أسرتي
الأم عاطفية.. لابد أن يتدخّل الأب في تربية الأبناء لتجنّب ’التفكك’

تشكو نساء كثيرات في مجتمعنا من إهمال أزواجهن في واجباتهم تجاه أولادهم، فقد أصبح من الشائع أن التربية هي مسؤولية الأم، وأما تربية الأب فهذا أمر غير متعارف عليه.

[اشترك]

وهذه تعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة، حيث أن التربية لا بد أن تكون بمشاركة الوالدين معا، بحسب الأمهات وعلم النفس أيضا.

الاتكال على الأم في التربية

تكشف مريم عن رغبتها بالانفصال عن زوجها بسبب عدم قبوله بتحمل مسؤولية طفليهما، إذ تهتم وحدها بهما منذ صغرهما، الابنة (10 أعوام) والابن الصغير (6 أعوام).

وتلفت مريم إلى أن حياتها الاجتماعية شبه معدومة وكل المسؤولية تقع على عاتقها، وهو يتكل عليها بحجة تعبه من العمل والمشاكل الحياتية، فيأتي إلى المنزل مرهقا ليعطيها المال ويطلب منها أخذ الأولاد في نزهة لإبعادهم عنه، وكأنهم مصدر تعب.

وغالبا ما يشتكي أنهم يأخذون وقته وطاقته وليس لديه وقت حتى لأخذ قسط من الراحة، وكل ما يقوم به هو الصراخ والتذمر، أو يكون دوره فرض نظام وإعطاء نصائح، وهذا ما يدفعهم للنفور منه، ويكلمهم بلغة الأمر ولا يتوقف عن تأنيبهم لدرجة أنه خسرهم بأسلوبه، وباختصار فهو لم يحافظ على علاقة صحية مع أولاده، كما تقول مريم.

وأوضحت أنها حاولت دائما اختيار الوقت المناسب لإشراك زوجها بتربية الطفلين، حيث تناقشه في مشاكلهما وملاحظاتها عليهما، وتنبهه لتقصيرهما في الدراسة، كما عملت جاهدة على إشراكه في تدريسهما، وتطلب منه الذهاب لمدرستهما والسؤال عنهما، لكن النتيجة كانت بلا فائدة.

الوصول إلى نقطة اللاعودة

وشددت مريم على أن السعادة لا تأتي من الفراغ، بل من تعاون الزوجين بتربية أطفالهما، خاصة أن الضغوط النفسية التي تعاني منها الأم كبيرة والزوج غير مكترث بحل هذه المشكلة، وذكرت مريم أن الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة وهذا يعني الطلاق الحتمي.

وتنهي حديثها بالقول، إن عدم استقرار الأسرة وغياب دور الأب في التربية يسببان التفكك الأسري، فدور الأب في حياة الأطفال مهم جدا خاصة من الناحية النفسية المستقرة.

وتضيف أن تربية الأب لأبنائه ودوره في حياتهم لا يتوقف عند نقطة معينة أو مرحلة ما بل يستمر مدى الحياة، فالأب هو القدوة ومصدر الأمان والحب والحنان والمرشد والناصح والصديق والسند في الشدائد والحاضر في اللحظات المهمة والفارقة، والمنخرط بحياة أبنائه، حيث يعرف عنهم كل صغيرة وكبيرة ولا يقدم عليهم ما سواهم.

أهمية وجود الأب مع الأم

أما الزوج حافظ السيد فيقول إنه أصبح من الضروري أن يقدم الزوج المساعدة لزوجته ويتحمل معها المسؤولية، لأن هذه المهمة ليست منوطة فقط بالأمهات، فهذا واجبه كأب، وقد اعتاد على تحمل المسؤولية منذ ولادة أول طفل، ولا يغفل أبدا عن كل ما يتعلق بالأولاد على صعيد أدائهم المدرسي وتصرفاتهم اليومية.

ويشدد على أهمية تقاسم مسؤوليات تربية الأولاد، فمهمة الرجل اليومية لا تقتصر فقط على الذهاب إلى العمل وتأمين لقمة العيش لعائلته، ولكن يمكنه أن يقسّم وقته بالاتفاق مع زوجته، فمثلا هو يدرس أولاده بعد عودته من العمل، بينما تتولى زوجته الأعمال المنزلية.

وبرأي السيد، أن الأم عاطفية بطبيعتها ولهذا يجب على الأب أن يعلم أبناءه الصلابة، إذ يجيد التعامل مع المواقف التي تضعف فيها الأم ولا تقوى على مواجهتها.

تقاسم المهام والمسؤوليات

إضافة إلى أن الزواج نفسه حياة مشتركة، فإنه على الزوج أن يكون رحيما في تعامله مع زوجته ويفكر بالمسؤوليات التي يتركها تقوم بها وحدها، إذ من المعروف أن تربية الأطفال من أصعب المهام وأكثرها حساسية، وهذا يعني أنه ليس من حق الزوج أن يلقي كل المسؤوليات على زوجته لأنها سوف تنهار، حسب السيد.

ويشير السيد إلى أن وجود الأب في المنزل ليتقاسم المسؤوليات مع زوجته يشكل قدوة لأولاده، إلى جانب ذلك سيكون حاضرا لمراقبة كل ما يحصل فلا يلقي أحد اللوم على الآخر، ولا يحمله المسؤولية بأي شيء لأن المهام والمسؤوليات مشتركة دائما.

غياب دور الأب وشخصية الطفل

ترى المعالجة النفسية مستشارة العلاقات الأسرية والتربوية الدكتورة تانيا كرم أن الأب هو الهرم الرئيسي في العملية التربوية، وعلى كل أب أن يدرك مدى أهمية وجوده داخل هيكل الأسرة، وتشير إلى أن هذا الوجود لا يتمثل فقط بالمال أو الحضور الشكلي، بل بالحنان والعاطفة والحوار، وتعليم الطفل مبادئ الحياة بشكل مباشر.

وتوضح الدكتورة تانيا أن التربية مسؤولية مشتركة بين الأبوين حيث يحمل الأب بعض المهام والصفات التي عليه زرعها بالأبناء، وتحمل الأم بعضها الآخر، لكن المجتمع العربي للأسف أصبح يحمّل الأم المسؤولية كاملة، خاصة عندما تكون هناك أخطاء ومشاكل لتوجه إليها أصابع الاتهام على الفور، كونها هي المدرسة الكبرى، أما الأب فيكفيه العمل وجلب المال!

وتؤكد كرم أن العمل لم يعد حجة مقنعة للآباء الراغبين بالتملص من مسؤولياتهم التربوية لأن الرجل والمرأة أصبحا متساويين في مجال العمل وفي تحمل أعباء الحياة، ولهذا بات واضحا أن الآباء يتهربون بطبيعتهم من هذه المسؤوليات ولا يدركون أنهم بهذا الموقف السلبي يتسببون بالكثير من الآثار السلبية التي تبقى مترسبة في شخصيات أبنائهم، فغياب دور الأب يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل بالدرجة الأولى، وعدم نضج معرفته بالعالم الخارجي والحياة الاجتماعية.

وتلفت إلى أن 90% من شخصية الطفل تتكون ما بين 5-8 أعوام حيث يكون الطفل في هذا العمر بأمسِّ الحاجة لوجود الأب بجوار الأم، ليبني الطفل شخصية متوازنة.

دور الأب في تربية الفتاة

بحسب تانيا، فإن الأب يساهم بتعميق شعور الفتاة بدورها الأنثوي، عن طريق معاملته المميزة لابنته عن إخوتها الذكور، مما يرسخ شعور الأنثى لديها ويدعم تقبلها لذاتها والنجاح بتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، ويعلمها الحياة ويضعها على طريق النجاح المهني كما يعلمها ما يجب أن يكون عليه سلوكها مع زوج المستقبل.

وتتابع كرم قولها إن الأب يستطيع تحقيق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، فعليه مساعدتهم في حل مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم.

وتشدد على ضرورة أن يكون الأب مرشدا لأطفاله ومقوِّما، مستخدما الشدة والحزم إلى جانب الرفق والتسامح، كما أن عليه أن يكون دائما لأبنائه بمثابة الصديق المخلص سواء كان موجودا بالفعل معهم أو غائبا، حاضرا بمبادئه وأفكاره الراسخة بأذهانهم.

2021/11/17

ناقش وتفاوض: تعرّف على أفضل أساليب التعامل مع ولدك ’المراهق’

دور الوالدين في مساعدة المراهقين للتخلص من عاداتهم السيئة

كتبت أسماء رشدي:

بالرغم من أن مرحلة المراهقة مرحلة حرجة، لما تتميز به من تمرد للأبناء وتصاعد للخلافات بين أطراف العائلة وعدم استقرار الأبناء، إلا أن الوالدين يلعبان دورًا كبيرًا في سلوك أبنائهم المراهقين، ولديهم القدرة على بث روح المحبة والحزم على حد سواء، كما أنهم يمتلكون القدرة على وضع المبادئ التوجيهية للعيش بأمان واحترام.

[اشترك]

هناك بعض الاقتراحات لما يمكن للوالدين القيام به لمساعدة أبنائهم الذين هم في سن المراهقة للتخلص من عاداتهم السيئة:

-  وضع حدود واضحة لا يمكن تجاوزها مع التشديد على ضرورة الالتزام بها؛ مثلًا إذا وضعت حدًا بعدم التأخر عن البيت بعد الساعة التاسعة، فذلك معناه أن ابنك سوف يتعرض للعقوبة إذا خرق القاعدة، مثل حرمانه من مصروفه ليومين.

-  تعرف على أصدقاء ابنك، وقم بمراقبة أي تغييرات في سلوكه وخاصة في المدرسة.

- اجلس مع ابنك وتفاوضا على مجموعة من القواعد والأنظمة الواقعية والتي يمكن أن تناسب كلا الطرفين على حد سواء.

- ناقش وابتعد عن الصراخ، لأن السلوك العدواني لن يغير شيئًا بل على العكس قد يساهم في خلق شعور عدم الاكتراث لدى ابنك، لذلك تحدث معه كما لو أنه شخص بالغ ويمكنه أن يتصرف وفقًا لذلك.

- واجبك تجاه ابنك كوالد أو والدة ألا تكون صديقًا متساهلًا، وإنما شخص قادر على إقامة حدود يمكن أن تساهم في نموه بشكل مريح.

- ابتعد عن الوعظ المباشر معه والمقارنة بين جيلك وجيله، فكلًا الجيلين يختلفون فيما بينهم وكل شخص يختلف عن الآخر.

- كافئ ابنك المراهق على سلوكه الإيجابي؛ عندما يحاول المراهق كسر النمط السلبي لسلوكه، حاول أن تعترف له بذلك من خلال إعطائه المزيد من الحرية والتوضيح أنه من الممكن دائمًا إعادة بناء الثقة بينكما.

بعض الآباء قد يلاحقون كل خطوة وكل حركة يقوم بها ابنهم المراهق، والسبب يرجع للخوف الزائد عليه من أصدقاء السوء ولاعتقادهم الدائم باحتمال تهوره في هذه المرحلة وعدم قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب لقلة خبرته في الحياة، وذلك قد يدفع الوالدين لاتخاذ إجراءات صارمة في كل مرة قد يخطئ بها الابن.

أيضًا هناك نمط آخر من الآباء الذين يتجنبون كل الصراعات التي قد تحدث خلافات بينهم خوفًا من خسران أبنائهم في تلك المرحلة العمرية.

وهنا نقول إن كلا النمطين لن ينجحا، فمن المهم إيجاد نوع من التوازن بين الطاعة الممارسة من قبل الأبناء تجاه والديهم وبين الحرية التي قد يساهم الوالدان في خلقها في حدود معينة متفق عليها؛ فالمراهقون بحاجة إلى قواعد وتعليمات واضحة للعيش، فهم الآن في طريقهم لاستكشاف العالم الخارجي من حولهم.

إن تأثير الوالدين عميق أكثر مما قد يتصور البعض، ومعظم المراهقين يرغبون في قضاء المزيد من الوقت مع والديهم؛ لذلك يجب على الوالدين توفير هذا الوقت لهم.

حتى ولو لم يعبر الابن عن هذه الرغبة، لا بد من توفير الأرضية الصلبة بينهما حتى تترسخ الفكرة في تدخل الابن أو الابنة بأنه دائمًا هناك من هو موجود لمساعدتهم والوقوف جانبهم.

2021/11/14

طفلي لا يأكل.. إليكم بعض الحيل الذكية لإطعام الأطفال!

