بعد أكثر 70 عاما من احتلال "اسرائيل" لفلسطين يجب علينا ان نوجه سؤالا لانفسنا وللعالم والمؤرخين ونورثه للاجيال القادمة وهو هل يوجد حق تاريخي لشعب ما في ارض ما؟؟ منذ اكثر من 7 عقود من الزمان ونحن نعاني من ازمة في خاصرة امتنا وهي الادعاء الصهيوني بان فلسطين هي ارض اليهود ووطنهم الموعود لكن هل اليهود هم اساسا من سكان هذه الارض؟
الكاتب اليهودي آرثر كوستلر، نشر كتابه القبيلة الثالثة عشر وقال فيه ان اليهود الحاليون ليسوا اسباط او أحفاد اليهود السابقين بل هم آريون عامة وقوقازيون من الخزر الأتراك، وتهودوا عند ولادة السيد المسيح عليه السلام. والاسباط هم شرق اوسطين اي انهم يشبهوننا بالشكل فمن اين اتى الشقار والبياض والعيون الملونة لدى معظم الصهاينة المحتلين مثل رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية السابقة تسيبي ليفني؟ اضافة الى البشرة السوداء لدى بعضهم الاخر، فكيف هم اصحاب هذه الارض؟
لكي نصل الى اي حقيقة يجب علينا اولا تفكيك التاريخ واعادة ترتيبه وهذا ما سنقوم به بالفعل. الحركة الصهيونية روجت لفكرة "المملكة اليهودية الكبرى" لكنها في الحقيقة كانت دخيلة على ارض فلسطين لان الدين نفسه بحسب تاريخهم نشأ في بلاد الرافدين ومن ثم اتت ابرز الشخصيات في التاريخ اليهودي مثل شاؤول وداوود وقاما بمعارك ضد الكنعانيين اصحاب الارض الاصليين في فلسطين ومن ثم احتلوها ونشأت المملكة التي تقسمت فيما بعد، حسب الرواية العبرية. اي انهم دخلاء على الارض وليسوا من سكانها. اضافة الى ان اول كتاب في التاريخ اليهودي كتبه عزرا الكاتب، في القرن الخامس قبل الميلاد وهو ما يجعل التاريخ اليهودي موضع شك كبير بسبب البعد بين وقت وقوع الاحداث وتدوينها وهي مدة طويلة تتجاوز الـ200 عام. اضافة الى ان اغلب القصص والافكار في العهد القديم لو عدنا لتفصيلها نرى انها مسروقة من تاريخ وثقافات الدول التي بجانب الممالك اليهودية، وابرز من انتقد هذا التاريخ والعهد القديم هو الفيلسوف اليهودي باروخ سبينوزا، وذلك في القرن السابع عشر اضافة الى عدد كبير من العلماء الغربيين مثل عالم الانثروبولوجيا الإسكوتلندي جيمس فريزر، وهم من انتقد التحريف في العهد القديم، اضافة الى ذلك فان العالم اليهودي اسرائيل فينكلستاين، يعتبر ان الممالك اليهودية كانت عبارة عن قبائل كبيرة وليست ممالك واقعية او حقيقية حيث انها كانت تابعة للممالك والامبراطوريات التي بجانبها. اما العهد القديم فيروى فيه عن سفر يوشع ابن نون، انه عندما اتى اليهود الى ارض فلسطين (اي انهم ليسوا منها بطبيعة الحال)، قاموا بحصار مدينة اريحا وقصة حصارها طويلة ولكن في نهاية الامر تمكنوا منها وقاموا بقتل السكان نساءا ورجالا واطفالا ومن ثم حرق المدينة وجعلها اثر بعد عين، وكأن التاريخ يعيد نفسه الان.
هيكل سليمان وحقيقته التاريخية
هو اكبر المعالم لدى اليهود ودائما ما يتحدثون عنه بعظمة وان حجمه كبير جدا واعمدته من ذهب، وانه تعرض للهدم من قبل البابلين بعد ان قاموا بسبيهم. لكن في الحقيقة اليهود كانوا مع البابلين ومن ثم خانوهم وذهبوا ليقفوا مع المصريين القدامى في حربهم ضد البابلين الا ان المصريين تعرضوا للهزيمة، وفي قوانين ذلك العهد عقاب الخيانة اقسى من عقاب الهزيمة، والهيكل بحسب الباحثين لم يكن في القدس اساسا وحجمه ليس بالحجم الذي يتحدث عنه اليهود بل هو اصغر من ذلك بكثير، واساسا اليهود لم يكونوا ليستطيعوا بناء مثل هذا الهيكل الذي يصورونه لانهم كانوا عبارة عن قبائل تحاول ان تصبح مملكة، مثلهم مثل قبيلتي الغساسنة والمناذرة الذين اتوا من اليمن الى العراق والشام.
اذا الحق التاريخي لليهود في فلسطين غير ثابت تاريخيا، وهم محتلين لهذه الارض منذ نشأتهم ودخلاء عليها وليسوا من اهلها اساسا. اما دينيا فالدين اليهودي يرفض وينكر فكرة انشاء وطن لليهود، واما الحركة الصهيونية التي انشأت فكرة الوطن اليهودي فهي حركة علمانية فكيف لحركة علمانية ان تتبنى فكرة دينية؟ لكنها بدهاء كبير قامت بتوظيف الدين خدمة لها، وكان هناك محاولة من الغرب للتخلص من اليهود في اوروبا هذا اولا. وثانيا وضع جماعة تنتمي لهم في المنطقة العربية لكي تكون يدهم في وجه اي محاولة من هذه الدول الجديدة ضد الغرب، اضافة الى انها محاولة ابتزاز واضحة للاثرياء اليهود، حيث دفعوا اموالا طائلة لحكومات هذه الدول مقابل الحصول على ارض فلسطين.
لا يمكن لاي دين ان يفرض نفسه على اي ارض ويقول انها تابعة له، فهل مثلا يستطيع المسلمون ان يقولوا ان اسبانيا كانت لهم وهي الاندلس ويريدونها ان تعود؟ او يقولوا يجب على الهند ان تصبح جميعها مسلمة وتعود للحكم الاسلامي لانها كانت تابعة للخلافة الاموية والعباسية؟ هذه الامر مستحيل ابدا والتطور العلمي والمعرفي والثقافي والتاريخي يرفضه ايضا، اضافة الى ان حركة الاديان هي حركة مستمرة ومتناسخة، وهناك يهود دخلوا في المسيحية وفي الاسلام ايضا فيما بعد، وقد يكون هناك فلسطينيين اصلهم الديني يهودي ولكنهم غيروا دينهم ودخلوا في الاديان الجديدة.
السامية وحصرها باليهود
منذ نهاية القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين بدأ العالم يسمع مصطلح العداء للسامية وحصر هذا العرق باليهود تحديدا، وكان هذا المصطلح منتشر بشكل كبير في اوروبا وفي المانيا على وجه الخصوص، في ظل الخلاف بين النازية واليهود. ولكن كيف توجه هذه التهمة لكل من هو عدو لدولة "اسرائيل" فهل نحن اعداء انفسنا؟ الساميون هو عرق لكل سكان المنطقة من اقصى الشمال الشامي الى اقصى الجنوب اليمني، والشعوب السامية هي نسبة لسام ابن نوح عليه السلام وهم الأكديّون والكنعانيّون والفينيقيّون والاشوريون والآراميّون والعرب والحبش والعبرانيّون، اذا كيف يكون العربي الذي هو ضد احتلال الصهاينة لفلسطين معاديا للسامية؟ هل يعادي الشخص عرقه واصله؟
في نهاية المطاف فان الحق التاريخي لليهود في فلسطين ساقط تاريخيا وهم من يؤكد ذلك، ودينيا هم لا ينتمون لهذه الارض، لكنهم ارادوا اعادة التاريخ واحتلال الارض، وسنعود لنكرر ما جرى في التاريخ ونحرر هذه الارض، لانها جزء منا ونحن ابناءها، وستبقى فلسطين هي نقطة التماس بين تمام الحق وتمام الباطل.
"إن خلاص اليهود لا يكون على يد مسيح منتظر، وإنما عن طريق الجهد البشري اليهودي، لتخليص أنفسهم بالمبادرة إلى بناء مجتمع يعتمد على ارتباط اليهودي بأرض يزرعها تكون بمنزلة وطن قومي له، ولا يتم ذلك إلا في فلسطين".
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى تلك اللحظة، والعالم أجمع، وفلسطين خاصة، يعيش تداعيات معركة "طوفان الأقصى" التي بدأت بهجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، وما تلاها من حرب الإبادة الجماعية التي تشُنها دولة الاحتلال ضد شعب غزة. يقودنا ذلك المشهد الأخير لمسيرة الصراع الفلسطيني الصهيوني إلى النظر في بدايات الصراع وإرهاصاته مع بدايات الاستيطان اليهودي بفلسطين، الذي مرَّ بمراحل عدة، كان أهمها المرحلة التأسيسية في زمن الخلافة العثمانية، وتحديدا نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
إن المستوطنات التي استهدفتها عملية "طوفان الأقصى" لم تكن وليدة عام 1967 مع احتلال الكيان للضفة الغربية وقطاع غزة، وإنما كانت امتدادا لمفهوم "المستوطنة" الذي بدأ مع الحي اليهودي بالقدس وانتهى بنشأة الكيان المحتل على 78% من أراضي فلسطين العثمانية. فما ملامح هذا الاستيطان المبكر الذي بدأ قبل نشأة الحركة الصهيونية الرسمية واستمر حتى بداية الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1918؟
حارة اليهود
كان الحي اليهودي الأول يمثل البنية التحتية لفكرة الاستيطان المُنظَّم والهادف، سواء كان هذا بصورة مباشرة أم لا. (شترستوك)
في عام 1827، قام الثري البريطاني اليهودي "موشيه مونتفيوري" بزيارة إلى فلسطين بهدف استطلاع أحوال اليهود بها، ووجد في استقباله أكثر من 500 يهودي في حالة مريعة من الفقر والانحطاط، الأمر الذي سبَّب له الكثير من الضيق ودفعه للتقدم إلى الباب العالي للخلافة العثمانية وطلب الإذن بتشييد عدد من الملاجئ لإيواء هؤلاء اليهود، وهو ما تم له عام 1838. واستغرق الأمر 18 عاما حتى بدأ بناء هذه الملاجئ عام 1856، فشُيِّدَ 27 كوخا على قطعة أرض تقع خارج أسوار البلدة القديمة بالقدس، قبل أن يأتي عام 1869 بإقرار السلطات العثمانية قانون تملُّك الأجانب، ومن ثم اعترافها بهذا التجمع اليهودي الذي أصبح فيما بعد نواة للحي اليهودي أو حارة اليهود في القدس[1].
ورغم اعتبار عدد من الباحثين أن هذه المرحلة لا تعبر عن الاستيطان بمعناه الإحلالي الذي انتهجته الصهيونية، وأن اليهود الموجودين بفلسطين آنذاك كانوا يمثلون جزءا من النسيج الفلسطيني العربي منذ هجرتهم إليها عقب طردهم من الأندلس أواخر القرن الخامس عشر، فإن الأكاديمي الدكتور "أكرم حجازي"[2] يرى أن الاستيطان اليهودي الذي انطلق "مع إنسانية السيد مونتفيوري"، وبُنيَ على اعتبارات دينية وعائلية، لا يمكن النظر إليه خارج نطاق الاستيطان الصهيوني الذي تمدَّد بعد ذلك. والسبب وفقا لحجازي هو أن الحي اليهودي الأول كان يُمثِّل البنية التحتية لفكرة الاستيطان المُنظَّم والهادف، سواء كان هذا بصورة مباشرة أم لا[2]، وذلك عبر تحويل الوجود اليهودي إلى مؤسسة منظمة في جغرافيا معزولة تشبه إلى حدٍّ بعيد فكرة المستوطنات.
وحتى إن لم تكن الحركة الصهيونية قد تأسست وقتذاك بصورة رسمية وواضحة، فإن الرأسمالية التي تَمثَّلت في السير مونتفيوري وغيره من أثرياء اليهود لم تكن بعيدة عن الفكر الصهيوني ومخاضاته الفلسفية والدينية كما يصفها حجازي، خاصةً أن نشاط هذا التيار الرأسمالي اليهودي الأوروبي كان متزامنا مع وصول الرأسمالية الأوروبية إلى ذروة نشاطها الاستعماري، وأيضا مع الدعوة اليهودية للعودة إلى أرض الميعاد. وقد تبلورت دعوة العودة قبل الصهيونية من خلال كتابات بعض النخب اليهودية في القرن التاسع عشر، مثل "زفي هيرش كاليشر" (1795-1874) الذي قال في كتابه "السعي لصهيون": "إن خلاص اليهود لا يكون على يد مسيح منتظر، وإنما عن طريق الجهد البشري اليهودي، لتخليص أنفسهم بالمبادرة إلى بناء مجتمع يعتمد على ارتباط اليهودي بأرض يزرعها تكون بمنزلة وطن قومي له، ولا يتم ذلك إلا في فلسطين"[3].
جدير بالذكر أن سعي "كاليشر" لم يتوقف عند تلك الدعوة النظرية، وإنما امتد لتكوين جمعية يمولها اليهود وتقوم بالاستثمار في فلسطين، فكان له ما أراد عام 1864 بتأسيس "جمعية استثمار أرض إسرائيل" لتقوم بالتعاون مع "جمعية التحالف الإسرائيلي العام"، المعروفة بجمعية الإليانس، بتأسيس أول مدرسة زراعية عام 1870، هي "ميكفا إسرائيل" أو تل إسرائيل، على مساحة 640 فدانا من أراضي يافا[4]، وذلك بغرض دراسة التربة الفلسطينية وتدريب المهاجرين اليهود على أنواع الزراعة[2]. وقد كانت تلك الجمعية تعبيرا حقيقيا عن دعم الرأسمالية اليهودية للاستيطان اليهودي المبكر في فلسطين، حيث كانت ممولة بشكل كبير من البارون الفرنسي الشهير "إدموند روتشيلد" -أغنى أغنياء يهود القرن التاسع عشر- الذي كان له أبلغ الأثر في توطين اليهود وتمويل بناء المستوطنات؛ حيث أنفق بمفرده نحو 6.5 ملايين جنيه إسترليني على أنشطة الاستيطان خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر[5]، ساهم من خلالها في تأسيس 14 مستوطنة[2].
وفي هذه المرحلة المبكرة أيضا، ورغم تنبُّه السلطة العثمانية لخطر الهجرات اليهودية إلى فلسطين والاستيطان بها ثم سنِّ قوانين تمنع تملك الأجانب وتحرِّم على اليهود المسافرين لفلسطين البقاء بها أكثر من شهر واحد، فإن التراخي في تنفيذ هذه القوانين والفساد الإداري لدى المسؤولين والموظفين بالدولة حالا دون بسط هذه القوانين على أرض الواقع[4]. ويذكر الباحث التركي "عمر تللي أوغلو"[6] في دراسته لأرشيف الوثائق العثمانية بين عامي 1882-1914 أن هناك عددا من الطرق الملتوية التي انتقلت بموجبها الأراضي الفلسطينية لملكيات اليهود؛ ومنها الرشوة، والشراء عن طريق وسطاء أوروبيين، والشراء بأسماء مستعارة، والشراء بالوثائق المزيفة وبأسعار مغرية، لا سيَّما للرأسماليين العرب غير المقيمين بفلسطين، واحتلال الأراضي الوقفية، والتحايل على القانون للدخول في مظلة رعايا الدولة العثمانية وتجاوز قيود تملك الأجانب.
إلى جانب هذا كله، لعبت القنصليات الأجنبية دورا لا يُغفَل في شراء الأراضي وإحالتها لليهود، أو من خلال مبادلتهم بأراضٍ أوروبية[2]، وكان الهدف إنشاء مستوطنات زراعية تُمهِّد لنشأة اقتصاد يهودي مستقل، لكن هذا السعي وذلك الإنفاق الفردي أثناء تلك الحقبة لا يُقارنان بما نتج عنه سعي الحركة الصهيونية وإنفاق مموليها لاستيطان الهجرات اليهودية المنظمة التي بدأت منذ عام 1882.
موجات "عليا"
في عام 1882 أصدر المفكر اليهودي "ليو بنسكر" كتابه "التحرر الذاتي"، مطالبا فيه بحل المشكلة اليهودية في العالم، التي تمثلت حينها في النظرة الدائمة لليهود أينما حلّوا على أنهم غرباء. ولأجل هذا رأى بنسكر أن التحرر الحقيقي لهم سيكون في "خلق قومية يهودية للشعب اليهودي؛ ليعيش على أرض موحدة ومحددة"، داعيا إلى مؤتمر يهودي عالمي لشراء أرض تستوعب ملايين اليهود[7]. وذلك كله قبل دعوة "ثيودور هرتزل"، الذي أبدى إعجابه الشديد بشخص بنسكر، حيث قال إنه كان سيُغنيه عن كتابه "دولة اليهود" لو كان قد اطَّلع عليه باكرا[3].
تزامنت دعوة "بنسكر" تقريبا مع اغتيال القيصر الروسي "ألكسندر الثاني" عام 1881 واتهام اليهود بالضلوع في الأمر[8]، الأمر الذي تبعه موجة شديدة من العنف ضدهم دفعتهم للهجرة من روسيا إلى الولايات المتحدة وإلى فلسطين. ومن ثمَّ بدأت منذ عام 1882 بداية الهجرة المنظمة تأثرا بدعوة بنسكر وخوفا من البطش الروسي، فنشأت جمعية "أحباء صهيون" وساهمت في تأسيس أولى المستعمرات الاستيطانية الصهيونية "ريشون ليتسون" (الأولى لصهيون) هادفة إلى تأسيس مستعمرات زراعية تُسهِّل امتلاك فلسطين لاحقا. ولهذا أخذت الجمعية تنشر فروعها في مختلف أنحاء أوروبا، مثل روسيا ورومانيا وإنجلترا، كما أسست جمعية طلابية بجامعة خاركوف الروسية باسم "بيلو"، وهو اختصار "بيت يعقوب لخو فنلخا" أي "هيا يا بيت يعقوب لنمضي معا"[3].
وقد سُمِّيت تلك الموجة بـ"عليا الأولى"، التي تعني الهجرة الأولى إلى أرض الميعاد، وكانت في الفترة بين عامي 1882-1903، وهاجر خلالها قرابة 20-30 ألف يهودي[6]. لكن هذه الـ"عليا" واجهت عددا لا بأس به من المعضلات، منها ارتفاع متوسط أعمار المهاجرين، وجهلهم التام بالعمل الزراعي وأسس وقواعد الري، رغم أن هذا كان الهدف الأول للهجرة. وذلك فضلا عن مواجهة المهاجرين لمشكلات نقص المياه وانتشار الأوبئة التي أدت إلى موت الكثيرين منهم، وما رافق ذلك من هجمات البدو المتلاحقة عليهم بسبب استيطانهم لأراضٍ كان البدو يفيدون منها[9].
أدرك مُنظِّر الصهيونية "مناحم أوسشكين" عِظَم الأزمة التي عانى منها المستوطنون اليهود. فقد رأى أن الشرط الرئيسي لنجاح عملية الاستيطان هو إيجاد علاقة روحية بين الشعب المستوطن والأرض التي يستوطنها، وإشباع ترابها من عرقه ودمه، ما يعني ضرورة عمل اليهود في الأراضي التي سيطروا عليها، لا الاعتماد على العمالة العربية كما فعل مهاجرو العليا الأولى[2]. ولاحظ روتشيلد بوصفه الممول الأول للاستيطان تلك المعضلة، ورأى أنها نتيجة سيطرة العمالة العربية على الأرض التي بذل ماله لتهويدها[10]، فوجد في النهاية أن أمواله التي منحها لأجل استئجار عمالة يهودية كان اليهود يدخرون أغلبها في مقابل استئجار العمالة العربية ذات التكلفة المنخفضة. ولذا حوَّل روتشيلد بعدئذ دعم المستوطنات إلى جمعية "إيكا" التي اهتمت بدورها بوضع خطة للتنظيم الاقتصادي، وساهمت لاحقا في حل أزمة روتشيلد مع المستوطنات[9]. ثم أتت العليا الثانية لتؤسس للاستيطان بصورة أعمق وأكبر.
دغانيا.. أم المستوطنات
أثناء الهجرة الأولى، وتزامنا مع المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، كانت الصهيونية قد طوَّرت رأسمالية مؤسسية هدفت إلى تمويل الاستيطان والإشراف عليه بصورة أوسع وبإنفاق أكبر، فظهرت مؤسسات مالية ورأسمالية متعددة بهدف تعزيز الوجود اليهودي وتمويل مشاريعه الاستيطانية بفلسطين. وبفضل هذا التمويل، وتعليمات هرتزل بتوطين اليهود المزارعين والحرفيين[7]، أخذت الهجرة الثانية وما تبعها شكلا مغايرا لما كانت عليه الهجرة الأولى، وجلبت قرابة 40 ألف مهاجر يهودي أتوا وهم يعلمون ما ينبغي فعله لوضع حجر الأساس للكيان الصهيوني المحتل. ولهذا برز من بين أفرادها العديد من الأسماء التي تولَّت فيما بعد قيادة دولة الاحتلال، مثل "ديفيد بن غوريون"، و"يتسحاق بن تسفي"، و"ليفي أشكول"، وغيرهم[4].
نتيجة لهذه المأسسة الجديدة، وبخلاف الهجرة الأولى، كانت غالبية المهاجرين الجدد من الشباب اليهودي الذي يئس من تغيُّر أحوال اليهود بأوروبا الشرقية من جهة، وروسيا على وجه الخصوص، وتأثر من جهة أخرى بنداءات كبار الصهاينة للشباب من أجل بناء وطنهم المزعوم، مثل نداء الكاتب "يوسف فيتكين" الذي صدَّره بقوله: "صوت صارخ ينادي الشباب الإسرائيلي"[9]. وقد وجدت هذه النداءات صداها في الشباب اليهودي بأوروبا، وصنعت لهم أيديولوجيا مختلفة عن سابقيهم من المهاجرين، وهي "احتلال العمل"، وتعني "دعوة اليهود كافة إلى السيطرة على العمل في الميادين كافة بواسطة العمال اليهود، لخلق مجتمع عمَّالي يهودي صحيح وسليم قادر على استيعاب آلاف من المهاجرين اليهود إلى فلسطين"[11].
ونتيجة لهذه العقيدة، وعقيدة الحراسة الذاتية للمستوطنات، أخذ أبناء الهجرة الثانية في تأسيس مجتمع صهيوني يُمهِّد الطريق للمهاجرين التوالي، ويسد الفجوات التي خلَّفتها الهجرة الأولى، حيث شعر المستوطنون المغتصبون لأرض غيرهم أنهم -للمفاجأة- غرباء في هذه الأرض "لعدم وجود هيئة أو مؤسسة تمثلهم وتعتني بأحوالهم ومعيشتهم في بلاد لم يعرفوها من قبل"[9]. ولهذا ظهر اتجاهان حزبيان هما "هبوعيل هتسعير" و"بوعالي تسيون"، يدعوان لتوطين العمالة اليهودية وخلق مجتمع يهودي بفلسطين[9]. ونتيجة لتلك المفارقات بين يهود الهِجرَتيْن، قرر المهاجرون الجدد إنشاء مستوطناتهم الخاصة، "فأقاموا عملا جماعيا مشتركا في بلدة الشجرة (إلى جوار الشجرة العربية)، وركزوا عملهم في الأرض والحظائر وغرس الأشجار والعمل في المحاجر المجاورة"[9]. ومن ثمَّ ساهموا في إقامة الشكل الأول للمستوطنات الاشتراكية التعاونية، التي أنتجت مستوطنة "دغانيا" عام 1909.
