كتب عبد القادر شريف:
التربية الدينية هي تنمية فكر الإنسان وتنظيم سلوكه وعواطفه على أساس ديني بقصد تحقيق أهداف الدين في حياة الفرد والجماعة في أي مجال من مجالات الحياة.
والدين الإسلامي على هذا هو عملية تتعلق بتنمية عقل الإنسان وفكره وتصوراته عن الكون والحياة وعلاقته بها والهدف الذي يجب أن يسعى الى تحقيقه.
والدين الإسلامي قدم لنا العقائد التي يجب على الإنسان أن يؤمن بها لكي تحرك في نفسه الأحاسيس والمشاعر وتغرس العواطف الجيدة بأن تدفعه الى السلوك الذي نظمت الشريعة له قواعد وضوابط للسلوك التعبدي الذي يحقق الهدف الذي خلق من أجله الإنسان سواء أكان هذا السلوك فردياً أو جماعياً.
فالجانب الإيماني العقائدي من الدين يقدم لنا أساساً راسخاً من العقيدة الثابتة والتصورات الواضحة والمترابطة والأهداف النيرة والجانب التشريعي يقدم لنا قواعد وضوابط نقيم عليها سلوكياتنا وننظم بها علاقاتنا بل ويرسم لنا خطط حياتنا وسلوكياتنا.
والجانب التعبدي هو سلوك المسلم الذي يحقق به كل التصورات والأهداف والضوابط والأوامر التشريعية.
وعملية التربية هي تنمية شخصية الإنسان على أن تتمثل كل هذه الجوانب في انسجام وتكامل وتتوحد معه طاقات الإنسان وتتظافر جهوده لتحقيق هدف واحد تتفرع منه جميع الجهود والتصورات وضروب السلوك ونبضات الوجدان التي تكون اساساً راسخاً لتنشئة الطفل وبنائه على اساس من الحب والعطف.
ومن أهداف التربية الدينية في رياض الأطفال أن يتعمق الطفل في فهم الكون ويتلمس قدرة الخالق ويشعر بعظمته وقدرته وحكمته وتترتب على ذلك العديد من الاثار التربوية منها:
- ارتباط الإنسان بخالق الكون وأن يعرف أن الهدف الأسمى من هذا الخلق هو عبادة الله.
- تربية الطفل المسلم على الجدية فالكون كله أقيم على أساس الحق وأن تقدم المعلمة من الروضة الأمثلة والنماذج على ذلك اثناء تنفيذها للأنشطة سواء القصصية او الدينية او العقلية المعرفية لتجسد ظواهر الكون وتقربها لعقل الطفل ليعرف ان لهذا الكون خالقا مسيراً بحكمته ومدبراً بعظمته وقدرته.
- أن يعرف الطفل أن كل ما في الكون مسخر لخدمة الإنسان وذلك من شأنه أن يربي عواطف الطفل وانفعالاته على الخضوع لله والشعور بفضله وعنايته ورحمته ويدفعه الى حمده وشكره كما أنها تربي عقل الطفل على مبدأ علمي عملي.
واذا كنا نسعى الى تربية الطفل من مرحلة ما قبل المدرسة تربية دينية سوية من خلال التربية بالقدوة والتي يجب أن تكون المعلمة في الروضة خير قدوة للطفل لأنه يقلدها ويتخذها مثلاً أعلى ورمزاً له فهو يعايشها أكثر مما يعايشه والداه في المنزل وبذلك يتأثر بها ويقلدها كذلك من خلال التربية بالمثل حيث تسوق المعلمة الأمثلة للطفل للعديد من الشخصيات الدينية البارزة وتوضح له المعاناة التي تحملوها والصعاب التي واجهوها من أجل اعلاء كلمة الحق وكذلك التربية بالقصص من خلال سرد المعلمة لأحداث قصة دينية للطفل مثل الهجرة النبوية توضح فيها أسباب هجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة الى المدينة والمعاناة التي لاقاها لنشر الدين الإسلامي وكيف صبر وتحمل، وتطلب من الاطفال أن يعيدوا حكايتها عدة مرات حتى يكتسب الطفل الثقة بالنفس والقدرة على التحدث أمام الاخرين وترتيب أحداث القصة وفهم معانيها.
من كتاب التربية الاجتماعية والدينية في رياض الأطفال