويع الخطاب الدّيني معهم، سواء بطريقة غير مباشرة أو من خلال الإيحاء. فالمراهقون حساسون تجاه الوعظ المباشر.‏

من هنا يجب العمل على تنمية جوانبهم الروحية والدينية من خلال ربطهم بالقدوة الحسنة كالأنبياء والأئمة(ع) وأصحابهم الأخيار المنتجبين والأولياء الصالحين، واصطحابهم إلى المساجد للصلاة، وتعويدهم على ارتيادها وتأدية الصلاة في أول وقتها.‏

ولا ننسى هنا ضرورة تشجيعهم على قراءة الكتب الدينيّة المشوّقة، وخصوصاً كتاب الله تعالى.‏

كذلك للمدرسة دور هام في تنشئتهم وتربيتهم. وربط أعمالهم التي يقومون بها برضا الله أو غضبه؛ ليكون الله محوراً رئيساً في حياتهم، ويدركوا أن مصلحتهم الشخصية هي في تنفيذ الأوامر الإلهيّة والانتهاء عن معاصيه لشأن يتعلّق بحياتهم ومستقبلهم وآخرتهم.‏

ومن جهة أخرى من الضروري توعيتهم إلى الابتعاد عن سيطرة إبليس اللعين عليهم بالتعوّذ الدّائم منه؛ لأنه يحضر بأشكال وطرق مختلفة لتحرفهم عن مصلحتهم وسعادتهم، كما قال الله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ» (الأعراف: 27).‏

ويكون ذلك من خلال ملء أوقات فراغهم بأعمال نافعة ومحببة لديهم لتصرف طاقاتهم بشكل إيجابي وهادف.‏

وفي ختام الكلام:‏

إن مسؤوليتنا كبيرة تجاه أولادنا، ولا سمح الله، إن أهملنا تربيتهم فالعاقبة ستكون وخيمة، كما رُوي عن النبي (ص) أنه نظر إلى بعض الأطفال فقال: «ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم!‏

فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟‏

فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلّمونهم شيئاً من الفرائض، وإذا تعلموا أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء».‏

*بقية الله
2022/08/29

كيف نربّي أطفالنا في عصر الانفتاح؟
يعتقد المربون ان خوفهم على اولادهم يبرر لهم ابعادهم عن كثير مما أحبوا بالقوة والتسلط وبحكم القوي الذي لا يقبل نقاش ولا اعتراض معزين ذلك الى اعتقادهم بمعرفتهم بمصلحة ابناءهم.

[اشترك]

 ان أسلمنا بصحة قولهم تبقى عدة امور لا ينبغي لهم اغفالها كي لا يؤدي هذا التضيق الى آثار سلبية غير متوقعة او مجهولة لديهم، إذا ما علمنا ان الحرمان يرتبط عكسياَ بالعديد من العادات السيئة وليس من الضروري ان يأتي بنتائج إيجابية.

ليس مبرر ان تحرم طفلك من لعبة كرة القدم او الخروج الى اماكن ترفيهية او ممارسة هواياته التي يحبذها بداعي الخوف عليه من الاقران او الخوف من ضياع وقته او غيرها من الأسباب، فدورك كمربي مساعدته في اختيار اقرانه اللذين تراهم قريبين منه اخلاقيا وسلوكيا ومن ثم وتنظيم وقته او توجهيه هو بذلك وليس كبت رغباته جبرا فقد يلجأ إلى معاقبتك بسلوكيات غير صحيحة ان سنحت له الفرصة.

وقد ينتظر طفلك اللحظة التي يكون فيها قويا أعنى وصوله على مرحلة المراهقة او الشباب ليحاول جاهدا تعويض ما فاته فيلقي بنفسه في مهاوي الضياع دون ان يعي خطورة افعاله فيصبح في عداد الخاطئين ولا ذنب له في ذلك واولياء امره يتحملون جل المسؤولية جراء قرارتهم غير الرشيدة وغير المدروسة، كما نعتقد بعدم صوابيه منع الطفلة من ممارسة حقها في الدراسة والخروج الى الشارع او السفر او ممارسة الرياضة والرسم او غير ذلك من الممارسات التي ترى فيها نفسها ماعدا الممارسات المحرمة طبعا.