ساهمت "دغانيا" وما تلاها من مستوطنات شبيهة في تأسيس نظام حياة الكيبوتس، أو المستوطنات الزراعية القائمة على العمل التعاوني، التي قام أفرادها بالزراعة وتربية المواشي وسائر مفردات الحياة الريفية بأنفسهم دون الاعتماد على العمالة العربية[12]. ونتيجة دورها الرائد في نحت هذا المفهوم الاستيطاني سُمِّيَت "دغانيا" بـ"أم الكيبوتسات"[13]. وقد نتج عن هذه الموجة الثانية تطور ملحوظ للاقتصاد الصهيوني، وهو ما تبعه تطور آخر في شكل الحياة المدنية للمهاجرين اليهود؛ إذ إن عددا كبيرا منهم ذهب ليستوطن المدن الحضرية، فأقام فيها أحياء يهودية خاصة، مثل حي "أحوزات بايت" خارج أسوار القدس، وأحياء اليهود بيافا التي كانت النواة الأولى لمدينة "تل أبيب"[9].
مهَّد هذا الوجود فيما بعد للهجرات التالية، وذلَّل لها عقبات الاستيطان، وصنع للمجتمع الصهيوني الأسس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي بُني عليها لاحقا الوجود العسكري وجماعات الإرهاب الصهيونية التي فرَّغت الأرض الفلسطينية وأبادت سكانها ورحَّلتهم قسريا من بلادهم وبيوتهم، قبل أن تخرج علينا حكومة الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتخبرنا أن اقتحام المقاومة للمستوطنات، التي كانت جزءا من وطنهم التاريخي بحسب مزاعمهم، عدوان يُلزِم إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها. لكن هذا "الدفاع المزعوم" أتى من "دليل" الصهيونية العامر بالإبادة العِرقية والترحيل القسري الذي لا يتوقف.
سامح عودة، نقلاً عن ميدان
————————————————————
المصادر
1. بيان نويهض الحوت، فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة.
2. أكرم حجازي، الجذور الاجتماعية للنكبة.. فلسطين 1858 – 1948.
3. حسن حلاق، موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909.
4. سميح شبيب، الاستيطان والهجرة في الفكر الصهيوني 1864-1939، دراسة بحثية، مجلة شؤون فلسطينية العدد 248.
5. وليد الخالدي، كتاب المسألة الصهيونية لروحي الخالدي.
6. عمر تللي أوغلو، الهجرة اليهودية إلى فلسطين بين عامي 1882-1914 في وثائق الأرشيف العثماني والمناهج المطبقة في انتقال الأراضي إلى الصهاينة.
7. صبري جريس، تاريخ الصهيونية، الجزء الأول 1826-1917.
8. إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين السياسي (منذ فجر التاريخ حتى سنة 1949م).
9. الهجرات اليهودية المنظمة – مركز مدار للدراسات الإسرائيلية.
10. تمار غوجانسكي، تطور الرأسمالية في فلسطين.
11. احتلال العمل – موسوعة المصطلحات – مركز مدار للدراسات الإسرائيلية.
12. صقر أبو فخر، الاستيطان في فلسطين: من التسلل إلى السيطرة.
13. دغانيا – موسوعة المصطلحات – مركز مدار للدراسات الإسرائيلية.
في الرواية عن عمر بن حنظله قال سألت الإمام الصادق (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ماذا يصنعان فقال ينظران الى من كان منكما قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فليرضوا به حكماَ فأني قد جعلته حاكماً فاذا حكم بحكمنا فلم يقبلا منه فانما بحكم الله اُستخف وعلينا رُد والراد عليهم راد علينا والراد علينا رادِ على الله، صدق مولانا أبي عبد الله الصادق (ع) (1).
حديثنا في هذا المقال يتناول تشريحا لبعض كيفيات مهاجمة الاعداء للمرجعية الدينية الشيعية.
كيف يهاجمون المرجعية الدينية الشيعية؟
من المهم جداً أن نعرف كيفية هجومهم حتى نشخص هذا الموضوع، بعد أن نعرفهم ونعرف طرائقهم.
نحن الآن لسنا بصدد الحديث عن أهمية المرجعية الدينية للمجتمع الشيعي، بل للعالم الإسلامي فقد تحدثنا فيه مسبقا تحت عنوان (ماذا حققت المرجعية الدينية الشيعية للأمة؟)، وإنما حديثنا هنا يختص في هذا الجانب (كيف يهاجمون المرجعية الدينية؟).
هناك فئات متعددة تتولى مهاجمة المرجعية الدينية ومحاولة إسقاطها من أذهان الناس ومن أفكار المؤمنين.
هناك مجموعة من خارج الدائرة الإسلامية مثل الأقلام العلمانية التي لا يعجبها ارتباط الناس بمرجعيتهم الدينية، وهناك أقلام وفئات ترى أن ارتباط الناس بالمرجعية الدينية في أخذهم الحلال والحرام والأحكام والتوجيهات، ترى أنه يُفسد عليهم مخططاتهم، نظراً لأنهم عندما يقترحون امرا، ويقررون شيئاً سيطرحونه على الناس، والناس عادةً يسألون مراجعهم هل هذا جائز أم غير جائز، وأوضح مثال على ذلك بعض أحكام الأحوال الشخصية في قسم من بلاد المسلمين التي لا تتوافق مع الشريعة، المؤمنون والمسلمون يسألون من مرجعياتهم الدينية هل هذا جائز ام لا؟ يفتون بكلا، فهذا الأمر لا يعجب بعض الفئات، لذلك تتولى أمر مهاجمة المرجعية الدينية، بأن هذه مرجعية متخلفة وتعيش في القرون الوسطى وتعيق التقدم إلى غير ذلك.
حديثنا ايضاً ليس مع هذه الفئة، هناك فئة أخرى في الداخل الاسلامي ولكن خارج التشيع مثل قسم من الطائفيين الذين لا يعجبهم تعلق شيعة أهل البيت (ع) بمراجع الدين، لأن هذا التعلق سيجعل هؤلاء الناس عند كل نازلة أو شبهة عقائدية أو مسألة فقهية سيرجعون إلى هذا المنبع ومراجع الدين لديهم الإجابات الواضحة والمبرهنة على الشبهات والاشكالات. هؤلاء الطائفيون لا يعجبهم هذا، ويريدون إبقاء الباب مفتوحاً ليذكروا شبهاتهم وإشكالاتهم من غير وجود أحد يردهم، ومع وجود مرجعية دينية يلجأ اليها الناس في الأزمات والمشاكل هذا يفسد عليهم عملهم.
هذا قسم يمكن تسميتهم بالطائفيين المتعصبين من غير المذهب الشيعي، لأن قسماً من المسلمين يتفهمون أمر ارتباط الشيعة بمرجعيتهم الدينية ويجدون هذا أمراً عادياً وطبيعياً، وهو رجوع الإنسان إلى الأعلم العارف بتخصصات الفقه والعقائد حتى وإن اعتبره غير صحيح لكن يقبل به، لكن الفئة الطائفية لا تقبل هذا الأمر ولايرتضيه، وهؤلاء أيضا لسنا بصدد الحديث عنهم.
كلامنا هو في الداخل الشيعي عندما يكون هناك من أبناء الشيعة بحسب التصنيف المذهبي ممن يظهرون الولاية لأهل البيت (ع) ممن يقولون قال الإمام الصادق والباقر وأمير المؤمنين (عليهم السلام) ويحتفلون بالغدير وبالولادات ويحزنون في أيام محرم الحرام وما شابه ذلك، قسم من هؤلاء ممن يتهجّم على المرجعية الدينية الشيعية، بل يحاول أسقاطها.
الشيعة العاديون المؤمنون المخلصون لا يمكن أن يتصوروا أنهم يسعون في أسقاط المرجعية الدينية، أنهم يعرفون فائدتها ومعناها ويجدون أن الرجوع اليها وتقليدها رجوعا عقليا يلزمهم به العقل، وتؤكده الروايات والآيات مثل (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(2) ومثل (فللعوام أن يقلدوه)(3) وأمثال ذلك ومنه ايضا الحديث الذي ذكرناه في بداية حديثنا هذا (ولكن ينظران الى من منكم روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليهم حاكما، فاذا لم يقبلا بحكمه فإنما بحكم الله اُستخف وعلينا رُد والراد علينا رادِ على الله عزوجل).
المؤمن الشيعي الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) ضمن منهج طبيعي وصحيح واستقامة يجد أنه مالم يكن هو مجتهداً فيجب أن يكون راجعاً الى المجتهد والى الفقيه وإلا ضاع في الأحكام وضاعت منه الأحكام. لكن كما هو الحال في أي فئة من الناس الخط العام هو خط الاستقامة، خط الأصحاء، لكن قد تجد هناك مرضى البدن، الخط العام ممكن أن يكون خط التمسك بالأخلاق ولكن قد تجد فئة من الناس بخلاء وضعفاء وقساة وما شابه ذلك، وبالخط العام قد تجد مثلاً الإتيان للشهوة بالطريق الصحيح المستقيم ولكن قد تجد أناساً في هذا الانتماء ينحرفون بهذه الشهوة، كذلك الخط العام في هذه الفئة التابعة لأهل البيت (عليهم السلام) هو الارتباط بالمرجعية الدينية وهو قبول قولها واحترامها وتصديق كلامها لما رأوه من الاشتراطات الصعبة التي تشترط في المرجعية الدينية، الورع بدرجة تكاد في بعض الحالات تتعجب من حصولها في هذه الدنيا، كيف يستطيع إنسان في هذا الزمان أن يتورع خلال (50 او 60) سنة بهذه الدرجة.
كذلك على المستوى العلمي، لدرجة تجده يستخرج من حديث واحد مثلاً يستخرج عشرات الأحكام، ومن خلال قاعدة واحدة يستخرج مئات الفروع.
من أين يمتلك هذه الثروة العلمية والحجم العلمي وكيف نحن نمر على الآية والحديث والرواية بالكاد نفهم مظهرها وظاهرها، وهو يستخرج لك منها مئات الأحكام والمعاني. ولأن الخط العام في التشيّع يرى في المرجعية الدينية هذا الأمر يتمسك بها، لكن كما نجد هذه الفئة، نجد ايضا من يكون منحرفاً عن هذا الاتجاه.
ونحن نتكلم عن قسم من هؤلاء، لأن هؤلاء ايضاً أقسام، نحن نتحدث عن أصحاب المشاريع الشخصية التي تقصد الطعن في المرجعية طعناً بغض النظر عن الأسماء والعناوين، نجد أحدهم مثلاً قد يدعم مرجعيته الدينية بقول إن المرجعية رقم (1) أفضل من مرجعية رقم (2)، لأنها كذا وكذا، هذا ليس جيد ولاحسن ويجب أن يعرف هذا الإنسان الذي يطعن مرجعية غير مرجعيته أنه سيفسح المجال لذلك الطرف أن يطعن بمرجعيته الخاصة رقم (1)، هنا يقال له: (فلا تجزعن من سنّة أنت سرتها ... فأوّل راض سنّة من يسيرها)(4).
فهو الذي أسس الطعن في المرجعية وأطراف المرجعية الثانية ردوا عليه وطعنوا مرجعيته، وهذا عمل غير صحيح ونفس المراجع لايرضون به، والكثير مثل هذه التصرفات هو عبارة عن تصرفات وحماس شخصي من قبل بعض الأفراد، وكذلك حديثنا ليس مع هذه الفئة لأنها في الواقع لا تنوي أسقاط المرجعية تماماً، وإنما يريد أن تكون مرجعيته هي العامة وغير مرجعية لا.
هناك فئة أخرى لا ترى أي قيمة للمرجعيات، وفي رأيها ينبغي أن تسقط هذه النماذج بأجمعها يبدأون بالطعن برقم (1) وبعده رقم (2) وبعده رقم (3) وهكذا، كلامنا في هذا الموضوع، فهذه في الغالب مشاريع شخصية قد يستفيد منها الأعداء.
ماذا يعني مشروع شخصي؟
مثلاً أنا أكون شخصاً مجهولاً لا أحد يعرفني وليس لديّ علم، ابتغي الرئاسة والقيادة، لكي يسير الناس خلفي، ولا أستطيع الحصول على ذلك لعدم معرفة الناس لاسمي ولا لعلمي، فماذا أصنع؟
أبدأ بالبحث عن أعلى قمة واسبها واشتمها والعنها والفق الافتراءات في حقها ما الذي سيحصل عندها؟
سيتأذى من هذا الفعل من يقلد هذه المرجعية العليا رقم (1) وسيقوم بإبلاغ المجاميع التي يشترك بها في مواقع التواصل الاجتماعي للرد والكلام والتفنيد لهذه الاتهامات، وسيقوم بهذا الفعل كل واحد من المشتركين في هذه المواقع، وهذا التصرف سيجعل اسم هذا الشخص المجهول وغير المعروف، يُعرف ويتم تداول اسمه ومناقشة كلامه وهذا سيجعله يفرح، في حين لو اغفل وترك لقتل ومات في ساعته، هو كانت غايته معرفة اسمه ونشر كلامه ولو ان الناس تجاهلوه ولم ينقلوا كلامه لقتل كمدا في ساعته.
لكن لحماس هؤلاء الأشخاص على مرجعيتهم يطلبوا من العلماء والمشايخ بالرد عليه، وكلما اتسعت دائرة كلامه هو يفرح أكثر، لأن كثرة الردود ساهم في انتشار اسمه، وهذا القسم لا يكتفي بالنيل من مرجعية واحدة فقط بل سيشمل ذلك أغلب مراجع الدين، والناس سوف يتبعونه وينقلون كلماته.
هذا المشروع الشخصي الطالب للرئاسة والشهرة والمال، والذي يستقطب غالباً المنخنقة والموقوذة والنطيحة والمتردية وما أكل السبع كما ذكر القران الكريم، أين ما يوجد أحد متمرد على الحكم الشرعي، ويبغض المرجعية الدينية يقول هذا ماكنا نبتغيه حتى يكسرهم الواحد تلو الآخر.
خدعة الشهادة الثالثة!
ومن الخدع التي يعتمدونها هو الحديث في أمور تداعب مشاعر الناس، منها مثلاً الشهادة الثالثة في الاذان (اشهد ان عليا ولي الله)، فيتهمون المرجعية بعدم الإيمان وأنهم ليسوا من الشيعة لأنهم لا يقولون بوجوب الشهادة الثالثة، أما أنا – والحديث للمنتقد- فأقول إنها واجبة.
وهذا النوع من الخطاب يخدع الناس للأسف الشديد على الرغم من خلوه من أي دليل يعتد به، فالمرجع ليس مقصراً في حق علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وإنما هو مقيّد بالأحكام الشرعية وبالروايات الشريفة تماما، والكلمة الواحدة يزنها بميزان من ذهب بالمليمتر والقياسات والاوزان الصغيرة، لا يمكنه أن يقول كلمة لأنها ستناقش من قبل آلاف فضلاء الحوزة العلمية وسيطلبون منه الدليل على رأيه وكلمته.
وعبر هذه الطرق تسعى هذه الفئة إلى إسقاط جميع المرجعيات الدينية، فهم لا يعنيهم فلان من المراجع، وإنما لديهم مشكلة مع أصل العنوان وهو المرجعية الدينية التي تقود الشيعة في العالم.
اقتطاع الفتاوى!
أيضاً من الطرق التي يستخدمها هؤلاء لاستهداف المرجعية الدينية هو اقتطاع بعض الفتاوى من سياقها العادي وتصديرها إلى عامة الناس من دون توضيح أو ربطها بسياقها السابق المبيّن لها، وكل ذلك بهدف إظهار الفقيه على أنه شخصية جامدة حبيسة أفكار العصور السابقة.
التهم الجاهزة!
أيضا طريقة أخرى يعتمدها هؤلاء، وهي عدم التورّع عن الكذب الواضح والاتهامات من خلال التشكيك في أمانة المراجع على الأموال والحقوق الشرعية، فيطرحون العديد من التساؤلات التي تثير شكوك الناس، كقولهم: "هل تعرف أموالك أين تذهب عند تسليمها إلى المراجع وإلى عوائلهم؟!".
نحن رأينا العلماء في الأزمنة القديمة وشكل حياتهم، فهم يعيشون في مستوى دون المتوسط، وهذا يظهر واضحاً من خلال منازلهم التي يعيشون فيها ومقتنياتهم البسيطة جداً، بل أن هناك الكثير من طلبة العلم العاديين يكون وضعهم المعاشي أفضل بكثير جداً من الوضع الذي يعيش فيه مراجع التقليد الكبار، وتجد التهم الجاهزة لهم بأنهم يكدسون الأموال في الخارج، فهم يطلقون مثل هذه الادعاءات دون أن يسألون عن أدلتهم وبراهينهم!
هذه الاتهامات وغيرها تستلزم العقوبة، فكيف بمن يقذف علماء ورعين مشغولين بأمر الدين في حياتهم، وليس اتهاما عاديا انما يكون عن طريق الفضائيات، مواقع التواصل، المواقع الالكترونية، والالاف يسمعون في حين اذا سمعها شخص او اثنين يقيم عليك حد القذف فكيف إذا كانت بهذه الصورة.
وهؤلاء لانهم لا يملكون أدلة، يقولون ان لديهم هذه الادلة لكن لا يريد اخراجها الآن، وهو كاذب لأنه لا يملك أي دليل، والغرض منه اذا لم يصدقه كل الناس صدقه البعض منهم!
المرجع الحكيم (قدس)
المرجع السيد محمد سعيد الطبطبائي الحكيم (قدس)، هذا الرجل عمره (85) عاماً على الأقل، قضى منها (45) أو (55) عاماً وهو يباحث الفقه العالي (البحث الخارج) وقد اضطهد واعتقل في ايام صدام لعنة الله عليه مدة (8) سنوات مع أولاده واقاربه، وكاد يصل الامر إلى قتلهم كما قتل اقاربهم، واذيق من صنوف التعذيب، كما نقلوا لنا بعض من كان معه في ذلك السجن، وقالوا اننا عندما شاهدنا التعذيب الذي يلقاه المرجع الديني بشيبته وشيخوخته، وهو الذي كان يتوقع له المرجعية العليا بعد بضع سنين، وهو من أعاظم المجتهدين ولم يكن يتكلم او يتألم ابدا إنما يقول (لاحول ولا قوة إلا بالله)، مع أن التعذيب الذي يلقاه شديد وكنا نخجل من أنفسنا أن نتألم إذا عُذبنا عندما نراه وهو لا يتكلم، مع أنه كان يشكو من إحدى قدميه بسبب بعض الامراض ولا يستطيع الوقوف عليها مستقيما، وبالمناسبة دّرس هذا المرجع بعض الفقه والأصول وهو في السجن، وكان يكتب على أوراق السجائر والكارتون، وقد توفي في محرم الحرام قبل سنتين، ولديه كتاب اسمه المرجعية الدينية حوارات مع قضايا اخرى.
ورداً منه لبعض من تكلم عن المرجعية الدينية:
يقول ما مضمونه: "فقد اطلعنا على بعض الافتراءات على أعاظم مراجعنا الذين تجلهم الحوزة العلمية، لا يقوم بها من له أدنى مسلك من الكرامة فضلا عن الدين".
إن علمائنا الأبرار ومراجعنا العظام حافظوا على استقلال هذه الطائفة حموها من الانحراف، وهذا لا يعجب قسم من الناس نعود ونكرر: (وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)(5) هذا باطل، هذا كذب، هذا افتراء، هذا بهتان، هذا على خلاف خط أهل البيت (عليهم السلام)، على خلاف الخط العام للتشيّع، وإن كان لهذا الشخص أو الجماعة مئة موقع إلكتروني أو مئة قناة فضائية لن ينفعهم.
وإن واجبنا الشرعي نحن الذين نؤمن بهذا الخط هو أن لا نكون انصارا لهم بمتابعتهم، نحن نلاحظ أن بعض هذه القنوات، والمواقع، كيف يصفق لهم الطائفيون بقولهم نحن أخبرناكم مسبقاً بأن هذه المؤسسة فاسدة والأمر لا يتعلق بالمراجع فقط، وهم يزعمون وجود فساد وانحراف وسرقة للحقوق الشرعية، فبحسب ما يشيع هؤلاء أن المذهب باطل والتشيع باطل فاتركوه افضل لكم!
ونحن نقول أيضاً إنه لا يصح الا الصحيح (وإن الباطل كان زهوقا) ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) (6)، ولو اجتمعت عليه كل قوى العالم سيظل هذا المذهب منتصرا، باقيا، مستمرا ان شاء الله، ولنا في نهضة الامام الحسين (عليه السلام) خير مثال وخير نموذج حيث اجتمعت على كتم هذه الثورة كل القوى من زمان مقتله إلى عصورنا الحاضرة، ولكن أبى الله سبحانه وتعالى. قال الشاعر: "ظنوا بأن قتل الحسينَ يزيدهمُ لكنما قتل الحسينُ يزيدا"(7)
الهوامش:
1- الكافي - الشيخ الكليني - ج ٧ - الصفحة ٤١٢.
2- سورة النحل الآية (43).
3- وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ١٣١.
4- البيت من قصيدة لخالد بن زهير الهذلي.
5- سورة الأسراء - الآية (81).
6- سورة الرعد - الآية (17).
7- للعلامه المرحوم عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ احمد الوائلي.
*دوّنها: ميرفت أمين عبد الحسين
في شارع 40 رئة الحلة الحيوية، مركز محافظة بابل، تسمّر مئات الشباب والمراهقين ظهراً يحملون الكتب والقرطاسية، في مشهد يوحي للوهلة الأولى أنهم ينتظرون الدخول إلى مدرسة أو مجموعة مدارس قبل أن تتذكّر أن فترة الامتحانات صباحاً.
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
هذا الشارع التجاري، أصبح اليوم يضم العشرات من معاهد التدريس الخصوصي التي بدأت تسحب البساط من تحت المدارس على الرغم من تكاليفها الباهظة، إذ يصل سعر تدريس المادة إلى نحو مليون دينار تقريبا.
تحقيق صحفي نشرته صحيفة "العالم الجديد" سُئلت إحدى الفتيات ممن يتحضرن لاختبارات البكالوريا في السادس العلمي / الأحيائي، والتي واظبت على الحضور اليومي لهذه المعاهد.
تقول (م. ح) إن "دوام المدرسة أصبح تسجيل حضور فقط، والحصص جميعها نتلقّاها في المعهد، جميع زميلاتي معي ما عدا ممن يعانين من ضعف الحالة المادية فقد اكتفين بالدخول في بعض المواد فقط".
وتضيف طالبة السادس، التي اكتفت بالترميز لاسمها أن "الدراسة مجانية في المدارس، لكنها لا تسمن ولا تغني، والمشكلة أن المدرسين هم أنفسهم في المدارس يدرسون في المعاهد وكأنما يلبسون شخصية أخرى".
