ثلاث من كنّ فيه استكمل خصال الإيمان وكان في الدرجات العليا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
الصبر على الظلم
الأول: الصبر على الظلم، المقصود منه الظلم الفردي الشخصي، كأن يُظلم من أخيه أو أقاربه أو جيرانه، فإنّه في بداية الأمر عليه أن يدفع الظلم عن نفسه، فإن لم يستطع فيصبر، وإذا ظفر به وقدر عليه فيصبر أيضاً على ما بدر منه الظلم، بأن يعفو عنه، ويصفح صفحاً جميلاً، أي لا يعاقبه بعد العفو أولا يبطل عمله بالمن والأذى، فلا يعامله بالمثل، بل لا يكون أقل من النخلة، فإن الأطفال يرمونها بالحجارة، وهي تعطيهم التمر اللذيذ والرطب الجني، فمن كان طفلاً في أخلاقه معك وتجاسر على شخصيتك الموقرة بإساءة الأدب، فالمفروض أن لا تعامله بالمثل، بل تحسن إليه، وتعفو عنه، وتجازيه بالأفضل وتدفع عن نفسك بالتي هي أحسن، حتى تكسبه صديقاً وولياً حميماً، فإن الناس عبيدو الإحسان، ومن مكارم الأخلاق في الدنيا والأخرة أن تعفو عمن ظلمك.
كظم الغيظ
الثاني: كظم الغيظ والتحلم عمن أغضبك، وجرح مشاعرك وعواطفك، وتحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى.
العفو
الثالث: العفو والغفران عمن أساء إليك قولاً وعملاً، ولم يحترمك، ولم يقدر مكانتك وشخصيتك في المجتمع.
ثم يترتب على هذه الأخلاق الثلاثة الطيبة الصبر والكظم والعفو آثار وثمرات دنيوية وأُخروية، منها: كان ممّن يدخله الله عز وجل الجنّة بغير حساب، أي دون محاسبة أو يزيد في الثواب بلا حساب ولا كتاب، كما يعطيه: حق الشفاعة كما هي للأنبياء والأوصياء والشهداء والعلماء، فيشفعه في مثل قبيلتين كبيرتين مثل ومضر من أكبر قبائل العرب.