ان المنطقية تحتم على ولي الامر توفير مساحة لها لممارسة السلوكيات التي تبني شخصيتها وتجعل منها انسانه فعالة ومنتجة في مجتمعها وليكون الخوف عليها داعيا لتوفير بيئة صحية لها من دون الوقوع بالمحظور او الخطأ، لان النفس البشرية تسعى دائما الى التعويض وأثقل ما يؤذيها حرمانها بلا مبرر او تعويضها بالبديل.

فمرحلة الطفولة من اكثر مراحل العمر اهمية وهي الفيصل في تكوين وبناء الانسان وفيها يكتسب الطفل المهارات والأساسيات الضروريّة لإكمال حياته بشكلٍ طبيعي ومن ثم تحقيق غاياته واهدافه التي رسمها لنفسه في قابل المراحل من حياته، من اجل ذلك يلزم الانتباه الى خطورة مرحلة الطفولة وعدم حرمان الطفل من اي حق من حقوقه وضرورة التمتع بها من دون نقص، لكن من المؤسف ان نرى بمجتمعاتنا المسلمة العديد من الانتهاكات لحقوق الاطفال او حرمانه منها مثل حرمانه من اتمام تعليمه نتيجة لجهل الاهل او عدم اكتراثهم لتعلم الطفل او عدم حصول الابوين على التعليم بالشكل الكافي او ربما انعدام تعليمهم.

ختاما اقول لا تمنعوا الرغبات بل اجعلوها في قوالبها الصحيحة التي تبني الإنسان بناء سليما ولا تحاولوا تطبيق الأفكار الصحراوية الغير منطقية بداعي الحفاظ على النشئة لخطورة الحرمان وسلبية نتائجه.

*أحمد قاسم
2022/08/23

لماذا تكره بعض الأمهات بناتهن؟!
توجد الكثير من المشكلات التي نواجهها في الحياة أو نسمع عنها وتستوعبها عقولنا، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ مشكلة كره الأم لابنتها لا يستطيع أحد أن يفهمها أو أن يضع لها مجموعة من التبريرات.

[اشترك]

 فما هو هذا الجحيم الذي يجعل بعض الأمهات يعاملن فتياتهنّ بهذه الطريقة السيئة علمًا بأن الفتاة ستتأثر بهذه التصرفات حتى بعدما تصبح بالغة ولن تنسى هذه المعاملة، وهل نستطيع أن نشعر بهنّ كشعورنا بباقي المشكلات؟

ربما لا يصدق الكثيرون هذه الحالة التي تمرّ بها الأمهات وخصوصًا إن كانت المطلعة على هذا الموضوع أمّ مثلها لديها ما لديها من مشاعر الحب والخوف والإيثار اتجاه ابنتها، فهل نستطيع استيعاب ما نسمعه من مشاعر الكره والحقد وتمنّي الموت التي تواجهها بعض الفتيات من قِبل أمهاتهنّ، وهل نستطيع أن نشعر بما تشعر به هذه الفتيات وبما سيتعرضن له في حياتهن أو بما سيقدمون على فعله إزاء هذا الأمر، بالطبع لن نستطيع أن نتخيّل الحالة إن لم نكن قد عانينا مثلها، وقد كتبنا هذا المقال لنوضّح بعض الأسباب المتعلّقة بكره الأم لابنتها والتي لا نستطيع أن نعتبرها مبرّرًا على أي حال.

أسباب كره الأم لابنتها

نبين فيما يأتي أبرز أسباب كره الأم لابنتها حسب الأبحاث النفسية والتحليلات المنطقية:

الحب الصعب: لا يوجد بالطبع أي سبب يجعل الأم تكره ابنتها ويمكن أن ما تفهمه الابنة على أنه كره يكون نوعًا من الحب الذي يسمى الحب الصعب أو القاسي، وهو أن تحب الأم طفلها وتفضل أن يتفوق على إنجازاتها وتجعله أفضل منها فتعامله معاملة فظة لتساعده على المدى الطويل في تحقيق مصلحته ليكون ناجحًا، وهنا تكون الكراهية في الواقع نوعًا من أنواع التشجيع المقنعة ولكن أحيانًا قد تؤذي الأم طفلها وتبعده عنها أكثر دون أن تشعر ظنًّا منها أنها تدفعه للحصول على أفضل العلامات ليكون الأفضل في كل مواقع حياته، وفي هذه الحالة يمكن تنبيه الأم لتصرفاتها لتجعلها أكثر إيجابية وتكون داعمة للطفل.

