الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:
لعل الفلسفة من ذلك -والله العالم- أن طبيعة بني آدم، هي طبيعة تثاقلية، كما يعبر القرآن الكريم، بقوله تعالى: {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}.. بمثابة الأجسام التي تخضع لقانون الجاذبية الأرضية، فتميل إلى الأسفل إذا لم تُمسك من الأعلى.. والنفس الإنسانية -كذلك – تتجاذبها عوامل الهوى والميل إلى الشهوات إلى الأرض.
ومن هنا فرب العالمين رأفة بعباده، جعل لهم مواسم عبادية معينة: كما في الحج، وشهر رمضان.. لتعويض هذا التكاسل، وحتى يستفرغ العبد وسعه في هذه الأيام والليالي.
ومن الملاحظ أنه في عالم النبات، فصل الربيع عبارة عن ثلاثة أشهر.. فأيضاً ربيع القلوب ثلاثة أشهر، فالذين يريدون استنبات البذور الكامنة في أنفسهم، عليهم أن يركزوا جهودهم في هذه الليالي.. فإن لكل يوم، ولكل ليلة زهرتها التي ينبغي متابعتها، والوقوف عندها، واستشمامها.. وإلا لأخذها الذبول، ومن ثم الانحلال حيث لا عودة أبدا.