وانتشرت ظاهرة التدريس "الخصوصي" في العراق بشكل كبير بعد العام 2003، نظرا لتحسن الوضع الاقتصادي لأغلب العوائل، حيث باتت قادرة على دفع مستحقات المدرس، والتي كانت بأسعار مقبولة آنذاك، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى شبه إلزامي لطلبة الصف الثالث المتوسط والسادس الإعدادي، نظرا لكون طلبة المرحلتين يؤدون امتحانات وزارية "بكالوريا".
وفي السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة معاهد التطوير والدورات، حيث يشترك في كل معهد عدد من المدرسين ويجمعون الطلبة في قاعات مخصصة للدراسة، وتبدأ أغلب هذه الدورات في العطلة الصيفية التي تسبق بدء العام الدراسي، وذلك بهدف تهيئة الطالب للمرحلة الوزارية المقبل عليها.
وخلال الفترة الماضية، جرى تداول مقطع فيديو لمدرس في إحدى معاهد التدريس الخصوصي، وهو يوبخ الطالبات ويتجاوز عليهن بألفاظ نابية، ما أثار ردود فعل مستهجنة في الرأي العام.
وكان وزير التربية إبراهيم الجبوري، صرح قبل يومين، بأن البلد يحتاج إلى 8 – 9 آلاف مدرسة جديدة للقضاء على الدوام الثلاثي، مؤكدا أن رئيس الوزراء وجه المحافظين باستثمار فترة العطلة الصيفية لتشييد الأبنية المدرسية.
إلى ذلك، يقول أحد مدراء المدارس وهو حيدر البياتي، أن "هذه المعاهد لا يمكن أن تكون بدائل عن المدارس الحكومية لكن بسبب كثافة الطلبة في المدارس الحكومية أصبح من الصعب توصيل المادة للطالب، ولذلك يلجأ الأخير إلى المعاهد الأهلية".
ويضيف أن "بعض المعاهد مرخصة، والبعض الآخر غير مرخص وهو الأغلب، بالنسبة للمعاهد المسجلة مجازة من الدولة وتفرض عليها ضرائب وبعض القوانين والشروط بالتنسيق مع وزارة التربية".
ويتابع أن "التدريس في المدارس يسير بشكل طبيعي، بوجود الإشراف التربوي الذي يتابع المدارس الحكومية وإكمال المنهج والخطط في سبيل إنهائها".
يشار إلى أن التعليم في العراق، شهد تراجعا كبيرا في السنوات الماضية، نتيجة للإهمال الحكومي وشبهات الفساد التي تحوم حول مشاريع تطويره، وخاصة بناء مدارس جديدة بعد ارتفاع عدد الطلبة والزيادة السكانية، حيث وصل عدد الطلبة في كل صف دراسي لأكثر من 50 طالبا، في مدارس أغلبها متهالكة.
وبالتزامن مع عدم تطوير قطاع التعليم في العراق، برزت المدارس الأهلية كبديل عن المدارس الحكومية، وباتت أعدادها كبيرة جدا ومنتشرة في أغلب الأحياء السكنية في جميع المحافظات.
ومن المشاكل التي تواجهها المدارس الحكومية في العراق، هي الاكتظاظ وعدم وجود مبان كافية وقلة التجهيزات الأساسية مثل مقاعد الجلوس، وقد انتشرت مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات كثيرة من داخل بعض المدارس في الوسط والجنوب، تكشف عن عدد الطلاب الكبير في القاعة الدراسية الواحدة وخاصة الأول الابتدائي، مع عدم وجود مقاعد الجلوس وافتراش الطلبة للأرض.
من جانبه، يرى متحدث وزارة التربية كريم السيد، أن "المعاهد والمدارس كل منها يؤدي غرضا مختلفا، فالمعاهد الأهلية غرضها تقوية الطالب وتطوير مستواه، والوزارة تراقب هذه المعاهد عبر لجان مختصة شكلتها".
ويضيف السيد "إجراءات الوزارة مستمرة بخصوص متابعة الأداء في المعاهد وتم تشكيل لجان وجرى غلق بعض المعاهد غير المجازة، وبالنهاية تعتقد وزارة التربية أن هناك اشتراطات يجب أن تتحقق في هذه المعاهد"، لافتا إلى أن "وزارة التربية لا يمكن أن تضع سقفا معينا للمبالغ المستحصلة، فالأسعار تتباين من منطقة لأخرى والتكاليف الخاصة تختلف، ويتم هذا برغبة الطالب ورغبة ولي الأمر وهي قصة اختيارية وليست إجبارية".
وقدرت الوزارة في العام 2018 حاجة التعليم إلى أكثر من 20 ألف مدرسة في عموم البلاد، وسط انتشار صور نظام التعليم الثنائي والثلاثي وحتى الرباعي في المدرسة الواحدة، ومدارس الطين التي بلغت بحسب إحصائية سابقة لوزارة التخطيط ما يقرب من 11 ألف مدرسة، الأمر الذي يظهر حجم المأساة والفساد الذي تسبب بأمية تجاوزت الـ20 بالمئة، ونحو 3 ملايين طفل متسرب من المدارس.
من جانبه، يعتقد مدير أحد المعاهد في شارع فلسطين، أن "المعاهد الدراسية أصبحت مكملة للمدارس خصوصا أن المدارس الحكومية تحتاج للتأهيل، وتحتوي حاليا أكثر من دوام في المدرسة الواحدة".
ويبين مدير المعهد الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "الزخم الطلابي الكبير في المدارس أدى إلى أن تكون فترة التدريس قليلة والأستاذ من الصعب أن ينجز المادة وتوصيلها للطالب بانسيابية".
وبشأن الاتهامات التي ترد عن عدم إكمال المنهج، يذكر أن "هذه الحالات موجودة والمدرس موظف دولة، المفروض إعطاء المادة حقها خلال العام الدراسي".
هل أصبحت ظاهرة ارتداء الحجاب موسمية ترتبط بفترات معينة من العام خاصة بشهر رمضان المبارك وتنتهي بانتهائه؟
[اشترك]
هذا التساؤل يفرض نفسه إذا ما قارنا لباس كثير من الفتيات بين ما كن عليه خلال رمضان وما هو قائم اليوم، حيث نرى أنّه مع بداية الشهر المبارك يتّجه عدد كبير من الفتيات إلى ارتداء الحجاب.. وفي نية قسم كبير منهن التخلي عن الحجاب بانتهاء رمضان وهو ما يبدو واضحاً من خلال انحسار موجة المحجبات الموسميات.
وظاهرة ارتداء الحجاب فقط في رمضان، والتي بدت هذه السنة أكثر ظهوراً ليست جديدة بل تكاد تتكرر كل عام حيث تتحجّب الفتاة في رمضان وما إن ينتهي هذا الشهر حتى تعود إلى ما كانت عليه وهذا ما يبدو جلياً خاصة بعد انقضاء عدة أشهر على رمضان، ممّا جعل البعض يتساءل: هل الحجاب لعبة ترتديه الفتاة متى شاءت وتتخلى عنه عندما تشاء؟ أم مسؤولية لا تقوى عليها الفتيات ممن لا يتحملنه إلا في شهر رمضان؟ وإذا كان الخوف من الله هو الدافع للحجاب في رمضان، أفليس رب هذا الشهر هو رب كل الشهور؟
في البداية تقول ''أسماء'' 23 سنة: أنا لا أقتنع بارتداء الحجاب فقط في رمضان، وأرى أنّ ذلك نوع من النفاق، بل إنّني أشعر بعدم الرضا عن نفسي لأنّني أرتدي الحجاب فقط عند الصلاة ثمّ أتخلى عنه بعد الصلاة حتى في رمضان، ولا أنكر أنّني كثيرا ما فكّرت في ارتداء الحجاب في رمضان، ولكن أتراجع عن ذلك رغم إيماني بأنّ عدم ارتداء الحجاب يقلّل من ثواب الصوم، إلاّ أنّني أفضل أن يقلّ ثوابي عن أن أكون منافقة، لأنّني أعلم يقينا أنّني سأتخلى عنه بعد ذلك.
وتضيف ''سامية'' في المرحلة الثانوية قائلة: الفتاة التي ترتدي الحجاب فقط في رمضان يكون هدفها هو أن ترضي الله، ورغم ذلك فأنا أرى أنّ الفتاة التي تتحجب عليها أن تتحجب لا لشهر رمضان ولكن بصفة مستمرة، وكثيرا ما فكّرت في ارتداء الحجاب مع بداية شهر رمضان ولكن عندما أشعر أنّني يمكن أن أتخلى عنه بعد رمضان لا أرتديه، ولا أرى أنّ ذلك له علاقة بالصوم فهو ليس كالصلاة التي لابد من ستر العورة فيها، ورغم ذلك فأنا أحترم هذا الشهر الكريم في أنّني لا أخرج من منزلي بملابس عارية أو غيرها من التي يمكن بها في أي وقت آخر في غير رمضان.
وتلتقط ''نسمة'' 20 سنة طالبة في معهد خاص للإعلاميات طرف الحوار فتقول: أنا ضد أن ترتدي الفتاة الحجاب فقط في رمضان، وأرى أنّ الفتاة إما أن ترتدي الحجاب على الدوام أو لا ترتديه، وبالنسبة لي فقد تحجّبت مند سنتين فقط، وكنت قبلها أعيش حياتي كفتاة عادية بدون حجاب، لكني وجدت أنّ أسرتي كلّها محجبة، وشعرت بأني الوحيدة التي بلا حجاب فدفعني ذلك إلى ارتداء الحجاب، ومن يومها لم أتخل عن الحجاب، خاصة أنّه لم يغيّر شيئا من سلوكي، فأنا لم أفعل شيئا قبل الحجاب أخجل منه ولا يتناسب معي كفتاة مسلمة، وكل ما تغيّر أنّني تخليت عن بعض ملابسي التي رأيتها لم تعد تناسب الحجاب.
وتستطرد ''أمل'' مهندسة فتقول: رغم أنّني لم أرتد الحجاب في رمضان، وكانت بدايتي معه منذ 7 سنوات عندما كنت في الجامعة، وأثناء زيارتي لإحدى الصديقات تحدثت معي والدتها وهي إنسانة متدينة عن الحجاب، وأنّ التخلي عنه حرام وشكلي بالحجاب سيكون أفضل، فوجدت نفسي لا أريد النزول من عندها دون أن أغطي شعري، فطلبت منها منديلا للشعر وتحجبت ومن يومها وأنا لم أتخل عنه، أما بالنسبة لظاهرة حجاب الفتيات فقط في رمضان ثم ما أن ينتهي الشهر حتى يعدن إلى السفور، فعلاوة على هذا النوع، فهناك نوعية أخرى من الفتيات تظل مصرة على ارتداء الجينز وما لديها من أزياء تتنافى مع الحجاب، لذلك أرى أنّ الفتاة إمّا أن ترتدي الحجاب كما هو متفق عليه في الإسلام وإمّا أن تتخلى عنه، أمّا أن تجعل منه لعبة أو مجرد موضة فهذا حرام.
وتقول ''كريمة'' تلميذة في المرحلة الثانوية: عندما كان عمري 11 سنة، كانت والدتي محجبة وأقنعتني بالحجاب في هذه السن الصغيرة وما زلت أرتديه حتى الآن، أما ما يتعلق بالحجاب في رمضان فقط فأنا أرى أنّها مجرد محاولة من الفتيات لحبّ الحجاب، ولذلك علينا أن نحببهم في ذلك لا أن نهاجمهم فمحاولاتهم تعني أنّهم في الطريق الصحيح.
وترى ''نورة'' 22 سنة: أنّ الحجاب شيء أساسي في رمضان وغير رمضان، وأرى أنّ لجوء بعض الفتيات إلى الحجاب في رمضان خطوة إيجابية نحو الحجاب على الدوام، لأنّ التي تخاف أن يقلل عدم ارتدائها الحجاب من ثواب صيامها يعني أنّ النزعة الإيمانية بداخلها قوية، لكن رغبتها في الاستمتاع بالحياة والجري وراء الموضة يجعلها مترددة، وهذا ما حدث معي فأنا كنت أحبّ اللباس كثيرا، وكنت أرى أنّ الحجاب قد يجعلني أبتعد عن ''أناقتي''، لكني اكتشفت بعد الحجاب أنّني أنيقة كما أنّ الحجاب لا يحول كما تتخيّل بعض الفتيات دون أن تعيش حياتها وتستمتع بها، فأنا أعيش حياتي وأستمتع بها وأنا بالحجاب، لذلك أنصح كل فتاة تخشى أن يقلّل الحجاب من جمالها أو أناقتها أو يحول دون استمتاعها بالحياة بأنّ هذا ليس صحيحا، وأنّ التي ارتدت الحجاب في رمضان عليها مواصلة الحياة بعد رمضان به.
'' نادية'' مصممة أزياء، تقول: عندما كان يأتي علي شهر رمضان قبل ارتدائي الحجاب كنت أشعر بأنّ هناك شيئا ينقصني، فكنت أقوم بارتدائه والتخلي عنه بعد رمضان، لأنّ رغبتي في العمل في مجال الأزياء كانت تجعلني مترددة في ارتدائه بصفة مستمرة، خاصة أنّ هذا المجال يعتمد على غير المحجبات، لكن عندما اقتنعت بأنّ الحجاب فريضة على كل فتاة مسلمة قمت بارتدائه، وأنا أعلم أنّ هذه الخطوة ستحول دون العمل ك ''مصممة''، وكنت أعتقد أنّ الحجاب قد يكون عقبة في طريق تحقيق حلمي، لكن الشيء الغريب أنّني لم أعمل في مجال ''الأزياء والموضة'' إلا بعد أن ارتديت الحجاب، لأكون ''مصممة'' محجبة سواء في مجال الإعلانات التي بدأت بها ثم عروض الأزياء التي جاءت بعدها.
ياسمين 17 سنة تلميذة بالثانوي: أنا من البنات اللاتي يتحجبن فقط في رمضان وأنزعه بعد رمضان، لأنّني أشعر بالاختناق من الحجاب وأجد نفسي مضطرة له في رمضان، لأنّه شهر صوم وصلاة وحجاب، ورغم ذلك أشعر أنّه سيأتي اليوم الذي أرتديه فيه، لكن بدون ضغط أو إجبار ويومها سأختار الملابس التي تناسبه، لأنّ ملابسي الآن لا تناسب الحجاب، فأنا عاشقة للملابس الضيقة جدّا والتي تجاري الموضة، وأرتديها بعد صلاة المغرب عندما أنزل من بيتنا للسهر والتجول، بعد أن أتخلى عن الحجاب الذي أعود إليه عندما أبدأ في الصيام التالي.
وتتفق ''خديجة'' طالبة في الجامعة، مع الرأي السابق قائلة: أنا أيضا أتحجب في رمضان فقط، ولا أرى أنّ الحجاب ضروري للصيام كما هو في الصلاة، ولأنّني أصوم فعليّ أن أتحجب ثم بعد أن ينتهي الصيام أتخلى عن الحجاب وأمارس حياتي بشكل طبيعي، ورغم هجوم البعض علينا وقولهم بأنّنا نجعل الحجاب لعبة فهذا غير صحيح، لأنّ الحجاب ليس لعبة ولكن ضرورة للصيام، ولأنّنا نحترم الصيام نرتدي الحجاب، وكم أتمنى أن أرتدي الحجاب على الدوام، لكن أشعر أنّني ما زلت في بداية حياتي وأريد أن أستمتع بالمرحلة التي أعيشها، وحتما سيأتي اليوم الذي أتحجب فيه على الدوام.
وحول رؤية الطب النفسي لذلك يقول أحد الأساتذة في الطب النفسي: أنّ شهر رمضان بما فيه من نفحات إيمانية ينعكس على كل أفراد المجتمع، ويوقظ بداخل كل شخص ما لديه من ضمير، فيبحث هذا الشخص عن أوجه القصور لديه ويحاول استكمالها، وحجاب بعض الفتيات في رمضان فقط هو نوع من تلك العودة إلى محاسبة النفس والعمل على معالجة القصور، حيث تستحي الفتاة أن تكون صائمة وليست محجبة فتلجأ إلى الحجاب، ثمّ ما أن ينتهي رمضان حتى تعود إلى سابق عهدها، وهي وإن كانت تشعر بالرغبة في التقرب إلى الله واستكمال الطاعة، فإنّها تشير أيضا إلى شعور الفتاة بالتقصير، وأنها تحتاج إلى إعادة النظر فيما ترتديه، ومن ثمّ فإنّ تلك الفتاة تحتاج إلى وقفة مع نفسها، إلى أن تحسم أمرها بصورة حاسمة أو فعالة تريح ضميرها وتجعلها راضية عن نفسها وعما ترتديه، فما تفعله من ارتدائها الحجاب في رمضان فقط، هو نوع من عدم الرضا والرغبة في البحث عن الاكتمال.
يُعد شهر رمضان من أكثر الشهور التي تكثر فيها العبادة والتقرب إلى الله وطاعته، وفي هذا الشهر الكريم نرى كثير من الفتيات يحققن أوامر الله، ويقمن بارتداء الحجاب والالتزام في ملابسهن ويكثرن من الطاعة والعبادة والبعد عما يغضب الله.
[اشترك]
ولكن بمجرد انقضاء الشهر يقمن بخلع الحجاب مرة أخرى، وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما جعل البعض يطلق على هذه الظاهرة “حجاب الصيام” أو “حجاب رمضان” لأنه يقتصر فقط على الشهر الكريم.
حجاب مؤقت
في البداية تقول زينب (17 عاما):” أنا لست محجبة، ولكني ملتزمة في ملابسي، واعتدت أن ارتدي الحجاب في رمضان فقط، وبعد انتهاء الشهر أقوم بخلعه، وربما سيأتي اليوم الذي ارتدي فيه الحجاب ولا أخلعه، لأني أصلي وملابسي محتشمة، ولكني لست متعجلة في مسألة الحجاب فأنا مازلت صغيرة، ومسألة ارتدائي للحجاب وخلعه بعد رمضان لا ترهق تفكيري كثيراً لأن صديقاتي في المدرسة يفعلن نفس الشيء مثلي تماماً”.
أما نهى (25 عاماً) فتقول:” أنا والحمد لله محجبة منذ عامين، ولكن قبل التزامي، كنت ارتدي الحجاب أثناء نهار رمضان فقط وأخلعه بعد الإفطار، وبعد رمضان أخلعه تماماً، إلى أن هداني الله للحجاب بشكل دائم، ولكن لي أصدقاء في مجال عملي بإحدى الشركات مازلن يفعلن ما كنت أفعله وهو ارتداء الحجاب والالتزام في طريقة اللبس خلال شهر الصيام، وبعد انتهائه يعدن لكشف الشعر ووضع المساحيق وارتداء الملابس الضيقة، وقد احترت في أمرهن وكثيراً ما نصحتهن، ولكني لا أعرف كيف أستطيع إيصال المعلومات صحيحة لهم”.
سيكولوجية الحجاب
وإذا كان البعض قد جعل من الحجاب مجرد قطعة من القماش يرتديها ويخلعها وقتما يحب، فإن دراسة ميدانية إجرائها د. عبد الرحمن العيسوي– أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية- حول الوظيفة النفسية والاجتماعية والروحية للحجاب، كشفت عن تأثيرات عميقة للحجاب لدى الفتيات اللاتي يرتديهن، بما يتجاوز بكثير كونه قطعة من القماش تستر الرأس.
نتائج الدراسة، التي شملت 370 طالبة من جامعة الإسكندرية ممن يرتدين الحجاب، كشفت أن التحجب يحقق للفتاة عدة وظائف، وعلى رأسها:
تعميق أواصر الصلة بين الفتاة وخالقها، وتعميق مشاعر الإيمان لدى الفتاة، وزيادة الشعور باحترام الذات، واحترام الآخرين لها، والشعور بالتحشم واللياقة والوقار والقيمة الذاتية.
والحجاب، وفقا للدراسة، يمنح الفتاة مزيدا من الشعور بالرضا عن الذات وقبولها وإبعاد مشاعر الألم والذنب، ويمنحها مزيدا من ثقة الأهل، كما أنه يحميها من حوادث الخطف أو الاغتصاب، ويزيد فرصتها في الزواج حيث يقبل الشبان على الفتاة المتدينة الصالحة، فضلا عن أن الحجاب يزيد من الشعور بالانتماء الإسلامي لدى الفتاة ويبعد عن نفسيتها مشاعر الاغتراب والإثم.
اغتنمي شهر رمضان
وتقول أ. مشيرة عبد المعطي (أخصائية علم الاجتماع) عن الحجاب:” الحجاب ليس تعذيباً للمرأة، إنما يشترك في آداب اللباس كل من المرأة والرجل، فكما فرض الله على المرأة الحجاب، فرض على الرجل عدم ارتداء الحرير والذهب، وستر العورة، وغض البصر، والنهي عن التشبه بالنساء “.
وتضيف:” أما عن الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب في أيام رمضان ويقمن بخلعه بعد انقضاء الصيام، فقد يرجع هذا لاعتقاد خاطئ من الفتاة بأنها لو ارتدت الحجاب فإن ذلك سيقلل هذا من أنوثتها وجمالها وبالتالي تقل فرصتها في الزواج، ولهذا نرى هذه الفئة ترتدي الحجاب في رمضان كي تتمم صيامها بشكل صحيح وتخلعه بعد ذلك، ليس عن عدم اقتناع بالحجاب، ولكن لأنها تخشى على نفسها من العنوسة، وهذا التفكير بالطبع غير صحيح، فالشباب على العكس من ذلك يقبل على الفتاة المحجبة الملتزمة بدينها القريبة من ربها”.
وترى أ. مشيرة أن رمضان يجب أن يكون بداية للتحجب وليس نهاية أو محطة عابرة، فهذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة للالتزام والتقرب إلى الله، فالنفوس تكون مهيأة فيه لتلقي الخير والبعد عن الشر والنفور منه، ولا ننسى قول الله جل وعلا: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}”.
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
كثيرا ما ندخل مكان ونشعر فيه بانقباض القلب أو أننا غير مرتاحين، وأحيانا ندخل لمكان ونشعر فيه بارتياح كبير، وكذلك أحيانا نتقابل مع ناس ونشعر بانجذاب لهم بينما آخرين نشعر بأننا متنافرين ولا يمكننا تقبلهم.
[اشترك]
وفى الحقيقة أن لكل مكان رنينه أو ذبذباته الأثيرية أو طاقته الإيجابية التي تشعرنا بالارتياح، وهناك أماكن تسيطر عليه طاقات سلبية تجعلنا نتنافر معها ولا نستطيع أن نستمر متواجدين في هذا المكان، ونفس الشيء يحدث بالنسبة للأشخاص فالكل شخص طاقته أو ما يسمى بالطيف أو الهالة التي تحيط به، وهذه تجعلنا نتجاذب معه أذا كانت نورانية أو إيجابية ونتنافر ولا يمكننا مصادقته ونختنق من ظله الثقيل إذا كانت سلبية.
ويوضح الدكتور خالد فرحات المتخصص في علم البارا سيكولوجي، بأن الطاقة غير منظورة لكننا نحس بأثرها فينا وندركها لكن لا نراها، ولذلك علم الطاقة بالنسبة لنا مثل علم الكائنات غير المنظورة من ملائكة وجن وغيرها، وهو عالم فاقد للصورة المادية الترابية، ويعتمد فقط على صورة الطاقة التي لا تشغل حيز من المكان فلذلك لانراها.