عقدة نفسية: بعض الأمهات يعاملن بناتهن على نحو سيء بسبب حالة نفسية قد تفاقمت إلى مرض، وقد يحدث هذا الأمر نتيجة أمر قد حدث للأم سابقًا أو نتيجة تربية خاطئة قد تلقتها من أمها في الصغر، فبالرغم من وجود مجموعة من الأمهات يحاولن أن يوفرن لبناتهنّ كل ما فقدنه في حياتهن الطفولية والشبابية من حنان الوالدين إلّا أنّه يوجد جزء ممن يفتقدن كل مشاعر الحنان وينتقمن من كل من حولهن بتطبيق ما طُبِّق عليهن من مشاعر القسوة والكره، ولكننّا لن نستطيع أن نشفق على الأم أو نقف إلى جانبها ونشعر بشعورها، لأنّ الفرد الطبيعي إن أحس بأنه قد بدأ بظلم نفسه أو ظلم من حوله بسبب عقدة نفسية بدأت تظهر على سلوكه فعليه أن يعالج هذا الأمر بسرعة فائقة، وحتى إن شعرت المرأة بأنها لا تسطيع أن تتقبّل فكرة الأمومة فلماذا تأتي بهؤلاء الأبناء الذين لا ذنب لهم في ذلك، ورغم كل هذا فإننا لا نستطيع أن نسمّي هذا سببًا إن كانت الأم قد اختصت هذه المعاملة لابنة واحدة دون كل بناتها أو أبنائها، فالتي تستطيع أن تحب أحد أبنائها لا تستطيع أن تكره أحدهم عن قصد.

الغيرة: تعد الغيرة من المشكلات النفسية التي تفتك بالشخص ومن حوله إن ازدادت عن حدّها، وتدل هذه المشكلة على عدم الثقة والقناعة بالنفس، وقد تكون سببًا في كره الأم لابنتها، فنجد الكثير من النساء يشعرن بالغيرة من بناتهنّ إن أحسّت بأنّ هذه الابنة قد بدأت بأخذ جزء كبير من اهتمام الأزواج وخصوصًا إن رافق هذا فقدان الاهتمام بها من قِبل الزوج بغض النظر عن السبب، كذلك فقد تغار بعض الأمهات من المديح الذي تتلقاه فتياتهن سواء من الآباء أو من الأشخاص المحيطين، وقد لا تتقبّل فكرة أن ابنتها في أوج شبابها وجمالها وأن حياتها ما زالت في البداية لتجرّب كل شيء وتعيش كل شيء بيد أنها بدأت بفقد شبابها وفرصها الحياتية رويدًا رويدًا، ورغم أننا أيضًا لا نستطيع أن نتقبّل هذا السبب إلّا أنه بكل تأكيد قد يكون من الأسباب البارزة التي تعاني الابنة من كره والدتها بسببه.

 تصرف سابق أزعج الأم: في حال كنت قد تصرفت سابقًا بالماضي بطريقة أزعجت والدتك وأغضبها ولا تستطيع التغاضي عن الأمر ولا نسيانه فيمكن في هذه الحالة التقدم باعتذار نابع من القلب وإصلاح العلاقة بغض النظر عن من هو على حق ومن هو على باطل خاصةً إذا كنت تؤمنين بأنك فعلت شيئًا في الماضي ليزعجها يجب عليك التعامل مع مشاعرها وتقبلها ومحاولة تغيير رأيها. خطوات لتحسين علاقتك مع والدتك

توجد العديد من الخطوات التي يمكن القيام بها لتحسين علاقتك مع والدتك ومنها:

بادري بأول خطوة: يجب عليك المبادرة بأول خطوة لتحسين علاقتك مع والدتك عن طريق الاعتذار لها بطريقة مباشرة أو عن طريق إحضار ورود وهدايا لها، كما يمكن الذهاب معها لحضور فيلم في السينما، أو ممارسة أي نشاط معها ممكن أن يجعلها سعيدة. غيري من نفسك: يجب عليك تغيير نفسك وذلك بتطوير وتحسين علاقتك مع والدتك فمثلًا يجب التغيير من ردات فعلك تجاه أفعالها التي لا يمكن تغييرها وهذا سيحسن من علاقتكما معًا، كما يجب عليكِ عدم توقع تغير تصرفاتها حتى لا تصطدمي بالحقيقة المرة بأنها لن تتغير.

ضعي توقعات يمكن تحقيقها: أنت ووالدتك لديكما توقعات للحصول على علاقة مثالية فمثلًا أنتِ تتوقعين أن والدتك يجب أن تكون حاضرة في كل الأوقات وهذه الفكرة قد وجدت في عقلك منذ الصغر فهي دائمًا موجودة لمساعدتك في أي ظرف، ولكن الحقيقة أنكِ قد كبرت ونضجت فيجب أن لا تتوقعي أن تكون الأمور كما كانت عليه وأنتِ طفلة فأنتِ ناضجة الآن.

ابقي على تواصل دائم: تعد قلة التواصل بينكما تحديًا حقيقيًّا بينكما، وأحيانًا بسبب قربكما من بعضكما ستفترض إحداكما أن الأخرى تعرف كيف تشعر دون أن تخبرها، ولكن لا يمكنكما فعليًّا قراءة الأفكار فيجب أن تكوني واضحة وتتحدثي عن ما يزعجك بهدوء ووضوح وبطريقة مؤدبة.

كوني مستمعة جيدة: يمكنك أن تكوني مستمعة جيدة وفهم ما تقوله والدتك وفهم ما بين السطور من مشاعر أو رسائل تريد والدتك إرسالها لحمايتك، بدلًا من افتراض ما ستقوله والدتك هذا سيسعدها وستشعر بأنها مسموعة ومفهومة.

أصلحي أخطاءك بسرعة: أحيانًا تصدر عنك أخطاء لا بأس بذلك فلا أحد معصوم عن الخطأ ولكن يجب إصلاح الأخطاء وحل النزاعات بسرعة مع والدتك حتى لا تتفاقم المشكلة الصغيرة وتتحول لمشكلة كبيرة.

ضعي نفسكِ مكان والدتك: ويمكن تشبيه ذلك بالكاميرا الرقمية التي تقدم لقطة عادية أو الكاميرا البانورامية والتي توفر توسيع العدسة لرؤية أوسع وأفضل، فعندما تضعين نفسك في مكانها ستشعرين بما تشعر وتقدمين لها بدائل أو حلول لإرضائها لعلمك أنها تفعل بعض الأمور بسبب حبها لكِ.

 تعلمي التسامح: عندما تسامحي شخصًا ما هذا لا يعني أن فعله أمر جيد ولكن يعني أنكِ قررتي التغاضي عن أثره وتغفري، وقوة المسامحة تعود مباشرةً على الشخص الذي سامح، وكلما سامحت كان إصلاح الضرر أسرع.

حاولي البقاء في الحاضر: ابقي في الحاضر مع نسيان أي خلافات قديمة وعدم ذكرها حتى مع نفسك مع المحاولة على التركيز على الحاضر.

ضعي حدودًا: يمكن وضع بعض الحدود وإن تخطتها والدتك يمكن أن تقولي لها أن الحديث بهذه الطريقة يزعجني وأنك تفضلين طريقة أخرى للحديث.

