في يوم كنت جالساً في غرفتي الصّغيرة، وفتحت الشباك لأشمّ نسيم الربيع النّقي، وأنا أفكر بالأبديّة، وإذا به لفت نظري شجرة العنب التي في ساحة الدار بأوراقها الخضراء.
فإنتقل ذهني منها إلى عدد الأشجار في الكرة الأرضيّة، فهل تُعدّ وتُحصى، ثم إلى أغصانها وأوراقها، ثم إلى البيوت والبساتين والغابات وما فيها من الأشجار، ثم إلى الجبال وذرّاتها، وإلى الصحارى ورمالها، والبحار وقطراتها، والسماء وكواكبها، والمجرات التي اكتشفت بالملايين، ثم الحُفر السوداء الذي لم يعلم ما ورائها إلی يومنا هذا، إلّا الله تبارک وتعالی، ثم يا تُرى هل كلّ ذلك يُعد بالمليون أو المليارد والترليون وهكذا، أو أنه خارج عن وهم البشر في عدّه وإحصائه، فإذا كان هذا ممكن في هذه الدنيا الفانية والزائلة، فما بالك بالآخرة والحياة الأبديّة، فكم تكون السّعة الوجوديّة للباقيات الصالحات وللباقيات الطالحات؟!
وهنا نقف على عظمة مقولة سيدنا العلامة الطباطبائي+ حيث قال: (أيّها السادة، أمامنا الأبدية) فماذا أعددنا لها؟!