فقد رجع أهل السقيفة إلى المسجد، وطرقوا الباب على علي «عليه السلام»، بعد فراغه من دفن النبي «صلى الله عليه وآله»، وكانت زوجته فاطمة الزهراء «عليها السلام» وراء الباب عند القبر، وكأنها تبكي أباها، وتناجيه، وتودعه بدموعها ، وبكلماتها الأخيرة.
فسألت : من الطارق ؟! وإذ بهم يقتحمون عليها الباب بعنف، فعصروها بين الباب والحائط، فصرخت، وأسقطت جنينها.. فسمع علي «عليه السلام» صوتها، فبادر المهاجمين، فهربوا، وخلَّوها رهينة الآلام، والأوجاع قد حصل وكل ذلك في ثوان معدودة . وانصرف علي «عليه السلام» لإسعاف سيدة النساء، وبقي معها إلى الصباح، وهم مكتنفون باب داره. وجاء أبو بكر في الصباح إلى المسجد، وجلس على المنبر، وصار الناس يبايعونه.
الصحيح من سيرة الإمام علي ( ع )، ج ٩، السيد جعفر مرتضى العاملي، ص ١٤٧