الإمام الباقر (ع) يواجه المحن والشدائد بـ ’سلاح الصبر’!

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:1678
مشاركة
A+ A A-
لقد كان الصبر من الصفات الذاتية للأئمة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام) فقد صبروا على مكاره الدهر، ونوائب الأيام، وصبروا على تجرّع الخطوب التي تعجز عن حملها الجبال.

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

فقد استقبل الإمام الحسين (عليه السلام) على صعيد كربلاء أمواجاً من المحن الشاقة التي تذهل كل كائن حي، مترنّماً بقوله (عليه السلام): «صبراً على قضائك يا رب، لا معبود سواك».

وصبر الإمام الباقر (عليه السلام) كآبائه على تحمل المحن والخطوب.

وإليك بعض تلك المحن:

1 ـ انتقاص السلطة لآبائه الطاهرين، وإعلان سبّهم على المنابر والمآذن، وهو (عليه السلام) يسمع ذلك، ولا يتمكن أن ينبس ببنت شفة فصبر وكظم غيظه، وأوكل الأمر الى الله الحاكم بين عباده بالحق.

2 ـ ومن بين المحن الشاقة التي صبر عليها التنكيل الهائل بشيعة أهل البيت (عليهم السلام) وملاحقتهم تحت كل حجر ومدر وقتلهم بأيدي الجلادين من عملاء السلطة الاموية، وهو لا يتمكن أن يحرك ساكناً، وقد فرضت عليه السلطة الرقابة الشديدة، ورفضت كل طلب له في شأن شيعته.

3 ـ وروى المؤرخون عن عظيم صبره انه كان جالساً مع أصحابه إذ سمع صيحة عالية في داره، فأسرع اليه بعض مواليه فأسرّ إليه بشيء فقال (عليه السلام):

«الحمد لله على ما أعطى، وله ما أخذ، إنْهَهُم عن البكاء، وخذوا في جهازه، واطلبوا السكينة، وقولوا لها: لا ضير عليك أنت حرة لوجه الله لما تداخلك من الروع...».

ورجع إلى حديثه، فتهيّب القوم سؤاله، ثم أقبل غلامه فقال له: قد جهّزناه، فأمر أصحابه بالقيام معه للصلاة على ولده ودفنه، وأخبر أصحابه بشأنه فقال لهم: إنه قد سقط من جارية كانت تحمله فمات[١].

4 ـ وروي أيضاً: أنه كان للإمام (عليه السلام) ولد وكان أثيراً عنده فمرض فخشي على الإمام لشدة حبه له، وتوفي الولد فسكن صبر الإمام، فقيل له: خشينا عليك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأجاب وهو مليُّ بالاطمئنان والرضا بقضاء الله قائلاً:

«إنّا ندعو الله فيما يحب فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما يحب»[٢].

لقد تسلّح الإمام (عليه السلام) بالصبر أمام نوائب الدنيا وقابل كوارث الدهر بإرادة صلبة، وإيمان راسخ، وتحمّل الخطوب في غير ضجر ولا سأم محتسباً في ذلك الأجر عند الله تعالى.

*مقتبس من كتاب أعلام الهداية

الهوامش: [١] عيون الاخبار وفنون الآثار: 218. [٢] تأريخ دمشق: 51 / 52 ، عيون الاخبار لابن قتيبة : 3 / 57.
مواضيع مختارة