ويضيف فرحات بوجود تأثير للإشعاعات الأرضية على صحة الإنسان وهي ما تعرف بالطاقة السلبية، خاصة الشخص الذي تقع حجرة نومه ومكان السرير بالذات فوق نقطة تقاطع للإشعاعات الأرضية أو نقطة إضراب في الإشعاعات الأرضية، وقد يحدث لهذا الشخص بعض الأضرار الصحية، ويمكن بسهوله التعرف على وجود أماكن أضراب الإشعاعات الأرضية في حجرة النوم من خلال عدة أشياء هي.
1- النفور من سرير النوم أو الشعور بعدم الرغبة في الذهاب للسرير.
2- عدم القدرة على الاستغراق في النوم لعدة ساعات.
3- النوم غير المريح وإزالة الغطاء ورؤية الأحلام المزعجة والصراخ أثناء النوم.
4- تجنب نقاط معينة في سرير النوم أو السقوط من على السرير وصدم الرأس.
5- المشي أثناء النوم وترك الفراش.
6- الاحساس بالبرد في الفراش، والارتعاش والضغط على الإنسان واصطكاك الأسنان والعرق الليلي.
7- التعب والتبلد في الصباح وغالبا ما يستمر هذا الشعور طول الليل.
8- نقص الشهية وأحيانا القيء في الصباح.
9- اليأس والعصبية والشعور بالاكتئاب أو بأن الشخص عل غير ما يرام.
10-التقلصات العضلية وزيادة ضربات القلب اثناء النوم في الفراش.
وقد يكفي أحد هذه المؤشرات أو الأعراض ليكون دليلا على امتلاء المكان بالطاقة السلبية.
وللتخلص من الطاقة السلبية الموجودة في المنزل أو المكان الذي نتواجد به
ونشعر بأعراض الطاقة السلبية، يشير الدكتور إبراهيم كريم المتخصص في علم البارا سيكولوجي بمجموعة أفعال تساعد على أمداد المكان بالطاقة الإيجابية تتلخص في النقاط التالية:
1- ضع برواز خشبي فارغ في المكان ويكون بطول 16 *16 سم ويعلق ناحية جهة الشرق (على الحائط الشرقي في الغرفة)، هذا بدوره يضبط لك طاقة المكان ويجعلها ايجابية
2- وضع سلك نحاسي طوله 16 سم وتصنعه على هيئة دائرة غير مكتملة على هيئة حدوة حصان، وتضعه في المكان هذا يقوم بتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية.
3- ان تضع الملح (ملح الطعام) في أركان المكان في الصباح وتزيله ب عد2 -4 ساعات، الملح بدوره يعمل اهتزازات للموجات أو الطاقات ويحولها إلى طاقات أو موجات إيجابية، ويمكنك أيضا مسح أرضية المكان بماء مذاب فيه ربع كيلوا ملح هذا يساعد على ضبط الطاقة في المكان أيضا، وكذلك يمكن وضع الملح في طبق أو على لوح خشب ثم نزيله بعد ساعتين إلى أربع ساعات.
4- أن تضع شكل حرف L رسما باي قلم على أي سلك كهربائي أو تعقده عقدة واحدة، بهذا تضمن ألا يتسرب إلى المكان أي مجال كهرومغناطيسي ضار أو رسم 16 خط بقلم فلوماستر على أي سلك كهربائي بعد عقده من جهة الفيش.
5- وضع أو رسم 5 نقاط متشابهين في الشكل ومتطابقين بجانب بعضهم، على أو تحت مقابص أو مفاتيح الكهرباء أو التليفون أو مصادر الكهرباء هذا بدوره يلغى أي طاقات سالبة تخرج من هذه المصادر.
6- قراءة القرآن والأذكار النبوية والأدعية المأثورة في أي مكان باستمرار، تزيد من الطاقة الإيجابية وتزيل أى طاقة سلبية موجودة بالمكان.
إذا كان الموت هو مغادرة الروح للجسد من دون العودة إليه، فإن الاقتراب من الموت يعني مغادرة الروح ثم العودة للجسد من جديد.
ومع أن هذه الأمر لا يمكن التثبت منه بشواهد حسية إلا أن هناك الكثير ممن عاشوا هذه التجربة.
فتضافر القصص التي يرويها العائدون من الموت هي الدليل الوحيد على حصولها بالفعل، فلم يخلُ مجتمع أو ثقافة تقريباً ممن عاشوا هذه التجربة ورووا ما شاهدوه في ذلك العالم، وقد انتشرت هذه القصص في هذا العصر بسبب الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقد أضحت هذه التجارب مورد اهتمام وتسأل الكثير؛ وذلك لأن الفضول يدفع الجميع لمعرفة ما يحصل للإنسان بعد الموت.
والوصف المشترك بين جميع مَن مرّ بهذه التجربة هو أنّ أرواحهم تنفصل وتحلق بعيداً عن أجسادهم، ومع ذلك يبقون بكامل الشعور والإدراك وبشكل أفضل مما كان عليه حالهم وهم داخل أجسادهم.
ففي اللحظة التي تنفصل فيها أرواحهم تنكشف أمامهم الأشياء بدون أي قيود زمانية ومكانية، فيروا ويسمعوا ويشعروا بكل شيء دون أي عائق يمنعهم من ذلك.
فيرى أحدهم نفسه مثلاً وهو مسجى في سرير المستشفى والأطباء يحاولون إنقاذه، وفي نفس الوقت يرى جميع ما حصل له في حياته من أحداث، حتى أن بعضهم تحدث عن رؤية لحظة ولادته وخروجه من بطن أمه، وهناك قصص كثيرة تم توثيقها وكتابتها وهناك أفلاما وثائقية يحكي فيها أصاحب التجربة ما شاهدوه في ذلك العالم.
وعليه: ليس غريباً أن يعتبر الكثيرون تجربة الاقتراب من الموت هي أحد الأدلة على وجود حياة بعد الموت، كما أنها تؤكد بشكل أو بآخر النصوص الدينية التي تتحدث عن عذاب القبر ونعيمه، فما هو ثابت دينياً هو وجود حياة بعد الموت تسمى بحياة البرزخ، قال تعالى: (وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )، والآية ظاهرة الدلالة على أن هناك حياة متوسطة بين حياة الدنيا وحياة يوم القيامة.
فعن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذا الآية قال: «البرزخ: القبر، وفيه الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة».
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «القبر إمّا حفرة من حفر النيران، أو روضة من رياض الجنّة».
وهناك الكثير من النصوص التي فصلت ما يحدث للإنسان بعد موته.
وهذا هو المقدار الذي يجب على المؤمن التصديق به، فلا يجوز له إنكار ما جاء في النصوص من مسألة القبر وحياة البرزخ.
وليس واجباً عليه التصديق بالقصص التي تحكي تجارب الاقتراب من الموت، وذلك لأن النصوص الإسلامية لم تتطرق لهذه القضية، وإن كان هناك بعض الأخبار التي تشير إلى إمكانية الحديث مع الموتى مثل ما حدث مع سلمان الفارسي، ففي الرواية عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت مع سلمان وهو أمير المدائن في زمان أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقد مرض مرضه الذي توفي فيه، فلما اشتد به المرض قال يا أصبغ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي: يا سلمان يكلمك ميت إذا دنت وفاتك، وقد اشتهيت أن أدري هل دنت وفاتي.
فقال الأصبغ: بماذا تأمرني؟ قال آتيني بسرير واحملني عليه إلى المقبرة فقال: حبا وكرامة. ففعل ما أمره حتى وضعوه بين القبور واستقبل القبلة: بوجهه ونادى: السلام عليكم يا أهل عرصة البلا، السلام عليكم يا محتجبين عن الدنيا، السلام عليكم يا من جعلت المنايا لهم غذاء، السلام عليكم يا من جعلت الأرض عليهم غطاء، السلام عليكم يا من لقوا أعمالهم في دار الدنيا، السلام عليكم يا منتظرين النفخة الأولى، سألتكم بالله العظيم والنبي الكريم إلا أجابني منكم مجيب فأنا سلمان الفارسي مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فإذا هو بميت قد نطق من قبره، وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الفناء، والمشتغلين بعرصة الدنيا ها نحن لكلامك مستمعون ولجوابك مسرعون، فسل عما بدا لك يرحمك الله تعالى.
قال سلمان: أيها الناطق بعد الموت، المتكلم بعد حسرة الفوت، أمن أهل الجنة أنت أم من أهل النار؟ فقال: يا سلمان أنا ممن أنعم الله تعالى عليه بعفوه وكرمه، وأدخله جنته برحمته.
فقال له سلمان: يا عبد الله صف لي الموت كيف وجدته، وما عاينت منه؟
قال: يا سلمان فوالله إن قرضا بالمقاريض ونشرا بالمناشير لأهون من نزعة من نزعات الموت، اعلم اني كنت في دار الدنيا ممن ألهمني الله الخير وأعمل به وأؤدي فرائضه وأتلوا كتابه وأبر الوالدين، وأجتنب الكبائر والحرام، وأطلب الحلال خوفا من السؤال، فبينما أنا في ألذ العيش والسرور إذ مرضت وبقيت في مرضي أياما حتى دنا موتي، أتاني عند ذلك شخص عظيم الخلقة فظيع الهيئة فوقف لا إلى السماء صاعدا ولا إلى الأرض نازلا فأشار إلى بصري فأعماه، والى سمعي فأصمه، وإلى لساني فأخرسه، فقلت له من أنت يا عبد الله؟ فقد أشغلتني عن أهلي وولدي!
فقال: أنا ملك الموت أتيتك لأقبض روحك، فقد انقطعت مدتك وجاءت منيتك فجذب الروح من جسدي وليس من جذبة يجذبها إلا وهي تقوم مقام كل شدة، حتى صارت الروح في صدري فأشار إلى بجذبة لو أشارها إلى الجبال لذابت، فقبض روحي من عرنين أنفي فعلا من أهلي الصراخ والبكاء، وظهر خبري إلى الجيران والأحباء، وليس من شيء يقال ويفعل إلا وأنا عالم به. فلما اشتد صراخ القوم علي التفت ملك الموت إليهم بغيظ وقنوط، وقال: مم بكاؤكم؟ فوالله ما ظلمناه فتصيحوا، ولا اعتدينا عليه فتبكوا، لقد انقطعت مدته، وفنى رزقه، وصار إلى ربه الكريم نحن وأنتم عبيد رب واحد، يحكم فينا ما يشاء، وهو على كل شيء قدير، فان صبرتم اجرتم، وان جزعتم أثمتم، كم لي من رجعة إليكم، آخذ البنين والبنات والآباء والأمهات.
ثم انصرف عني والروح فوق رأسي تنظر إلي حتى جاء الغاسل وجردني من أثوابي وأخذ تغسيلي، فنادته الروح يا عبد الله رفقا بالبدن الضعيف، فوالله ما خرجت من عرق إلا انقطع، ولا عضو إلا انصدع فوالله لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا ابدا.
فلما فرغوا حملوني على السرير، والروح أمامي حتى وضعوني على شفير القبر، فلما أنزلوني في قبري عاينت هولا عظيما.
يا سلمان لقد تمثل لي أني سقطت من السماء إلى الأرض في لحدي ثم شرج علي اللبن وحثي التراب علي، ورجع المشيعون، فعند ذلك أخذت بالندم، وقلت يا ليتني كنت من الراجعين لان أعمل صالحا.
فجاوبني مجيب من جانب القبر (كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
فقلت له: من أنت يا هذا؟ قال: أنا ملك وكلني الله عز وجل بجميع خلقه لأنبئهم بعد مماتهم ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بأيديهم. ثم جذبني وأجلسني ورجعت الروح إلى جسدي، وقال: اكتب عملك.
فقلت: انا لا أحصيها فقال لي: اما سمعت قول ربك: أحصاه الله ونسوه، اكتب فانا أملي عليك.
فقلت: أين البياض؟ فجذب جانبا من كفني فقال: هذه صحيفتك.
فقلت: من أين القلم؟ قال: سبابتك. فقلت أين المداد؟ قال: ريقك. ثم أملى علي ما فعلته في دار
الدنيا فلم تبق من أعمالي صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا.
ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي فخيل لي أن جبال الدنيا جميعا قد طوقوها في عنقي فقلت: تفعل هذا بي؟ قال: ألم تسمع قول ربك: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا).
ثم انصرف عني.
فأتاني منكر ونكير بأعظم منظر وأوحش صورة بأيديهما عمودان من الحديد لو اجتمع عليهما أهل الثقلين ما حركوهما من ثقلهما فروعاني وأزعجاني وهدداني، وقبضا بلحيتي وأجلساني، وصاحا علي صيحة لو سمعها أهل الأرض لماتوا جميعا، وكان من شأنهما ما كان.
فراقب الله أيها السائل من وقفة المسائل، وخف من هول المطلع وما قد ذكرته لك، هذا ما لقيته وأنا من الصالحين.
ثم انقطع كلامه فعند ذلك رمق سلمان بطرفه إلى السماء وبكى، وقال: (يا من بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون) وهو يجير ولا يجار عليه. بك آمنت. ولنبيك اتبعت. وبكتابك صدقت. وقد أتاني ما وعدتني. يا من لا يخلف الميعاد اقبضني إلى رحمتك. وأنزلني دار كرامتك. فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وإن محمدا عبده ورسوله. فلما أكمل شهادته قضى نحبه ولقي ربه.
معنى المرجَّب فهو المعظَّم، فرجبُ المرجَّب معناه رجبٌ المعظَّم، والترجيب هو التعظيم، ويقال فلانٌ مرجَّب أي هو جليل القدر ومُهاب الجانب، ويُقال: رجِبَ زيد من أبيه رجبًا ورجوبًا أي هابه وعظَّمه وهو راجبٌ أي معظِّمٌ لأبيه، ويُقال كذلك تَرَجَّبَه، وأَرْجَبَه أي هابه وعظَّمه، ومن ذلك قول الشاعر: أَحْمَدُ رَبّي فَرَقًا وأَرْجَبُه أي وأُعظِّمه ([1]).
ومنشأُ وصف شهر رجب بالمرجَّب هو أنَّ العرب -على سنَّة إبراهيم (ع)- كانت تُعظِّمه، فلا تستحلُّ فيه القتال وسفك الدماء، وهو من الأشهر الحُرم. وقد خصَّه الإسلام بالمزيد من التعظيم والفضل، فجعل ثواب عمل الصالحات فيه مضاعفًا، وحثَّ على صوم أيامه وإحياء لياليه بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن والذكر.
وقد ورد وصفه بالمرجَّب في بعض الأدعية المأثورة كالدعاء الذي رواه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في مصباح المتهجِّد قال: أخبرني جماعة عن ابن عياش قال: ممَّا خرج على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد (رضي الله عنه) من الناحية المقدَّسة ما حدثني به جبير بن عبد الله قال: كتبته من التوقيع الخارج إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، ادعُ في كلِّ يومٍ من أيام رجب: "اللهمَّ إنِّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاةُ أمرك المأمونون على سرك المستبشرون بأمرك.. وبارك لنا في شهرنا هذا المرجَّب المكرَّم، وما بعده من الأشهر الحرم، وأسبغ علينا فيه النعم، وأجزِل لنا فيه القِسَم، وأبرر لنا فيه القَسَم باسمك الأعظمِ الأعظم الأجلِّ الأكرم.. "([2]).
ومن ذلك الدعاء الذي يُدعى به في يوم المبعث الشريف وهو مأثورٌ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) أورده الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد والسيِّد ابن طاووس في الإقبال: ويبدأ بقوله (ع): "يا من أمر بالعفو والتجاوز.. وهذا رجبٌ المرجَّب المكرَّم الذي أكرمتنا به، أول أشهر الحرم، أكرمتنا به من بين الأمم، يا ذا الجود والكرم، فنسألك به وباسمك الأعظمِ الأعظمِ الأعظم الأجلِّ الأكرم الذي خلقته فاستقر في ظلك فلا يخرج منك إلى غيرك.. "([3]).
وأما وصف شهر رجب بالأصب فمنشؤه كما ورد في الروايات عن أهل البيت (ع) أنَّ الله تعالى قد اقتضت مشيئته وحكمته أنْ يجعل هذا الشهر ظرفًا لاِنصباب وإفاضة المزيد من رحمته تعالى على عباده المؤمنين، فمِن الروايات التي أفادت ما يؤدِّي لهذا المعنى ما ورد في نوادر أحمد بن محمد بن عيسى بسندٍ معتبر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رجب شهرُ الاستغفار لأمتي أكثروا فيه من الاستغفار فإنه غفور رحيم.. إلى أنْ قال: "وإنَّما سُمِّي شعبان شهر الشفاعة لأن رسولكم يشفعُ لكلِّ مَن يصلِّي عليه فيه، وسُمِّي شهر رجب الأصب، لأنَّ الرحمة تُصب على أمتي فيه صبًّا، ويقال: الأصم لأنَّه نهي فيه عن قتال المشركين، وهو من الشهور الحرم"([4]).
ومن ذلك ما أورده فضل الله الراوندي في النوادر بسنده عن عبد الله بن العباس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا جاء شهرُ رجب، جمع المسلمين حولَه، وقام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر من كان قبله من الأنبياء، فصلَّى عليهم، ثم قال: "أيُّها المسلمون قد أظلَّكم شهرٌ عظيمٌ مبارك، وهو شهر الأصب، يصب فيه الرحمة على من عبده، إلا عبدًا مشركًا، أو مظهرَ بدعةٍ في الاسلام، ألا إنَّ في شهر رجب ليلة مَن حرَّم النوم على نفسه قام فيها، حرَّم الله تعالى جسده على النار، وصافحه سبعون الفَ ملَكٍ، ويستغفرون له إلى يومٍ مثله، فإنْ عاد عادت الملائكة، ثم قال: مَن صام يومًا واحدًا مِن رجب، أومِّن الفزع الأكبر، وأُجير من النار"([5]).
وعليه فالظاهر من قوله (ص): "وسُمِّي شهر رجب الأصب، لأنَّ الرحمة تُصب على أمتي فيه صبًّا" أن الأصب مشتقٌ من صبَّ بمعنى سكب وأفرغ، يقال صبَّ الماء يصبُّه صبًّا بمعنى أراقه وسكبه وأفرغه، وماء مصبوب أي مسكوب واسم الفاعل صَبوب وصبيب وصاب والجمع صُبُب، والمصدر صبٌّ، ويُستعمل المصدر بمعنى اسم الفاعل واسم المفعول فيقال: نهرٌ صبٌّ بمعنى صابٌ وصبوب، وماءٌ صبٌّ وخير صبٌّ بمعنى مصبوب.
والظاهر من وصف الرواية شهر رجب بالأصبِّ هو إرادة المصدر الذي يقوم مقام اسم المفعول، فالقياس أنْ يقال رجبٌ الصبُّ أي رجبٌ المصبوبةُ فيه الرحمةُ صبًا، فيكون وصفُه بالأصبِّ على خلاف القياس، ويُمكن أنْ يكون المراد من وصف رجبٍ بالأصبِّ هو إرادة المصدر الذي يقوم مقام اسم الفاعل، فالقياس أنْ يُقال رجبٌ الصبُّ بمعنى الصَبوب والصبيب والصاب أي أنَّه يصبُّ الرحمة صبًّا، فيكون وصفه بالأصب على خلاف القياس. وربما وربما أريد من الأصبِّ صيغة التفضيل فيكون مثل الأجلِّ والأعمِّ. فيكون معنى رجب الأصب هو أنَّه أكثر الشهور مورداً لانصباب الرحمة على العباد.
الهوامش:
[1] - لاحظ لسان العرب -ابن منظور- ج1 / ص411، تعذيب اللغة -الأزهري الهروي- ج11 / ص38.
[2] - مصباح المتهجِّد -الشيخ الطوسي- ص803-804.
[3] - إقبال الأعمال -السيد ابن طاووس- ج3 / ص276-277، مصباح المتهجد -الشيخ الطوسي- ص815.
[4] - وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج10 / ص512.
[5] - مستدرك الوسائل-النوري- ج7 / ص531، النوادر -فضل الله الراوندي- ص260.
يعتقد علماء النفس بأن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الناس تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز، لا عن طريق الكلام واللسان (ويقال إن هذه الطريقة ذات تأثير قوى، أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات).
ومن الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها جميعاَ هي تجاهلنا للغة الجسد والإيماءات في محاولتنا فهم ما يقوله لنا أحدهم أو إحداهن وقراءة أفكاره أو أفكارها بل إننا نمضي ساعات في تحليل الكلمات التي قيلت لنا من دون أن ندرك مغزاها، لأننا لا نحسب بالشكل الكافي لغة الإيماءات.
تقول الدكتورة اميرة حبارير الخبيرة النفسية: لغة الجسد مهارة اجتماعية مهمة جدا فهي تعطيك القدرة على قراءة المتحدثين من حولك وبيان بعض جوانب من شخصياتهم، بعضنا يتمكن من قراءتها بشكل طبيعي وبعضنا يصعب عليه هذا، للتعرف على بعض الحقائق المتعلقة بقراءة لغة الجسد التي تظهر الشخصية التي أمامك حيث تمنحنا لغة الجسد الكثير من المعلومات المفيدة حول ما يدور في رأس الشخص الذي أمامنا، طرق رائعة تمكّنكم من فهم لغة الجسد للأشخاص من حولكم، والاستفادة منها في بناء علاقات شخصية ومهنية أفضل:
- تعرف على من يعارضك من خلال حركة الذراعين أو القدمين
يمكنك معرفة رأي الشخص الذي أمامك حول ما تقوله من خلال تحليل حركة ذراعيه وساقيه، حيث أنّ تقاطع الذراعين والساقين يعني في العادة أن الشخص المقابل لك قد وضع حواجز مادية تشير إلى أنه لا يتقبل ما تقوله، وليس منفتحًا على أفكارك، حتى وإن كان هذا الشخص مبتسمًا ويشاركك الحديث باستمتاع، إلاّ أنّ حركة جسده تعبّر عمّا يشعر به فعليًا دون وعيٍ منه.
- التمييز بين الابتسامة الحقيقية والمصطنعة
حينما يتعلّق الأمر بالابتسام، فالشفتان قادرتان على الكذب حتمًا، لكن ذلك مستحيل مع العينين، حينما يبتسم لك شخصٌ ما بصدق، ستصل ابتسامته إلى عينيه، وتظهر تجاعيد صغيرة حولها أشبه بآثار أقدام العصافير! هذا هو دليلك لمعرفة ما إذا كان أحدهم سعيدًا حقًا برؤيتك أم لا، إذ غالبًا ما تُستخدم الابتسامة كقناع لإخفاء الكثير من المشاعر والأفكار، لكنها في هذه الأحيان تكون ابتسامة غير حقيقية، ولا تتعدّى انثناء الشفتين للأعلى. الابتسامة المصطنعة لا تعني بالضرورة أنّ الشخص الذي أمامك يكيد لك أمرًا ما، لكن قد تكون إشارة إلى أنّ هناك أمرًا آخر يقلقه ويشغله أثناء الحديث، ممّا يدفعه لمجاملتك على هذا النحو دون وعي منه.
- تقليد حركات جسدك أمر إيجابي:
يعدّ هذا الأمر إشارة إيجابية للغاية، إذ إننا نقلّد حركة الشخص الذي أمامنا دون وعي منّا حينما نشعر بأنّنا أقرب إليه ليس هذا وحسب، فحدوث مثل هذا الأمر خلال المحادثة، إشارة جيّدة على أن التواصل يسير جيّدًا وأنّ الطرف الآخر يتقبّل الكلام بصدر رحب، يمكن لأصحاب الشركات الاستفادة من هذه الطريقة في معرفة شعور الآخرين أثناء التفاوض معهم لعقد صفقة ما، فإن كانوا يقلّدون حركة جسد الطرف الآخر، فذلك يعني أنهم يوافقونه الرأي، وأنّ الصفقة ستنتهي على نحو مرضٍ للطرفين.
- وضعية الجسد تقول الكثير:
لقد اعتاد الدماغ على الربط بين قوّة الشخص وبين المساحة التي يحتلّها من حوله. لذا فالوقوف باستقامة مع رفع الكتفين يعدّ وضعيّة قوة لأنها تأخذ حيّزًا أكبر. وبالمثل، يُشير ارتخاء الجسم أو تقوّس الظهر إلى الضعف وانعدام الثقة بالنفس، نظرًا لأن الجسم في هذه الحالة يأخذ حيّزًا أقلّ. وهكذا يمكنك معرفة الكثير عن مدى تقدير الشخص لذاته وثقته بنفسه من خلال طريقة وقوفه أو جلوسه، وحجم الحيّز الذي يأخذه من حوله.
- العيون لا تكذب:
اعتمد آباؤنا هذه الطريقة انطلاقًا من اعتقادهم بأنّه من الصعب على الشخص التحديق في الطرف الآخر عند الكذب، وهو أمرٌ صحيح إلى حدّ ما، لكنه أصبح معروفًا للغاية لدرجة أنّ الكثيرين يحافظون على التواصل البصري أثناء الكذب، ومع ذلك لا يزال بإمكانك الكشف عمّا إذا كان أحدهم يكذب عليك أم لا... إن كنت تتحدّث مع أحدهم، وكان يحدّق فيك بطريقة غريبة تشعرك بعدم الارتياح، فذلك يعني على الأغلب أنّه يخفي شيئًا ما، خاصّة إن كان لا يرمش إطلاقًا أثناء التحديق إليك، رفع الحاجبين يدل على عدم الراحة يوجد ثلاثة مواقف رئيسية قد تتطلّب منك رفع حاجبيك، عند الشعور بالخوف، عند الشعور بالمفاجأة، أو في حال الإحساس بالقلق. وعليه، فمن الصعب حقًا أن تقوم بهذه الحركة أثناء التحادث حول موضوع يُشعرك بالراحة والأنس، لكن كيف تستفيد من هذه المعلومة في معرفة ما يفكّر فيه الآخرون؟ حسنًا، إن كنت تتحدّث مع أحدهم، ورأيته يرفع حاجبيه، على الرغم من أنّ موضوع الحديث لا يدعو إلى القلق والخوف، المفاجأة، فاعلم هنا أنّ هذا الشخص يشعُر بعدم الارتياح، وباله منشغل عنك بأمر آخر مختلف.
- إيماءات الرأس المبالغ فيها تشير إلى القلق:
لا تعني إيماءة الرأس الموافقة على الدوام، فقد يكون هنالك إلى جانب "الموافقة" مشاعر أخرى تجهلها، غير أنّها تظهر جليّة من خلال لغة الجسد، حينما تطلب شيئًا من أحدهم، وتجد أنّه يهزّ رأسه موافقًا بشكل مبالغ فيه، فاعلم أنّه يشعر بالقلق حيال ما تفكّر فيه اتجاهه، وربما يحسّ بأنّك تشكّك في قدرته على إتمام هذه المهمّة بنجاح، ممّا يدفعه إلى هزّ رأسه أكثر في محاولة لا واعية منه لإقناعك بقدرته على تنفيذ ما طلبته منه بنجاح.
- الفك المشدود يشير إلى التوتر:
الفكّ المشدود، الرقبة المشدودة أو الحاجب المعقود...كلها علامات على الإجهاد. بغض النظر عما يقوله لك الشخص، فإنّ إظهار هذه العلامات يعدّ دليلاً قويًّا على شعوره بالانزعاج، ربما يكون موضوع المحادثة مقلقًا له، أو ربّما هو يفكّر في موضوع آخر يثير قلقه ويتعبه، عليك هنا التركيز على التناقض بين ما يقوله الشخص وما تخبرك به لغة جسده المتوتّرة لتحديد ما إذا كان السبب هو موضوع المحادثة، أم شيئًا آخر لا تعلمه. نستنتج ممّا سبق، أنّه وعلى الرغم من أنّنا قد لا نستطيع قراءة ما يدور في رأس أحدهم بالضبط، إلاّ أنّنا مع ذلك قادرون على معرفة الكثير من خلال لغة جسدهم، خاصّة حينما تتعارض لغة الجسد مع ما يقولونه لفظيًا، هذا الأمر يُسهم بلا شكّ في تحسين عملية التواصل، وفهم ما يشعر به الآخرون تجاه ما نقوله أو نفعله، كما يساعدنا على فهم أنفسنا، ومعرفة ما نشعر به حقًا من خلال مراقبة لغة جسدنا الخاصّة نحن أيضًا.
- فرك الأصابع علامة تدل على عدم الراحة
إذا كنت تحاور شخصاً ولاحظت بأنه يفرك أصابعه أو يشبكها، فاعلم بأنه غير مرتاح، أو متوتر، لأي سبب من الأسباب، وقيامه بهذه الحركة التي تسمى في علم النفس بالملامسة الذاتية للحصول على بعض الراحة، أما إقدامك على هذه الحركة فهو دليل على ارتباكك، ويجب عليك تجنبها، في المواقف التي تتطلب الثقة بالنفس.
- التراجع إلى الخلف بسرعة من بعد الانتهاء من الكلام دليل على الكذب
إذا تراجع شخص إلى الوراء قليلاً بعد إخبارك بحقيقة ما فاعلم أنه كذب عليك، ويحاول من خلال تراجعه للوراء الهروب من كذبته.
- حك الأذن، الأنف، أو الذقن مع عبارة لقد فهمتك دليل على عدم الفهم
إن كنت تشرح فكرة معينة، ولاحظت أن الشخص الذي تحاوره يحك أنفه، أذنه، أو ذقنه مع تحريك رأسه نحو الأسفل والأعلى موحياً بأنه فهم ما تقصده، فاعلم بأنه لم يفهم شيئاً مما قلته.
- تغطية الأعضاء عند الجلوس دليل على عدم الثقة بالنفس
نجد بأن بعض الأشخاص يميلون إلى وضع حقائبهم أو قبعاتهم لتغطية أعضائهم عند الجلوس، وهذا يوحي بعدم ثقة الشخص بنفسه أو عدم رضاه عن جسمه.
- لغة اليدين أثناء الحوار
نستعمل اليدين بكثرة أثناء الحوار ومن أهم إيماءات لغة اليدين:
• وضع الشخص لإحدى يديه على رقبته أثناء الحوار دليل على أن الحوار مفتوح وبأنه بدأ فعلاً في التخلي عن موقفه والاقتناع بكلامك.
• تقاطع الذراعين يكون دالاً في العادة على نفوذ الشخص وثقته بنفسه وموقفه.
• أما إن كان الشخص مكتئباً غير مبالٍ بما سيحدث ستجد بأنه يضع يديه في جيبيه مع طأطأة الرأس، وقد يدل هذا أحياناً على الندم.
استثمار وقت الفراغ استثمارا إيجابيا هو فن من فنون الحياة المعاصرة، لا تقل أهميته عن الوقت الذي نقضيه في ساعات العمل، وهناك من يخصص وقت الفراغ للاسترخاء التام من دون فعل أي شيء، أو الاستمتاع بمشاهدة مناظر جميلة أو الذهاب في رحلات ترفيهية، وهناك من يفضل ممارسة أي هواية مفيدة، أو تخصيص وقت الفراغ لمشاهدة التلفاز أو مشاهدة مباراة لكرة القدم أو التسلية على الهاتف، وغير ذلك من الأنشطة.
[اشترك]
ولكن هل نشعر بالسعادة في أوقات الفراغ؟ وهل الكثير منها مصدر لتعاستنا؟ حول هذه النقاط حاورت الجزيرة نت اختصاصيين للإفادة بآرائهم العلمية.
ملء الفراغ بأنشطة محفزة
تقول خبيرة إدارة المشاريع وتنظيم الوقت ديانا أبو عبيد "إن التطور المستمر والسريع في شتى نواحي الحياة قد أدى إلى خلق واقع سريع الخطى، بدوره ولّد ضغطا جديدا من نوعه أثر على مقدرة الأفراد على الموازنة بين أمورهم الحياتية والعملية، ودفع العديد من الأشخاص إلى التركيز على جانب معين من حياتهم يتناسب مع تطلعاتهم وأهدافهم الحياتية بغية إتقانه على أكمل وجه، أو ظنًّا منهم بأن هذا سيجلب لهم السعادة والرضا".
ولأن الإنسان بطبيعته كائن منتج ولديه حاجة مستمرة للتطور والنمو في مختلف مجالات الحياة، فإن ذلك من الممكن أن يولّد لديه حالة من الروتين في حلقة مغلقة تقف عائقا بينه وبين الاستمرار في الإنتاج والنمو، ومن ثم تؤدي إلى عدم الرضا عن النفس.
وتؤكد الخبيرة أبو عبيد أن الإنسان "لم يخلق ليقضي كل وقته في العمل، لأن طاقته ستنفد، وسيفقد قدرته على ممارسة الأنشطة المتعلقة بالجوانب الأخرى من حياته، ومن ثم من الممكن أن يؤدي ذلك إلى شعوره بالوحدة والانعزال. وكذلك الأمر بخصوص وقت الفراغ، فجميعنا نأمل أن نحصل على وقت فراغ أكبر للتركيز على أنفسنا والابتعاد عن مشاغل الحياة اليومية، ولكن إن لم نملأ الفراغ بأنشطة محفزة، سواء كانت قضاء الوقت مع الأسرة أو ممارسة هواية معينة، فإن ذلك أيضًا سيؤثر سلبيا علينا، ومن الممكن أن يمنحنا شعورا بقلة الفائدة".
خلق توازن صحي
وتقول أبو عبيد إن من المهم لكل شخص خلق توازن صحي بين العمل والأسرة والحياة الاجتماعية والهوايات، وكذلك وقت الفراغ الشخصي، ولكن الأهم هو كيفية التعامل مع أوقات فراغنا، إذ أثبتت العديد من الدراسات أهمية الاستثمار في أوقات الفراغ لاكتشاف هواية معينة أو ممارستها، بغض النظر عن نوعها بدلا من قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز، وذلك يساعد على الحفاظ على الصحة النفسية، ومن ثم ضمان الرضا الداخلي والسعادة التي تنعكس على الجوانب الأخرى من حياتنا، وهي:
الجانب الشخصي: العديد من الأشخاص لا يمتلكون هواية معينة، ولكن لا ينبغي لذلك أن يقف عقبة تمنعهم من البدء بممارسة أنشطة مختلفة، فيمكن البدء بما يتناسب مع اهتماماتهم الشخصية للتمكن في النهاية من اكتشاف الهواية الملائمة، ذلك أن امتلاك هواية معينة أو تجربة أنشطة مختلفة يساعد على تقوية شخصية الإنسان وبناء هويته، كما أن ممارسة شيء محبب للنفس يزيد من ثقة الشخص بنفسه ويشحنها بطاقة إيجابية تساعده على إتمام بقية واجباته الحياتية.
الجانب الأسري: تسهم ممارسة الهوايات في الحفاظ على الصحة النفسية، بحيث تخلق مساحة شخصية للتنفيس عن التوتر وضغوط الحياة بدلا من التنفيس عنها داخل الأسرة، وتمدّ الشخص بطاقة إيجابية وتزيد من قدرته الاستيعابية للتعامل مع الأمور الأخرى، وينعكس ذلك على حياته الأسرية وأفراد أسرته ويزيد من سعادتهم. ويمكن أن ينتج عن ذلك زيادة قابلية أفراد الأسرة للبحث عن أنشطة أو اهتمامات مشتركة، وذلك يؤدي إلى زيادة ترابط الأسرة عند ممارستها.
الحياة العملية: إن ممارسة الهوايات والأنشطة المختلفة تنمّي الذكاء الاجتماعي والعاطفي لدى الإنسان وتفتح آفاقا جديدة أمامه تساعده على تنمية الفكر الإبداعي لديه، ومن ثم اللجوء إلى أساليب مبتكرة في عمله تسهم في تمييزه وتطوره، كما أن ممارسة الأنشطة والهوايات ستدفع الشخص إلى تنظيم وقته تنظيما أفضل وإتمام أعماله في وقتها بدلا من تأجيلها بدافع إمكانية استغلال وقت الفراغ.
الجانب الاجتماعي: العديد من الأشخاص يعانون من القلق الاجتماعي وصعوبة التأقلم، وذلك يمكن التغلب عليه عند ممارسة الأنشطة أو الهوايات في أوقات الفراغ، لأنها تخلق للشخص فرصا لاكتساب العديد من التجارب التي تعمّق الثقة بالنفس، كما أنها تساعد الفرد على توسيع نطاق معارفه عن طريق التعرف على الأشخاص ذوي الاهتمامات نفسها، ومن ثم ممارسة حياة اجتماعية صحية.
وقت الفراغ والأمراض النفسية
من جهته، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي إن وقت الفراغ من أهم الأمور في حياتنا، ولا يمكنه فقط أن يقلل من سعادتنا، بل يمكن أن يكون بابا من أبواب وجود الأمراض النفسية.
ويشرح أنه يقال في علم النفس "إن الإنسان إذا جلس ما يقارب 20 دقيقة وقت فراغ في الأسبوع وليس في اليوم فمن الممكن أن يخلق ذلك فرصة لنشوء مشاكل وأمراض نفسية لديه!"، معلقا أن هذه الجملة مرعبة فهي تعني 3 دقائق وقت فراغ في اليوم!
ويؤكد الصالحي في الوقت ذاته أنه لا يقصد بتنظيم وقت الفراغ عدم الاستمتاع بهواياتنا وأنشطتنا، فذلك من طرق الاستفادة من الوقت، "لكن المقصود بوقت الفراغ هو ذلك الوقت الذي لا نعمل فيه أي شيء، حتى إن كان ممتعا أو مفيدا". وأضاف أننا نستثني من وقت الفراغ "أوقات العبادات والتأمل والاسترخاء، فهذه نشاطات هادفة".
آليات تنظيم وقت الفراغ
وعن كيفية السيطرة على وقت الفراغ، يقول الصالحي إنه يجب أن تكون لدينا معرفة بآليات تنظيم الوقت، فمثلا يستطيع الفرد تحضير جدول أعماله اليومي وتجهيزه قبل يوم أو في صباح ذلك اليوم، ويلزم أن تكون لديه معرفة بكيفية ترتيب يومه، وما لديه من نشاطات، "وعلينا التخطيط وصياغة الوقت وتنظيمه، ثم يجب أن تكون لدينا مرونة، فإذا حدث خلل في التخطيط اليومي فليس نهاية العالم، بل تكون لدينا خطة بديلة".
ويلفت الصالحي إلى أن العمل مهم جدا في حياتنا، ليس فقط من أجل المال، ولكن لقيمته في تنظيم وقتنا وإعطائنا كينونة وأهمية.
ويقول الصالحي "يجب ألا يخصص كل وقتنا للعمل والتطور، بل نرفّه عن أنفسنا بما هو جميل وممتع، ولا نلتفت للأشياء التي ليس لها قيمة. وحتى نتخلص من التعاسة يجب أن نصاحب وقتنا، وندرك بأنه مهم، ونراقب أنفسنا وماذا نفعل، فعندما تصبح الخمس دقائق مهمة في حياة الفرد، فهذا الأمر من أهم العلامات بأنه مسيطر على حياته ومتمكن منها".
2- يُستفاد من أحاديث كثيرة أن الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يستخدمون اللون الأخضر، فقد أعطى النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) في ليلة المبيت رداءه الأخضر الذي كان يرتديه لكي يستخدمه في تلك الليلة المباركة، وكثيراً ما يتردد في الأحاديث أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يلبسون الأخضر.
3- إن الغالب في مشاهدات المؤمنين للرسول (صلى الله عليه وآله) والمعصومين (عليهم السلام) في الرؤيا هو أنهم شوهدوا بثياب خضراء، وعمائم خضراء.
4- يظهر من الأحاديث أن لواء الحمد لونه أخضر، وتؤكد الأحاديث المتواترة أن الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) يُعطي لواء الحمد هذا في يوم القيامة الى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ليحمله، فيحمله علي (عليه السلام) وعليه ثياب خضر.
وَ رَوَى إبن عباس عن النبي محمد ( صلى الله عليه و آله) أنهُ قال في حديث طويل يَعُدَّ فيه رُكبان يوم القيامة: " ... وَأَخِي عَلِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ، زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ، عَلَيْهَا مَحْمِلٌ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، قُضْبَانُهُ مِنَ الدُّرِّ الْأَبْيَضِ، عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ ، عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ، بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَهُوَ يُنَادِي: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَيَقُولُ الْخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَيْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا حَامِلُ عَرْشٍ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ".
5- إن اللون الأخضر هو رمز للسلالة الطاهرة (عليهم السلام)، وهو اللون الذي يرمز الى الاسلام، وهو اللون المُحبَّب في الطبيعة، وقد اكتشف العلماء بعض خواص هذا اللون.
كل هذه الأمور وغيرها من الأمور، تكفي لأن يكون اللون الأخضر هو اللون المميَّز لدى المؤمنين الشيعة ويكون له نوع من القدسية والاحترام.
ينتهي المطاف بفقراء العالم إلى أن يكونوا جزءا من الأضرار الجانبية، فمع استمرار الحرب في أوكرانيا، سيجد الأشخاص الأكثر حرمانا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجزء كبير من أفريقيا أنفسهم في خضم أزمة لا دخل لهم فيها، بينما ترتفع أسعار الغذاء وتزداد ندرته.
وفي تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية، قال الكاتب ديفيد بيلينغ إن ما يقارب 700 مليون شخص أو ما يعادل 9% من سكان العالم -حوالي الثلثين في أفريقيا جنوب الصحراء- يعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم حسب إحصائيات عام 2021، وهو ما يُعرّفه البنك الدولي بالفقر المدقع، وأي ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية من شأنه إضافة ملايين آخرين إلى هذه الفئة.
ويتوقع تقرير صادر عن "ستاندر آند بورز" (Standard and Poor’s) أن تستمر أزمة الغذاء حتى عام 2024 وربما بعده، ويحذر من تأثير ذلك على الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي والتصنيفات السيادية، كما نبهت لجنة الإنقاذ الدولية العالم إلى "تداعيات الجوع" الوشيكة التي قد تدفع 47 مليون شخص -معظمهم في القرن الأفريقي والساحل وأفغانستان واليمن- إلى الجوع الحاد.
قبل الحرب، كانت كل من روسيا وأوكرانيا من بين أكبر 3 مصدرين للقمح والذرة وبذور اللفت وبذور دوار الشمس وزيته، التي تشكل معا 12% من جميع السعرات الحرارية الغذائية المتداولة، وتعد روسيا أكبر منتج للأسمدة.
تبعات الحرب
وذكر الكاتب أن معدل التضخم في دول مثل غانا يناهز 25% مما يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية، وفي نيجيريا، فاجأ البنك المركزي الأسواق برفع أسعار الفائدة 150 نقطة أساس، ورفعت كينيا أسعار الفائدة هذا الأسبوع لأول مرة منذ ما يقارب 7 سنوات، مشيرة إلى اضطراب سلسلة التوريد وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وهذا الأسبوع، أعلن رئيس السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقي ماكي سال، أنه سيسافر إلى موسكو، وعلى الأرجح، سيقدم التماسا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تبعات الحصار الروسي لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، الذي يمنع 20 مليون طن من القمح من مغادرة أوكرانيا.
وفي الواقع، إن السبب الرئيسي لهذا البؤس هو الحرب على أوكرانيا وليس ما نتج عنها من عقوبات، ومع ذلك، يجب على الغرب أن يأخذ على محمل الجد شكوى رئيس السنغال من أن العقوبات المفروضة على البنوك الروسية جعلت من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- شراء الحبوب والأسمدة من روسيا، وتحتاج العديد من البلدان، لا سيما في أفريقيا حيث يرتفع عدد سكان الحضر بشكل أسرع، إلى التفكير بجدية أكبر في الأمن الغذائي على المدى الطويل.
وبينما ألزم إعلان مابوتو لعام 2003 رؤساء الدول الأفريقية بتخصيص ما لا يقل عن 10% من مخصصات الميزانية للزراعة، فإن قليلين فقط من اقتربوا من هذا الرقم.
مواجهة الأزمة
وبدلا من بذل الجهود الجادة لزيادة المحاصيل المحلية، سعت العديد من الحكومات إلى تهدئة اضطراب سكان المدن بالواردات الغذائية.
وتعد أفريقيا المستهلك الأسرع نموا للقمح رغم أنه يتم زراعته في بلدان قليلة في القارة بما في ذلك كينيا وجنوب أفريقيا، وتحتاج المحاصيل التي يتم إنتاجها محليا إلى مزيد من العناية.
ويعد الاستخدام واسع النطاق للتيف (وهي حبوب إثيوبية قديمة) في القرن الأفريقي مثالا جيدا، وتشمل المحاصيل الأخرى التي يمكن تناولها على نطاق أوسع الكاسافا المزروعة في غرب ووسط أفريقيا التي يمكن تحويلها إلى خبز.
كما تحتاج الحكومات إلى مكافحة انجراف التربة وإعادة النظر في المحاصيل المعدلة وراثيا، بالإضافة إلى الغذاء، وتعتمد العديد من البلدان على واردات الأسمدة، وفي أفريقيا، يعد المغرب أحد أكبر المنتجين المعدودين.
ويتوجب كأولوية على البلدان التي لديها احتياطيات ضخمة من الغاز، بما في ذلك موزمبيق وتنزانيا وساحل العاج والسنغال وموريتانيا، تطوير صناعة أسمدة محلية.
وثبت أنه من الممكن تطبيق ما سبق في نيجيريا على يد رجل الأعمال أليكو دانغوتي، الذي افتتح هذا العام مصنعا للأسمدة خارج لاغوس بقدرة إنتاج 3 ملايين طن من اليوريا سنويا، مما يجعله من بين أكبر وحدات الإنتاج في العالم، ويتم شحن الأسمدة الخاصة به إلى الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك والهند، لكن من المهم أن يكون سماد دانغوتي أيضا أساسا لزيادة المحاصيل المحلية.
وفي الختام، أشار الكاتب إلى أن الحكومات محقة في قلقها بشأن سكانها الحضريين الجياع، لكن الحل يكمن في إيلاء المزيد من الاهتمام لمزارعيهم.
