قال تعالى: (قَالَ يَا نُوح إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [هود: 46]
ومن المناسب أن نستلهم من الآية فنشير إلى قسم من الأحاديث الإسلامية التي ترى طوائف كثيرة من المسلمين، أو أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في الظاهر مطرودين وخارجين عن صف المؤمنين والشيعة:
1 ـ فقد ورد عن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «من غش مسلماً فليس منّا» (1).
2 ـ كما روي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: «ليس بولي لي من أكل مال مؤمن حرام» (2).
3 ـ ويقول النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «ألا ومن أكرمه النّاس اتقاء شره فليس منّي».
4 ـ وروي عن الإمام علي أنّه قال: «ليس من شيعتنا من يظلم الناس».
5 ـ وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): «ليس منّا من لم يحاسب نفسه كل يوم» (3).
6 ـ ويقول النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم» (4).
7 ـ وقال الإمام الباقر (عليه السلام) لأحد أصحابه وكان يدعى «جابراً»: «واعلم يا جابر بأنك لا تكون لنا وليّاً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا: إنّك رجل سوء، لم يحزنك ذلك، ولو قالوا: إنّك رجل صالح، لم يسرك ذلك، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله» (5).
هذه الأحاديث تضع علامة «البطلان» على تصورات من يقنع بالاسم فحسب ولكنّهم لا يعيرون أهمية للعمل بالتكليف، أو للروابط الايمانية، وتثبت بوضوح أنّ الأصل في مذهب القادة الرّبانيين والأساس هو الإيمان بالعقيدة والعمل بمناهجهم، وينبغي أن يقاس كل شخص بهذا المقياس.
الهوامش
1. وسائل الشيعة، ج17، ص283، ح22528.
2. وسائل الشيعة، ج12، ص53.
3. بحار الانوار، ج72، ص279، ح1.
4. اصول الكافي، ج2، ص164، ح5.
5. سفينة البحار، ج2، ص691.
المصدر: تفسير الأمثل، ج6.