قال الباقر (عليه السلام): (إن أبي علي بن الحسين ما ذكر لله عز وجل نعمة عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله عز وجل عنه سوءاً يخشاه أو كيد كائد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وُفّق لإصلاحٍ بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك).
إن الإنسان عادةً يسجد في موضعين، هما: الصلاة الواجبة، وسجدة الشُكر بعد الانتهاء من الصلاة.
ولكن الإمام زين العابدين (عليهِ السلام) يعلمنا كيف نكونَ من الساجدين، كي تنطبق علينا هذه الآية المباركة: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾..
فالسجود حالةٌ ملازمةٌ للمؤمن، ولكن سجودنا نحنُ سجودٌ بَدني أما الإمام فلهُ سجودٌ من نوعٍ آخر، حيث أنه كان يعيشُ حالة من المعراجية في سجوده!.
فقد ورد في الحديث الشريف: أن (الصلاةُ معراج المؤمن)
ولكن في خصوص السجود، هُنالكَ معراج في معراج، وهو ما يؤكده قول الإمام الصادق (عليه السلام):
(أقرب ما يكون العبد إلى الله، وهو ساجدٌ باكٍ)!
*مقتطف من محاضرة لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي