محمد بن علي الباقر (عليه السلام) 57 هـ - 114هـ
نسبه:
هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وأمه:
فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولادته ونشأته:
ولد محمّد الباقر في المدينة المنورة يوم الجمعة بتاريخ 13 مايو سنة 677مـ الموافق فيه 1 رجب سنة 57 هـ، وقيل الثالث من صفر في نفس السنة، وكانت ولادته قبل أربع سنوات من واقعة الطف، أفاد عدد من المصادر الشيعية والسّنيّة أنّ جدّه النّبي محمّد تنبّأ بولادة محمّد الباقر وسمّاه بمحمّد، فقد جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله الأنصاري: «كنت مع رسول الله والحسين في حجره وهو يلاعبُه. فقال يا جابر يُولَد لابني الحسين ابن يقال له علىّ. إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين، فيقوم علي بن الحسين. ويُولَد لعلىٍّ ابنٌ يُقال له محمّد. يا جابر فإن رأيته فاقرأه منّى السّلام» وأنَّ النّبي هو من كنّاه بالباقر، كما جاء في الحديث أن رسول الله قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الانصاري: «يا جابر، إنّك ستبقى حتّى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف في التوراة بالباقر. فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام»
قد وصفه معاصروه بأنّ شمائله كشَمائل رسول الله وأنّه مربوع القامة، جعد الشّعر، أسمر، له خال على خده وخال أحمر في جسده، ضامر الكشح، حسن الصوت ومطرق الرأس، وروي أنّه كان على جبهته وأنفه أثر السجود، وكان يختضب بالحناء والكتم، ويأخذ عارضيه ويبطن لحيته وكان يلبس جبّة خزّ ومطرف خزّ، ويرسل عمامته خلفه وكان نقش خاتمه «العزة لله» ويقول الصّدوق أنّه كان يتختم بخاتم جدّه الإمام الحسين وكان نقشه «إنّ الله بالغ أمره».
والده علي بن الحسين زين العابدين رابع الأئمة عند الشيعة و من المعصومين وأهل البيت في اعتقاد الشيعة وأمّه فاطمة بنت الحسن بن علي سيّد شباب أهل الجنة، وتكنّى أمّ عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، ويقول فيها الجعفر الصادق: «كانت صدّيقة لم تدرك في آل الحسن مثلها». فيقول العلامة محسن الأمين أنّ محمّد الباقر هاشميّ من هاشميين وعلويّ من علويين فاطميّ من فاطميين، لأنّه أوّل من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين.
نشأ الإمام الباقر في بيت الرسالة وعاش مع جدّه الحسين بن علي أربع سنين ومع أبيه تسعًا وثلاثين سنة وقد لازمه وصاحبه طيلة هذه المدة فلم يفارقه.
يقول المفيد أنّه كان من بين إخوته خليفة أبيه ووصيّه والقائم بالإمامة -بالمعنى الشيعي- من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزهد، والسؤدد، وكان أنبههم ذكرًا وأجلّهم في العامة والخاصة وأعظمهم قدرًا ولم يظهر عن أحد عن ولد الحسن والحسين من علم الدين والآثار والسّنة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر. وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء الفقهاء المسلمين وكتبوا عنه تفسير القرآن.
زوجاته:
كان لدى الإمام الباقر من الزوجات الدائمة اثنتان وهما:
أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي، وقيل إن اسمها فاطمة، وأُمّ فروة كنيتها وهي أُمّ الإمام جعفر الصادق وعبد اللّه. وكانت من ذوات الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وقال الإمام جعفر الصادق: «كانت أُمّي ممن آمنت واتّقت وأحسنت، واللّه يحبّ المحسنين».
أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفية. وهي أُمّ إبراهيم وعبيد اللّه.
أولاده:
جعفر الصادق، عبد الله، إبراهيم، عبيد الله، علي، زينب، أم سلمة.
علمه:
كان زاهداً عابداً وقد بلغ من العلم درجةً عاليةً سامية، حتى إن كثيراً من العلماء كانوا يرون في أنفسهم فضلاً وتحصيلاً، فإذا جلسوا إليه أحسُّوا أنهم عِيالٌ عليه، وتلاميذٌ بين يديه، ولذلك لُقِّب بالباقر: من بَقَر العلم أي شَقَّه، واستخرج خفاياه، وقد كان إلى جانب علمه من العاملين بعلمهم؛ فكان عفَّ اللسان، طاهرَ.
من وصاياه وحكمه:
أيّها الناس: أين تذهبون؟ وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أوّلكم، وبنا ختم آخركم، فإن يكن لكم ملك معجّل فإنّ لنا ملكاً مؤجّلاً، وليس بعد ملكنا ملك، لأنّا أهل العاقبة، يقول الله عزّ وجل: (والعاقبة للمتقين).
يا ذي الهيئة المعجبة، والهيم المعطنة: ما لي أراكم أجسامكم عامرة، وقلوبكم دامرة، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه، وانتم إليه صائرون، لقلتم: (يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
أوصيك بخمس: إن ظلمت فلا تظلم، وإن خانوك فلا تخن، وإن كذبت فلا تغضب، وإن مدحت فلا تفرح، وإن ذممت فلا تجزع، وفكّر فيما قيل فيك، فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جلّ وعزّ عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة ممّا خفت من سقوطك من أعين الناس، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك، فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك.
شهادته:
جاء في بعض المرويات أنّ سبب إقدام السلطة على قتل الإمام عليه السلام هو وشاية زيد بن الحسن إلى عبد الملك بن مروان، وأنّه قال له حين دخل عليه: أتيتك من عند ساحر كذّاب لا يحلّ لك تركه، وأنّ عنده سلاح رسول الله وسيفه ودرعه وخاتمه وعصاه وترِكته، ممّا أثار حفيظة عبد الملك بن مروان، وذلك لأنّ زيداً خاصم الإمام الباقر عليه السلام في ميراث رسول الله إلى القاضي، ثمّ أنّ عبد الملك بعث بسرج إلى الإمام الباقر عليه السلام، فلمّا أسرج له نزل متورّماً، وعاش ثلاثاً، ثمّ مضى إلى كرامة ربّه.