ومع ذلك توجد مجموعة من الطرق والوسائل المشتركة لعلاج العادة السرية والتخلص منها، وأشير إلى أهمها في الأمور التالية:
أولاً: العلاج بالدين:
يُعد العلاج بالدين من أقوى الوسائل في علاج الممارسات المحرمة، ونقصد بالعلاج بالدين أن نستخدم مفاهيم وقيم ومثل الدين في التخلص من الممارسات المحرمة، كما أن لمفهومي الثواب والعقاب أثره الفعال في علاج مثل هذه الظواهر المحرمة فعندما نوضح لممارس العادة السرية -أنه بالإضافة إلى حرمتها- فإنه ملعون من الله تعالى، وأنه محروم من رحمة الله تعالى ورضاه، وأن له عذاب أليم في الآخرة... فإن كل ذلك قد يدفع بالشخص للتخلص من هذه العادة المحرمة خوفاً من العقاب الشديد.
فأي ممارسة جنسية أو سلوك جنسي خارج نطاق الزواج الشرعي فهو محرم، ويكون بذلك خارجاً على تعاليم الدين، يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴿5﴾ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴿6﴾ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴿7﴾ ﴾ (1) والتعدي على حدود الله وأوامره يؤدي إلى الهلاك في الآخرة، وربما في الدنيا أيضاً.
وقد ورد في الأحاديث الشريفة الكثير من الروايات التي تدل على حرمان ممارس العادة السرية من رحمة الله تعالى، وأنه ملعون، فقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: ( ناكح اليد ملعون)(2) وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( ناكح الكف ملعون )(3* ولعن (صلى الله عليه وآله وسلم) : الناكح كفه (4).
وإذا ما عرف ممارس الاستمناء كل ذلك فإنه قد يتراجع ويتوب إلى الله تعالى من هذا العمل القبيح.
وبذلك فإن العلاج بالدين من أمضى الأدوية في علاج هذه الممارسات الجنسية المحرمة.
ثانياً: العلاج النفسي:
يساهم العلاج النفسي في معالجة الكثير من الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية، خصوصاً أولئك الذين يمارسونها بدوافع نفسية، أو نتيجة لأمراض نفسية، فإن العلاج النفسي في هذه الحالة يكون فعالاً وقوياً للغاية.
كما أن العمل على تقوية الإرادة، وتنمية الشخصية، والثقة بالنفس، وإنماء العزيمة وشحذ الهمة عند هؤلاء المرضى، يساهم في التخلص من هذه العادة السيئة.
ويجب تنبيه الممارس لهذه العادة أنه بذلك يُصَغر من ذاته، ويقلل من شخصيته، لأن الاستمناء عمل حقير، وفيه سفالة وانحطاط.
ولا سبيل لاستعادة الشخصية إلا بترك العادة السرية، والعمل على بناء الذات من جديد.
ثالثا: العلاج الطبي:
قد يصاب الممارسون للعادة السرية بمضاعفات صحية خطيرة، وفي هذه الحالة لا بد من مراجعة الطبيب المختص لمعالجة الآثار السيئة الناتجة عن العادة السرية، وأخذ الأدوية اللازمة للمعالجة من الأضرار الناتجة، وكذلك للتخلص من هذه العادة القبيحة.
رابعاً: التوجيه والإرشاد:
عند ملاحظة الأولاد يمارسون هذه العادة، لا بد من التوجيه والإرشاد، وتقديم النصائح لهم بأن لذلك مخاطر وأضرار على الجسم والعقل والنفس.
كما أن للتربية منذ الصغر أثرها الفاعل في السيطرة على التصرفات الخاطئة عند الأولاد. ولذلك ينبغي مراقبة الأولاد وعدم تركهم يفعلون ما يشاؤون بدون توجيه أو إرشاد، لأن ذلك يشجعهم على الأعمال الخاطئة.
خامساً: خلق الأجواء الإيمانية:
تعتبر إيجاد الأجواء الإيمانية محوراً هاماً لضمان عدم انحراف الأبناء، فمعرفة أصدقاءالأولاد، وحضورهم في صلاة الجماعة، والمداومة على تلاوة القرآن المجيد.. وغير ذلك مما يساعد على خلق الأجواء الإيمانية التي تربي الأولاد على الإتيان بالأعمال الصالحة واجتناب المحرمات.
ومن جهة أخرى على الوالدين تجنيب الأولاد رفقاء السوء، وتعليم الأولاد على حفظ الشرف والعرض، وتنمية الوازع الديني والأخلاقي، والحرص على إبعاد الأولاد عن كل ما يثيرهم من عوامل الإثارة سواء كان باللمس أو المشاهدة أو السماع.
*سماحة الشيخ عبد الله اليوسف
الهوامش: 1 ـ سورة المؤمنون، الآيات: 5 ـ7. 2 - تفسير الرازي،ج6، ص58. 3 - بحار الأنوار، ج101، ص30، رقم2. 4 - شرح اللمعة الدمشقية، الشهيد الثاني، ج9، ص331.