وعليه فإن على الإنسان أن يستغل كل هذه المحفزات المودعة في باطنه من أجل الوصول الى الكمال الذى اراده الله تعالى له.
ولا شك انه لولا هذه الغريزة المودعة لما أمكن للإنسان ان يتحمل تبعات الحياة الزوجية بما فيها من معاناه في سبيل كسب المال وغيره ، فجاءت هذه الغريزة لترطيب الاجواء، ودفع العبد الى تحمل المسؤولية الجادة وإن كان الأمر يبدا بالميل والحب المشوب بجاذبية الغرائز، ولكن الإنسان بسوء اختياره يؤجج نار الغريزة، فبدلا من أن تكون ناره أداة طبخ لغذاء يقيم صلبه، واذا بها تتحول الى نار تحرق اصل وجوده!
فالحل هو الوقوف دون اشتعال الغريزة في الجهة التي منع عنها الشارع المقدس من خلال التقيد بالنواهي الشرعية في هذا المجال ، والتي قلنا عنها مرارا إنها قائمة على أساس منع الفتنة قبل وقوعها، ووقاية العبد من المرض قبل علاجه، ولكن القوم لا يفقهون سياسة الشارع هذه ، فيتهمون الدين وأهله بالتزمت ومنع مباهج الحياة، وهم مخطئون في هذه التهمة أيما خطا!