وقد انتبهتُ لهذا الأمر يوم قرأت مقتل ولدي مسلم بن عقيلٍ - عليهم السَّلام - والأخ يطلب من أخيه أن يشمَّ رائحته.
وإذا قرأتم وصف الإمام عليٍّ - عليه السلام - للنبي - صلى الله عليه وآله - فانظره يقول: " ...ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ،ويشمّني عرفه" والعرف هو الرائحة.
ويقولُ - عليه السلام - في موضعٍ آخر "وأشمُّ ريحَ النبوَّة"
وفي حديث الكساء أنَّ الإمامين السبطين - عليهما السلام - أخبرا أمَّهما السيدة الزهراء - عليها السلام - أنهما يشمَّان رائحةً كرائحة جدِّهما رسول الله - صلى الله عليه وآله -
والمعروف أنَّ الصحابة كانوا يعلمون بقدومه فبل إطلالة هلال وجهه عليهم حيث تسبقه إليهم طيب رائحته - صلى الله عليه وآله - كما في السيرة النبويَّة.
وكان النبيُّ - صلى الله عليه وآله - يشمُّهما ويقول هما ريحانتاي من الجنَّة.
ولعلَّني سمعتُ أرباب المنابر يقولون إن السيدة زينب - عليها السلام - كانت تشمُّ صدر الإمام الحسين - عليه السلام - وليس في وسعي البحث في المصادر.
ولو تفضل علينا باحثٌ موالٍ فرصد تلك المواطن يكن متفضلاً علي الموالين جميعا.
وهنا رواية جاءت في تاريخ دمشق ج14 ص 245، وتهذيب الكمال للمزي ج6 ص444، وسير أعلام النبلاء للذهبي ج3 ص 317 وغيرها أنَّه لمَّا أُجرِيَ الماء على قبر الإمام الحسين - عليه السلام - نضبَ بعد أربعين يوماً، وانمحى أثرُ القبر فجاء أعرابيٌّ يأخذُ قبضةً من تراب الأرض ويشمُّها حتى استهدى إلى القبر الشريف عن طريق رائحته فقال باكياً:
أرادوا ليُخفوا قبره عن وليِّهِ *** وطيبُ ترابِ القبرِ دلَّ على القبرِ
=============================
ملاحظة: البيت في تلك المصادر :أرادوا ليُخفوا قبره عن عدوه.
والذي ذكرته بيت مستدر السفينة لأنه أوفق بالقصة.