أمَّا المشي في وسط الطريق للمرأة فهو منافٍ للأدب النبويِّ حيث أفاد رسول الله (ص) فيما رُوي عنه أنه "ليس للنساء من سرَوات الطريق شيء ولكنَّها تمشي في جانب الحائط والطريق"1.
والمراد من سروات الطريق هو وسطه.
وروى الشيخ الصدوق في "من لايحضره الفقيه" قال: ذُكر النساء عند أبي الحسن (ع) فقال: "لا ينبغي للمرأة أنْ تمشيَ في وسط الطريق ولكنَّها تمشي على جانب الحائط"2.
فإذا ما التزمت المرأة المؤمنة بهذا الأدب النبويِّ الشريف فإنَّها تكون أكثر هيبة ووقارًا، ذلك لأنَّ المشي في وسط الطريق يجعلها بارزةً مما قد يسترعي أنتباه الطارقين أو أنْ يحدَّ ذووا النفوس الضعيفة النظر إليها فيتعرَّفوا بذلك على كيفية مشيتها وحجم إهابها، وقد يجرؤ جسورٌ فاسق فيتعمَّد الاصطدام بها.
أمَّا لو مشت في جنب الطريق فإنَّ احتمال وقوعها في كلَّ ذلك مستبعَدٌ عادةً.
وأمَّا المحادثة في الطريق فإنْ كان في وسطه فهو أشدُّ مرجوحية من الفرض الأول ذلك لأنَّه يسترعي انتباه الآخرين بنحوٍ أكثر من الفرض الأول فتكون منافاته للأدب النبويِّ أوضح وتشتدُّ المرجوحية لو كانت المحادثة بصوت مرتفع أو مصاحبة لحركات غير لائقة بالمرأة المؤمنة.
هذا إذا لم يُصاحب المحادثة محذوراً شرعياً كالضحك بصوتٍ مرتفع او انكشاف ما يجبُ ستره على المرأة وإلا كان ذلك محرمًا.
الهوامش: 1. وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج20 / ص183. 2. من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج3 / ص561.