وأخيرًا أهم شيء يجب أن تفهميه هو أن طريقة والدتك بالتعامل معك لا تعكس قيمتك وإنما هي انعكاس لسوء فهمها للعلاقات والحب، وإن كانت تكرهك بالفعل فهذا لا ينم عن شخصيتك أو قيمتك، وإن كانت تتعامل معك بكره فهذا أمر ينبع من داخلها وهي بحاجة لحل مشكلتها مع نفسها أولًا وليس معك، ويمكن الذهاب إلى طبيب نفسي وحدك أو معها إن وافقت، أما إذا ما زال يؤلمك تصرفها تجاهك يجب عليك التعامل مع هذه المشاعر فيمكنك الذهاب لمختص للحديث عن مشاعرك السلبية ليساعدك بمهنية لتخطي هذه المشاعر السيئة بغض النظر عن تغير والدتك وهذا سيكون مفيدًا جدًّا لكِ أما إن لم يمكنك الذهاب لمختص يمكنك التحدث مع أشخاص كصديقاتك المقربات للتنفيس عن ما في نفسك وأخذ النصائح.

* حياتكِ 
2022/07/27

الضرب ليس وسيلة تربية ولا علاجاً لحل المشاكل
إن التعاليم الدينية توصي بالرفق والرحمة بأفراد العائلة، والإحسان إليهم، والتوسعة عليهم.

فينبغي معالجة الخلافات الزوجية والعائلية -إن وجدت- باستخدام تقنيات الحوار والتفاهم والتواصل الإيجابي بين أفراد العائلة، وليس باستخدام العنف الأسري كالضرب واللطم والاعتداء على الزوجة أو الأولاد.

فإن استخدام أسلوب الضرب في صورة وجود الخلافات الزوجية، وكذلك في حالة عدم الرضا عن سلوك الأولاد، ليس علاجاً ولا حلاً للمشاكل العائلية، بل يعقدها أكثر وأكثر.

ان قسماً من الناس يظنون خطأ أن أفضل أسلوب للتربية وحل المشاكل هو استخدام العصا الغليظة، وهذا من أكبر الأخطاء الشائعة في مجال التربية وتعديل السلوك.

وقد أثبتت الدراسات العلمية العديدة خطأ استخدام الضرب كوسيلة في التربية، أو حل المشاكل، بل إن الضرب يعقد المشاكل في الحياة الزوجية، ولا يساهم في تربية الأولاد، بل يترتب عليه نتائج سلبية كثيرة في حياة ومستقبل الأولاد.

إن للضرب آثاراً سلبية ومدمرة لكيان الأسرة والعائلة؛ فالضرب يؤدي إلى تحطيم الشخصية، وجرح المشاعر والأحاسيس، وموت العواطف بين الضارب والمضروب، والعيش داخل المنزل بنكد وقلق واضطراب، بينما يجب أن يتحول المنزل إلى مكان للرحمة والراحة والطمأنينة، ومأوى للدفء العاطفي والروحي، وموقع للحياة الهادئة والممتعة.

و(الضرب) في حد نفسه محرم إلا في حالات استثنائية وقليلة جداً، وبهدف التأديب والتربية والتوجيه والإصلاح، كما لو ارتكب الطفل محرماً من المحرمات الكبيرة فيجوز ضربه بمقدار التأديب بحيث لا يصل إلى حد الدية، وليس بهدف الانتقام والتشفي.

ولم تكتفِ التعاليم والوصايا الإسلامية بالنهي عن الضرب واللطم والإيذاء، بل أوجب دفع غرامة مالية ضد ممارسي العنف ضد الزوجة والأولاد تتحدد بحسب نوع الضرب واللطم وتأثيره على الجلد كما هو مفصل في أحكام الديات.

والهدف من ذلك هو حماية الزوجة والأطفال من استخدام العنف ضدهم، وحماية المجتمع كله من انتشار ظاهرة العنف الأسري المحرم شرعاً وقانوناً؛ فالإسلام يهدف إلى نشر الطمأنينة والهدوء والاستقرار في كل أبعاد المجتمع، ومنه البعد العائلي والأسري.

فعلى الجميع الرفق والرحمة والتحنن على الأهل وأفراد العائلة كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك بقوله: «خَيرُ الرِّجالِ مِن اُمَّتِي الَّذينَ لا يَتَطاوَلونَ عَلى‏ أهليهِم، ويَحِنّونَ عَلَيهِم‏ ولا يَظلِمونَهُم»، وعن الإمام علي عليه السلام‏ - في وَصِيَّتِهِ إِلَى الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلام- قال: «لا يَكُن أهلُكَ أشقَى الخَلقِ بِكَ».

2022/07/18