كيف أجعل ولدي يأكل

قد تُصاب الأم بالإحباط والحيرة نتيجة الرفض المتواصل من ابنها الصغير لتناول الوجبات اليومية من الطعام، رغم أنّها تحضر له أصنافاً شهية ومتنوعة، لكنّه يصر على الامتناع عن أكلها، وقد يستعيض عنها بتناول قطعة من الشوكولاتة أو كيسٍ من الشيبس، ممّا قد يعرض الطفل الصغير إلى مشاكل صحية مع الوقت كفقر الدم "الأنيميا" أو إصابته بالإعياء والتعب المزمن أو النحافة المفرطة وقد يضعف ذلك من قدرته على اللعب أو التركيز في الدراسة.

 [اشترك]

تعد هذه المشكلة المتعبة كثيرة الشيوع عند الأطفال، وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إليها فيمكن للأم استخدام بعض الحيل البسيطة لزيادة رغبة الطفل في تناول الطعام الصحي، والتي سندرجها فيما يلي:

نصائح تشجع الأطفال على تناول الطعام

1. تجنبي إجبار طفلك على تناول كميات كبيرة من الطعام، لأنّ معدة الطفل حجمها صغير جداً ولا يجوز مقارنتها بالشخص الكبير.

2. امتنعي عن الإلحاح على طفلك بتناول الطعام المعتاد وقت مرضه، لأنّه من الطبيعي أن تختلف شهيته في وقت الصحة عن وقت المرض.

3. اجعلي من نفسك قدوة لطفلك في تنويع المأكولات على سفرة الطعام كأن تحتوي على الخضار، والفواكه، والنشويات وغيرها، وعوّدي طفلك على الجلوس مع الأسرة كي لا يمل من الأكل بمفرده.  

4. اصبري على طفلك إذا امتنع عن تناول صنفٍ مفيد من الغذاء لمرة أو مرتين، وكرري معه المحاولة لو لعشر مرات حتى يقبلها ولكن بأسلوبٍ لطيف، فبعض الأطفال قد يمتنعون في البداية ويقبلون بعد ذلك الطعام.

5. أدخلي طفلك إلى المطبخ واجعليه يشاركك في إعداد الطعام أو ترتيبه على الطاولة، لأنّ ذلك سيشعره بالشغف والرغبة في تذوق الطعام الذي حضره هو بنفسه.

6. خيّري طفلك بين صنفين من الأكل الصحي، ولا تسأليه: ماذا تريد أن تأكل؟ فهو بالطبع سيختار الطعام غير الصحي كالجبس والشوكولاتة وغيرها.

7. تجنبي إجبار الطفل على إتمام صحنه بالكامل، أو الزيادة عن حد الشبع لأنّه سيزداد كرهاً للطعام وبالتالي سيزيد رفضه وامتناعه مع الأيام.

8. استخدمي حيلاً ذكية لإطعام طفلك المأكولات المفيدة، فمثلاً إذا رفض نوعاً ما من الفاكهة أضيفي عليها بعض الشوكولاتة، أو العسل، أو المربى، أو اللبن الزبادي، أو اصنعي منه عصيراً طازجاً، وإذا رفض نوعاً من الخضار قطعيه بشكلٍ مميز وزيني به طبق الأرز أو المعكرونة.

9. عوّدي طفلك على تناول الوجبات أثناء الجلوس، وامنعيه عن تناولها أثناء اللعب كي تتجنبي مشاكل الشرقة والاختناق.

مواقع إلكترونية

 

 

 

2021/11/13

​أنتِ من يصنع ’الأب’ في البيت!

كيف تساعدين زوجكِ على القيام بدوره كأب؟

هذه بعض الخطوات لتساعدي زوجكِ على القيام بدوره بشكل فعّال في تربية أبنائكما:

[اشترك]

1- مناقشة الأب مناقشة سليمة في طرق وأساليب تربوية، مع عدم اتخاذ ما عرفه أحد الزوجين من معلومات حجة لنقد طريقة الآخر.

2- تذكّري أن التآلف بينك وبين زوجكِ والحب والاحترام والتقدير بين الزوجين هو الذي يأتي بالتوافق والاتفاق على تفاصيل الحياة الأسرية.

3- عندما تتحدثين مع زوجكِ بهذا الشأن، فتجنبي لهجة الأستاذية والتقويم الصريح، ولا يغيب عن ذهنك أن زوجك هو ربّان السفينة وقائدها والقيّم عليها، مهما كانت مهارتكِ كأم ومربية من الطراز الأول!!

4- اتركي النقد الهدّام فما كان في علاقة إلا وأفسدها، ولكن أثني على مزاياه وجهوده، فإذا علم زوجكِ أنك تقدرين جهده في التغيير لن يرفضه ولن يتشبث برأيه الذي ربما يعرف بينه وبين نفسه أنه خطأ.

5- إذا أردتِ التغيير فلا تحاولي أن تقيمي الحجة على زوجكِ، ولا تسمحي للكبر والعناد أن يأخذ طريقه إليه، ساعديه على أن يبين الحق بنفسه وينطق به.

6- تذكرّي هذه المعادلة: الحب + حسن الظن + الثناء = تغيير جزئي لمن نحب.

7- لا تيأسي من محاولة التفاهم معه على التعاون المشترك من أجل مصلحة الأولاد.

8- ساعديه ليحلم بهم ويتخيلهم في الغد، أبرزي له أن الأبناء الصالحين هم التجارة الرابحة وأننا إن تعبنا في تربيتهم اليوم فسوف نجني ثماراً طيبة من برّهم لنا في الغد القريب، وحتى إن وافانا الأجل فسننعم بدعائهم لنا.

9- وفرّي لزوجك جوّاً هادئاً، ولبّى احتياجاته؛ ليجالس الأبناء وهو مرتاح وهم مرتاحون ومرتبون، وحدثيه عن حبهم له وسؤالهم عنه طوال فترة عمله.

10- لا تجعلي الأبناء مادة شجار بينكما أبداً، ولا تكثري الشكاية منهم أثناء فترات استرخاء زوجكِ وراحته.

11- عندما تنجح محاولاتكِ في ارتباطه بالأولاد، حاولي بهدوء إشراكه في تربيتهم، والأخذ برأيه في أمورهم.

16- حاولي ترغيبه في قراءة الكتب التربوية، بإظهار إعجابك بها واستفادتك منها، أو رشحي له مقتطفات من هنا وهناك أعجبتك ليقرأها، وكذلك افتحي معه نقاشاً حول ما تقرئين من كتابات حول تربية الأبناء، فربما تثير هذه المناقشات فضوله المعرفي، وتدفعه للمطالعات التربوية.

2021/11/10

لكي يصفو العيش.. 3 ضوابط لأسرة سعيدة

تعتمد إدارة الأسرة على رجل يمتلك صفات حسنة، وكلما كانت هذه السمات في أفضل حال كانت سيطرته في الأسرة أكثر، ويسير بالأسرة نحو السعادة والفلاح، ولا ينبغي له أن تكون نوع أدارته هي السيطرة والهيمنة، بل يجب أن يتعامل مع الأسرة بانفتاح وبتواضع أكبر.

[اشترك]

عندما نراجع كلام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآلة أهل بيته عليهم السلام نرى بأنهم يتعاطفون مع المرأة في كثير من الأحيان، ويثمنون مكانتها، ويشيدون بمقامها، ولكي تكون العلاقة الزوجية في حالتها المطلوبة وتساعد كل من الزوج والزوجة في تحسين علاقتهما مع بعضهما وضعوا ضوابطا يجب على كل من الزوجين مراعاتها حتى يصفو عيشهما، ومن هذه الضوابط نشير إلى أمور ثلاثة يستغني بها الزوج عن أمور كثيرة، كما جاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام: « إنَّ المَرءَ یَحتاجُ في مَنزِلِهِ وعِیالِهِ إِلى ثَلاثِ خِصالٍ یَتَكلَّفُها، وَإن لَم یَكن في طَبعِهِ ذلِك: مُعاشَرَةٌ جميلة، وسَعَةٌ بتقدير، وَغَیرَةٌ بِتَحَصُّنٍ».

المُعاشرة الجميلة

فهي تنمي المودة داخل البيت، بل لا بد للزوج منها، فيتجلى بالاحترام والرحمة والإكرام، فالزوجة عون للزوج على طاعة الله بما تحصن من فرجه، وما ترعى من ولده، واعتبر الإمام زين العابدين عليه السلام إكرام الزوجة والرفق بها ورحمتها من حقوقها الواجب أداؤها من قبل الزوج، فقال في رسالة الحقوق: «وحق الزوجة أن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكناً وأنساً، وتعلم أن ذلك نعمة من الله تعالى عليك، فتكرمها وترفق بها، فإن لها عليك أن ترحمها». وقد ترحَّم الإمام الصادق عليه السلام على الزوج الذي يحسن فيما بينه وبين زوجته.

التوسعة على العيال

شحّ الرجل على أهله مما تبغضه المرأة ويكون فاصلًا بين لقاء قلبها مع قلب الزوج، هذا الشحّ كأنه لا يبقى عند حدّه المعروف، وإنما يُشعر بعدم التقدير، وعدم المودّة، وعدم الاعتزاز، وهذا ما تبغضه المرأة والأسرة في دارها.

واستحباب التوسعة على العيال من الأخلاق الحميدة والممدوحة في الإسلام، ورغّب بها الإسلام الزوج في توسيع على عياله ما لم يصل حد الإسراف، وهذه يعني أن يكون الرجل كريماً جواداً في نفقته العائلية، ويهتم بحاجات أهله، كما جاء في الخبر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآلة: عن النبي: «إنّ المؤمن يأخذ بأدب اللّه، إذا وسّع عليه اتّسع، وإذا أمسك عليه أمسك».

الغيرة بتحصين

تعتبر الغيرة من الفضائل الأخلاقية التي تحظى بأهمية بالغة في الثقافة الإسلامية، فهي التي تدفع الإنسان للدفاع عن العرض والناموس، والدين والمذهب، والمال والوطن.. وغيره.

فإنّ الإسلام ينمي في الرجل خصلة الغيرة إذا كانت على عرضه وسمعة عائلته وكرامتها، فيقول أمير المؤمنين عليه السلام: «غيرة الرجل إيمان»، ومع ذلك فإنه يحثه على تجنب الغيرة في غير موضعها، لأنها قد تؤدي بالرجل إلى الإعجاب والكبر وغيرهما من الخصال الذميمة، فيقول في هذا الأمر أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الامام الحسن عليه السلام: «وإياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإنَّ ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السقم».

رافد للتنمية

2021/11/09

نزاعات زوجية.. تعني: براءة محطّمة!

الأب والنزاع مع الزوجة

كتب د. علي القائمي:

لا بد أن تقوم وظيفة الأب في تربية الولد وحمايته وبنائه وتنمية أبعاده الوجودية على التفاهم والاتزان والتقويم من أجل أن يتحقق أمن الأسرة واستقرارها لكي يمكن الوصول إلى تربية مناسبة، وإن الأب هو المسؤول عن توفير هذه الأجواء والإمكانات المطلوبة لأسرته وأهل بيته .

[اشترك]

فما أكثر الأمور التي تحصل في محيط الأسرة فتعرض أمنها واستقرارها إلى الخطر وتؤدي بها إلى الاضطراب، ولو أدرك الآباء نتائج هذه الاضطرابات لامتنعوا حتما عن أساليبه الخاطئة، إلا أن يكونوا من الذين لا يشعرون بمسؤولياتهم ولا يهمهم صلاح أولادهم وخيرهم.

الإفراط في النزاعات

قد يكون مستحيلا أن نقول بأنه لا تحدث أية مشكلة في الأسرة وخاصة في تلك المجتمعات التي لا يقوم فيها الزواج على ركائز صحيحة بل يتدخل فيها الإكراه والمصلحة، فلا بد أن يحصل الجدال ۔ قليله أو كثيره في محيط الأسرة ولكن باختلاف واحد وهو أنه سيكون سبباً إلى المزيد من التوافق في الأسر المسلمة والملتزمة بينما نراه يكون سببا للحقد وتصفية الحسابات التي لها امتدادات خارج البيت غالبا في الأسر الأخرى.

فلا بأس من الجدال لو كان ضمن الحدود المتعارف عليها، غير أن الخطر يبرز عندما يؤدي إلى حدوث نزاعات وترديد كلمات الفحش والضرب، وفي هذه الحالة كيف سينظر الطفل إلى والديه؟

كيف يمكن للمرأة التي تعرضت للضرب من زوجها وأمام طفلها أن تكون أماً له؟ أو كيف يمكن لذلك الأب الذي تعرض للإهانة والاحتقار من زوجته أمام طفله أن يكون أباً له؟

ألا يعتبر هذا واحداً من العوامل التي تؤدي بالطفل إلى أن يكون لا يبالي  فيمارس سلوكا سيئاً؟

الإسلام والمداراة

يخطئ بعض الآباء عندما يجعلون من محيط الأسرة ساحة للمبارزة فيقف فيها الطرفان وجها لوجه، ولا يمكن للحياة أن تقوم إلا على أساس الصفح والمداراة والاحترام وضبط النفس من أجل أن تتحقق سعادة الأولاد. فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله: "عيال الرجل أسراؤه، وأحب العباد إلى الله عز وجل أحسنهم صنيعة إلى أسرائه".

