تقول هذه الآية الكريمة أنَّ الحياة الدنيا بالنسبة إلى الحياة الآخرة هي كالمتاع، فمثلاً المتاع الذي نأكله الآن فترته قصيرة جداً كما لو أراد الانشان أن يتناول الغداء فإن فترة الغداء هي بمقدار ربع ساعة مثلاً، فنسبة الحياة الدينا إلى الحياة الآخرة هي بمثل هذه النسبة يعني كنسبة ربع ساعة إلى تلك الحياة، فإن تلك الحياة الثانية لا نهاية لها، فصحيح أن للحياة الاخروية بداية بعد الحشر والنشر والحساب ولكن ليس لها نهاية وإنما ﴿ هم فهيا خالدون ﴾فهي ليست مليون سنة ولا مليار سنة ولا أكثر وإنما هي أبدية لا نهاية لها، بخلاف الحياة الدنيا فإن نسبتها إلى الحياة الأخرى كالمتاع الذي هو كنسبة ربع ساعة مثلاً، هكذا هي الحياة الدنيا بالنسبة إلى الآخرة، وإذا كان الامر كذلك فيترتب عليه أنه هل يكون عملنا لأجل هذه الربع ساعة المنتهية أو يكون عملنا لأجل إلى تلك الحياة الأبدية؟ إنه ينبغي للمؤمن أن يعتني بتلك الحياة الأبدية وأما هذه الحياة فلا يعير لها أهمية فيعمل الاعمال الصالحة النافعة له في تلك الحياة ولا يعمل الاعمال التي تضره فيها كالغيبة والنميمة والكذب وما شاكل ذلك فإن مثل هذه الأفعال لا تنفعنا هناك، فتعالوا أعزتي وأحبتي لنصمم على فعلالاعمال الصالحة التي ننتفع بها في تلك الحياة التي لا نهاية لها ونهجر ما يضرنا فيها، ولكن هذا ليس بالأمر السهل ولكن توجد عوامل مساعدة في هذا المجال تساعدناعلى فعل الأعمال الصالحة وهي اثنان الأول التصميم على فعل الصالحات، فأنت تأمَّل في هذا الواقع الذي نعرفه فإذا تأملنا فيه خصوصاً مع ملاحظة روايات أهل البيت عليهم السلام ومع ملاحظة ما يقوله القرآن الكريم نجد يساعدنا على فعل الصالحات، والثاني هو طلب المعونة من الله عز وجل فمن دون الاستعانة به يصعب الحصول على هذه النتيجة الطيبة، فتعالوا لنكثر من الاعمال الصالحة ومنها أن نتوجه إلى الله تعالى في كل أمورنا ونقول رب لا تكلني إلى نفسي طرف عينٍ أبدًا وخذ بيدي في جميع أموري بحق محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
الموعظة الأسبوعية لسماحة الشيخ الإيرواني ليوم الأربعاء 22 / شوال / 1445هـ ق الموافق 01 / 05 / 2024م