فكيف تعوض المرأة كل ذلك؟ مع العلم إن انشغالها بالبيت والأولاد يأخذ كل وقتها، حتى الأمور الواجبة كالصلاة تكون أحيانا وسط زحام الأطفال.
الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:
أقدر معايشتكم لهذه المشكلة الشاغلة لبال أغلب النساء المهتمات بشؤون أنفسهن.. أريد أن أؤكد مبدئيا على انه لا ذكورة ولا أنوثه في عالم الأرواح، فإن الله تعالى عامل تلك اللطيفة الربانية المسماة بـ (الروح) معاملة واحدة، ووعد بان لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى، وعليه فان المرأة ليست معفية عن برنامج التكامل العلمي والسلوكي.
وأما آلية هذا التكامل فإنه بفضل انتشار وسائل الثقافة المسموعة والمرئية والمكتوبة، فان المرأة المصرة على خوض هذا الغمار يمكنها ذلك إذا كانت جادة في قصدها، فإننا اليوم نرى الكثير من النساء، يتدرجن في مدارج الثقافة إلى حد التخصص، ثم مزاولة الأعمال الدقيقة، مع تكوين الجو الأسرى.
والسر في الجمع بين هذه الحقول هو: رغبتهن في الجمع بين تلك السبل.. ولكننا مع الأسف، لا نرى مثل هذا العزم الجازم في شؤون التربية والثقافة الدينية.. ولا غرابة فيه بعد أن علمنا إن التعامل مع المحسوس أقرب إلى الطبيعة الساذجة، من التعامل مع عناصر الغيب في عالم الوجود!!