ونقل عن الإمام الصادق (ع) قوله: «اتقوا الله في الضعيفين المملوك والمرأة».

تأثير النزاع على الزوجين

إن النزاع بين الزوجين يؤثر عليهما أيضا، فقد يحقق الأب هدفه ظاهرياً من خلال النزاع مع زوجته أو ينفس عن قلقه وآلامه، لكن الحقيقة أن هذا العمل يضره .

فالاختلاف والنزاع بين الزوجين يهدد العلاقة الحميمة بينهما ويجرّها إلى الخطر، وإن البيت سيتحول والحال هذه إلى بؤرة للمشاكل فلن يكون مرغوباً به وسوف ينشا أفراده عصاة ولا أباليين.

لا بد أن تقوم العلاقة بين الزوجين على الحب والتفاهم والاحترام المتبادل بينهما وبين أولادهما لكي ينشأ الأولاد مطيعين سويين في سلوكهم، أما النزاعات فإنها تجعل الحياة مظلمة وكذلك بالنسبة للأولاد، إذ ستفقد الزوجة ثقتها بزوجها وتسوء العلاقة بينهما.

عقوبة إلحاق الأذى

لا يمكن التغاضي عن ذريعة إلحاق الأذى بالزوجة، فمن حق المرأة أولا أن تكون محترمة، وإن الرجل الذي لا يبالي بذلك فقد عصى خالقه، ولا بد أن ينال عقابه المناسب.

جاء عن رسول الله (ص) قوله: «من اتخذ زوجة فليكرمها»، وقال أيضا: "فإن الله ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان"

نعم، فقد تكون المرأة ضعيفة، وإن الرجل قادر على إلحاق الأذى بها بسبب قوته، ولكن عليه أن لا ينسى بأن الخالق جل وعلا يقف له بالمرصاد، وإنه جلت قدرته هو المدافع عن الضعفاء، ويصدق هذا الكلام بشأن الطفل أيضا لعدم امتلاكه قدرة الدفاع عن نفسه.

تأثيرات ذلك على الأولاد

للنزاع بين الوالدين أعراض خطيرة تؤثر على الأولاد ولا يمكن لنا أن نشير إلى جميعها لكننا سنذكر فيما يلي بعضها:

1ـ اختلال عملية الانضباط: عندما يحصل النزاع بين الوالدين فإنه يؤثر على انضباط الأطفال وعدم اكتراثهم بأوامر الوالدين، وتعتبر هذه إساءة كبيرة للزوجين.

وثمة خطر آخر يهدد الأسرة أيضا ألا وهو انقسامها إلى معسكرين أو صفين حيث سيتبنى كل طفل موقفة معينة فيكون إلى جانب أمه أو أبيه، ويدافع عنه. وهذا ليس في صالح أي من الوالدين .

2ـ إساءة الظن بالوالدين: قد يكون أحد الوالدين محقا في هذا النزاع ولديه أدلة قوية وكثيرة، إلا أن الطفل يحمل تصورة مختلفة عن هذا الموضوع.

إنه ينظر نظرة خاصة تقوم على إدراكه وتفكيره فيدين مثلا طرفاً معيناً.

وقد يلجأ الأب للإساءة إلى الأم ويحاول إقناع الطفل بأنه على حق في ذلك النزاع، لكن هذا لا يعني أن الطفل سيقبل بوجهة نظر أبيه رغم سكوته الظاهري، بل سيعتبر الأب مذنبا فيسيء الظن به بمجرد أن يشاهد بكاء أمه وتوددها إليه.

3ـ توقف عملية النمو: أشارت بعض الدراسات في المجتمعات الغربية أن نزاع الوالدين في محيط الأسرة يؤدي إلى توقف عملية نمو الطفل وظهور مشاكل جدية في هذا المجال.

وقد تقل شهية الطفل للطعام أو يحصل تباطؤ في عملية الهضم بسبب حدوث خلل في إفرازات بعض الغدد، وهذا كله بسبب شعور الطفل بالغم والحزن.

ويؤدي نزاع الوالدين أيضا في حال مرض الطفل إلى تباطؤ عملية شفائه واستعادته لصحته وسلامته، أو قد يؤدي إلى مضاعفة المرض بسبب ازدياد غمه .

4ـ السلوك الاجتماعي المنحرف : يؤدي نزاع الوالدين وعدم توافقهما، بل وحتى سلوكهما غير متزن وكلامهما غير منسجم إلى تمهيد الأجواء لأن يسلك الطفل سلوكا اجتماعياً منحرفاً فيلجأ إلى الجريمة مثلا، ويمكن أن تشاهدوا آثار ذلك في سلوك الطفل وعمله.

فالجحيم الذي يؤججه بعض الآباء لأولادهم في الأسرة يكون سببا للعديد من حالات الاضطراب التي تؤثر بشدة على حياة الأفراد الحالية والمستقبلية، وعندنا نماذج كثيرة لجأ فيها الأولاد إلى الفساد والانحراف والإجرام.

5ـ  تحطيم المعنويات: وأخيرا، يؤدي النزاع إلى تحطيم معنويات الأولاد ويجذر في نفوسهم حالات القلق والاضطراب، فما أكثر الأولاد الذين يشعرون بالقلق بسبب ذلك، أو أنهم يشعرون بالألم جزاء نزاع الوالدين .

وسبب شعورهم بالقلق هو إحساسهم بأن أمنهم في خطر، ويتوقعون بأن عواقب سيئة تنتظرهم، أما سبب شعورهم بالإثم فهو خوفهم من أن تكون أخطاؤهم هي السبب في ظهور هذه الحوادث.

إذ سيتعرض نموه الجسمي للخطر وتضعف معنویات  ذلك الطفل الذي يشاهد باستمرار حدوث نزاع بين والديه، ويرتجف دائما بسبب خوفه، وأنه سيكون قاصراً عن التعامل مع شؤون الحياة المختلفة مما يزيد الطين بلة.

وأخيرا:

فإن السلوك الخاطئ للوالدين واضطراب الأسرة، وضعف الأواصر بين الزوجين يدفع الطفل إلى الشعور بفقدان الأمن، وينظر إلى الحياة نظرة متشائمة، ويتصف الأطفال الذين ينمون ويترعرعون في ظل هذه الأسر بالهزال، واصفرار البشرة وانهيار المعنويات والإصابة بتخلف دراسي، والتخلف بسلوك سيء في التعامل مع الآخرين.

وإنهم لا يشعرون بالحيوية أبدا، ولا ينامون نومة مريحة، وتنعدم رغبتهم في الكلام، بل سيصابون بتأخر في النطق لمن هم دون الثالثة من العمر كما أشارت إلى ذلك التجارب العلمية .


المصدر: كتاب دور الأب في التربية

2021/11/08

أنا في ورطة: ولدي يشاهد الأفلام ’الإباحية’.. كيف أتصرف؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

صُعق أب عندما وجد ابنه ذي الأعوام الستة يشاهد مقاطع إباحية ظهرت له ضمن الفيديوهات المقترحة بشكل تلقائي على يوتيوب.

[اشترك]

موقف آخر تحكيه إحدى الأمهات في مجموعة على فيسبوك، عندما دخلت مصادفة غرفة ابنها المراهق، فوجدته في حالة يرثى لها، وهو يشاهد مقطعا غير لائق على حاسوبه، فلم تملك نفسها من الغضب، يطرح آباء وأمهات هذا السؤال مرارا وتكرارا في مواقع التواصل، يبحثون عن أدوات يحصنون بها أبناءهم من مخاطر الإنترنت.

تتباين ردود أفعال الوالدين عند اكتشاف إساءة استخدام أبنائهم للأجهزة “الذكية” التي وفروها لهم من أجل الترفيه والتعلم.. فما هو رد الفعل التربوي الأمثل؟

الفراغ الكبير

في البداية تشير الباحثة هدى حمدان عضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس إلى الأسباب التي تدفع الأطفال والمراهقين إلى مشاهدة المحتوى الإباحي، أهمها: عدم تفرغ الوالدين وغيابهم عن أبنائهم، والفراغ لدى الأبناء وعدم انخراطهم في أنشطة رياضية أو علمية أو هوايات تستوعبهم، وترك الأطفال أمام الأجهزة دون رقابة، وأخيرا التأثير السلبي للأصدقاء.

وتوضح الباحثة الأضرار النفسية والجسدية لمشاهدة الطفل والمراهق للمواد الإباحية قائلة “تعرض الطفل لهذا المحتوى يضر بنمو وتطور الفص الأيمن من الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن الإبداع والخيال والوعي والبصيرة، كما يرتبط بانخفاض النشاط في الفص الأيسر للدماغ، وهو المسؤول عن المنطق والفكر والتحليل واللغة والعلوم والرياضيات، إضافة إلى ارتباطه بانخفاض التواصل مع قشرة الدماغ الأمامية”.

وتضيف “المحتوى الإباحي يؤثر على الصحة العقلية للطفل، ويضعف من قدرته على الارتباط بمحيطه، ويؤدي به إلى الانطواء والعزلة الاجتماعية، وظهور أعراض الاكتئاب عند المراهقين”.

وقد تتأثر الحياة الجنسية في الكبر بما شاهده الأطفال في صغرهم من محتوى غير مناسب لأعمارهم، ولا يستطيعون إدراكه.
وتشير هدى حمدان إلى تأثير تعرض الأطفال في سن صغيرة للمحتوى غير اللائق على إقبالهم على تعاطي المخدرات والكحول والخوض في تجارب جنسية عديدة في الكبر، أو ما يعرف باضطراب العلاقات الحميمية.

الرقابة الحقيقية

تؤكد الخبيرة التربوية نادية الدبشة أن التربية السليمة ترتكز على وجود قناعة لدى الأبناء بأن الرقابة الحقيقة تكمن في الرقابة الذاتية، وينبغي على الوالدين منح الأبناء الثقة “غير المطلقة” وإعطائهم مساحة لتصفح الإنترنت وعدم منعهم تماما، وفق مساحات حوارية للاتفاق على عدد ساعات الاستخدام وآدابه، وتنبيهم إلى أهمية الدخول إلى مواقع بناءة، ومخاطر دخول المواقع الإباحية.

وتنصح نادية الدبشة الآباء بالتحدث إلى أبنائهم، وتوضيح مخاطر المواقع الإباحية، وتحمل أسئلتهم في هذه المساحة الشائكة، وتقريب المشهد إليهم بحسب مستوى العمر، وتشغيل بعض برامج المراقبة والمتابعة، كي ينتبه ولي الأمر إلى سلوكيات أبنائهم مبكرا.

وتبين ريما محسن – باحثة تربوية ومهتمة بقضايا التحفيز الذاتي- ضرورة إقرار أولياء الأمور بأنهم لم تعد لديهم سيطرة حقيقية على الإنترنت، وما يطلع عليه الأبناء، فقبل سنوات كانت الأمور أسهل إذ كان الأمر مقتصرًا على جهاز الحاسوب العادي الذي تتشاركه الأسرة، وغالبًا ما يحرص الوالدان المهتمان على وجوده في مكان مشترك كغرفة الجلوس مثلا، وبالتالي يشعر الأبناء بالمراقبة الدائمة أو لربما الخجل من الوصول إلى المواقع ذات المحتويات الإباحية، أما الآن، فإن الهواتف الذكية خلقت تحديا جديدا أمام أولياء الأمور لأنها أصبحت في متناول الجميع.

وتضيف “التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم كأولياء أمور، لم يعد مقتصرًا على وضع القوانين في البيت ومراقبة تطبيقها واتباعها أم لا.. إنما هو قدرتنا على المحافظة على الحوار والتواصل الدائم اليومي مع الأبناء حول حياتهم وأنشطتهم اليومية سواء داخل البيت أم خارجه، في الأمور البسيطة العادية قبل الأمور الكبيرة”.

رد فعل الوالدين

ولكن.. ماذا إذا اكتشف أحد الأبوين وقوع ابنه في المحظور؟ وما رد الفعل التربوي المناسب؟

تلفت ريما محسن إلى نقطة هامة في تعامل ولي الأمر مع الخطأ، فأحيانا تكون ردة فعله ناتجة عن مشاعر الخوف والحرص على الأبناء، لكن في أوقات أخرى يتمحور ولي الأمر حول ذاته، ويغضب لنفسه وليس خوفا على ابنه، ويكون تركيزه على صورته الذاتية ومكانته في المجتمع وكيف ستتأثر بسلوك الابن، ويكون رد الفعل عنيفا جدا وغير منطقي بالنسبة للابن، وغير مفيد في النهاية.