من يتابع حركة العراقيين في الأعياد، سوف يلاحظ ظواهر عديدة متناقضة مع بعضها، فهناك من يبدو حريصا على الذوق العام، ويحترم حدود الآخرين، ويستخدم الممتلكات العامة (الشوارع، الحدائق العامة، المنشآت الحكومية.... إلخ) بطريقة متحضرة، وبعضهم لا يعنيه ذلك، أي أنه لا يهتم للنظام ولا تعنيه قضية احترام حدود الناس، أما الصنف الثالث فهو أكثر إيغالا بالأذى حيث يذهب مجموعة من البشر الى إلحاق الأذى بالآخرين عن تعمّد مسبق.
[اشترك]
وكان من المؤمّل أن تتطور ذائقة الفرد والجماعة مع تطور وسائل الإعلام وخدمة شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن في جولة بهذا العيد رصدنا السلوك الملتزم والحيادي وكذلك رأينا سلوك مؤذي للآخر، وربما تكرر هذه الظواهر نفسها حتى لو اختلف الزمان وتباينت وسائل العيش، بالأمس لا يوجد جهاز النقال ولا مواقع التواصل الالكتروني ولا جهاز الـ (آيباد)، ولكن كانت الناس على تواصل مستمر، أما عندما يأتي العيد فإن التزاور بين العائلات والأقارب والأصدقاء، يتضاعف ليصل الى أرقام مذهلة، فترى الناس تتحرك في العيد مثل خلايا النمل، لا تهدأ، لا تتعب ولا تكلّ، ولا تكف عن الحركة والزيارات المتبادلة، هذا هو ديدن العائلات في العيد فالكل يعد نفسه للزيارات المتبادلة، فهذه فرصة لا تأتي إلا مرة واحدة كل سنة، حيث تهدأ النفوس ويغمر القلوب إيمان وسعادة، فيكون العيد مناسبة للصلح وعودة المياه الى مجاريها بين المتخاصمين مهما كانت أسباب الخصام.
الغلاء وتحديث ألعاب الأطفال
في مثل هذه المناسبات تكتظ الحدائق بالصغار والكبار، لاحظنا أن هناك عائلات تترك فضلات الطعام متناثرة في أماكن جلوسها، فيما يحرص البعض الآخر على جمعها ورمها في أقرب حاوية للنفايات، الأمر مختلف بين عائلات وأخرى حسب الذوق والالتزام بالنظافة والتقاليد السليمة، ومع اختلاف أجواء العيد عن الأيام العادية، فهناك ملامح الزينة البسيطة، والنشرات الضوئية، وبعضهم من يشعل الشموع، وهناك وسائل كثيرة للفرح، للصغار والكبار، فالأطفال لديهم وسائل فرح مختلفة في الماضي، منها الأراجيح التي يصنعها الناس بأنفسهم من جذوع النخيل والحبال، وهي عادة تكون صغيرة لكنها تدخل الفرح على قلوب الأطفال، كذلك هناك دولاب الهوى الخشبي المصنوع يدويا، يحمل خمسة الى أربعة أطفال ويحركه رجل مسؤول عنه مقابل (خمسة فلوس)، أما اليوم فدولاب الهواء كبير وعالٍ جدا وفيه عشرات المقاعد، ويتم تشغيله كهربائيا، وأجرته عالية قد تصل الى (خمسة آلاف دينار) أو أكثر احيان، وهناك ألعاب حديثة سريعة جدا، وبعضها مخيفة وتبدو خطرة، لكن المغامرين يركبونها بلا تردد أو خوف.
في قديم الزمان، أي في العهود الماضية قبل نصف قرن مثلا، كانت هناك عربات تسحبها الخيول او الحمير، يصعد بها الأطفال مقابل خمسة فلوس أو (عانة) كما كان يسميها الناس، وكان الفرح يملأ قلوبهم وهم يطلقون الأهازيج الشعبية المعروفة في العيد، أما الآن فهناك عربة الموت السريعة، وألعاب فيها مغامرة وحركة مخيفة أحيانا، وهناك فرق واضح بين الزمنين، الماضي والحاضر، هناك كانت البساطة والطبيعة، وهنا دخل التعقيد والصناعة، واختلفت النفوس أيضا، وتحولت من العفوية الى التخطيط، الذي قد يفسد متعة العيد أحيانا، وعلى العموم هناك من يلتزم بالذوق العام ويحترم التقاليد ويسعى لتطبيق بنود النظافة بشكل طوعي، وهناك من يهمل هذه الفقرة، ويعجز عن جمع فضلاته وإلقائها في الحاوية القريبة من محل جلوسه في الحديقة العامة أو المتنزه.
(كليجة) أيام زمان مفقودة
حاولنا رصد المختلف والمخالف فتجولنا في أماكن تكتظ بها الناس، وحاولنا المقارنة بين مظاهر العيد في الأمس واليوم، لاحظنا أطفالا وشبابا ومن كبار السن أيضا، كانت الشوارع جميلة ونظيفة، وهناك مساحات خضراء مزروعة بالحشيش الأخضر وأشجار الزينة والورود، وهناك ألعاب بسيطة كثيرة فردية وجماعية، سألنا بعضهم ومن أعمار متباينة عن الفارق في العيد سابقا والآن:
فقال رجل متوسط العمر تبدو عليه علامات الوقار والصحة: " إن الفرق كبير بين عيدنا وعيدكم، وهو يقصد الأطفال والشباب اليوم"، وأضاف الحاج "أصبح العيد أكثر تعقيدا، والمظاهر غلبت على طبيعة الناس والأماكن أيضا، بالأمس كنا نحس أن العيد مختلف عن الأيام الأخرى، نستعد له قبل أيام، نشتري (دشداشة) جديدة، وأم البيت تصنع بيدها (الكليجة) التي باتت مفقودة في الحاضر، وأفراد العائلة يغسلون أجسادهم جميعا، وفي الصباح نبدأ بالصلاة ونسلم على بعضنا ونتمنى لبعضنا الفرح والأمنيات السعيدة، ثم نخرج فنشاهد يوما مختلفا بالفعل، أناس كلها مستبشرة، وحركة كثيفة في الشوارع، اليوم نشعر العيد مختلف حتى بالألعاب، هناك تعقيد، كذلك لا يوجد فرح مثل الأمس، بعضهم يأتي الى المتنزه حاملا أحزانه معه، نحن كنا نعيش البساطة بالسلوك والعفوية، اليوم الناس مهمومة حتى بالعيد!". كذلك لا نجد التزاما جيدا لضوابط الحركة في الأماكن العامة.
علاء فتى قارب عمره العقد والنصف، كان يمشي مع عائلته في المتنزّه، وفي يده نقال حديث، لا ينظر الى طريقه وهو يسير، كاد يصطدم بي، بادرته بالقول: (كل عام وأنت بخير، أيامك سعيدة)، تبسم واعتذر وقال: كنت أتحدث مع أمي وأتمنى لها عيدا سعيدا، إنها لا تزال في (الحج). سألته عن أجواء العيد وهل هناك فارق بين عيد الآن والعيد عندما كانت طفلا؟.
قال علاء: اشعر بفارق لا حدود له، كل شيء تغيّر، المتنزهات أصبحت أوسع واكبر وفيه ألعاب كثيرة وكبيرة وصغيرة، لكنها لا تُدخل الفرح على النفس، الناس كذلك تغيرت، باختصار عيد الأمس أفضل من عيد اليوم بكثير، أشعر أن الناس كانوا أكثر التزاما، الآن يتركون أوساخهم في أماكنهم وهذا عيب يجب أن نعالجه.
أسعار بطاقات الدخول عالية
شكا كثير من رواد أماكن الترفيه من ارتفاع أسعار الألعاب، وحتى أسعار بطاقات الدخول عالية، أحد العمال في متنزه آخر، اسمه احمد (31 سنة)، سألناه عن ساعات عمله، فأجاب تصل الى 12 ساعة هذه الأيام، يقصد أيام العيد، وعندما سألناه عن طبيعة عمله، فقال أهم شيء في عملي المحافظة على سلامة الأطفال، فقلنا له لماذا أسعاركم عالية، قال هذا يتبع صاحب المتنزه أو الجهة المشرفة عليه، وعملنا في المناسبات فقط، فيحاول صاحب المتنزه الاستفادة من الأعداد الكبيرة، وعندما سألناه عن درجة الأمان في الألعاب، قال لم يتعرض طفل او شاب الى أذى، نحاول أن نؤمن سلامة الجميع، وعن الفارق في العيد بين الأمس واليوم، قال احمد: الأمس أفضل طبعا، اليوم لا نشعر بالعيد، لأننا لا نعيشه كما يجب، فهناك نواقص كثيرة، منها عدم الشعور بالأمان، كما أن الناس لم يحرصوا على النظافة كما في السابق، هناك عدم اهتمام بمشاعر الآخرين وهذه مشكلة عامة يعاني منها العراقيون، الكل يعرف ما هو النقص وما هي المشكلة، لكن لا أحد يبادر الى وضع الحلول، المطلوب الحفاظ على تقاليد العيد الجيدة وعلى النظافة وأن يشترك المواطن والموظف الحكومي في إنجاز هذه المهمة.
الأبراج التي هي جزء من علم الفلك وعلم الهيئة لا يمكن إنكارها لابتنائها على جملة من الأصول العلمية والحسابات الفلكية.
[اشترك]
أما أبراج الحظ التي تنشرها بعض الصحف والمجلات فليست معتبرة ولا يمكن الوثوق بها، بل لا أصل لها ولا تذكر إلا لغرض التسلية، نعم هناك بعض الأوصاف العامة التي يشترك فيها أصحاب الأبراج، وقد ورد ذكرها في عدد من كتب فن التنجيم ومعرفة الطالع، ورتبوا عليها بعض النتائج طبقاً لحسابات خاصة، غير أن علماء هذا الفن هم يعترفون بقصور علم التنجيم في معرفة الحقائق، وحينئذٍ فإن النتائج المذكورة تكون غير مفيدة.
وأمّا باب كراهة التزويج والقمر في العقرب، وفي المحاق) فلوجود الأدلّة التي دلّت على ذلك والتي بالإضافة إلى ما ذكرته في منطوق السؤال، فهناك أدلّة أخرى دلّت على أوردها الميرزا النوريّ (قدس) في كتابه (مستدرك الوسائل) (ج14/ص218)، والتي منها ما رواه علي بن أسباط في نوادره: عن إبراهيم بن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من سافر وتزوج والقمر في العقرب، لم ير الحسنى"".
ومنها ما رواه الصدوق في المقنع: ولا تتزوج والقمر في العقرب، فإنه من فعل ذلك لم ير الحسنى.
ومنها ما في كتاب فقه الرضا (عليه السلام) "" واتّقِ التزويج إذا كان القمر في العقرب، فإن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: من تزوج والقمر في العقرب، لم ير خيرا أبدا"".
وممّا تقدّم تعلم أنّنا نتعبّد بالدليل، فما دلّ الدليل عليه نأخذ به وما نهى عنه ننتهي.
ما يتعلّق بالمراد من (النسناس) فسنبيّن ذلك من خلال ما ورد من أقوال علماء اللغة، ومن خلال بعض الأخبار الواردة في (النسناس) من طرق الفريقين.
[اشترك]
فأمّا كتب اللغة فقد ورد في كتاب (العين) للخليل الفراهيديّ: أنّ النَّسانِسُ جمعُ النَّسناس، قال: وما الناسُ الّا نحن أم ما فَعالهم ... وإن جَمَعوا نَسناسَهم والنَّسانِسَا.
وفي كتاب (جمهرة اللغة) لابن دريد الأزديّ: قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: جلب النِّسْناسَ الى اليمن فذُعر الناسُ مِنْهُم فسُمِّي ذَا الأذعار.
وفي كتاب (المحكم والمحيط الأعظم) لابن سيده: قال: والنِّسْناسُ خَلْقٌ في صُورَةِ الناسِ مُشتَقٌّ مِنهُ لِضَعْفِ خَلْقِهم. قال كُراع النَّسِناسُ فيما يقال دابَّةٌ في عِدادِ الوَحْشِ تُصَادُ وتُؤْكَلُ وهي على شكلِ الإِنسانِ بعينٍ واحدة ورِجْلٍ ويَدٍ تتكَلّم مثل الإِنسانِ والنِّسْناس الجُوعُ عن ابن السِّكِّيت، وأمّا ابن الأعرابيِّ فجعلَه وَصْفاً فقال جُوعٌ نِسْنَاسٌ وأراه يَعْنِي به الشَّديدَ وأنشد (أَخْرَجَها النِّسناسُ من بَيْتِ أَهْلِها ..). وأنشد كُراعٌ (أضَرَّ بها النِّسناسُ حتّى أَحَلَّها ... بِدارِ عَقِيلٍ وابْنُها طَاعِمٌ جَلْدُ).
الحكم على هذه الأخبار وَفْقاً لقواعد علم الحديث والدراية.
1- أمّا الخبر الأوّل فهو مقطوعٌ، لأنّه من كلام مطرف بن عبدالله بن الشخير، إذْ إنّه تابعيٌّ لم يسمع من النبيّ (صلّى الله عليه وآله) شيئاً، وإنّما سمع من الصحابة.
2- وأمّا الخبر الثاني فهو موقوفٌ على الصحابيّ أبي هريرة، ثمَّ إنّ في سنده سفيان الثوريّ وابن جرير؛ وكلٌّ منهما مُدلّسٌ وقد عنعنا حديثهما ولم يذكر صيغة السماع.
3- وأمّا الخبر الثالث فهو موقوفٌ على الصحابيّ ابن عبّاس، ثمَّ إنّ في سنده سفيان الثوريّ وابن جرير؛ وكلٌّ منهما مُدلّسٌ وقد عنعنا حديثهما ولم يذكر صيغة السماع.
4- وأمّا الخبر الرابع فهو من مراسيل ابن إسحاق، وعلى هذا الأساس فإنّه معضلٌ. زِد على ذلك أنّ هذه الأخبار كلّها ليست مرفوعة للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، وقد نبّه على ذلك الحافظ السخاويّ في كتابه (المقاصد الحسنة) عند تعليقه على الخبر رقم (505)، وكذلك العجلونيّ في كتابه (كشف الخفاء)،رقم الخبر (1342). وقد ذهب أبو عبد الرحمن الحوت الشافعيّ في كتابه (أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب) ، رقم (690): إلى أنّ خبر (ذهب النَّاس وَمَا بَقِي إِلَّا النسناس) إنّما هو من كلام وهب. يعني به (وهب بن منبّه اليمانيّ الصنعانيّ).قلت : فهذه إشارة من الشيخ الحوت إلى أنّ هذا الخبر من الإسرائيليّات التي تسرّبت إلى مصادر المسلمين عن طريق وهب بن منبّه المعروف برواية الإسرائيليّات.علماً أنّ ابن عبّاس وأبا هريرة وغيرهما من الصحابة قد ثبت عنهم أنّهم كانوا يروون الإسرائيليات التي سمعوها من كعب الأحبار ووهب وغيرهما كما نبّه على ذلك ابن كثير في قصص الأنبياء وغيره.
أمّا روايات الشيعة الإماميّة
1- في كتاب الكافي (ج8/ص244 ): 339 - ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب قال :
سمعت عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول : إنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : أخبرني إنْ كنت عالماً عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس ؟ فقال أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) : يا حسين أجب الرجل .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : أمّا قولك : أخبرني عن الناس ، فنحن الناس، ولذلك قال الله تعالى ذكره في كتابه : ثمّ أفيضوا من حيث أفاض الناس ، فرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الذي أفاض بالناس . وأمّا قولك : أشباه الناس ، فهم شيعتنا ، وهم موالينا وهم منّا، ولذلك قال إبراهيم ( عليه السلام ) : فمن تبعني فإنّه منّي . وأمّا قولك : النسناس ، فهم السواد الأعظم، وأشار بيده إلى جماعة الناس، ثُمَّ قال : إنْ هم إلّا كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلاً.
قلت: وهذا الخبر في سنده غالب والد عبدالله، مجهولٌ لا يعرف عنه شيء. وابن المسيّب فيه روايات مادحة وأخرى قادحة وقد توقّف في أمره بعض العلماء منهم المجلسيّ قدس، والسيّد الخوئيّ قدس.
2- وأمّا خبر الصدوق في (علل الشرائع)، (ص105)، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( ع ) قال : قال أمير المؤمنين (ع ) ، إنّ الله تبارك وتعالى لـمّا أحبَّ أنْ يخلق خلقاً بيده ، وذلك بعد ما مضى من الجنّ والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة قال : ولـمّا كان من شأن الله أنْ يخلق آدم ( ع ) للذي أراد من التدبير والتقدير لـمّا هو مكوّنه في السماوات والأرض وعلمه لـمّا أراد من ذلك كلّه كشط من أطباق السماوات ، ثمَّ قال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجنّ والنسناس، فلمّا رأوا ما يعملون فيها من المعاصي، وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحقّ عظم ذلك عليهم وغضبوا لله وأسفوا على الأرض ولم يملكوا غضبهم...الخ.
قلت: وهذا الخبر في حقيقته مرويٌّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جابر الجعفيّ عن الباقر (ع)، كما ساقه المحدّث عليّ بن إبراهيم القميّ في تفسيره بإسناده إلى عمرو بن أبي المقدام، برقم (10).
وعمرو بن أبي المقدام هذا ذكره النجاشيّ والطوسيّ ولم يوردا في حقّه شيءٌ سوى أنّ النجاشيّ وصف كتابه بأنّه لطيف؛ وهذا لا يقتضي مدح الراوي فضلاً عن توثيقه. نعم السيّد الخوئيّ في رأيه الأوّل ومن سلك مسلكه عَـدّه ثقة بناءً على كونه أحد رواة كامل الزيارات، ثُمَّ لأنّ عمرو بن أبي المقدام لا يُعَـدُّ من مشايخ ابن قولويه المباشرين، فإنّ السيّد الخوئيّ قدس في رأيه الأخير يُعَـدُّ متراجعاً عن هذا التوثيق، لأنّه حصر التوثيق المستفاد من عبارة ابن قولويه بمشايخه المباشرين فحسب. وأما والده فهو بتريٌّ، وهو أيضاً لم يورد في حقّه جرحٌ ولا تعديل ،فهو – إذنْ – مجهول.
3- وفي كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، (ج3/ص470) نقل عن إبراهيم بن العبّاس : كان الرضا ( ع ) إذا جلس على مائدته أجلس عليها مماليكه حتّى السايس والبواب . وله عليه السلام : ليست بالعفّة ثوب الغنى * وصرت أمشي شامخ الرأس لست إلى النسناس مستأنسا * لكنّني آنس بالناس.
قلت: وهذا الخبر ما هو إلّا شعرٌ منقولٌ عن الإمام الرضا عليه السلام، وهو مع هذا فيه إرسالٌ ما بين ابن شهر آشوب وإبراهيم بن العبّاس. فتأمّل!
مثلما يسكن حبيب الفقراء المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني في دار صغيرة بحي متواضع وزقاق ضيق بمدينة النجف القديمة التي يسكنها الفقراء ومنه تقاد أمور الرعية والناس ويغاث الملهوف والمحتاج ويعيش العراقيون بأطمئنان لأن صمام الامان في هذه الدار لا تفغل عينه عن ابناء بلده، تجد في العتبة الحسينية المقدسة غرفة ضغيرة لا تتجاوز مساحتها تسع مترات مربعة وفيها ثلاثة منتسبين رجل دين ويساعده منتسبان.
[اشترك]
هذه الغرفة المتواضعة يدخل اليها يوميا المئات من الفقراء والمتعفيين والايتام والمرضى والطلبة وكل محتاج ملهوف للعون والمساعدة، فيجد الجميع ظالتهم فيها ويتسلمون ما قسمه الله لهم من ارزاق من يد المرجعية الدينية الحنونة على شعبها، تلك الغرفة التي يستمر الدوام فيها عشر ساعات يوميا هي مكتب ممثل المرجعية الدينية العليا المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي.
الفقراء والمتعففين
الشيخ مهدي المسعودي المكلف بادارة مكتب المتولي الشرعي لمساعدة العائلات الفقيرة والمتعففة قال انهم "وعلى ضوء توجيهات المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني وتوصيات واشراف المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي يقومون بتوزيع المساعدة على العائلات المتعففة والفقيرة منها الثابت شهريا وهي رواتب العائلات الفقيرة والايتام بتخصيص من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية وهي مبالغ متفاوتة تقدر بحسب حالة كل عائلة او يتيم وتتراوح مثلا من ( 100 ــ 250) الف دينار، وتصرف لهم بطاقة فيها 12 حقلا لجميع اشهر السنة وفي كل شهر يحضر المستفيد ليستلم راتبه وتؤشر في بطاقته، ويتم تجديد هذه البطاقات بعد انتهاء كل سنة ليستمر المستفيد بتسلم راتبه الشهري، ومنها مساعدات تصرف بشكل مباشر لحالات محددة".
الايتام
للايتام تخصيصات خاصة وشهرية ولهم ايضا مساعدات اضافية عينية ومالية هكذا يشير المسعودي الى فئة اخرى ويضيف ان " التوزيع يكون ضمن نظام معمول به في المكتب يقضي باصدار قيمومية شرعية تصدر من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية وعلى ضوئها يسجل اسم اليتيم بشكل مباشر ويدخل اسمه ضمن قوائم التخصيص ويكون الراتب على عدد الايتام فهناك عائلة لها يتيم واحد واخرى اربعة او خمسة، وعدد الايتام المخصصة لهم الرواتب هو 562 يتيم وتتزايد شهريا حالها حال رواتب الفقراء والمتعففين من ذوي الدخل المحدود الذين ليس لهم راتب او مصدر معيشة اخر او يسكنون في بيوت مستأجرة، وهؤلاء يتم الكشف عنهم ميدانيا من قبل شعبة التحري في العتبة وتستكمل معلومات العائلة او اليتيم وترفع الى المتولي الشرعي وعلى ضوئها يتم منح المساعدة كمنحة مقطوعة او راتب شهري".
البناء والترميم
المسعودي اكد ان "هناك نوع آخر من المساعدات تقوم به مؤسسة الامام الرضا التابعة للعتبة الحسينية والتي تكون مهمتها الكشف الميداني على العائلات المسحوقة التي تتطلب بناء الدور او ترميم الدور الفقيرة او الآيلة للسقوط او التي تحتاج الى مرفقات تعينهم على العيش، وكذلك تجهيز العائلات الفقيرة باجهزة منزلية لمن لا يملكونها مثل الاجهزة الكهربائية او اجهزة الطبخ او الفرش والزواج وتصل الطلبات اما بشكل مباشر او عن طريق ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي ويوجد في المكتب رصد لتلك الحالات وتلبيتها "، مبينا ان "المساعدات تختلف من شخص لاخر فمنهم من يصرف له مبلغ 150 الف دينار تسد حاجته وآخر يحتاج الى عربة المعاقين التي تعمل بالشحن الكهربائي وقد تصل كلفتها الى 800 الف دينار".
