تشير الآية الشريفة إلى عملية تخزين النكتار داخل بطون النحل، ومن ثم استخلاصه وتحويله إلى عسل داخل الخلية، ولا يتعارض هذا الوصف مع المعرفة الحديثة عن عملية إنتاج العسل، فالآية تتحدث عن خروج العسل من جوف النحلة، وإذا رجعنا للعلم الحديث في وصف عملية انتاج النحل للعسل لوجدنا مدى التطابق بينه وبين ما جاء في هذه الآية.
ففي البداية، يجمع النحل النكتار (وهو عصير الزهور الذي يحتوي على نسبة عالية من السكريات) من الأزهار باستخدام لسانها الطويل والمشقوق. ثم تحفظ النحلة النكتار المجموع في معدتها، والتي تتكون من عدة جيوب صغيرة تدعى معدة العسل.
عندما تعود النحلة إلى الخلية، تنقل النكتار المجموع إلى نحلة أخرى بواسطة القيء، وهذا النوع من التواصل الكيميائي يسمى "الرقص الدائري"، والذي يساعد النحل على توجيه بعضها البعض إلى مصادر الغذاء المجاورة.
بمجرد وصول النكتار إلى النحلة المستقبلة، يتم إضافة إنزيمات هامة من معدة النحلة إلى النكتار، وتحول السكريات الموجودة فيه إلى جلوكوز وفركتوز، مما يجعل النكتار أقل لزوجة وأكثر ملاءمة للتخزين.
ثم يتم وضع النكتار في خلايا الشمع، وتبدأ النحل في التحريك باستخدام أجنحتها، مما يساعد على تبخر الرطوبة الزائدة وتجفيف العسل. بعد ذلك، يتم سد خلية الشمع بشمع آخر وترك العسل لينضج، حيث يصبح لديه طعم مميز ورائحة ممتعة.
ومن ذلك يتضح أن العسل في مرحلة النكتار يخرج من بطن النحلة عبر القيء إلى جوف نحلة المستقبلة، والتي هي تقوم بدورها بإخراجه من معدتها إلى الخلية الشمعية بعد اضافة بعض الإنزيمات عليه، وفي المرحلة الأخيرة تقوم النحلة بتحريك اجنحتها لتجفيف العسل من الرطوبة، وعليه فإن العسل في كلا المرحلتين يخرج من بطن النحل.