وتحذر الخبيرة التربوية نادية الدبشة الآباء من معايرة الابن وتكرار تذكيره بما فعل، وتضيف “في حالة اكتشاف وقوع هذا الأمر.. فيجب التسليم بأن ما حدث قد حدث، والحل ليس بالضرب، ولكن باحتضان الابن والمراهق، والإقرار بأن كل إنسان يخطئ، ومهم أن يشعر الابن بقرب الأب والأم أكثر، ويجب محاولة علاج هذا الخطأ من خلال توضيح علمي للمعلومات التي شاهدها بشكل مبسط (...) والأهم إشغال وقت الابن بشيء مفيد ورياضة وصحبة صالحة حتى لا يظل منشغلا بما رأى، وهذا يساعد الابن على طوي الصفحة”.

العنف ليس علاجا تربويا

وتوضح ريما محسن أن اللجوء للعنف ومصادرة الهاتف ليس العقاب المناسب؛ فبعد أيام سوف تهدأ مشاعر ولي الأمر، ويعتقد أن ابنه لن يعود إلى فعلته، وبالطبع تسيطر عليه فكرة ضرورة وجود هاتف مع الابن لغايات التواصل في الحياة اليومية، ومن ثم يحصل الابن على هاتفه من جديد، وهكذا يدور الأمر في حلقة مفرغة، ودورة عقاب مؤقت لا طائل منه.

وتوصي هدى ولي الأمر بأن يتفهم الطبيعة الفضولية لدى الطفل، وفي حال اكتشف أن ابنه يدخل إلى هذه المواقع عمدا أو صدفة، فإن عليه فتح الحوار الآمن الذي يجعله يتواصل ويتعلم بدون الإحساس بالحرج والخزي، ويشرح له خطورة هذه المواقع وعدم واقعيتها لأنها عبارة عن مشاهد يقوم بتمثيلها ممثلون مقابل المال.  

وتطرح ريما السؤال الصعب: هل سيتقبل الابن الاستماع لوالديه والأخذ بآرائهم، حتى وإن تظاهر بالاستماع لهم.. فهل هناك منطق مشترك بينه وبينهم في الحوار يحفزه على السماع والاقتناع بما يقولون ومن ثم تغيير السلوك؟!

وتضيف “هذا هو التحدي الأكبر.. عندما تكون قنوات الحوار مفتوحة أصلا مع الأبناء في كل يوم وعن كل شيء، فإن المهمة تصبح أسهل بكثير.. لكن عندما ينقطع التواصل في البيت، ويقتصر على إعطاء الأوامر وسن القوانين فقط يصبح من الصعب جدا تقبل الأبناء للحوار مع والديهم، وبخاصة في الأمور الحساسة المرتبطة بإشباع مشاعر معينة داخل نفوسهم”.

الجزيرة

2021/11/06

انشغال الأم بـ’الموبايل’ يعرض أطفالها للخطر!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت سالي حسن:

الاستخدام الخاطئ للهواتف الذكية أصبح يشكل خطراً على حياة الأسرة ـ كبارها وصغارها ـ فارتبط استخدامه بحوادث الحروق والغرق، والكثير منها بسبب إهمال الأهل نتيجة الغفلة التي تنتج عن استخدام مثل هذه الأجهزة والتركيز التام بها.

[اشترك]

والظاهرة تفشت في كثير من الدول حيث حذرت وزارة الداخلية الفرنسية من زيادة حوادث غرق الأطفال التي بلغت 96% في خلال السنوات الثلاث الماضية وأرجعت السبب لانشغال الأهالي بالهواتف الذكية عن مراقبة اطفالهم.

وتحذر د. هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع وخبير الاستشارات الأسرية من خطر جديد نتيجة سوء استخدامنا للهواتف الذكية في المكان والزمان الخطأين أيضا، فإجازة الصيف هي فرصة كبيرة للأهل لتوطيد علاقتهم مع الأبناء وممارسة الأنشطة سويا، لخلق جو من الحب والمودة فيما بينهم، كما يتشاركون في المتعة فإن الأم والأب أيضا يتشاركان أيضاً في المسؤوليات من خلال مراقبة لصيقة للأبناء خاصة في السنوات الأولى من عمرهم، فهناك مخاطر جسيمة قد تحدث نتيجة انشغال الأهل بهذا الجهاز الذى أصبح دخيلا على مجتمعاتنا وأصبح سببا في هدم العلاقات الأسرية بشكل كبير. لذلك أنصح كل أم وأب أن يوفروا لأولادهم الحب والرعاية والاهتمام والتركيز أيضا، فهم أولى بكل وقت يزاحمهم فيه مطالعة الهاتف، كما أن من دورهم أيضا المحافظة على أطفالهم أسوياء النفس والبدن.

أما د. نهال حفني مساعد الأمين العام للبرامج والمشاريع بالهلال الأحمر المصري سابقا فتقول إن انشغال الأهل باستخدام الهواتف الذكية له تأثير سلبى على الأطفال، سواء من الناحية النفسية والتربوية أو من ناحية سلامة الأطفال وأمنهم.

فعلى سبيل المثال: تشير الدراسات الغربية أن حوالى 50% من الآباء والأمهات يتحدثون في الهاتف أثناء القيادة مع وجود الأبناء بالسيارة مما يزيد من احتمال تعرضهم للحوادث، حيث تمثل الحوادث الناجمة عن تشتت الانتباه بسبب الهواتف الذكية نحو 25% من إجمالي الحوادث، كما يؤثر استعمالها على سرعة الاستجابة، حيث تشير الدراسات إلى انخفاض سرعة الاستجابة بنسبة 37% عند استعمال الهاتف المحمول خلال القيادة.

وتضيف: يعد الغرق من أهم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال حيث ثوان قليلة فقط تفصل بين الطفل والغرق إذا ترك بدون ملاحظة وغمرته المياه، مما دفع بعض الدول كألمانيا إلى إطلاق تحذيرات للأهل بعدم استخدام الهاتف المحمول أثناء وجود أبنائهم بالمياه بعدما سجلت عدة حالات وفاة غرق لأطفال بسبب عدم انتباه الأهل لانشغالهم بالهواتف المحمولة. واوضحت ان الكثيرين يعتقدون أنهم يتحكمون في الوقت الذى يستغرقونه أمام شاشات هواتفهم الذكية، إلا أن الإحصاءات تشير أنه على سبيل المثال يستغرق الفرد 5 دقائق فى المتوسط مع كل مرة يفتح فيها صفحة الفيس بوك.

الأهرام المصرية

2021/11/06

أجداد يتدخلون في تربية الأحفاد.. هل يصلحون لتربية هذا الجيل؟!

يعد منزل الأجداد الملاذ الآمن للأبناء بالنسبة إلى الآباء والأمهات العاملين في جميع الأوقات، ويعتبر بديل للحضانات، التي تواجه عزوفا من قبل الأسر، بسبب خوفها على سلامة أبنائها، ولكن يمكن أن يؤدي تدخل الأجداد في تربية الأحفاد إلى خلافات قد تؤثر على العلاقات الأسرية سلبا، وقد تحرم الأجداد من رؤية الأحفاد.

[اشترك]

فالأحفاد يحتلون مكانة مميزة لدى أجدادهم لدرجة قد تدفعهم للتدخل في شؤونهم وفي أدق تفاصيل تربيتهم، مما يجعل بعض الآباء والأمهات يرفضون هذا الدور من الأجداد والجدات بحجة إفساد الأبناء بالتدخل السلبي في طريقة تربيتهم لأبنائهم.

ترى الجدة غالينا طه أن العلاقة بين الجد والحفيد لا تخلو من بعض التوترات المتمثلة باختلاف الفكر والزمن والعمر وكذلك صراع الأجيال والطباع، لكنها عرفت كيف يمكن التعامل معهم والحد من الصراعات والتشنجات قدر الإمكان، وغالبا ما تتعلق النزاعات بالانضباط والوجبات التي يتناولها الأطفال، والوقت الذي يقضونه أمام التلفاز والشاشات، هذا بالإضافة إلى وجود موضوعات شائكة أخرى مثل الآداب والسلامة والصحة ووقت النوم.

وبنظر طه، فأطفال اليوم لا يعجبهم العجب ويختلفون كثيرا، لكنها لا تحاول التدخل في التربية، ولا تعتمد التوبيخ أو العقاب، لأنهم بالنسبة لها أغلى من الأولاد.

توضح طه بأن عليها الوعي والصبر واتخاذ القرارات الصائبة، فالجدة تكون صبورة وتمنح الحفيد الوقت لإنجاز عمل ما، ونادرا ما تغضب إذا ما تأخر، لأن الجد أو الجدة، حسب قولها، أقل تطلبا من الوالدين المشغولين وأكثر استرخاء.

الأجداد أكثر صبرا

أما الطبيبة الشابة كاترين طه (ابنة غالينا طه)، فتعتبر بأن مشاركة والدها ووالدتها في تربية أبنائها تجعلها تشعر بالأمان، وأن لديها مرجعا دائما في حال مقابلة المواقف المختلفة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصائب تجاهها، لذلك تلجأ لوالديها لاستشارتهم، فهي متأكدة بأنهما سيفيدانها بالقرار الصحيح، لأن مصلحة أبنائها بالنسبة لهما في المقام الأول، وإذا وجد اختلاف في وجهات النظر تعمل جاهدة على تقريب الأفكار، وهي على علم أن تدخل الأجداد ما هو إلا فطرة وحب زائد لها ولأولادها، كما أن الأجداد يتحلون بمزيد من الصبر، لأن الآباء يكونون في حالة الضغط المستمر في العمل من أجل توفير الحياة الكريمة لأبنائهم.

اختلاف الجيل

بالنسبة لربة المنزل دانييلا الأحمر وهي أم لولدين، فلها رأي مغاير، مشيرة إلى أن أجداد أولادها يتدخلون في تربيتها لأولادها، ويشكل مضايقات لدرجة تمرد الأولاد على الجدين، لأنهما كانا صارمين للغاية معهما مما أنتج مشاكل بين الطرفين، فالتوبيخ الدائم لأفعال الأولاد خلق أزمة نفسية لديهم، ولم يتقبلوا تطبيق قوانينهما عليهم.

وتنهي الأحمر قولها بأن زمن الأجداد مختلف عن زمن الأبناء، وأن الأجداد لا يصلحون لتربية هذا الجيل، فتطلعات الأب والأم والأبناء مختلفة عن الأجداد.

رأي متخصص

تقول الاستشارية في علم النفس التربوي (دينا شوقي) بأن الأجداد لهم دور خاص في حياة العديد من الأطفال، ويمكن أن يكونوا سندا مهما للآباء من خلال الدعم والتوجيه ورعاية الأطفال، لكن يمكن أن تكون لديهم أفكار مختلفة حول أفضل السبل لتربية الطفل، وهذا يمكن أن يسبب التوتر بين العائلات.

وتوضح إذا كانت اختيارات الأجداد تتعارض مع اختيارات الآباء أو يتدخلون فيها، فيمكن أن يشكل ذلك ضغطا خطيرا على العلاقة، وشددت نتائج الدراسات على ضرورة سعي الأجداد جاهدين لفهم مطالب الوالدين والامتثال لها، ليكونوا أكثر انسجاما مع خياراتهما، ليس فقط لدعمهما في المهمة الصعبة المتمثلة في تربية الأطفال، ولكن من أجل تجنب تصعيد النزاع إلى الحد، الذي يجعلهم يخاطرون بفقدان إضاعة الوقت مع الأحفاد، ومن ناحية أخرى، تقدم شوقي بعض النصائح لتفادي الصراع بين الآباء والأجداد والأحفاد.

تجنب الخلافات

يجب نقل كل الصراعات إلى تحت الطاولة، حيث لا يجب أن يشهد الأطفال صراع الام والجدة، ولا صراع الأب مع الجد، لذلك يجب أن تكون كل النقاشات أو المشاجرات خلف الكواليس، لأن مشاهدة وسماع الأطفال لهذه الشجارات تقلل من هيبة الأهل في نظرهم، وتضعف احترامهم للجدين.

ويحتاج التعامل مع كبار السن إلى قدر كبير من سعة الصدر والهدوء، هذا الهدوء سينعكس على حياة الأسرة كلها، كما أن هناك حاجات صحية ونفسية لكبار السن يجب مراعاتها والتعامل معها بإخلاص لما قدمه العجوزان لأبنائهم، على الأقل لنقل هذا الإخلاص إلى الأبناء.

ومحاولة دمج الجد والجدة في العصر الحديث أمر يخفف التوتر الناتج عن صراع الأجيال، هناك الكثير من الأجداد والجدات يستعملون الوتساب والفيسبوك إن كانوا يراقبون تحركات الأحفاد أحيانا، لكن هذا الاطلاع على العصر الحديث، يساهم في انتزاع فتيل الخلاف بين ثلاثة أجيال تعيش في بيئة مشتركة.

وينبغي محاولة إقناع الجدين باستمرار بضرورة خلق توازن في محبتهم للأحفاد، وقوموا بشرح الآثار السلبية لإهمال حفيد دون غيره.