تكاليف العلاج
كل تلك الانواع من المساعدات لا تساوي ( 5%) مما يصرف كمساعدات بشكل مباشر يوميا هذا ما توقف عنده المسعودي ويعلل السبب بقوله "هناك مساعدات اخرى تتمثل في موافقات صرف المساعدات الخاصة بدفع تكاليف العلاج في اربع مؤسسات صحية تابعة للعتبة الحسينية المقدسة هي مستشفى زين العابدين العام ومؤسسة وارث الدولية للاورام ومركز الاطراف الصناعية ومركز السيدة زينب للعيون وتكون التكاليف بملايين الدنانير ومنها اعفاء بشكل كامل عن التكاليف للعمليات والتدواي والعلاج وهذه تتحمل نصفها المستشفى ونصفها تتحملها ممثلية المرجعية الدينية العليا في كربلاء، وهي تصرف بشكل مباشر دون الحاجة الى تحري لانها واردة اما من خلال لقاء المتولي الشرعي بعد صلاة الظهرين والعشائين او عن اي طريق اخر، وتخفيض التكاليف يكون من نفس المستشفى والمساعدة تكون من مكتب الممثلية للمرجعية الدينية التي تصرف من قبلنا وهي حالات كثيرة جدا" لافتا الى ان "حجم المساعدات وصلت مبالغها خلال شهري جمادي الاول وجمادي الاخر الى ( 885) مليون دينار و(129) الف دولار ومجموعها يتجاوز المليار دينار ".
اغاثة الطلبة
لم تترك المرجعية الدينية ابنائها من طلبة الجامعات من الفقراء ان يكابدوا من العوز المادي ويضطروا الى ترك الدراسة بل ساهمت بتخفيف الحمل عن عائلاتهم وعن هذه البادرة الابوية يقول الشيخ المسعودي ان "مكتب المتولي الشرعي تكفل بدفع تكاليف دراسة طلبة جامعات تابعة للعتبة الحسينية او جزء منها وباعداد كثيرة منهم من الفقراء والمتعفيين ومن فاقدي الاب او المعيل ومنهم من تم اعفائهم من القسط او السنوي واخرين لسنتين او لكل سنوات الدراسة الاربعة، وهي فرص وبارقة امل منحتها المرجعية الدينية العليا لابنائها الطلبة".
الاف الحالات
جلس السيد سجاد الخطيب خلف حاسبته يدقق ويؤشر ويستقبل بصدر رحب العجائز والشيوخ والارامل ليسهل مهمة استلامهم للمساعدة وتحدث لوكالة نون الخبرية عن اعداد العائلات والمبالغ المصروفة لهم بقوله ان " مجموع العائلات التي صرفت لها مساعدات خلال العام الجاري 1443 هجرية لغاية الثامن من شعبان وصل الى (6377) راتب منها (4070) عائلة من المتعفيين و(1562) من الايتام والارامل و( 745) راتب فقراء، وشملت عمليات البناء والترميم والعلاج والزواج ودفع الايجار والاجهزة المنزلية، ووصلت المبالغ الكلية لمساعدة تلك العائلات الى (68) مليون و800 الف دينار ، اما رواتب الايتام فتصل الى تقريبا (131) مليون دينار ".
الجمال منحةٌ إلهيّة ربانية، فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى بأروع صورة، وأجمل هيئة وأفضل تنسيق، ورغم ذلك فإنّ البعض من الناس يُفضّلون إجراء تغييرات على شكلهم الخارجيّ فيلجؤون لعمليّات التجميل.
[اشترك]
شهد الطب التجميلي طفرة علمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما زاد من إقبال النساء العربيات من جميع دول العالم عليه، فلم تعد عمليات التجميل مجرد ضرورة تلجأ إليها المرأة عند اللزوم، بل شكلت هوسا حقيقيا لدى الكثيرات ممّن يبحثن عن الجمال أو تقليد النجمات المفضلات لديهن، والتي لم تكن متاحةً منذ زمنٍ قريب، في الوقت الحاضر أصبحت عمليّات التجميل من أكثر الجراحات المنتشرة في العالم، وعليها إقبالٌ كبيرٌ جداً، ورغم أنّ الإقبال عليها من كلا الجنسين إلّا أنّ نسبة إجراء النساء لعمليات التجميل أكثر بكثير من الرجال، وخصوصاً من قبل المشاهير، تتنوّع أنواع عمليات التجميل ما بين التصغير والتكبير والنفخ والتبييض وتغيير اللون، وبعض الأشخاص يُجرون تغييرات كاملة على شكلهم الخارجي، ورغم النتائج المُرضية لعمليات التجميل في أغلب الأحيان ونتائجها الإيجابية إلّا أنّ سلبياتها كثيرة جداً، قد تتفوق أحياناً على حسناتها.
وحول جراحات التجميل وهوس الكثيرات بها، أوضح أستاذ الطب النفسي الدكتور هاشم بحري، أن ظاهرة إقبال النساء على جراحات التجميل قد تنقسم إلى نوعين، فهناك من النساء من يتعرضن إلى حوادث مفاجئة قد تغير في شكلهن وخلقتهن وتصيبهن بتشوه خلقي وهنا يمكن القول إن عمليات التجميل لا تعد هوسا بالنسبة إليهن في هذه الحالات بل هي ضرورة طبيّة لإصلاح ما أفسدته هذه الحادثة، في حين تركض بعض النساء وراء التجميل ليس لأي ضرورة طبية، ولكن لاتباع الموضة مثل اتباع آخر الصيحات في الملابس.
وتابع الدكتور هاشم بحري، أن اتجاه النساء إلى هذا الهوس ما هو إلا انعكاس نفسي لعدم رضا المرأة عن شكلها وقلة ثقتها بنفسها، ما يدفعها دائما إلى توجيه اللوم إلى نفسها بأنها غير جميلة، وهؤلاء النساء قد ينجرفن ويدخلن دوامة لا تنتهي من إجراء جراحات تجميلية متعددة وغالبا لا يجدن النتيجة التي ترضيهن كل مرة لأنهن يبحثن من وجهة نظرهن عن الكمال، وهذا غير قابل للتحقق، في حين أن هناك من النساء اللاتي يقلدن تقليدا أعمى الموضة ويرغبن في الحصول على مظهر النجمات سواء الأجنبيات أو العربيات والتشبّه بهن، والتجارب العملية أثبتت فشل الكثير من هذه العمليات وتحول الكثيرات إلى أشبه بالدمية.
وبشكل عام يرى بحري أن حالة الهوس بالتجميل أيا كان السبب هي في الحقيقة حالة مرضية وتعبر عن خلل نفسي تعاني منه المرأة لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه وجعله في أحسن تقويم، وعلينا جميعا أن نرضى بالخلقة والهيئة التي خلقها الله عليها ولا نعمد إلى تغييرها.
أما أستاذ جراحة التجميل بكلية طب قصر العيني، الدكتور طارق سعيد، فلفت إلى أن اتجاه النساء إلى عمليات التجميل حاليا بات بدافع الموضة في كثير من الحالات، فهناك كثير منهن اللاتي يلجأن إلى الجراحات التجميلية دون أسباب طبية ويطلبن من الطبيب التشبه بفنانات بعينها.
وأوضح أنه على الطبيب أن يحدد ما إذا كان المريضة بحاجة حقيقية للجراحة أم لا، فهناك جراحات تجرى لأسباب طبية منطقية كالتخلص من العيوب الخلقية أو تعديل تشويه أصاب المريضة بسبب حادث ما، ولكن هناك من النساء اللاتي يقبلن على الجراحة لمجرد أن يتشبهن بالفنانات دون أي ضرورة لإجرائها، وشدد الدكتور طارق سعيد على ضرورة أن يتحلى طبيب التجميل بالأمانة ويرفض إجراء أي جراحة دون وجود ضرورة تستدعي ذلك، لأن نسبة حدوث أي خطأ في هذه الجراحة تعرضه للمسألة القانونية، موضحا أن عمليات تجميل الأنف وشفط الدهون هي الأكثر إقبالا بين أوساط النساء في مختلف الدول العربية.
أمثلة على عمليات التجميل
عمليات شفط الدهون.
عمليات نفخ مناطق متفرّقة من الجسم، إمّا باستخدام الدهون المأخوذة من الجسم نفسه، أو باستخدام حقن البوتكس والفيلرز والكولاجين، والتي تُجرى في العادة لنفخ الشفاه، ونفخ الخدود، ونفخ الصدر وتجميل شكله.
عمليات شد البطن، وشد الوجه للتخلّص من التجاعيد وتقليلها.
عمليات التقشير الكيميائي للبشرة للتخلّص من البقع والندوب والحبوب.
عمليات إزالة الشعر بالليزر.
أضرار عامة لعمليات التجميل
تكاليفها باهظة الثمن، وقد تُسبّب دفع الكثير من المال، وتأتي بنتائج غير مضمونة.
تتسبّب بكثير من الآلام الجسدية، التي تؤدّي إلى حدوث الكثير من الأوجاع التي قد تمتدّ إلى أسابيع، مع ظهور كدمات وانتفاخات في مناطق مختلفة من الجسم.
قد تتسبّب بكثيرٍ من المضاعفات، كحصول النزيف في أيّ جزء من أجزاء الجسم، وارتفاع درجة الحرارة.
التعرّض لمخاطر التخدير الكثيرة، حيث إنّ البعض ممّن يتعرّضون للتخدير الكامل لإجراء عمليات التجميل لا يستيقظون أبداً، وتتكوّن لديهم مضاعفات خطيرة، وقد يُصابون بغيبوبة طويلة الأمد تنتهي بالوفاة.
نتائجها غير دائمة في معظم الأحيان، وتحتاج لإجرائها من جديد عندما ينتهي مفعولها.
قد تأتي نتائجها غير النتيجة المطلوبة تماماً، وتتسبّب بتغيّرات دائمة أكثر بشاعةً، ولا يُمكن التراجع عنها.
مضاعفات محتملة لعمليات التجميل
حدوث إعاقات في مجرى التنفّس، مما قد يؤدّي للاختناقات، وعمل منفذ عبر الحنجرة لوصول الأكسجين للرئتين.
إصابة المريض بتلف في خلايا الدماغ، نتيجة ضعف وصول الدم لخلايا المخ.
حدوث اضطرابات عديدة في إفرازات الغدة الدرقية، ممّا يؤدّي لارتفاع درجة حرارة الجسم.
تذبذب نبضات القلب، وحدوث هبوطٍ مفاجئ في الضغط. الإصابة بالاكتئاب في حال ظهور نتيجة عكسيّة للعملية.
الإصابة بفقر الدم.
خطورة ووفاة
جراحات التجميل باتت في عالم اليوم بضاعة رائجة، تستهوي النساء، كما تستهوي ضعاف النفوس من غير المختصين، الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، فيستغلون حاجة النساء، ورغبتهن في مواكبة عالم الجمال المغري، مما يوقعهن فرائس سهلة في أيدي مدعي الطب، والطب منهم براء، وجاءت الجائحة لتوفر لهم الفرصة للتخفي، فصارت هذه العمليات المشبوهة تجرى في المنازل بعيداً عن الرقابة، تحت عناوين وهمية سرعان ما تختفي حين تبدأ الضحية في البحث عنها بعد أن تصاب بالتشوهات جراء استخدام المواد المغشوشة طمعاً في جني المزيد من الأرباح.
أطباء مختصون أكدوا أن هذه الممارسات الخاطئة ينفذها أشخاص غير مختصين باستخدام مواد غير مرخصة من فيلر وخلافه لتجميل السيدات داخل المنازل، حيث تبحث النساء عن الخصوصية، إضافة الى ممارسات أخرى تمارس بحق المريض بتشجيعه على إجراء عملية تجميل لا يحتاج إليها، نتيجة السعي للمزيد من المكاسب، لافتين إلى أن بعض الأجهزة المستخدمة من قبل فنيين وليسوا أطباء وجراحين فاعليتها وهمية، فيما أكد أحد المحامين أن القانون أوقع عقوبة تصل إلى مبالغ باهضه غرامة مزاولة المهنة من دون ترخيص.
وأوضحوا أن «عرابات التجميل» وتجار «حقيبة التجميل» اختفوا في الفترة الماضية نتيجة للرقابة وزيادة الوعي، ولكن بعد جائحة (كوفيد 19) بدأوا بالظهور مجدداً، مستغلين حاجة طالبي التجميل في ظل عدم مراجعة العيادات بالمستشفيات خوفاً من انتقال العدوى الفيروسية، كما أن معظم طالبي التجميل أصبحوا يتجمعون في منزل واحد ويأتي إليهم الشخص وهو على الأغلب غير طبيب، فيجري لهم العمليات، ما يشكل خطورة على صحتهم تؤدي إلى الوفاة، لأنه يتعامل مع عدة مجموعات، إضافة إلى أنهم يستخدمون مواد تجميل زهيدة الثمن لعمل العمليات، مبينين أن إعلانات التجميل التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي غير قانونية ومعلوماتها الطبية خطأ وغير واقعية، كما أن الصور التي تنشر في تلك المواقع «قبل وبعد العمليات» معدلة على برامج «فوتوشوب» ومعظم ناشروها مراكز تجميل، كما أن معظم تلك الإعلانات تختص بالتجميل كشد الوجه بالخيوط، و«فيلر» أو إبر تعبئة خطوط الشيخوخة، وبوتكس «حقن بروتين»، والليزر، وتصغير الأنف، فهي تحتاج إلى أطباء اختصاص وجراحين وليس مراكز تجميل أو أطباء عامين، ويجب أن تجرى داخل مستشفيات تحت إشراف طاقم طبي متكامل.
هل تهتم الحوزة العلمية بالقرآن الكريم كما يهتم به الأزهر في مصر؟
[اشترك]
أولاً: لابد من الإشارة إلى التنافس بين المراكز العلمية الإسلامية حول الاهتمام بالقرآن الكريم أمر مطلوب، كما أن التواصل فيما بينها والاستفادة من الخبرات والمناهج الدراسية يخدم المشروع القرآني في الأمة، فالقرآن الكريم ليس كتاباً خاصاً بجماعة أو بمذهب دون غيره من المذاهب، وإنما هو الكتاب الذي يجتمع حوله جميع المسلمين، وعليه تعدد المؤسسات المهتمة بشأن القرآن يصب في خاتمة المطاف في مصب واحد، وهو أعلاء شأن القرآن، ولذا من المعيب أن يتحول هذا التنافس إلى صراع غير نزيه هدفه إضعاف مراكز القوة في الأمة الإسلامية، ومع الأسف هناك بعض المواقع الحوارية وبعض العقليات الطائفية تهاجم الحوزات العلمية بغرض التقليل من شأن خدماتها للقرآن الكريم، مع أن الانصاف يقتضي الإشادة بمواقع القوة، والتنبيه بمواطن الضعف بهدف تداركها، طالما كان الاهتمام بالقرآن يشكل هماً مشتركاً، إلا أن هذه العقليات لا تنطلق من واقع الحرص على القرآن، بل كل هدفها هو ضرب المشتركات من أجل المزيد من الفرقة والشتات، ومن هنا لا يسعنا إلا الإشادة بمجهودات الازهر في ما يتعلق بالقرآن الكريم، وفي نفس الوقت ندعو الحوزات إلى مزيد من الجهد والاهتمام في ما يتعلق بالقرآن الكريم.
ثانياً: لابد من ذكر ملاحظة مهمة في ما يتعلق بالدراسات المرتبطة بالقرآن الكريم، فمن حيث المبدأ يمثل الاهتمام بالقرآن تكليفاً لجميع المكلفين، ولذا لم يستثني القرآن أحد من ضرورة قراءته والتدبر في آياته، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، وقال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، ومن أجل تمكين الجميع من ذلك جاء القرآن ميسراً للذكر، حيث قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)، فالقرآن من هذه الناحية ليس له سقفاً يمكن الوقوف عنده، وإنما بابه مفتوح للاستلهام منه كل بقدره وطاقته، ومن هذه الناحية لا يمكن اعتماد تفسيرات محددة بوصفها الحقيقة النهائية التي يجب على الجميع دراستها، فمهما كان فضل العالم ومنزلته العلمية لا يمكن أن يدعي أن تفسيراته هي خاتمة المطاف ونهاية المأمول، ومن هنا كان من الطبيعي أن ينشغل جميع العلماء بالقرآن بوصفه تكليفاً يرتبط بانتمائه الخاص بالإسلام، ولذا لا نكاد نجد عالماً شيعياً لم تكن له اهتمامات خاصة بالقرآن الكريم، سواء كان حفظاً أو تدبراً أو استدلالاً بآياته في مباحثه الفقهية والعقائدية، وقد ظهر ذلك جلياً في الكم الكبير لتفاسير علماء الشيعة المشهورة وغير المشهورة، مضافاً لكثير من البحوث القرآنية المتخصصة في شتى المجالات الفقهية والعقائدية والفكرية والتربوية وغير ذلك، والذي يقف على تفسيراتهم واستدلالاتهم القرآنية سيعترف بفضلهم وعلمهم ودقتهم في استلهام معاني القرآن الكريم، وعليه فإن الحوزة تقوم بتدريس الطالب المعارف والمناهج التي تمكنه من القيام بدوره وتكليفه في فهم القرآن والتدبر في آياته، وهذه هي طبيعة الدروس الدينية حيث لا تقوم بتلقين الطالب معارف جاهزة وإنما تملكه الأدوات ومن ثم يأتي دوره في انتاج المعرفة، ومن هنا لا يمكن وضع القرآن نفسه كنهج دراسي لعدم وجود معارف قرآنية تشكل منجز نهائي لمعارف القرآن، وكل ما يمكن منحه للطالب هو مقدمات العلوم وادواته المنهجية.
ثالثاً: لابد أن نفرق بين علوم القرآن وبين القرآن نفسه، فعلوم القرآن هي البحوث التي تهتم ببعض المسائل المتعلقة بالقرآن الكريم مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وغيرها من المسائل، وكل ذلك يتعرض له طالب العلوم الدينية خلال مناهجه الدراسية سواء كان بشكل مباشر أو من خلال وجوده في البحوث الفقهية والاصولية، وقد اهتمت الحوزة العلمية وبخاصة في مدينة قم بإيجاد تخصصات في علوم القرآن إلى مرحلة الدكتوراه.
رابعاً: الحفظ بشكل عام ملكة تخضع للتكرار والممارسة والتجربة، وهو امر متاح ومتيسر حتى للطفل الصغير والشيخ الكبير، ولا يتوقف على إيجاد منهج دراسي داخل الحوزة، وهذا خلاف طبيعة العلوم والمعارف التي تحتاج إلى الدرس والتفهيم، ولذا نجد أن الشيعة اسسوا مراكز خاصة لتحفيظ القرآن سواء كانت تابعة للحوزة أو بعيدة عنها، فليس بالضرورة أن تقوم الحوزة بهذا الدور طالما إمكانية ذلك متوفرة في المدارس والمعاهد والمتخصصة في ذلك، والمتابع لمثل هذه المراكز في المحيط الشيعي سوف يقف على اهتمام منقطع النظير، حتى اصبح التنافس في حفظ القرآن من الادبيات الرائجة في المجتمعات الشيعية.
خامساً: يبدو من سؤال السائل أنه يتمنى أن يكون المشايخ والعلماء حفظة لكتاب الله مضافاً إلى حفظ النصوص الرواية، وهذه أمنية جميلة وشعور طيب، إلا أن الحفظ ليس شرطاً في علم العالم، وإنما الدراية والفهم هي التي يشترط توفرها فيه، فحديث تدريه خير من ألف حديث ترويه، ويعد هذا الامر مسلمة عند جميع المسلمين سنة وشيعة، فلم نرى من يضع الحفظ شرط لعلم العالم، ولذا يفرقون بين الحافظ وبين العالم، فقد يكون الحافظ جاهلاً وقد يكون العالم غير حافظ، ومن القصص التي تنقل في هذا الشأن أن طالباً جاء لشيخه وهو فرح بانه حفظ صحيح البخاري، فقال له شيخ فماذا فعلت غير أنك زدت البخاري طبعة أخرى، ونحن هنا لا نقلل من أهمية الحفظ فكل زيادة تعد أمراً إيجابياً وإنما نتحدث عن علاقة ذلك بالعلوم الدينية، ولله الحمد في هذا العصر أصبحت النصوص متوفرة ويحملها الإنسان معه على جهاز الموبايل ويمكنه الرجوع إليها في أي وقت وفي أي مكان حتى وإن كان على المنبر.
سادساً: ليس من ضمن مقررات الازهر حفظ القرآن للطلبة، وإنما هناك قسم خاص للحفظ أو هناك بعض التخصصات التي تفرض على الطالب حفظ بعض الأجزاء، وعليه ليس كل من يتخرج من الازهر حافظ للقرآن، ومن يكون منهم حافظاً يكون قد حفظه بمجهوده الشخصي ورغبته الخاصة.
ما هو واجبنا نحو قضية ثأر فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟ فقط التبري من أعدائهم؟
[اشترك]
إن الذي يأخذ بثأر فاطمة (ع) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا سيما مولانا سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) هو ولي الله وحجته صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) فهو ولي الدم، والطالب بالثأر، ولا طاقة ولا قدرة ولا حول لأحدٍ للأخذ بثأرهم، فهو الذي يطهر الأرض من الظالمين، ويهدم أبنية الشرك والنفاق، ويبيد أهل الفسوق والطغيان، ويهدم مشروعهم، ويبني مشروع الله في الأرض.
أهم الواجبات تجاه مظلومية الزهراء والمعصومين (عليهم السلام) مضافاً إلى التقوى والخوف من الله:
الأول: اتباع المرجعية الدينية، فإنه مشروع أئمة أهل البيت (ع) في عصر الغيبة، وعدم فعل أي شيءٍ يوجب تضعيف هذا الصرح والكيان، فإن الراد عليهم كالراد على أهل البيت (ع).
الثاني: إحياء الشعائر الفاطمية، فإنها قامت (سلام الله عليها) لفضح الظالمين، وفرز الدخيل عن الإسلام الأصيل، وإحياء مظلوميتها يعني إيصال صوتها وتعريف ما جرى عليها للمستضعفين في الأرض، وإقامة الحجة مرةً تلو الأخرى على الخلق أجمعين، والحفاظ على أتباع الحق،
وهذه النقطة من أهم النقاط.
الثالث: إحياء الشعائر الحسينية، من الزيارة والمجالس والبكاء والحزن وغيرها فإنها تنور القلوب، وتعرج بالإنسان إلى أعلى المراتب، وتفرح قلب الزهراء (ع) وتكون سبباً لدعائها وفرحها ورضاها عنا.
ففي الحديث عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوفٍ، فإن من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام). (كامل الزيارات ص227).
وفي روايةٍ أخرى عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: إن فاطمة بنت محمدٍ (صلى الله عليه وآله) تحضر لزوار قبر ابنها الحسين (عليه السلام) فتستغفر لهم ذنوبهم. (كامل الزيارات ص231).
وفي روايةٍ أخرى عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: وإنها لتنظر إلى من حضر منكم، فتسأل الله لهم من كل خيرٍ، ولا تزهدوا في إتيانه، فإن الخير في إتيانه أكثر من أن يحصى. (كامل الزيارات ص178).
فالزهراء (ع) تدعو وتستغفر لزوار ولدها الحسين (ع) وتطلب لهم من كل خير.
وفي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: وما من باكٍ يبكيه إلا وقد وصل فاطمة (عليهما السلام) وأسعدها عليه، ووصل رسول الله وأدى حقنا. (كامل الزيارات ص168).
فإن البكاء على الحسين (ع) صلةٌ وإسعادٌ للزهراء (ع).
