وهذا شيءٌ عجيب فلاحظوا كيف هو الأب وكيف هو الابن، فالأب يقول للابن أني أرى في المنام هذا الأمر فماذا تقول والابن يجيبه أيضاً بتمام الخضوع والخشوع ويقول له ﴿ يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين﴾، فهذه الآية الكرية تعلمنا جملة من الدروس أحدها أنَّ المؤمن لابد وأن يكون خاضعاً للتكاليف الإلهية كتسليم إبراهيم وإسماعيل عليهما، فنلاحظ أنَّ الابن يشجع الأب على فعل ما يأمره الله به أبيه وهذا درس لنا فإنه يلزم أن نخضع دائماً للتعاليم الإلهية والامتثال لها.
وأقول شيئاً: - وهو أنَّ من جملة أدعيتي التي ادعو بها دائماً أن أقول: - ( اللهم لا تجعلني مورداً للامتحان والابتلاء فإني أخاف أن تكلفني بشيءٍ أو تبليني بابتلاءٍ لا أتمكن من الصبر عليه ).
ثم تكلم إسماعيل عليه السلام بكلمةٍ اعطانا فيها درساً فقال: - ﴿ ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾، ومع الأسف بعضنا لا يأتي بكلمة إن شاء الله تعالى في كلامه فمثلاً يقول سوف أجيئك يوم كذا ولا يربطها بمشيئة الله تعالى والمفروض أنه لابد وأن يجعل مشيئة الله تعالى على طرف لسانه دائماً.
كما تعلمنا هذه الآية أنَّ المؤمن عليه أن يستعين بالله عزَّ وجلَّ في جميع أموره كما استعان به إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، كما يلزم أن ندعوا بهذا الدعاء دائماً ونقول: - ( اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً واحفظنا من جميع الاسواء والبلايا وارزقنا خير الدنيا وخير الآخرة وبارك لنا في جميع أمورنا بحق محمد وأهل بيته الطيبين الاطهار ).
الموعظة الأسبوعية لسماحة الشيخ الإيرواني ليوم الأربعاء:- 27 / ذو العقدة / 1445هـ ق الموافق 05 / 06 / 2024م الهوامش: [1] سورة الصافات، الآية102.