الطاعن في إيمان سيد البطحاء أبي طالب (رض) بادعائه أنه رضوان الله عليه مات مشركا ولم يؤمن. يدعي، قبالة ذلك، الإيمان الثابت لشخص هو أبو سفيان بن حرب.
مما يدلل بشكل واضح على الأمر لايعتمد البحث العلمي الذي يتوخى الباحث من ورائه الحقيقة.
بل هو ادعاء له ماله من خلفيات مغرضة. حيث أن الفارق بين الرجلين في مدار الإيمان والشرك كبير جدا. فيكفي أبا سفيان أنه كان القائد الأعلى لجبهة الشرك المحاربة للاسلام على امتداد الدعوة النبوية الشريفة. ويكفي أبا طالب أنه ما إن توفي (رض) حتى هاجر النبي محمد ص من مكة إذ لم يعد معينا ولاحماية. بمعنى أن الإسلام طوال الفترة المكية كان بحماية ابي طالب (رض).
وبالنسبة إلى إيمان أبي سفيان، فإذا مادققنا النظر في مفاصل التاريخ سننتهي إلى مالا يقبل الشك من أنه محض ادعاء لاواقع له..
إن مشركي قريش ومنهم أبو سفيان، ومنذ بدء الدعوة، أدركوا صدق النبي محمد ص من أنه رسول من عند الله بشواهد كثيرة منها
أن الوليد بن المغيرة حين سمع من النبي الأكرم ص شيئا من القرآن، رجع إلى قومه ووصفه بقوله "والله، إن لقوله الذي يقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته" فقالوا مانفعل واتفقوا على ان يقولوا هو سحر. أي أنهم أقروا بمعجزة القرآن وأنه ليس من صنع النبي ص ولابد انه من الله ثم قالوا مانفعل أي كيف نعالج هذا الامر الحق الذي أضر بمصالحنا وهدد مكانتنا. وعليه يكون السؤال
مالذي جدّ على أبي سفيان عند فتح مكة ليكون الإسلام الذي ادعاه ايمانا حقا؟!
وهو قد أدرك صدق النبي ص منذ البدء ثم قاد الحرب تلو الحرب للقضاء على الإسلام!
وأما إيمان أبي طالب (رض) فعليها من الشواهد الكثير ومنها:
ـ مساعيه الكبيرة وتحمله الجهد في سبيل نصرة الإسلام وحماية النبي ص
ـ ماكتبه الإمام علي ع لمعاوية في رسالة لمعاوية وفيها:
(ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق)
ولندع كل هذا فيما يخص ايمان ابي طالب (رض) الى نقطة فاصلة يستحيل معها الا أن يكون أبو طالب (رض) مؤمنا..
المدعى أن أبا طالب مات على الشرك..
بمعنى أنه كان يعبد الوثن ويقدسه
الثابت ان أبا طالب استمات في الدفاع عن دعوة النبي محمد ص ووفر له الحماية القصوى
دعوة النبي محمد ص قائمة في ركيزتها الأساس على انكار الوثن و تحقيره والانتقاص منه كونه صخرة لايضر ولاينفع.
وعليه فلايمكن لأبي طالب (رض) أن يجمع عبادة الوثن بما تتضمن من تقديس له ومعاونة الدعوة الرامية الى تحقيره والقضاء عليه. حيث لايمكن للأحد أن يقدس ويحقّر في نفس الوقت..
وإذا ماقيل أن أبا طالب نصر النبي ص لحمية الدم والقرابة التي كانت لها فعاليتها الكبيرة في المجتمع الجاهلي. فإن هذا لايضر بالنتيجة المنطقية التي وصلنا اليها في انه لايمكن الجمع بين التحقير والتقديس..
فالجاهلي الذي كان يؤمن أكثر مايؤمن برابطة الدم والعشيرة. لايمكن ان يعين أحدا من افراد عشيرته على الطعن بالعشيرة ورابطة الدم.