من هو الإنسان الموفّق؟

الشيخ مازن المطوري
زيارات:764
مشاركة
A+ A A-
هناك جُمل وتعبيرات متداولة في يوميّات حياتنا، ولكن حين تُخضعها للفحص والتحليل، لا تجدها تتضمّن مفاهيم واضحةً، أو منضبطة.

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

مثلاً سمع كلُّنا عبارة: "وراء كُلِّ رجلٍ عظيمٍ امرأةٌ عظيمةٌ"، ولا يُعلم ماذا يُقصد من العظمة التي جاءت وصفاً في هذه العبارة للرجل والمرأة! هي عظمة وفق أي مقياس؟ وفق منظور الدّين الذي لا نجد فيه توصيف الإنسان بالعظمة؟ أم وفق منظور آخر؟ وما هو المعيار في العظمة بحيث حتى لو افترضنا عدم توفّر أمور أُخرى فهو لا يؤثّر فيها؟ هل هو الإنسان الذي يستعمل الحِيل والمكر ويستغل الفرصة ولو بشكلٍ سيء لتحقيق أهدافه، فيكون عظيماً؟ هل هو الإنسان الذي تكون الغاية عنده مُبرِّرة للوسيلة مهما كانت دنيئة؟ وهل يمكننا أن نعكس العبارة ونقول: وراء كلّ امرأة عظيمة رجلٌ عظيم، أو كذلك امرأة عظيمة، لتكون المرأة العظيمة وراء كلّ رجل وامرأة عظيمين؟ وفي المحصّلة لن نُمسك بشيئ يُطمئن إليه ونقول في ضوئه بصحّة تلك العبارة!

وفي المقابل، نجد في منظومة تعاليم الدين مفاهيم وتعبيرات وصف بها الإنسان، وأحد تلك التوصيفات مفهوم: التوفيق.

ولا شك أن مفهوم التوفيق عام يشمل جوانب ومساحات مختلفة، بدءاً بالأمور الدينية والعبادية والتزام خط التقوى، وانتهاءً بالأمور الحياتية والماديّة. ومفهوم التوفيق يتضمّن النجاح، الذي هو الظّفر، وتحقيق نتيجة، فالإنسان المُوفّق هو إنسان ناجح.

وإذا صرفنا النظر عن جانب الأمور المادية والحياتية، فالمُوفّق هو المُلتزم خط التقوى، المُمتثل للواجبات، والمنتهي عن المُحرّمات. فالإنسان المُوفّق ملتزم بما يريده الله تعالى منه، ومن الطبيعي أن للنيّة دوراً كبيراً في قبول عمل الإنسان، فلا بُد أن يكون مُخلِصاً لله تعالى في عمله حتى يُقبل منه، وبقدر ما يكون الإنسان مخلصاً لله تعالى فهو يُوفّق لأداء الطاعات، والأفعال الخيّرة. لذلك يمكننا أن نقول: وراء كلّ إنسان ناجحٍ عملٌ بإخلاص وتوفيقٌ من الله تعالى.

روى الشيخ الصّدوق (ره) في كتاب التوحيد، روايةً عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وممّا جاء فيها: «إذا فعل العبدُ ما أمره الله عزَّ وجل به من الطّاعة كان فعله وفقاً لأمر الله عزَّ وجل، وسُمّي العبد به موفّقاً»، [التوحيد، ص ٢٤٢، ح ١، باب ٣٥].

مواضيع مختارة