ولا بد أن تحاول الأم الاستفادة من الجدة أو الجد الموجود في البيت في رعاية الأطفال، لأنهما أكثر حرصا عليهم من المربيات، وسوف يتعلمون منهم أصول دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم الحسن على العكس من تركهم مع المربية.

الجزيرة

2021/11/04

التنمّر المدرسيّ.. كيف نحاربه؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت: إيمان بادي

تعمل المؤسّسات التربويّة على تحقيق أهداف مُختلفة، منها تنمية شخصيّة الطالب وصقلها من نواحٍ اجتماعيّة ونفسيّة، ولكن انتشار بعض الظواهر السلبيّة في مؤسّساتنا اليوم يحول دون تحقيق هذه الأهداف.

[اشترك]

 لعلّ أهم هذه الظواهر وأحدثها وأكثرها انتشارًا ظاهرة التنمُّر. ما المقصود بظاهرة التنمُّر؟ وماهي أنواعه؟ وكيف نحارب هذه الظاهرة؟ سأجيب عن هذه الأسئلة في هذه التدوينة من منطق تجربتي الشخصيّة ورأيي.

يعتبر التنمُّر المدرسيّ سلوكًا عدوانيًّا غير مرغوب بهِ بين تلاميذ المؤسّسات التربويّة، إذ يدلُّ على اختلالٍ في الطاقة لدى الشخص المتنمّر، لسلوكه المُتمثّل بالهجوم على الآخرين لفظيًّا أو جسديًّا، ويعتبر من أسوأ الأساليب العدوانيّة.

ظهرت خلال الفترة الأخيرة، عالميًّا، بعض النتائج السلبيّة للتنمُّر وأثره على نفسيّة التلاميذ. وقد بدأ التحذير منه، خلال الفترات الأخيرة، لما له من تأثير سلبيّ على التلاميذ خاصّةً في مرحلة التعليم الابتدائيّ.

والتنمُّر صنفان:

1ـ التنمُّر المباشر: وهو العدوان الذي يتعرّض له التلميذ مباشرة من قبل الآخرين، كالضرب والدفع والخدوش، وغيرها من الأشكال المُباشرة الظاهرة على التلميذ الذي تعرَّض للتنمّر.

2ـ التنمُّر غير المباشر: وهذا القسم من التنمُّر يتضمّن كلّ الأفعال غير المباشرة الواقعة على التلميذ المُعتدي عليه، مثل التهديد والتخويف، أو نشر الشائعات الكاذبة، أو نقد التلميذ وتمييزه بصفاتٍ غير محمودة، سواء من ناحية اللون أو العرق أو الدين.

  وسألخّص مظاهر التنمُّر فيما يلي:

1- تخويف الآخرين بأي شكلٍ من أشكال التخويف.

2- استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى هدفٍ شخصيّ أو معلومات.

3- فرض السيطرة على الآخرين بغيرِ وجه حقّ.

4- إلحاق الأذى والإساءة بالآخرين، بأيّ شكل من الأشكال.

5- نشر الشائعات الكاذبة حول الآخرين بأيّ طريقة كانت سواء عبر الإنترنت أو في المدرسة.

كلُّ هذه الأشكال تؤثّر سلبًا على التلميذ المتنمّر عليه، حيث:

1-  يبدي التلميذ خوفًا شديدًا من الذهاب إلى المدرسة، وهذه من أكثر العلامات التي تظهر على التلميذ الذي تعرَّض للتنمُّر، وخاصّة إن كان صغير السِّن، فيبدأ في اختلاق الأعذار للتغيُّب عن المدرسة.

2- يضعف تركيزه ويتدنّى مستواه الدراسيّ، وبالتالي يحصل على علامات وتقديرات دراسيّة ضعيفة.

3-  يبدأ التلميذ في أخذ سلوك انعزالي بعيدًا عن الأصدقاء وزملائه في المدرسة وحتى عن أهله في البيت، ويفضّل الانفراد بنفسه والانعزال التامّ عمّن حوله.

4- يبدأ التلميذ في فقدان الثقة بنفسه؛ يَفقد الثقة في القيام بأي عمل أو مجهود أو حتى في اجتياز السنة الدراسيّة. كما تظهر عليه علامات الكآبة، حتى تصل إلى امتناعه الخروج من المنزل، ويفضّل المكوث في المنزل لفترات طويلة، حتى لا يختلط بأحد ممّن حوله.

كيف تعرف أن ابنك يتعرّض للتنمّر؟

باعتقادي، يمكنُ للأهل معرفة فيما إذا كان ابنهم قد تعرّض للتنمر من خلال ملاحظة ما يلي:

1- أن يعود إلى البيت وقد نقص المال منه بشكلٍ يدلُّ على تعرّضه للتنمّر، والهجوم عليه من قبل آخرين.

2- أن يعود إلى المنزل بملابس ممزّقة أو فقدت منه أدواته المدرسيّة، أو كتبه المدرسيّة.

3- أن يعود من المدرسة وقد أُصيب بكدمات، أو إصابات متكرّرة في جسمه أو وجهه، ويتكرّر هذا الحدث.

4- أن يصبح الطفل كثيرَ العزلة مُحبًّا للانطواء.

كيف نقضي على حالات التنمُّر المدرسيّ؟

هُنا، أسرد بعض الاستراتيجيّات التي أعتبرها ناجحة للقضاء على حالة التنمُّر، أو على الأقلّ الحدّ من هذه الظاهرة:

1-  استراتيجيّات أُسريّة

2- تعزيز ثقة الطفل في نفسه سواء من طرف ولي الأمر.

3- تربية الطفل بطريقة سليمة بعيدة عن العنف بنوعيه اللفظيّ والجسديّ.

4- سهر الأسرة على محاربة كلّ الأفكار المغلوطة المحيطة بالطفل.

5- مراقبة الطفل ومنعه من القيام بالسّلوكات العدوانيّة سواء مع إخوته أو أقرانه.

6- محاولة بناء علاقة صداقة بين الطفل ووليّ الأمر، وإيجاد حلول لتلك العزلة التي قد يلجأ إليها.

7-  استراتيجيّات مدرسيّة

8- تعزيز ثقة التلميذ في نفسه من طرف معلّميه.

9- إذا لاحظ المعلّم أيّ أثار لظاهرة التنمُّر، عليه أن يحاول معرفة الأسباب، وأن يُشجّع التلميذ على البوح والحديث عمّا حدث.

10- الحرص على توعية التلاميذ وحثّهم على نبذ العنف بنوعيه اللفظيّ والجسديّ، ومحاربة كلّ الأفكار السيئة المحيطة بالتلميذ.

11-  إذا لاحظ المعلّم لجوء أحد تلاميذه للعزلة، عليه التقرّب منه ومحاولة إيجاد حلول لتلك العزلة.

12- محاولة إيجاد حلول للقضاء على التنمُّر من قبل المدرسة، ومحاولة بثّ روح التسامح والصداقة بين التلاميذ.

13- عرض التلميذ المتعرّض للتنمّر للإرشاد النفسيّ إذا لزم الأمر، فيحاول المُرشد النفسيّ إعادة بناء ثقة التلميذ في نفسه، ويعمل على عدم لجوء التلميذ للعنف أو للعدوان للردّ على هذا التنمُّر، أو الدخول في حاله اكتئاب يصعب الخروج منها.

14- القضاء على ظاهرة التنمُّر يستوجب بناء علاقة تشاركيّة بين الأهل والمدرسة، نظرًا لوجود علاقة تكامل بينهما تتمثّل ببناء جيل واعٍ ومثقّف وصحّي.

وختامًا، يجب علينا، جميعًا، أن نعمل جاهدين على منع حالات التنمُّر المدرسيّ، لما له من آثار سلبيّة كبيرة قد تصل إلى هدم شخصيّة التلميذ المتعرّض للتنمّر. إنّ القضاء على هذه الظاهرة، أو الحدّ منها، يتطلّب تكاتف لجهود الأولياء والأسرة التربويّة والسّعي المُشترك من أجل بناء مستقبل أفضل لأبنائنا.

2021/11/03

مع بدء عام دراسي جديد: كيف أدرّس أولادي في المنزل؟

 

كتبت دانة الوهادين:

يتعلّم الأطفال من خلال الحصول على الواجبات المنزلية والقيام بها، حيث تساعدهم على الدراسة، وذلك من خلال الآتي:

[اشترك]

  • اتباع التوجيهات وقراءتها بشكل مستقلّ.
  • إدارة الوقت بوضع ميزانية له.
  • تطوير الشعور بالمسؤولية، والفخر في العمل الجيد الذي يعود بالنفع عند القيام به.
  • العمل بدقة عالية.
  • الحرص على إعداد مكان للدراسة، حيث إنّ طاولة غرفة الطعام أو المطبخ هي الأماكن المفضّلة للأطفال، أمّا الأطفال الأكبر سناً فيفضلون الذهاب إلى غرفهم، ويجب على الوالدين التأكّد من أنّ مكان الدراسة يحتوى على:
  • الإضاءة الجيدة.
  • الراحة.
  • توفّر أقلام الرصاص، وأقلام الحبر، والورق، والقاموس، والآلة الحاسبة.
  • عندما يكون الأطفال بحاجة إلى جهاز الكمبيوتر للعمل المدرسيّ، يجب على الأهل مراقبة أطفالهم، ومعرفة المواقع التي يوصي بها المعلّمون، ومدى سهولة الوصول إليها.

كيفية تعليم الأطفال من خلال اللعب

  • يُعدّ التعلم باللعب من طرق تعليم الأطفال من سن الثالثة إلى التاسعة، ويكون من خلال الآتي:
  • اللعب مع الطفل بعض الألعاب الخيالية التي تنمّي قدراتهم الاجتماعية واللغوية.
  • القراءة بصوت عالٍ، حيث يبني لديهم دافعاً للدراسة، والوعي اللفظي للكلمات، ويقوّي المفردات والذاكرة، ويطوّر اللغة.
  • الاهتمام بالحرف اليدوية والفنون التي تساعد الأطفال على تطوير المهارات الحركية، وتطوير المفاهيم للأرقام والألوان.

نصائح لتوجيه الأطفال للدراسة ومن هذه النصائح:

  • التواصل مع المعلمين من خلال اجتماعات الآباء ومتابعة أحداث المدرسة.
  • تجهيز المكان بشكل يحبه الطفل لحلّ الواجبات المنزلية، بحيث تكون مزودة بالإضاءة الجيدة، وأقلام الرصاص، والورق، والغراء.
  • المثالية في تصرفات الوالدين، فالأطفال يميلون إلى تقليدهم في كلّ شيء.
  • مدح الأطفال في وجود الأقارب، وذكر إنجازاتهم الدراسية أمامهم، أو من خلال تعليق الاختبار الذي تميز فيه الطفل على باب الثلاجة.
  • عمل جدول للدراسة، فبعض الأطفال يفضّلون العمل في فترة ما بعد الظهر بعد تناول الطعام واللعب، أمّا البعض الآخر فيفضّل الدراسة بعد العشاء.
  • إبعاد الملهيات والمزعجات عن الأطفال، كالتلفزيون، أو المكالمات الهاتفية، أو الموسيقا الصاخبة.
  • مساعدة الاطفال على وضع خطة للواجبات المنزلية الصعبة، وذلك بتشجيعهم على تقسيم الواجبات إلى أجزاء ليسهل التحكّم بها.
  • متابعة الطفل وتشجيعه وتحفيزه من خلال السؤال عن المسابقات والاختبارات.
  • في حال استمرار المشاكل مع الطفل في الواجبات المنزلية يجب على الأهل التحدث مع المعلم، إذ من الممكن أن تكون لديهم صعوبة في الرؤية، وبالتالي يحتاج إلى نظارات، أو أن تكون لديه مشاكل في التعلم، أو اضطرابات في الانتباه.

يجب التأكّد من قيام الأطفال بعملهم بأنفسهم، وإذ لم يستطيعوا إنجاز العمل يمكن للوالدين تقديم الاقتراحات، ومساعدتهم، وتوجيههم.

2021/11/01

أبوان متديّنان: ولدنا المراهق لا يصلي.. ما الحل؟!

إهمال المراهق للصلاة

كتب الدكتور علي القائمي:

من جملة الشكاوى التي يطرحها الوالدان والمربون هي: أن بعض المراهقين وبالخصوص أولئك الذين لم تتوفر لهم الأسس التربوية السليمة والمناسبة من قبل، أنهم لايهتمون بأمر الصلاة حتى وإن كانوا من أبوين متدينين فهم مصداق للقول المأثور: النور ينبجس من الظلام والظلام يظهر من النور .

