إرساء دعائم نظام الأسرة
كتب محسن الموسوي:
قام نظام الأسرة في بعض مناطق جزيرة العرب سيما في المدينة على قاعدة الانتساب الى الأم فكثيرا ما يحدثنا التأريخ عن أشخاص ينتسبون إلى أمهاتهم ويعود السبب في وجود النظام الأمّي الى مفاهيم المجتمع الجاهلي نحو الزواج والطلاق.
فقد كان هذا المجتمع يجيز للمرأة الاتصال بعدة رجال في آن واحد فكان يصعب على الولد معرفة والده الحقيقي فجرت العادة أن يحمل نسب أمه أو أن تختار الأم نسباً من بين ازواجها المتعددين، وتنشأ المشكلة أيضا في حالة الزواج من شخص آخر فتلد مولوداً لا تعرف بالضبط لمن هو هذا المولود للزوج الأول أو للثاني .
وقد ألغى الإسلام النظام الأمي بصورة آلية عندما وضع حدوداً وضوابط للزواج والطلاق، فالمرأة لا يحق لها أن تتزوج اكثر من رجل واحد في وقت واحد وعندما تطلق لا يحل لها الزواج إلا بعد أن تقضي فترة العدة وهي فترة وضعت لتقصي ذيول الزواج الأول فيتبين خلال هذه الفترة الكافية لتشخيص وضع المرأة حامل كانت او لا، وبذلك قلبَ الإسلام نظام الأسرة من النظام الأمي الى النظام الأبوي وهو نظام كان قائماً قبل الإسلام في بعض مناطق الجزيرة العربية .
ومع هذا التحول الذي شهده نظام الأسرة أخذت الأسرة كمؤسسة اجتماعية تنمو نمواً طبيعياً فأصبح توزيع الوظائف والمسؤوليات داخل هذه المؤسسة يجري بصورة طبيعية .
فقد منح الإسلام قيمومة الأسرة بيد الرجل فأصبح المسؤول عن رعاية هذه المؤسسة من الناحية الاقتصادية والفكرية والتربوية ومن ناحية أخرى أصبح مسؤولا عن أمن الأسرة وبذلك ضمِن الإسلام وعبر هذا التغيير وحدة هذه المؤسسة الاجتماعية وعدم تصدعها وتفاعلها في بحر المجتمع الكبير، وضمن الحفاظ عليها وتوفير الحماية لأفرادها .
وبذلك استطاع الإسلام أن يرسي على أسس قويمة اللبنة الرئيسية في المجتمع وبقدر ما كانت هذه اللبنة سليمة وقوية ومنيعة من الانحراف كان المجتمع سليماً وقوياً ومنيعاً أيضا .
المصدر: كتاب دولة الرسول