يقول كثير من الناس: "خذ لي خيرة" حتى إن بعض النساء عندما ترى أمراً ما وتنظر في قضية ما، تكتشف أنه يريد كشف الغيب. والحق أننا في الشريعة الإسلامية ليس لدينا ما يكشف الغيب - لا منام يكشف الغيب. هؤلاء بعض الناس الذين يعتمدون على الأحلام، يقولون: "رأيت حلماً، وبالتالي سيحدث كذا". لا يوجد شيء اسمه "سيحدث كذا" في الغيب المستقبلي، إلا إذا كان عندك إمام معصوم.
والإمام الآن غائب - إمامنا عجل الله فرجه الشريف -. لو كان حاضراً، لذهبنا إليه وسألناه: "يا ابن رسول الله، ماذا سيحدث غداً؟". لكن الآن، أي شخص يقول لك إنه يكشف الغيب المستقبلي، اعلم أنه يكذب.
لا منام يكشف الغيب المستقبلي، ولا الخيرة تكشف عن الغيب المستقبلي.
شاهدنا في الأيام الماضية المنجمين والعرافات، وكلما وقع حدث قالوا: "فلانة تنبأت بهذا الحدث".
هذا كلام باطل شرعاً، لا يجوز.
الرواية تسمي هؤلاء "العرافين"، وتقول: "من ذهب إلى عراف وصدق قوله، فقد برئ مما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم".
الإنسان الواعي والعاقل يدرك أن هؤلاء الدجالين لديهم عادة: في نهاية شهر ديسمبر وبداية السنة الجديدة، يجلس هذا الشخص على القناة الفضائية ويبدأ بذكر عناوين عامة: "خلال السنة ستموت شخصية كبيرة". أسألكم بالله، هل هناك سنة تمر دون موت شخصية كبيرة؟ كل سنة هناك شخصية لابد أن تموت.
عندما يقع حدث ما، يقولون: "ألم تسمع؟ فلانة تنبأت!" وهم يلعبون على وتر معين، ويصطادون بعض الناس المساكين. يقول أحدهم: "أنت مريض"، "لديك حالة صحية". من منا ليس مريضاً؟ من منا لا توجد لديه مشكلة؟
يأخذ السذج ويقول له: "لديك مشاكل عائلية، لديك أمراض"، ويأتي ليحل له مشاكله، ويعيش على هذه الأكاذيب.
دورنا يكمن في عدم تصديق هؤلاء الأشخاص. أكرر: لا منام، لا كشف على قولهم، لا عمل، ولا أي شيء. وكذلك الخيرة لا تكشف عن الغيب الواقعي، وإنما تحدد لك: هل تفعل أم لا تفعل.
مقتطف من فيديو لسماحة السيد حسين شبّر