[اشترك]

فنحن نلاحظ بعض العوائل يكون فيها الأبوان مثالاً للسيرة الحسنة والتقوى والصلاح والعبادة إلّا أن الابن فيها لايبالي بالدين والصلاة أو على العكس من ذلك، قد نرى بعض العوائل لايهتم فيها الأبوان بشؤون الدين ومعتقداتهما الفكرية غير سليمة إلّا الابن فيها متدين وملتزم بالصلاة.

كما أننا نعرف أبناءً كان أبواهم متدينين إلا إنهم انزلقوا في الفساد في مرحلة المراهقة والبلوغ فتجذرت في أعماقهم روح العصيان والتمرد مما شجعهم مما شجعهم على مواجهة الكثير من المفاهيم والمسائل الدينية بالتجاهل والإهمال، ليس هذا فحسب بل وحتى إلى التهاون في بعض القضايا الواجبة مثل الصلاة. 

وينبغي الالتفات إلى أن مثل هذه الحالة نادراً ما تلاحظ على المراهقين، الذين بدأوا بممارسة الفرائض الدينية منذ الطفولة وكأنها أمور ترفيهية لذيذة، ولاقوا في المقابل علائم الرضا والارتياح من الأبوين وبلا أية ضغوط منهما وهذا مايعكس أهمية فترة الطفولة واللبنات الأساسية التي توضع خلالها.

لقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتعليم الصلاة للأبناء منذ الطفولة فقال: "مروا أولادكم بالصلاة" وهذه إشارة إلى ضرورة وأهمية الأسس الأولى، ونحن نرى فائدة الإجراءات الوقائية وما تبنيه من قاعدة رصينة في الأحاديث والروايات الشريفة، حيث طرحت القضية بمنظار أوسع في التعليم والتربية الدينية .

ومن جملة ذلك الحديث الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "بادروا أولادكم بالحديث قبل ان يسبق إليهم المرجئة".  وقوله عليه السلام: "يؤخذ الصبي بالصلاة بين سبع سنين وست سنين".

2021/10/25

لماذا تفشل بعض الأسر في عبور الأزمات؟

تجد بعض الأسر صعوبة في التعامل مع أزمات حياتية لا تنتهي، ولا تعرف هذه الأسر سبيلا إلى إيجاد حلول لها حتى وإن كانت أزمات بسيطة نسبيا.

[اشترك] 

نقول إن هذه الأسر تفتقر إلى المهارات اللازمة لمواجهة الأزمات وفهمها ومعالجتها، ولذلك فهي تخرج من أزمة وتدخل في أخرى دون إحساس بطعم للحياة ومتعها.

بالرغم من أننا نسعى جميعاً إلى ما يشبه الكمال، إلا أنه ليس ثمة من أسرة مثالية، في كل أسرة مواطن قوة ومواطن ضعف، ولكل أسرة حظ وافر من المشكلات والتحديات.

ومشكلات الأسرة تأتي في أشكال وأحجام مختلفة، بعضها قصير الأمد، ويمكن حله بسهولة، وبعضها الآخر أكثر صعوبة وأطول مدى، فقد تأخذ هذه المشكلات شكل مرض أو وفاة أو تأخذ شكل أزمة مالية أو فقدان عمل رب الأسرة أو تغيير عمله أو رسوب في امتحان إلى آخره.

وفي ما يلي بعض من أسباب عدم القدرة على مواجهة الأزمات في الأسرة:

أولاً- عدم الإتصال بين أفراد الأسرة: فالبعض يتجنب الحديث مع البعض الآخر، أو هم لم يتعلموا كيف يستمعون إلى الآخرين لفهم ما يقولون من خلال كلامهم وافعالهم.

ثانياً- عدم القدرة على حل النزاعات والخلافات القديمة: وهذا يحدث في العادة لأن أفراد الأسرة لا يتكلم الواحد منهم مع الآخرين بطريقة مثمرة ومفيدة، وهذا من شأنه أن يجعل المشكلة تتواصل وتزداد تعقيدا، وهذا يجعل حياة الأسرة أكثر صعوبة مع مرور الوقت، في بعض الأسر لا يتعلم الأفراد كيف يفاوضون وكيف يتخلصون من مشاعر القهر القديمة، ومن المرجح أن يتعلم الأطفال من الأهل كيف يتصرفون في مواجهة مشكلة أو أزمة، فيرفضون التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم الدفينة، هنا تصطدم حياة الأسرة بجدار إسمنتي قاسٍ وتسودها الفوضى، ويتوقف الإنتاج والإنجاز.

ثالثاً- الافتقار إلى المهارات لحل المشكلات المستجدة: فأفراد الأسرة غير متفقين إن كانت مشكلة معينة تواجههم ولا يعرفون مدى خطورتها، ولا يعرفون المسؤول عنها، وهم غير متفقين على أولويات معينة في حياتهم.

رابعاً- الافتقار إلى الدعم النفسي في الأسرة:  الأسرة هي المصدر الأول والأساسي لتقديم الدعم النفسي لمن يعيش فيها، ويجد الأطفال بخاصة - والكبار أيضا - صعوبة كبرى في البحث عن هذا الدعم النفسي والحصول عليه خارج الأسرة، فتسوء حالتهم النفسية، ويسوء تحصيلهم المدرسي.

خامساً- الافتقار إلى المهارات في توزيع المسؤوليات: فالأسرة هنا لا تعرف من هو المسؤول عن ماذا، وهنا تعم الفوضى في البيت، لا أحد يعترف بمسؤوليته عن أي شيء، ويبدأ مسلسل تبادل الاتهامات الذي لا ينتهي والذي يزيد المشكلة تعقيدا، وتحل العداوات والتحالفات في البيت فيزداد انقساما على انقسام، ويستحيل أي قدر من التسامح، ويتأثر الاطفال سلبيا في هذا الجو، فيخفقون في تطوير صورة ذاتية إيجابية، ويتراجع احساسهم باحترام أنفسهم، وتضعف قدرتهم على اكتساب مهارات اجتماعية.

‏المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/23

4 أساليب خاطئة في تربية الأطفال

يختلف أسلوب التعامل مع الطفل من شخص لآخر ومن طفل لطفل ومن وقت لآخر.

[اشترك]

وسنستعرض في هذا المقال بعض الأساليب الخاطئة في التعامل مع الطفل لنتجنبها قدر المستطاع... وهذه الأساليب نوجزها في النقاط التالية:

أولاً: الصرامة والشدة

يعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة، فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك، أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها؛ حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفاً وشاتماً له بأقبح وأقسى الألفاظ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب .

وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط (خوف مؤقت) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا.

وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة.. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض (العصاب) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل.

وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل (السيئ) والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .

ثانياً: الدلال الزائد والتسامح

هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة، فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة، لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها، ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته، والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره، ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة (البيت) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة (المجتمع) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة ، ضاربا بالنتائج السلبية المخالفة عرض الحائط .

إننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة، ولكن بتوازن وحذر.

ثالثا: عدم الثبات في المعاملة

فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل، وعندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها، ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ .

رابعاً: عدم العدل بين الإخوة

يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري ، أو لأنه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته ، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليه الصلاة السلام " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم".

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/21

أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت هديل طالب:

الألعاب الإلكترونية ليس مجرد تسلية ومرح، سيما ما نشاهده هذه الأيام من إفراط في استخدامها وقضاء الوقت عليها، لكنها تحتوي على أضرار تسري الى عدّة نواحي.

[اشترك]

على الصحة العامة: ارتبط مفهوم الألعاب الإلكترونية بالعديد من المشاكل الصحيَّة كالسمنة، والكسل، والانطواء، والأمراض الاجتماعية، كما تؤثر أيضاً على الصحة البدنية والعقلية، والتي تحصل بسبب كثرة استخدام هذه الألعاب.

كما يُمكن أن تُسبب الألعاب الإلكترونية آلام في مفاصل اللاعب نظراً لفترات اللعبة المتواصلة التي يُمضيها اللاعب دون استراحة، وقد تكون آلام في مفاصل الرقبة، أو مفاصل اليد، أو مفاصل الرسغ، أو مفاصل الساعد، كما يُمكن أن يؤدي لعب هذه الألعاب إلى نقص في فيتامين د، نظراً لعدم تعرض اللاعب لأشعة الشمس مما يجعله أكثر عُرضة للإصابة بمرض الكُساح الذي يُسبب ضعف في العظام، وبالتالي يؤدي إلى انثناء العمود الفقري والساقين.

على الصحة النفسية: تمَّ إجراء دراسة على مجموعة من الطلبة في سنغافورة من طلاب الصف الثالث والرابع والسابع والثامن، وقد كانت نتيجة هذه الدراسة أنَّ الطلبة الذين يعانون من إدمان للألعاب الإلكترونية يُعانون من مشاكل نفسيَّة مثل الاكتئاب، والقلق، والرهاب الاجتماعي، كما أنها تؤدي إلى تدنِّي الدرجات الدراسية لهؤلاء الطلبة.

على النوم: تُشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ الألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى جَعل الجسم في حالة توتر، مما يزيد من ضغط الدم وعدد نبضات القلب، إذ إنَّ الألعاب الإلكترونية حتى إن لم تَكُن ألعاب عنيفة أو ألعاب حركة تؤدي إلى زيادة مُستوى التحفيز البصري والمعرفي مما يضع الدماغ والجسم في حالة التوتر هذه، وبالتالي حصول مشاكل في النوم.

ومن الجدير بالذِّكر أن نوم الطفل لِمُدة 8 إلى 10 ساعات لا يعني عدم مُعاناته من اضطرابات النوم، حيث قد يؤدي لعب الألعاب الإلكترونية إلى التأثير على المناطق البدائية في الدماغ، وإرسال إشارات تجعل جسم الطفل في حالة تأهب حتى في أثناء نومه، وفيما يلي الأسباب الرئيسية لتأثير الألعاب الإلكترونية على نوم الطفل:

السطوع المُصطَنَع أو غير الطبيعي للشاشة: (بالإنجليزية: unnatural brightness of the screen) إذ إن السطوع المُصطنع أو الإضاءة غير الطبيعية للشاشة تمنع تَحرُّر هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) الذي يتحرر في الظلام فقط، ويُمكن تلخيص تأثير السطوع بأنَّه هذا الضوء يتوجه إلى الدماغ مباشرةً مما يتسبب في تقليل الرَّغبة في النوم وتعطيل الساعة البيولوجية للجسم، وينتج عن ذلك سوء المزاج، وقلة التركيز، والمشاكل الهرمونية لدى الإنسان.

الإشعاع الكهرومغناطيسي: (بالإنجليزية: electromagnetic radiation EMR) يمنع الإشعاع الكهرومغناطيسي أيضاً عملية إفراز هرمون الميلاتونين، وبالتالي فإنَّه يُقلل من كميات النوم والاستراحة، ومن الجدير بالذِّكر أن الإشعاع الكهرومغناطيسي ينتُج عن كل الأجهزة الإلكترونية واللاسلكية كأجهزة المراقبة، والإنترنت، والألعاب المحمولة وغيرها من الإلكترونيات.

على الوقت: يؤدي لعب الألعاب الإلكترونية المُختلفة إلى تضييع وقت اللاعب، إذ يُمكن قضاء الوقت المُستهلك في لعب هذه الألعاب بتأدية نشاطات تعود بالفائدة على الفرد، مثل زيادة النشاط الاجتماعي بتمضية الوقت مع العائلة والأصدقاء، أو زيادة الأوقات التي يتم بها ممارسة الأنشطة الترفيهية كالقيام بِلعب كرة القدم، أو تأدية المسؤوليات كالدراسة أو العمل، ويُمكن أيضاً تطوير مهارات شخصية تعود بالفائدة على الشخص.

على سلوك الأطفال: قد تكون الألعاب الإلكترونية مشكلة كبيرة في حال تم استخدامها مِن قِبَل الطفل بشكل كبير ومُتكرِّر، حيث إن هذه الألعاب ستكون دافعًا لإهمال المسؤوليات الشخصيَّة، أو العائلية، أو التعليمية، في حين قد يتطوَّر حُب هذه الألعاب الإلكترونيَّة إلى إدمان، فَعِندَ مُحاولة توقيف الطفل عن استخدام هذه الألعاب سيُصاب بالحزن أو الانفعال الشديد، كما أنه قد يرغب بتمضية المزيد من الوقت في لعب هذه الألعاب، وسيفقد الاهتمام بالأنشطة التي كان مُهتماً بها في السابق وسيجدها غير مُمتعة على الإطلاق، كما أنَّه قد يضطر للكذب حول كمية الوقت المُستنفَذ في لعب هذه الألعاب، ويُمكن أن تتسبب أيضاً في فقدان العلاقات الشخصية، أو التراجع دراسياً.

