ما حقيقة حادثة «شقّ جدار الكعبة» لولادة علي بن أبي طالب؟

السيد جعفر مرتضى العاملي
زيارات:2241
مشاركة
A+ A A-
إن انشقاق الجدار كرامة لأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وحديث ولادته داخلها ، قد روي عن أناس حارب بعضهم علياً «عليه السلام» ، وسعى إلى قتله ، أو كان يكرهه ، وينصب العداء له ، ولا يرضى بالإقرار بفضيلة له.

فقد رواه : سفيان بن عيينة عن الزهري ، عن عائشة 1 .

ورواه : أبو داود ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن عباس بن عبد المطلب 2 .

ورواه : ابن شاذان ، عن إبراهيم ، بإسناده عن جعفر بن محمد «عليه السلام» 2 .

ورواه : الحسن بن محبوب عن الإمام الصادق «عليه السلام» 3 .

ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس 4 .

ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن جعفر الأسدي ، عن موسى بن عمران ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن ثابت بن دينار ، عن ابن جبير ، عن يزيد بن قعنب 5 .

فظهر مما تقدم : أن أكثر الذين رووا هذه القضية هم من غير الشيعة ، بل فيهم من عرف بعدائه لعلي «عليه السلام» ، وبغضه له ، بل فيهم من حاربه . ومن تتوفر لديه الدواعي لإخفائها ، وذلك يكفي قرينة قاطعة على ثبوتها .
وظهر أيضاً : أن الرواية به مستفيضة . .
وظهر : أن هذه الرواية قد جاءت عن :
1 ـ عائشة بنت أبي بكر .
2 ـ العباس بن عبد المطلب .
3 ـ عبد الله بن عباس .
4 ـ يزيد بن قعنب .
5 ـ الإمام جعفر الصادق «عليه السلام» .
فإذا أخذنا بقول الزرقاني الذي صرح بأن : «من القواعد : أن تعدد الطرق يفيد : أن للحديث أصلاً» 6 .
وقول الخفاجي عن حديث رد الشمس : «إن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته» 7 .
وإذا أخذنا بقاعدة : «والفضل ما شهدت به الأعداء» .
حتى إن عائشة لم تكن تطيب نفسها بذكر علي «عليه السلام» بخير أبداً . .
وإذا أكدنا ذلك بوجود أثر هذا الشق في جدار الكعبة إلى يومنا هذا ، وقد جهدوا ليخفوه ، فلم يمكنهم ذلك . .

نعم . . إننا إذا أخذنا بذلك كله ، فلماذا لا نأخذ بهذه الرواية أيضاً؟!
بل إنه حتى لو كان رواة حديث مَّا ينسبون للكذب والوضع ، فإن ذلك لا يعني أن لا تصدر عنهم كلمة صدق أصلاً .
بل لابد أن يكثر صدقهم ، إذ لولا ذلك لما استطاعوا التسويق للأمر الذي يريدون أن يكذبوا فيه .

والحاصل : أن الكاذب قد يقول الصدق ، والوضَّاع قد يعترف بالحق ، مع أن الأمر في رواة هذه الحادثة ليس كذلك كما يُعلم بالمراجعة .

الهوامش: 1. الأمالي للطوسي ص715 و 716 و (ط دار الثقافة قم سنة 1414هـ) ص706 و 707 وبحار الأنوار ج35 ص35 و 36 و 17 و 18 عن مناقب آل أبي طالب ، وحلية الأبرار ج2 ص20 ومدينة المعاجز ج1 ص45 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص52 والأنوار العلوية ص36 .
2. a. b. نفس المصادر السابقة .
3. بحار الأنوار ج35 ص17 و 18 والأنوار العلوية ص36 وعن مناقب آل أبي طالب .
4. الأمالي للصدوق (ط الأعلمي سنة 1410هـ) ص99 ومعاني الأخبار ص62 .
5. الأمالي للشيخ الصدوق (ط مؤسسة البعثة) ص194 وكتاب التوحيد للصدوق ص62 وعلل الشرايع (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص135 والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص197 ومعاني الأخبار للصدوق (ط مركز النشر الإسلامي) ص62 وروضة الواعظين ص76 و 77 وبشارة المصطفى ص26 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص61 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص312 والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص264 وبحار الأنوار ج35 ص8 و 9 عنهم ، وعن كشف اليقين ص31 و 32 وعن كشف الحق ، والأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص67 وعن بشائر المصطفى ص9 وكتاب الأربعين للشيرازي ص60 وراجع : الخرايج والجرايح ج1 ص171 والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص98 والأنوار العلوية ص30 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص73 .
6. شرح المواهب اللدنية ج6 ص490 .
7. نسيم الرياض ج3 ص11 والغدير ج3 ص136 ورسائل في حديث رد الشمس للشيخ المحمودي ص19 و 64 ونظرة في كتاب الفصل في الملل ص109 .
مواضيع مختارة