لا شكّ أنّ للوحي في القرآن الكريم معاني مختلفة: فقد جاء أحيانا بمعنى الصوت الواطئ، أو القول همسا. وهذا هو المعنى الأصلي لهذا اللفظ في اللغة العربية.
وجاء أحيانا بمعنى الإشارة الرمزية إلى شيء ما، مثل: (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١).
وأحيانا بمعنى الإلهام الغريزي، مثل (أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) (٢).
وأحيانا بمعنى الأمر التكويني، الأمر الذي يصدر بلسان الخلقة، مثل (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) (٣).
وورد أحيانا بمعنى الإلهام الذي يلقى في قلوب المؤمنين، وإن لم يكونوا أنبياء أو أئمّة، مثل: (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) (٤).
إلّا أنّ أهمّ موارد استعماله في القرآن المجيد هي النداءات الإلهيّة الخاصّة بالأنبياء، مثل : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) (٥).
فبناء على هذا، فإنّ لكلمة الوحي معنى واسعا وجامعا يشمل هذه الموارد، ولهذا فسوف لا نعجب من استعمال كلمة الوحي في شأن أمّ موسى.
*مقتطف من تفسير الأمثل