تمَّ إجراء دراسة على مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 17 عاماً لمدة ثلاث سنوات، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن الألعاب الإلكترونية العنيفة تُحفز على السلوك العدواني لدى الأطفال نظراً لكثرة مُشاهدة الطفل لمشاهد العُنف، كما يقول خبير العنف في ألعاب الفيديو وصاحب الدكتوراه في علم النفس التطوري بجامعة ولاية أيوا، الدكتور دوغلاس جنتيلي (بالإنجليزية: Douglas A. Gentile) أنَّ الألعاب الإلكترونية تؤثر على جميع الأشخاص سواء أكانوا أصحاب سلوك عدواني في طبيعتهم أم لا، كما أنها تؤثر على الإناث أيضاً وليس فقط على الذُّكور.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/20

كيف أحبب طفلي بالمدرسة؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت سولاف دهلان:

يمكن معالجة الأهل لمشكلة عدم تفضيل الطفل للتعلّم من خلال التشجيع على التعلّم منذ الصغر، بحيث يعيد الوالدين ربط دماغ الأطفال بفرحة التعلّم.

[اشترك]

ملاحظات للتشجيع

يمكن أن يتّبع الأهل أسلوب كتابة قصاصات صغيرة، وإرفاقها مع ملابس، أو حقيبة، أو طعام الطفل عندما يتوجّه للمدرسة، حيث تساهم هذه القصاصات الصغيرة المليئة بالعبارات التشجيعيّة على تشجيع ودعم الطفل في غياب الأهل، فكون الطفل بعيداً عن أمه وأبيه يسهل شعوره بعدم الراحة والخوف، ومن الأمثلة على العبارات التشجيعيّة التي يمكن استخدامها:

 أحبك.

أنا أفكر بك الآن.

أنت تفعل شيء عظيم.

أنا فخور جداً بك.

أنت مميز.

يمكنك أن تفعل ذلك.

أنت كالصخرة.

ثابر على العمل الجيد.

أنا أثق بك.

تحديد المشكلة

يمكن للأهل معالجة مشكلة الطفل في عدم رغبته في الذهاب للمدرسة عن طريق سؤاله عن الأسباب التي تمنعه، والأمور التي تحبطه، ولهذا يُنصَح بضرورة تبادل الأفكار والمحادثات مع الطفل، ومحاولة القيام ببضعة أمور يمكن أن تحسّن نفسيّة الطفل، وتزيد حبه للدراسة، مثل: دعوة بعض الأصدقاء إلى البيت بعد انتهاء الدوام في حال كان يعاني الطفل من عدم وجود الأصدقاء.[٢]

الصدق

يفضّل اتّباع الأهل لنهج الصدق في موضوع الدراسة والمدرسة، ففي حال كان الطفل يشعر بالملل والصعوبة اتجاه بعض المواد المدرسيّة، فيجب على الأهل هنا استيعاب فكرة عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى كلّ الصفوف، وبالتالي عليهم تعليم الطفل أنّ المدرسة تساعده على تحقيق أحلامه، والوصول لمبتغاه مستقبلاً.

زيادة حب التعلّم لدى الطفل

يمكن معالجة الأهل لمشكلة عدم تفضيل الطفل للتعلّم من خلال التشجيع على التعلّم منذ الصغر، بحيث يعيد الوالدين ربط دماغ الأطفال بفرحة التعلّم من خلال عكس ردود الأفعال حول كره المدرسة، وبناء جسور عقلية تساهم في تقليل إحباط الطفل بسبب الدراسة والواجبات المنزلية من خلال إثراء وتوسيع خبرات التعلّم الخاصة بالطفل، ومساعدتهم على تخطّي الاختبارات والتقييمات المدرسية بنجاح.

2021/10/17

كيف نشغل أوقات الفراغ لدى أطفالنا؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتب محمد الجمال:

أفكار مميزة تقضي على الملل في أيامنا وأيام أطفالنا نستغل بها فراغهم وطاقتهم بدل تسليمهم للأجهزة الإلكترونية وتحويلهم من كائنات مليئة بالمرح الى دمى منحنية على الأجهزة اللوحية.

[اشترك]

الرسم

يُمكن أن يشغل الأطفال وقت فراغهم بممارسة مهارة الرسم التي تؤثّر بشكل كبير على شخصياتهم، لذا يُنصح بصقل تلك المهارة من قِبل الوالدين، إذ إنّها تزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم، وتجعلهم أقدر على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم؛ نظراً إلى أنّ الرسم يُحسّن من التفكير الناقد لدى الأطفال وكذلك التوافق الحركي البصري ما بين العين واليد أثناء الرسم، كما يزيد الرسم من قدرة الأطفال على الإبداع، وعلى التعامل مع المواقف الصعبة.[١]

الطبخ

يُمكن أن استغلال أوقات فراغ الأطفال في المطبخ، إذ يجذب المطبخ الأطفال كثيراً ممّا يجعلهم يستمتعون بالمشاركة في عملية الطبخ، ويُساهم الطبخ في تنمية العديد من المهارات عند الأطفال مثل القراءة والحساب والحفظ؛ إذ يحتاج الطفل إلى قراءة مكوّنات الأطعمة، وحساب المقادير المطلوبة، ومع تكرار مشاركاته في الطبخ يحفظ المقادير والخطوات، كما تتطوّر لديه بعض المهارات اليدوية؛ كالفرم والتقطيع، ويجدر بالذكر ضرورة انتباه الوالدين عند دخول الأطفال للمطبخ تجنّباً لأيّة خطورة أو أذى قد يتعرّضوا لها أثناء المشاركة في عملية الطبخ.[١]

تعليم الأطفال مهارات زراعية بسيطة

يُمكن تعليم الأطفال مهارة زراعة نباتات داخل المنزل لشغل أوقات فراغهم، ويترتّب على هذا النشاط عدّة فوائد منها؛ معرفة الأطفال لمصادر الأطعمة وكيفية زراعة النباتات وطريقة نموّها وغير ذلك، ويُشار إلى إمكانية البحث بطرق مختلفة عن أنواع النباتات التي يُمكن زراعتها داخل المنزل وكيفية زراعتها بشكل صحيح، إذ يُمكن زراعة البصل الأخضر، والجزر الأخضر، والخس، وغير ذلك.[٢]

المشي

يُعدّ المشي مع أحد الوالدين أو كليهما أسلوباً ممتعاً بالنسبة للأطفال لقضاء وقت فراغهم، إذ إنّه يُعزّز شعورهم بروح الفريق ضمن العائلة، إلى جانب الفائدة الصحية باعتباره تمريناً رياضياً للطفل، وقد لا يُفضّل بعض الأطفال المشي إلّا أنّه يُمكن تشجيعهم عليه من خلال تناول شيء يُحبّونه أثناء المشي مثل البوظة وغيرها أو التقاط صور جميلة، ويُمكن خلال جولة المشي تدريب الطفل على استشعار أهمية الحواس عنده من خلال إغماض عينيه مثلاً والاعتماد على السمع لمحاولة معرفة الأصوات من حوله، وكذلك تدريب حاسة الشم للتمييز بين رائحة الهواء النقي من الملوّث.[٣]

تعليمهم الأشغال الورقية

يُمكن أن يستفيد الأطفال من أوقات فراغهم في الأشغال الورقية عن طريق قص الورق وتشكيله لصنع أشكال مختلفة يمكن الاستمتاع بها، سواء كانت لحيوانات أو مناظر طبيعية أو أدوات يعرفها الأطفال، فمن خلال قص الورق وطيّه يُنمّي الأطفال مهاراتهم ويُطلقون إبداعاتهم من خلال البدء بأوراق صغيرة ملوّنة وتطويرها لعدّة أشكال.[٣]

تعليم الأطفال أهمية تنظيم الوقت

يُنصح بتعليم الأطفال أهمية الوقت وتنظيمه من خلال أساليب متعددة، منها ما يأتي:[٤]

تحديد موعد للنوم: يجب تنظيم موعد نوم الأطفال، ومراعاة أن يكون الموعد مناسباً يُمكن الالتزام به، إذ إنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 12 عاماً بحاجة 10 إلى 11 ساعة نوم يومياً.

عمل تقويم ذاتي للأنشطة: يُمكن تعليم الأطفال مهارة عمل تقويم ذاتي يُحدّدون فيه نوعية الأنشطة التي يُحبّون ممارستها بعد المدرسة ومواعيدها، ممّا يُساعدهم على تكوين شخصية مستقلة ويُقلّل من اعتمادهم على الوالدين.

تحديد موعد وجبات الطعام: يُعدّ تحديد موعد وجبات الطعام تنظيماً للوقت إلى جانب أهميته في الحفاظ على الجو الأسري.

تخصيص مكان مناسب للدراسة: يجب تخصيص مكان هادئ للدراسة بحيث يكون بعيداً عن أيّ مشتّتات للتركيز، كما يُنصح بفرز الأوراق المدرسية الموجودة بحوزة الطفل عند عودته من المدرسة.

تعليق رسومات وعبارات جميلة: يُمكن أن يُصمّم الوالدان لوحةً عليها رسومات أو عبارات جميلة تُشجّع الطفل على الحفاظ على نظافته وترتيبه؛ كرسمةٍ لطفلٍ يُنظّف أسنانه بالفرشاة والمعجون، أو طفلة تضع الملابس المتسخة في مكانها المناسب، وغيرها من الرسومات التي تُظهر سلوكيات صحيحة.[٥]

تنظيم وقت مشاهدة التلفاز: يجب أن يُحدّد الوالدان عدد الساعات المسموح للطفل أن يقضيها أمام شاشة التلفاز، وكذلك تحديد نوعية البرامج المسموح بمشاهدتها، ممّا يجعل الطفل يستشعر مسؤولية الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة، وأهمية تنظيمه لهذا الوقت.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب Kinza Ahmed (2018-10-22), "21 Must Know Things That Your Child Do In Free Time"، www.qriyo.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ↑ Kylie Morrow (2020-3-31), "34 Fun Educational Indoor Activities For Kids Which Help Them Once They’re Back In School"
  2. www.beaches.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ^ أ ب "10 Simple Things To Do with your Kids Instead of Screen-time", www.colourmylearning.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ↑ "Tips to Teach Kids Time
  3. Management", www.sandiegofamily.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ^ أ ب Leslie Crawford (2014-3-13), "The instant guide to time management for kids"، www.greatschools.org, Retrieved 2020-11-20. Edited.

 

 

2021/10/17

من حلم الإمام الحسن (ع).. كيف نتعامل مع الغضب والتشنج؟
من أبرز صفات الإمام الحسن التي عرف بها صفة الحلم، حيث اشتهر عنه أنه (حليم أهل البيت)، روى المدائني عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن أخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين: تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعّه الغيظ؟ قال مروان: نعم، كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال[1] .

وهذه الصفة في الحقيقة هي منهج للتعامل الاجتماعي، عمل الإمام على إرسائه في حياته، وعلى أتباعه ومحبيه أن يقتدوا به في هذا المنهج.

إننا يجب أن نقرأ حلم الإمام الحسن كمنهج في التسامح الاجتماعي، ونعمل على تأهيل المجتمع بهذه الصفة.

ولابد لنا أن نشير إلى أن أهل البيت كلهم يتصفون بالحلم، إلا أن الظروف التي عاشها الإمام الحسن اقتضت وساعدت على بروز هذه الصفة في شخصيته بشكل أجلى وأوضح، فالإمام كان يواجه تشنجات واستفزازات من جهتين:

الجهة الأولى: خارجية، وتتمثل في معاوية بن أبي سفيان، وجبهة الشام، حيث سعى بكل جهده وقوته، وإمكانات سلطته وحكمه، إلى أن يشوّه سمعة الإمام الحسن، لعزله شعبياً، فعمل على إثارة الدعايات والإشاعات الكاذبة والمغرضة على الإمام الحسن، وعلى أبيه أمير المؤمنين، واستطاع نتيجةً لذلك أن يوجد تياراً في الشام يكره أهل البيت، حتى لقد صدّق بعضهم أن علي بن أبي طالب لم يكن يصلي!!

ولقد كان معاوية يتعمد كثيراً أن يُسمع الحسن وفي حضوره بعض الاستفزازات، وكان بعض أتباعه والمقربين منه كمروان بن الحكم، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، يقومون بمثل هذا الدور.

الجهة الثانية: داخلية، حيث إن قرار الإمام بالصلح مع معاوية، الذي فرضته عليه الظروف، ورعاية مصلحة الأمة، أثار مشاعر بعض المحيطين بالإمام، ونظروا إلى الصلح على أنه موقف ذل وخنوع واستسلام، فراحوا يوجهّون لومهم العنيف، وعتابهم الشديد، وبعبارات مسيئة وغير لائقة.

فهذا حجر بن عدي الصحابي الجليل يخاطبه قائلاً: «أما واللَّه لوددت أنك مت في ذلك اليوم ومتنا معك». وعدي بن حاتم يقول: «أخرجتنا من العدل إلى الجور». وبشير الهمداني وسليمان بن صرد الخزاعي يدخل كل منهما عليه هاتفاً: «السلام عليك يا مذل المؤمنين». وخاطبه بعض أصحابه قائلاً: «يابن رسول اللَّه أذللت رقابنا بتسليمك الأمر إلى هذا الطاغية»[2] .

