يقول الفيلسوف الصيني لاوتسو (راقب أفكارك، لأنها ستصبح كلماتك، وراقب كلماتك، لأنها ستصبح أفعالك، وراقب أفعالك، لأنها ستصبح عاداتك، وراقب عاداتك، لأنها ستصبح شخصيتك، وراقب شخصيتك، لأنها ستحدد مصيرك، فاحرص على أن تجدد نفسك بالتفاؤل).
وفي الحديث القدسي (قال اللهُ تعالى: أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ)، القلب كثيرًا ما يفكر في أشياء وتتحقق، لأن أفكارك هي محرك الإرادة، والإرادة محركة للطاقة.
وقال الله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، فهناك نتائج متوقفة على إرادة الإنسان أولًا، فإن الله سبحانه وتعالى يعطيك مفاتيح الاختيار، لأن مواقفك تتحقق وفقًا لليقين في الله وحسن الظن به، وعلينا ألا ننسى في كل الأحوال أن الله سبحانه وتعالى هو الفاعل الحقيقي، يقول جل شأنه: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)؛ فمشيئة العبد تنضوي تحت مشيئة الرب.
فأنت الذي تمتلك مفاتيح الاختيار، سواء بالخير أو بالشر، والطاقة الإيجابية التي تمتلكها هي التي تدعمك بالأفكار الإيجابية، وتحرك الأفكار المشاعر والأحاسيس الذاتية التي تنعكس على إدراكك وسلوكك وردود أفعالك بشكل إيجابي.
ومصدرنا هو القرآن الكريم الذي يمدنا بالقوة، وكلما ارتبطت بالقرآن وجدت إجابات كل الأسئلة التي تدور بداخلك، وقد قال الله تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا)، المتعلق بالله يحقق له ما يريد بالخير، أما غير المتعلق بالله، فمهما طال به الأمد فسيجد عمله أمامه.
أنت الإنسان الوحيد الذي يمتلك مفاتيح الاختيار بحسن الظن واليقين بالله، فكل إنسان منا يمتلك العالم الداخلي الذي بداخله، بدليل لو كنت في موقف مؤلم، وبعد لحظات تعرضت لموقف يحمل لك خبرًا سارًا، تجد أن إحساسك قد تغير، وستجد أن التركيز في الشيء يغير الإحساس، ولهذا نجد إحساسنا متذبذبًا وفقًا للمواقف المتغيرة.
عالمك الداخلي هو نجاحك الخارجي، أي أن برمجتك الذاتية تنعكس على رؤيتك للعالم الخارجي، أي أن تحديات الحياة لا تؤثر في الإنسان، ولكن تظهر ما بداخله، ولابد من تنقية ذاتك من الشوائب الداخلية ولا يحدث ذلك إلا عن طريق الإيمان بالله وحسن الظن به واليقين فيه.
أيها الإنسان لو استطعت أن تتقرب إلى الله عن طريق المناجاة إليه، فهو صاحب المعجزات، فأنت تطلب من صاحب المعجزات الذي يمنحك القوة الداخلية التي تكسبك كل الإيجابية بصدق الإحساس، فأنت الشخص الوحيد المسئول عن نفسك، وعندما تعقد النية على التغيير للأفضل يساعدك الله عليه.
وأختتم مقالي بقول الله عز وجل: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (صدق الله العلي العظيم).