1- «وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها» [الأعراف: 137].
2- «ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق» [الصافات: 5].
3- «فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون» [المعارج: 40].
إن هذه الآيات – وكما مرّ في جواب السؤال السابق – تكشف عن تعدّد مشارق الشمس ومغاربها، وهو ملازم لكروية الأرض؛ إذ لو كانت الأرض مسطحة للزم عدم وجود أكثر من مشرقٍ ومغربٍ واحدٍ لها، أما في حالة كرويتها فبالنظر لتعدّد أنحائها يكون لكلّ نقطةٍ منها مشرق ومغرب مستقل، وشروق الشمس على ناحيةٍ ما يلازم غروبها عن الناحية المقابلة لها. وعليه فتعدّد المشارق والمغارب دليل واضح على كروية الأرض.
كروية الأرض في الروايات:يمكن استفادة كروية الأرض من الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، منها ما روي عن الامام الصادق (عليه الصلاة والسلام)، قال: "صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر [الغلس: الظلمة آخر الليل؛ أي كان يصلي الفجر في ظلمة آخر الليل]، وكنت أنا أصلي المغرب اذا غربت الشمس، وأصلي الفجر اذا استبان لي الفجر، فقال لي الرجل: ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع ؟ فان الشمس تطلع على قوم قبلنا، وتغرب عنّا وهي طالعة على آخرين بعد ؟ قال: فقلت: إنما علينا أن نصلي اذا وجبت الشمس عنّا، واذا طلع الفجر عندنا، ليس علينا إلا ذلك، وعلى أولئك أن يصلوا اذا غربت عنهم" [وسائل الشيعة :4/ 180].
وروي عنه أيضاً قال: "إنّما عليك مشرقك ومغربك، وليس على الناس أن يبحثوا" [وسائل الشيعة :4/ 198]. وما ذاك إلا لكروية الأرض لا غير.