إنه لمن الجميل أن يصل الإنسان إلى مرحلة ينسجم فيها وجوده مع ما هو مطلوب منه شرعا!
فهو في البداية يعيش حالة المجاهدة مع مشتهيات نفسه وأهوائه، ولكنه يصل إلى مرحلة الصفاء والنقاء، مثله مثل المدمن على التدخين، فعندما يترك التدخين فإن رائحة النكوتين تصعد إلى فمه في الأيام الأولى، ولكن بعد فترة من المقاومة يصبح وجوده وجودا نقيا.
إن الذي فُتحت له أبواب الغيب، فهل يرجع إلى المزبلة؟!
إن البعض من الشباب وصل إلى درجة من درجات الورع والتقوى، أنه عندما يرى امرأة أجنبية وكأن هنالك جهازا حديديا يلف رقبته يمينا وشمالا، فإن الحركة ارتدادية قسرية، فهو لا يطيق النظر، ولا يحتاج أن يفكر بأنها نظرة جائزة أو غيره.
والبعض منهم إذا أكل طعاما حراما من غير قصد، معدته تتقيأ هذا الطعام الحرام ولا تقبله.
نعم يصل الإنسان إلى هذه الدرجات، التي يصبح فيها وجوده منسجما مع موجبات التقوى والورع.