وجاء في (الإصابة): «كان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار أمير المؤمنين. فيقول: العار خير من النار»[3] .

ومثل هذه الكلمات لا شك أنها تستفز الإنسان، وتؤجج غيظه، لكن الإمام الحسن واجهها بحلم وأناة بالغين، واستطاع بذلك امتصاص الآثار والنتائج السلبية، التي يمكن أن تتمخض عنها… لقد كانت جبهة الإمام الحسن بحاجة إلى التماسك والتلاحم، فهناك شروط على معاوية أن ينفذّها، لكنه إذا رأى جبهة الإمام متشتتة مختلفة، ومكانة الإمام مهزوزة في وسط جماعته، فإن ذلك سيشجعه أكثر على تجاهل تلك الاتفاقات، وهو لم يكن في الأساس عازماً على الوفاء بها.

الحلم لغة واصطلاحاً

مصدر حَلُمَ فلان أي صار حليماً، قال ابن فارس: الحِلم: خلاف الطيش، وقال الجوهري: الحِلم: الأناة، ويقال: حَلَمَ الرجل في منامه يحَلُمُ حُلْماً، إذا رأى رؤيا، وحَلُمَ يَحلُمُ حِلماً تأنى وسكن عند غضب أو مكروه مع قدرة وقوة.

واصطلاحاً: هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب، كما يقول الراغب[4] .

قيل للإمام الحسن : ما الحلم؟ قال: «كظم الغيظ وملك النفس»[5]، أي أن يسيطر الإنسان على نفسه، حينما يواجهه الآخر بتصرف مستفز، ذلك أن غريزة الغضب تتحرك عنده، لتحميه من الاستفزاز الموجه إليه

ولكن الحليم هو من يتحكم في توجيه هذه الغريزة، ولا يستخدمها إلا في ظرفها المناسب، لأن إتاحة الفرصة لهذه الغريزة أن تنفجر على شكل تصرف غاضب، قد يضر الإنسان بدلاً من أن يفيده.

وكم من مظلوم تصرف تصرفاً طائشاً، وتحول بسبب ذلك التصرف إلى ظالم مدان، فأعطى الفرصة لعدوه، يقول الإمام علي : «الغضب شر إن أطلقته دمر»[6] .

إن الغضب في الحقيقة هو نتيجة استثارة خارجية، يستقبلها الإنسان، فتحفزّه على اتخاذ رد فعل غاضب.

وللتحكم في هذه الغريزة، ولتوجيهها التوجيه المناسب، تنصح التوجيهات الإسلامية بذكر اللَّه تعالى، ففي الحديث القدسي «يا بن آدم اذكرني حين تغضب»[7]، وقال : «يا علي لا تغضب، فإذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الربّ على العباد، وحلمه عنهم، وإذا قيل لك اتق اللَّه، فانبذ غضبك، وراجع حلمك»[8] .

وليس أروع من أن يداوي الإنسان ثورة غضبه، بلجوئه إلى العبادة، فصلاة ركعتين قربة إلى اللَّه تعالى بإخلاص وخشوع لاشك أنها ستنقل الإنسان إلى الاتصال بعالم الكمال والروحانية، حيث يستلهم الإنسان من خالقه فيوضات رحمته، وألطاف كرامته.

كما تنصح بعض الروايات بالانتقال من حال إلى حالة أخرى عند الغضب. عن أبي ذر أن رسول اللَّه قال: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع»[9] .

والهدف من ذلك، هو تفريغ شحنات الغضب في حركة لا ضرر فيها. وفي حديث عن الرسول أنه ينصح بالوضوء، قال : «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء،فإذا غضب أحدكم فليتوضأ»[10] .

أضرار حالة الانفعال والتشنج

تسود البعض من الناس حالة من التشنج والانفعال السريع، لأتفه الأسباب،كما يفسح المجال لفورة غضبه أن تأخذ مداها العنيف، وهذه الحالة سيئة ومضرة، وأهم نتائجها السيئة أمران:

أولاً: الأضرار الصحية، حيث تشير التقارير الطبية، إلى أن الغضب والانفعال، يعتبر سبباً لأمراض السكري، وضغط الدم، وأمراض القلب، ولهذا فإن أهم ما يوصي به الأطباء هؤلاء المرضى، هو السيطرة على النفس، وعدم الانفعال.

ثانياً: إضعاف حالة التماسك الاجتماعي، حيث ينشغل أفراد المجتمع بمشاكلهم الجزئية والثانوية، التي تذكيها حالة التشنج، وفي غمرة كل ذلك تتلاشى الأهداف والطموحات الكبيرة، التي كان ينبغي أن ينشغل الكل بها، فيتأخر تحقيق المجتمع للأهداف والمصالح العامة، بسبب الانشغال بالخلافات الهامشية.

الحلم منهج اجتماعي

تارة يكون الحديث عن الحلم باعتباره صفة فردية حميدة، وتارة يبحث الحلم كحالة اجتماعية عامة، بين آحاد أفراد المجتمع، وبين التكتلات والتجمعات فيه.

إذ من الواضح أن في كل مجتمع تقسيمات اجتماعية متفاوتة، مناطقية وسكنية، أو عشائرية وقبلية، أو فكرية ومذهبية، أو انتماءات سياسية، وما أشبه.

والسؤال: كيف يجب أن تكون العلاقة بين كل مجموعة وأخرى؟

إن شيوع حالة التشنج والغضب يؤثر على علاقة هذه الانتماءات، فتقاطع كل فئة الأخرى، أو توجه بعضاً من جهودها للمناوأة والتخريب على الجهة الأخرى.

أما إذا ساد الحلم، وشاع التسامح بين التجمعات والتوجهات، تحول الحلم حينئذٍ إلى منهج اجتماعي عام، وآتى ثماره في تحقيق وحدة المجتمع وانسجامه، وتوجه جهوده وطاقاته نحو الأهداف الكبيرة، والتحديات الخطيرة.

ومن الملاحظ أن الخلافات والصراعات بين الجماعات، عادة تحدث بسبب تصرفات فردية متشنجة، لدى هذا الطرف أو ذاك، فيتعامل معها الطرف الآخر بنظره تعميمية، ويتخذ ردَّ فعل على أساسها.

كيف نتعامل مع التشنجات الفئوية؟

أولاً: عدم تعميم الإساءة، ومحاسبة الجماعة بكاملها عليها.

ثانياً: بث روح التسامح والإغضاء عن الإساءات التي قد تصدر من هذه ضد تلك وبالعكس، حيث ينبغي أن يتصف أفراد وقادة الجماعات بالحلم، لأن تلك الإساءة قد تكون نتيجة لسوء فهم أو التباس، أو لأن جهة ما تريد أن تخلق مشكلة بين الطرفين.

ثالثاً: عدم رفع وتيرة الاختلاف الفكري والثقافي إلى مستوى الخلاف والنزاع. ونشر ثقافة التعددية والقبول بالرأي الآخر.

إن تضخيم الخلاف حول بعض القضايا الجانبية، كثبوت هلال شهر رمضان أو العيد، أو اختيار مرجع تقليد، أو تبني هذه الفكرة أو تلك، واعتبار مثل هذه القضايا الجزئية حدوداً فاصلة بين الإيمان والكفر، والعدالة والفسق، أمر خاطئ ناشئ من الجهل أو سوء الخلق.

نهج الإمام الحسن

لقد كان الحلم منهجاً سلوكياً، ومعلماً بارزاً، في حياة الإمام الحسن، وكان يتعامل به في مقابل الاستفزازات الفردية العادية، ومع ذوي التوجهات المخالفة له، والمختلفة معه، وكشاهد على المنحى الأول: يروى أنه كانت عنده شاة فوجدها يوماً قد كسرت رجلها، فقال لغلامه: من فعل هذا بها؟ قال الغلام: أنا. قال الإمام: لم ذلك؟ قال الغلام: لأجلب لك الهمّ والغمّ.

فتبسم، وقال له: لأسرك، فأعتقه وأجزل له في العطاء[11] .

وضمن المنحى الثاني، ينقل المؤرخون: أنه اجتاز على الإمام شخص من أهل الشام، ممن غذاّهم معاوية بالكراهية والحقد على آل البيت، فجعل يكيل للإمام السب والشتم، والإمام ساكت لم يرد عليه شيئاً من مقالته، وبعد فراغه التفت الإمام فخاطبه بناعم القول، وقابله ببسمات فياضة بالبشر، قائلاً:

 «أيها الشيخ: أظنك غريباً؟ لو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أطعمناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك» ومازال يلاطف الشامي بهذا ومثله ليقلع روح العداء والشر من نفسه حتى ذهل ولم يطق ردّ الكلام، وبقي حائراً خجلاً كيف يعتذر للإمام وكيف يمحو الذنب عنه! وطفق يقول: «اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته»[12] .

إن مما يساعد على اتخاذ الموقف الحليم فهم الطرف المقابل ومعرفة الظرف النفسي والفكري الذي يحيط به، فإذا فهمت أنه مضلل، أو معبأ، وأنه هو الآخر ضحية لعدو واحد، كنتَ أقدرَ على السيطرة على الموقف، وتحويله لصالحك، لا لصالح عدوكما.

ولهذا فإن العاقل هو الذي يملك الحلم، يقول علي : «بوفور العقل يتوفر الحلم»[13] ويقول: «عليك بالحلم فإنه ثمرة العلم»[14] ويقول الرسول الأكرم : «والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم»[15]، فالعالم هو الذي ينبغي أن يتحلى بالحلم، لأنه يتفهم سلبيات الجاهلين، ودوافع أخطائهم

ويحدث أحياناً أن يفد على المجتمع أفراد من مجتمعات أخرى، يحملون معلومات وأفكاراً مضللة حول المجتمع وأفكاره وعقائده.

فإذا كان الشخص المقابل لهم واعياً، يعرف أنهم بسطاء ومضللون، فإنه يستوعب أولاً الصدمة التي يحدثها كلامهم، ثم يبدأ في تغيير تلك الصورة المشوهة، ويعطي للوافد بأخلاقه وسلوكه مثالاً حياً على خطأ تصوراته السابقة.

أما إذا كان من يقابله شخصية متشنجة، فسوف يستفزها ذلك الكلام لترد عليه بكلام أقسى وباتهامات ونعوت مضادة، وهذا الأسلوب غالباً ما يؤدي إلى تأكيد التصورات الخاطئة عن المجتمع.

ومن المثير للدهشة والعجب أحياناً، أن يعتبر هؤلاء الأشخاص تصرفاتهم المتشنجة تلك بطولات وإنجازات، تستحق الذكر والإشادة، فترى بعضهم يحدثك عنها وكأنه انتصر على عدو، وهو لا يعلم أنه بذلك أكدَّ هزيمته.

ففي الحديث عن الرسول : «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»[16] .

وفي ذكرى الإمام الحسن ما أحوجنا إلى قراءة سيرته العطرة، والتزام خطه الرسالي، والأخذ بمنهجه في التسامح الاجتماعي، لتسود أجواءنا المحبة والوئام، ولنتوجه لمواجهة الأعداء والأخطار صفّاً كالبنيان المرصوص.


 [1] ابن أبي الحديد: عبد الحميد، شرح نهج البلاغة ج16 ص13 دار الجيل – بيروت، الطبعة الأولى 1987م. [2] القرشي: باقر شريف، حياة الإمام الحسن ج 2 ص 273 – 282، دار الكتب العلمية ـ قم. [3] العسقلاني: ابن حجر، الإصابة ج2 ص72 الطبعة الأولى 1992م دار الجيل – بيروت. [4] مجموعة من المختصين: موسوعة نظرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ص1735 الجزء الخامس، الطبعة الأولى 1998م دار الوسيلة، جدة. [5] المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار ج75 ص102. [6] الآمدي التميمي: عبد الواحد، غرر الحكم ودرر الكلم. [7] الكليني: محمد بن يعقوب، الكافي ج2 ص304. [8] ابن شعبة الحراني: الحسن بن علي، تحف العقول ص18. [9] السجستاني: أبو داود سليمان بن الأشعث، سنن أبي داود ج2 ص664 حديث رقم 4782. [10] المصدر السابق حديث رقم 4784. [11] القرشي: باقر شريف، حياة الإمام الحسن ج1 ص214. [12] المصدر السابق ص314 ـ 315. [13] الآمدي التميمي: عبد الواحد، غرر الحكم ودرر الكلم. [14] المصدر السابق. [15] المجلسي: محمد باقر، بحار الأنوار ج2 ص46. [16] الريشهري: محمدي، ميزان الحكمة ج7 ص234.
2019/05/21