مرض العصر.. إدمان مواقع التواصل الاجتماعي!

عيسى العيسى الحداد
زيارات:134
مشاركة
A+ A A-

أضحى الانغماسُ في عالَمِ التواصلِ الافتراضيِّ والتعلُّقُ المَرَضِيُّ بالهواتفِ المحمولةِ ظاهرةً مُستحدثةً تُؤرِّقُ المجتمعاتِ المعاصرةَ، إذ تَجلَّت في العقدِ الأخيرِ حالةٌ نفسيةٌ جديدةٌ عُرِفَت في الأوساطِ العلميةِ باسمِ "النوموفوبيا"، وهي مُصطلحٌ مُركَّبٌ يُشيرُ إلى الخوفِ المَرَضيِّ من الانقطاعِ عن العالَمِ الرقميِّ.

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

ومما يُثيرُ القلقَ أنَّ الفئةَ الأكثرَ تأثُّرًا بهذه الظاهرةِ هم المراهقونَ والشبابُ، حيثُ يُلاحَظُ انخراطُهم المُفرِطُ في العوالمِ الافتراضيةِ على حسابِ التواصلِ الأُسَريِّ والاجتماعيِّ المباشرِ، مما يُؤدِّي إلى اضطراباتٍ نفسيةٍ واجتماعيةٍ جَمَّة.

وعلى مدار العقد الماضي، شهدنا منصات مثل (Instagram، Facebook، TikTok، Xg  Twitter)سابقًا) والتي أحدثت نموًا هائلًا في قاعدة مستخدميها حيث تم تصميم هذه التطبيقات لجذب انتباهنا والحفاظ عليه، باستخدام خوارزميات متطورة تعرض لنا محتوى مخصصًا وربما يسبب لنا الإدمان.

تأثيرها على الصحة النفسية:

يمكن أن يكون لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي عواقب وخيمة على الصحة العقلية:

ـ القلق والاكتئاب: يرتبط الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بزيادة مستويات القلق والاكتئاب، خاصة بين المراهقين.

ـ مشاكل احترام الذات: المقارنة المستمرة مع الحياة التي تبدو مثالية للمستخدمين الآخرين يمكن أن تؤدي إلى تدني احترام الذات.

ـ اضطرابات النوم: يمكن أن يتداخل استخدام الأجهزة المحمولة ليلًا مع أنماط النوم، مما يؤثر سلبًا على جودة الراحة.

التأثيرات على الإنتاجية:

يمكن أن يكون للاستخدام القهري للهاتف المحمول أيضًا تأثير سلبي على العمل والإنتاجية الأكاديمية، حيث كشفت إحدى الدراسات أن الموظفين يفقدون ما يقرب من ٩,٥% من إنتاجيتهم اليومية بسبب الاستخدام غير المتعلق بالعمل لوسائل التواصل الاجتماعي.

علامات الإدمان:

بعض العلامات التي قد تشير إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تشمل:

ـ تشعر بالإكراه المستمر للتحقق من الإخطارات.

ـ الشعور بالقلق عندما لا يمكن الوصول إلى الهاتف.

ـ قضاء فترات طويلة في تصفح شبكات التواصل الاجتماعي دون إدراك لذلك، وإهمال المسؤوليات الشخصية أو العلاقات بسبب الاستخدام المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي.

متى يعتبر إدمانًا على شبكات التواصل الاجتماعي؟

يعتبر الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي هو الإدمان عندما يبدأ استخدام هذه المنصات في التدخل بشكل كبير في حياة الشخص اليومية، مما يولد آثارًا سلبية في مجالات مثل العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية أو الصحة العقلية والجسدية.

ويشير الخبراء إلى أنه عندما يتجاوز الاستخدام من (3 إلى 4) ساعات يوميًا، خاصة في الأنشطة غير الإنتاجية، يمكن أن يكون علامة تحذيرية، خاصة إذا كان الوقت الذي تقضيه على شبكات التواصل الاجتماعي يحل محل الأنشطة المهمة الأخرى مثل العمل أو الدراسة أو ممارسة الرياضة أو العلاقات الاجتماعية، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن قضاء أكثر من ساعتين يوميًا على شبكات التواصل الاجتماعي يرتبط بارتفاع مستويات القلق والاكتئاب لدى بعض الأشخاص، وخاصة بين المراهقين.

كيفية تجنب إدمان وسائل التواصل الاجتماعي:

لمكافحة الإدمان على الشبكات الاجتماعية، يمكن تنفيذ بعض الاستراتيجيات:

ـ تعيين حدود زمنية لاستخدام التطبيق.

ـ قم بإيقاف تشغيل الإشعارات غير الضرورية.

ـ تدرب على قطع الاتصال الرقمي خلال ساعات معينة من اليوم.

ـ ابحث عن أنشطة بديلة لا تتضمن استخدام الهاتف.

أهمية طلب المساعدة المهنية:

على الرغم من أن هذه الاستراتيجيات يمكن أن تكون مفيدة، إلا أنه في حالات الإدمان الشديد من الضروري طلب المساعدة المتخصصة لمعالجة الاعتماد على الشبكات الاجتماعية والاستخدام القهري للهاتف المحمول.

في الختام، يعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة مشكلة متنامية تتطلب الاهتمام والعمل، ويعد التعرف على علامات الإدمان وطلب المساعدة المتخصصة عند الضرورة خطوات حاسمة في استعادة السيطرة على استخدامنا للتكنولوجيا وتحسين نوعية حياتنا بشكل عام.

فلنحسن استغلال الوقت فيما يعود علينا وعلى المجتمع بالنفع في الدنيا والآخرة فما أحوج المجتمع إلى رجال ونساء يعرفون قيمة الوقت ويطبقون ذلك في الحياة.

مواضيع مختارة