الرابع: البراءة من أعدائها وأعداء بعلها وبنيها، وقد ورد الحث في رواياتٍ كثيرةٍ على البراءة من أعداء الزهراء (ع) وظالميها، الذين هم أعداء الله، فإن الله حربٌ لمن حارب فاطمة، وسلمٌ لمن سالمها.
عن عبد الله بن عباس - في حديثٍ - أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا أخي! إن قريشاً ستظاهر عليكم وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ...
ثم أقبل على ابنته فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلماً وغيظاً حتى تضربي ويكسر ضلعٌ من أضلاعك ... لعن الله قاتلك، ولعن الله الآمر والراضي والمعين والمظاهر عليك وظالم بعلك وإبنيك ... (كتاب سليمٍ 427).
الخامس: التفقه في الدين، وتعلم العقيدة والفقه والأخلاق، وتطبيقها في حياتنا ويومياتنا.
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة رسوم الوشم بحلة جديدة ومن المتعارف أن عادة تلك النقوش تعود إلى الثقافات الريفية القديمة فكثيرا ما خطت الجدات بعض الزخارف على وجوههن أو أماكن مختلفة في أجسادهن باعتبارها زينة تجميلية.
[اشترك]
)موقع بشرى حياة) كان له جولة استطلاعية تابعها "الأئمة الاثنا عشر" حول هذه الزينة المصطنعة التي لا تخلو من المخاطرة.
ظاهرة قديمة
مريم زياد طالبة في جامعة كربلاء حدثتنا قائلة: الوشم ظاهرة تجميلية قديمة تعد من أقدم أنواع التجميل إذ يكون استخدامه بأدوات بسيطة وألوان خطوطها خضراء فقد كانت جدتي من المحبات لهكذا زينة.
وأضافت: ما زالت هذه الظاهرة مستمرة وأصبح التجميل به ليس محتكرا للنساء فحسب بل حتى الرجال، البعض يراه شيء تجميلي وأنا أراه العكس تماما.
فيما قالت ناهدة حنون ربة بيت: لا ضير بأن يستخدم نقش الوشم كالتاتو للضرورة التجميلية ولكن إن زاد عن حده يكون غير جميل وأيضا يدخل في دائرة الشرعية فهناك رسوم ونقوش تجذب النظر ولا داعي لها وبهذا تكون محرمة.
وتابعت: كما هناك تبعات له فقد يكون المركز المختص ليس لديه الكفاءة الطبية وبالتالي يتعرض الشخص إلى أمراض جلدية نتيجة الأدوات غير المعقمة أثناء عملية رسم الوشم.
ختمت حديثها: لذا على المهتمين بهذا الجانب توخي الحذر باختيار مراكز مرخصة ولديها باع طويل في الجانب الطبي والصحي.
من جانب آخر قال المفوض علاء أبو الهيل: هناك إيجابيات وسلبيات لهذه الظاهرة ففي الموقف الديني هناك مرجعيات دينية تجيز الوشم بذاته ولا تحرمه، وهناك من يحرم الوشم مطلقاً، وينبغي على المرأة والرجل اختيار الموقف المناسب وفقا لتوجيهاتهم الدينية.
أما في الجانب الاجتماعي يمثل نوعاً من الزينة إلا أن تمادي البعض في الرسوم والأشكال المختلفة والألوان جعل من هذه الظاهرة موضع انتقاد ورفض من قبل المجتمع.
رؤية طبية
من الجانب الطبي حذرت دراسة حديثة بأن الندوب الناتجة عن الوشم يمكن أن تؤدي للإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان أو فقدان المناعة (الإيدز).
وذلك لأن الإبرة الخاصة بالوشم تصل للدم مباشرة، وهو ما قد يؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة، خاصة إذا ما تم إجراؤه في مكان يفتقر لشروط النظافة والرعاية الصحية، أو يستخدم ألوانا ملوثة قد تحتوي على مواد مسببة للأمراض.
كما إن عملية إزالة الوشم ليست سهلة على الإطلاق، إذ تتسم عملية الإزالة بالليزر وهي مكلفة ومجهدة للغاية، فضلا عن أنها قد تتسبب في الإصابة بالتهابات أو تكوّن قشور أو ندوب في موضع الوشم، أو تغير لون البشرة أو ظهور مواضع فاتحة عليها، مع العلم بأن الوشم لا يختفي دائما بشكل كامل.
أصل الوشم
يذكر أن صناعة الوشم انقرضت كليا في الفترات الماضية بعدما شهدت مستحضرات التجميل انتشارا كبير ورواجا بين النسوة.
وقد كان في السابق موجع وبدائي إذ تكون المادة المستخدمة الرماد الذي تخلفه النار والإبر وتسمى (الدك) بينما الآن يرسم الوشم بطريقة سهلة جدا.
ويتنوع الوشم عادة بعدة انواع منها التجميلي والذي يمكن رسمه على الشفاه والحواجب لعمل مكياج دائم، كما تستخدمه بعض النسوة لتغطية الندبات الحروق والكدمات أو البهاق.
مراكز التجميل
نغم غزوان مديرة مركز تجميل حدثتنا قائلة: في الماضي كان العمل يقتصر على العرائس وتغير لون الشعر وتنظيف الوجه وأغلب النساء المتزوجات فقط.
وأضافت: أما اليوم شهدت مراكز التجميل اقبالا واسعا لكل الفئات النسوية، في البداية كان العمل حصرا على رسم وشم (التاتو) للحاجب وهو عملية نزع شعر الحاجب ووضع لون بديل له، أما الآن توسع مجال رسم الوشم ليصل الى الرسم على أجسادهن متشبهات بممثلات ونجمات السينما.
آراء الزبائن
وقالت إحدى الزبونات رفضت ذكر اسمها: لا أرى ضرراً في رسم الوشم فأنا أحبه خصوصا إن كان بالمعقول بعيدا عن الرسومات وغيرها، فهو مواكب للموضة الشبابية.
كما هو حرية شخصية لا تتعارض مع الوضع الاجتماعي طالما أن المتضرر الوحيد هو أنا وليس من حق الآخرين منعي!
رؤية اجتماعية
في حين قالت الباحثة الاجتماعية نور الحسناوي: يعد الوشم زينة رائجة ومصطنعة لا تخلو من المخاطر الصحية، ولا أرى لها جمالية إلا إذا كانت من الممكن أن تخفي تشوهات جسدية معينة.
وقد انتشرت التسمية الانكليزية للوشم (تاتو) في الوقت الحاضر، وهو الرسم أو النقش على الجلد حيث كان الأمر سابقا يقتصر على أرباب السجون والمراهقين معتقدين بأنه نوع من رموز الرجولة.
أما اليوم أرى أن أغلب انسياق النساء والرجال خلف هذه التقليعات هو للهواة من أتباع الموضة.
وتابعت قائلة: كما للجانب الديني رأي بهذا الصدد وبحسب متابعتي لمكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني على مجموعة من الاستفتاءات بخصوص الحكم الشرعي للوشم، إن كان حرام أو لا وما هو الحكم للوشم الذي يرسم على الجسم بواسطة الإبر، كانت الإجابة (يجوز في نفسه) وعن رسم وشم صور الحيوانات فهو يجوز ولكن الوشم في حد ذاته ليس أمرا مستحسنا وهناك روايات في ذمه.
كما لا يجوز وشم صور الأئمة الأطهار، وأسمائهم المقدسة إذا عد هتكا، وبما يخص النساء لعمل الوشم الملون على الحاجبين المسمى (التاتو) فهو جائز في نفسه ولكن يتوجب ستره عن نظر الأجنبي إن عد زينة عرفا.
ختمت حديثها: هناك استفتاءات شرعية كثيرة بهذا الجانب للكثير من المراجع الدينية وبشكل أوسع وأدق تفصيلا لا يسع للمقام ذكرها لذا أكتفي بهذا القدر.
هناك اختلاف بين الإنس والجنّ بحسب الخلقة، فالجنّ مخلوقون من نار، والإنس من طين، والجنّ موجودات أجسامهم لطيفة، والإنس أجسامهم غليظة، ويمكن الزّواج منهم، كما أنّ المؤمنين يتزوّجون من الحور العين في الجنّة، وهنّ من الملائكة، وأجسامهنّ ألطف بكثيرٍ من أجسام الجن.
[اشترك]
ولعلّه لا يمكن المقاربة الجنسيّة بين الإنس والجن، ولذا لا بدّ أن تتكثّف وتتغلّظ الجنّ حتّى يمكن رؤيتهم، والمقاربة منهنّ.
هذا هو تعليل إمكان التزاوج بين الإنس والجن.
(2)
وقد ورد في العديد من الرّوايات الواردة من طريق أهل البيت (ع) وقوع التزاوج بين الإنس والجن، ونذكر بعضها:
ـ روايات مستفيضة في تزويج بعض أبناء آدم من الجن:
1ـ الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن خالدٍ بن إسماعيل، عن رجلٍ من أصحابنا من أهل الجبل، عن أبي جعفرٍ (عليه السّلام) قال: ذكرت له المجوس وأنّهم يقولون: نكاح كنكاح ولد آدم وإنّهم يحاجّونا بذلك فقال : أمّا أنتم فلا يحاجّونكم به، لمّا أدرك هبة الله قال آدم: يا ربّ زوّج هبة الله، فأهبط الله عزّ وجلّ له حوراء فولدت له أربعة غلمة ثمّ رفعها الله فلمّا أدرك ولد هبة الله قال : يا ربّ زوّج ولد هبة الله فأوحى الله عزّ وجل إليه أن يخطب إلى رجلٍ من الجنّ وكان مسلماً أربع بناتٍ له على ولد هبة الله فزوّجهنّ فما كان من جمالٍ وحلمٍ فمن قبل الحوراء والنبوّة وما كان من سفهٍ أو حدّةٍ فمن الجن . (الكافي للكليني: 5 / 569).
2ـ من لا يحضره الفقيه: روى القاسم بن عروة، عن بريد ٍالعجلي عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أنزل على آدم حوراء من الجنّة فزوّجها أحد ابنيه، وتزوّج الآخر ابنة الجان، فما كان في الناس من جمالٍ كثيرٍ أو حسن خلقٍ فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء خلقٍ فهو من ابنة الجان. (من لا يحضره الفقيه: 3 / 382، علل الشرائع: 1 / 103).
3ـ تفسير العيّاشي : عن أبي بكرٍ الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إنّ آدم ولد أربعة ذكورٍ، فأهبط الله إليهم أربعةً من الحور العين، فزوّج كلّ واحدٍ منهم واحدةً فتوالدوا، ثمّ إنّ الله رفعهنّ وزوّج هؤلاء الأربعة أربعةً من الجنّ، فصار النسل فيهم فما كان من حلمٍ فمن آدم، وما كان من جمالٍ من قبال الحور العين، وما كان من قبحٍ أو سوء خلقٍ فمن الجن. (تفسير العيّاشي: 1 / 215).
4ـ تفسير العيّاشي: عن سليمان بن خالد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام: جعلت فداك إنّ الناس يزعمون أنّ آدم زوّج ابنته من ابنه؟ فقال أبو عبد الله (ع) : قد قال الناس في ذلك، ولكن يا سليمان أما علمت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: لو علمت أنّ آدم زوّج ابنته من ابنه، لزوّجت زينب من القاسم وما كنت لأرغب عن دين آدم، فقلت: جعلت فداك إنّهم يزعمون أنّ قابيل إنّما قتل هابيل لأنّهما تغايرا على أختهما؟ فقال له : يا سليمان تقول هذا؟ أما تستحيي أن تروي هذا على نبيّ الله آدم؟ فقلت : جعلت فداك ففيم قتل قابيل هابيل؟ فقال: في الوصيّة ثمّ قال لي: يا سليمان إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصيّة واسم الله الأعظم إلى هابيل، وكان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل فغضب فقال: أنا أولى بالكرامة والوصيّة فأمرهما أن يقرّبا قرباناً بوحيٍّ من الله إليه ففعلا، فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله، فقلت: جعلت فداك فممّن تناسل ولد آدم هل كانت أنثى غير حوّاء وهل كان ذكر غير آدم؟ فقال: يا سليمان إنّ الله تبارك وتعالى رزق آدم من حوّاء قابيل وكان ذكر ولده من بعده هابيل، فلمّا أدرك قابيل ما يدرك الرّجال أظهر الله له جنّيّةً وأوحى إلى آدم أن يزوّجها قابيل ففعل ذلك آدم ورضي بها قابيل وقنع، فلمّا أدرك هابيل ما يدرك الرّجال أظهر الله له حوراء وأوحى الله إلى آدم أن يزوّجها من هابيل، ففعل ذلك فقتل هابيل والحوراء حامل، فولدت الحوراء غلاماً فسمّاه آدم هبة الله، فأوحى الله إلى آدم أن ادفع إليه الوصيّة واسم الله الأعظم، وولدت حوّاء غلاماً فسمّاه آدم شيث بن آدم، فلمّا أدرك ما يدرك الرّجال أهبط الله له حوراء وأوحى إلى آدم أن يزوّجها من شيث ابن آدم، ففعل فولدت الحوراء جاريةً فسمّاها آدم حورة، فلمّا أدركت الجارية زوّج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل فنسل آدم منهما فمات هبة الله بن هابيل فأوحى الله إلى آدم أن ادفع الوصيّة واسم الله الأعظم وما أظهرتك عليه من علم النبوّة، وما علّمتك من الأسماء إلى شيث بن آدم فهذا حديثهم يا سليمان. (تفسير العيّاشي: 1 / 312).
5ـ تفسير العيّاشي: عن أبي بكرٍ الحضرمي عن أبي جعفرٍ عليه السّلام قال: قال لي: ما يقول النّاس في تزويج آدم ولده؟ قال قلت: يقولون: أنّ حوّاء كانت تلد لآدم في كلّ بطٍن غلاماً وجاريةً، فتزوّج الغلام الجارية التي من البطن الآخر الثاني، وتزوّج الجارية الغلام الذي من البطن الآخر الثاني حتّى توالدوا، فقال أبو جعفرٍ عليه السلام: ليس هذا، كذلك يحجّكم المجوس، ولكنّه لمّا ولد آدم هبة الله وكبر سأل الله أن يزوّجه، فأنزل الله له حوراء من الجنّة فزوّجها إيّاه، فولدت له أربعة بنين، ثمّ ولد لآدم ابن آخر، فلمّا كبر أمره فتزوّج إلى الجان، فولد له أربع بنات، فتزوّج بنو هذا بنات هذا، فما كان من جمالٍ فمن قبل الحور العين، وما كان من حلمٍ فمن قبل آدم، وما كان من حقدٍ فمن قبل الجان، فلمّا توالدوا صعدت الحوراء إلى السّماء. (تفسير العيّاشي: 1 / 216).
6ـ صحيفة الرّضا (عليه السّلام): بإسناده إلى الحسين بن عليٍّ (عليهما السّلام)، قال: جاء رجل إلى الحسن بن عليّ (عليهما السّلام)، فقال: أحقّ ما يقول النّاس أنّ آدم زوّج هذه البنت من هذا الابن؟ فقال: حاشا الله، كان لآدم (عليه السّلام) ابنان، وهو شيث وعبد الله، فأخرج الله لشيث حوراء من الجنّة، وأخرج لعبد الله امرأةً من الجن، فولد لهذا، وولد لذاك، فما كان من حسنٍ وجمالٍ فمن ولد الحوراء، وما كان من قبحٍ وبذاء فمن ولد الجنّيّة. (مستدرك الوسائل: 14 / 363).
7ـ بحار الأنوار: كتاب المحتضر للحسن بن سليمان نقلاً من كتاب الشفاء والجلاء بإسناده عن معاوية بن عمّار قال: سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن آدم أبي البشر أكان زوّج ابنته من ابنه؟ فقال: معاذ الله، والله لو فعل ذلك آدم عليه السّلام لما رغب عنه رسول الله صلّى الله عليه وآله، وما كان آدم إلّا على دين رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقلت: وهذا الخلق من ولد من هم ولم يكن إلّا آدم وحواء؟ لأنّ الله تعالى يقول : { يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء } فأخبرنا أنّ هذا الخلق من آدم وحوّاء عليهما السّلام فقال عليه السّلام: صدق الله وبلّغت رسله وأنا على ذلك من الشاهدين، فقلت: ففسّر لي يا ابن رسول الله، فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أهبط آدم وحوّاء إلى الأرض وجمع بينهما ولدت حوّاء بنتاً فسمّاها عناقاً، فكانت أوّل من بغى على وجه الأرض فسلّط الله عليها ذئباً كالفيل ونسراً كالحمار فقتلاها، ثمّ ولد له أثر عناقٍ قابيل بن آدم، فلمّا أدرك قابيل ما يدرك الرّجل أظهر الله عزّ وجلّ جنّيّةً من ولد الجان يقال لها جهانة في صورة إنسيّة، فلمّا رآها قابيل ومقها فأوحى الله إلى آدم: أن زوّج جهانة من قابيل فزوّجها من قابيل، ثمّ ولد لآدم هابيل فلمّا أدرك هابيل ما يدرك الرّجل أهبط الله إلى آدم حوراء واسمها ترك الحوراء، فلمّا رآها هابيل ومقها فأوحى الله إلى آدم أن زوّج تركاً من هابيل ففعل ذلك، فكانت ترك الحوراء زوجة هابيل بن آدم ... (بحار الأنوار: 11 / 226).
ـ تزويج أمير المؤمنين (ع) فلاناً من جنّيّةٍ:
8ـ روى القطب الرّاوندي: - عن أبي بصيرٍ جدعان بن نصر، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن مسعدة، حدّثنا محمّد بن حمويه بن إسماعيل الاربنوئي، عن أبي عبد الله الزبيني، عن عمر بن أذينة قال: قيل لأبي عبد الله عليه السّلام: إنّ النّاس يحتجّون علينا ويقولون: إنّ أمير المؤمنين زوّج فلاناً ابنته أمّ كلثوم. وكان متّكئاً فجلس وقال : وتقبلون أنّ عليّاً أنكح فلاناً بنته!؟ إنّ قوماً يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السّبيل، ولا الرّشاد. فصفق بيده وقال: سبحان الله أما كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقدر أن يحول بينه وبينها فينقذها !؟ كذبوا لم يكن ما قالوا. إنّ فلاناً خطب إلى عليٍّ عليه السّلام بنته أمّ كلثوم فأبى عليّ عليه السّلام فقال للعبّاس: والله لئن لم يزوّجني لأنتزعنّ منك السقاية وزمزم. فأتى العبّاس عليّاً عليه السّلام فكلمه، فأبى عليه، فألحّ العبّاس. فلمّا رأى أمير المؤمنين عليه السّلام مشقّة كلام الرّجل على العبّاس، وأنّه سيفعل بالسقاية ما قال، أرسل أمير المؤمنين عليه السّلام إلى جنّيّةٍ من أهل نجران يهوديّة، يقال لها: سحيقة بنت جريرية، فأمرها، فتمثّلت في مثال أمّ كلثوم، وحجبت الأبصار عن أمّ كلثوم، وبعث بها إلى الرّجل.
فلم تزل عنده حتّى أنّه استراب بها يوماً، فقال: ما في الأرض أهل بيتٍ أسحر من بني هاشم. ثمّ أراد أن يظهر ذلك للنّاس، فقتل وحوت
الميراث وانصرفت إلى نجران، وأظهر أمير المؤمنين أمّ كلثوم. (الخرائج والجرائح: 2 / 825).
(3)
ـ وننقل بعض ما ورد عند أبناء العامّة:
قال الدميريّ في كتاب حياة الحيوان:
وفي مسائل ابن حرب: عن الحسن وقتادة أنّهما كرها ذلك. ثمّ روي بسندٍ فيه ابن لهيعة، أنّ النبيّ (ص): نهى عن نكاح الجن ... وروى ابن عدي في ترجمة نعيمٍ بن سالمٍ بن قنبر مولى عليٍّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه، عن الطحّاوي قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قدم علينا نعيم بن سالم مصر فسمعته يقول: تزوّجت امرأة من الجنّ، فلم أرجع إليه.
وروى في ترجمة سعيدٍ بن بشير، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشيرٍ بن نهيك، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (ص): أحد أبوي بلقيس كان جنّيّاً ... وقال الشيخ نجم الدين القمولي : وفي المنع من التزوّج نظر ، لأنّ التكليف يعمّ الفريقين، قال: وقد رأيت شيخاً كبيراً صالحاً أخبرني أنّه تزوّج جنيّة. انتهى.
قلت: وقد رأيت أنا رجلاً من أهل القرآن والعلم، أخبرني أنّه تزوّج أربعاً من الجنّ، واحدةً بعد واحدة. قال شيخ الإسلام شمس الدين الذهبي رحمه اللّه تعالى: رأيت بخطّ الشيخ فتح الدين اليعمري، وحدّثني عنه عثمان المقاتلي قال: سمعت الشيخ أبا الفتح القشيري يقول: سمعت الشيخ عزّ الدّين بن عبد السّلام يقول: وقد سئل عن ابن عربيّ فقال: شيخ سوءٍ كذّاب. فقيل له: وكذّاب أيضاً؟ قال: نعم. تذاكرنا يوماً نكاح الجنّ، فقال: الجنّ روح لطيف والإنس جسم كثيف فكيف يجتمعان؟ ثمّ غاب عنّا مدّةً وجاء في رأسه شجّة، فقيل له في ذلك، فقال: تزوّجت امرأةً من الجنّ فحصل بيني وبينها شيء فشجّتني هذه الشجّة! قال الشيخ الذهبي بعد ذلك: وما أظنّ ابن عربيٍّ تعمّد هذه الكذبة وإنّما هي من خرافات الرّياضة. (حياة الحيوان الكبرى للدّميري: 1 / 305).
ـ قال ابن تيمية: وقد يتناكح الإنس والجنّ ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف وقد ذكر العلماء ذلك وتكلّموا عليه وكره أكثر العلماء مناكحة الجن. (مجموع الفتاوى لابن تيمية: 19 / 40).
خمسة آلاف دولار هي كلفة الجلسة الواحدة للعلاج الإشعاعي لعلاج سرطان الرئة الذي يعاني منه "مهدي أبو حيدر" وهو رجل خمسيني من أهالي العاصمة العراقية بغداد.
[اشترك]
وأمضى "أبو حيدر" 3 أعوام من العلاج ومكافحة مرضى السرطان الذي يهدد حياته، وأثقل كاهله بأعبائه النفسية والصحية وتكاليف العلاج الباهظة وما زال مستمراً في تلقى تلقي العلاج أملاً بالشفاء.
ومن بغداد إلى كربلاء المقدسة انتقل "أبو مهدي" حيث مؤسسة وارث الدولية لمعالجة الأورام السرطانية لتلقي العلاج ضمن مبادرة العتبة الحسينية المقدسة لمعالجة مرضى السرطان مجاناً احتفاءً بمولد النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) والإمام الصادق (عليه السلام).
والمؤسسة هي مستشفى متكامل ومجهز بأحدث الأجهزة الطبي، وتتواجد فيه أمهر الكوادر الطبية من العراق ودول عربية أخرى، وافتتحته العتبة الحسينية المقدسة في آب/ أغسطس الماضي بشكل تجريبي.
يقول أبو حيدر في حديث تابعه "الأئمة الاثنا عشر"، إن المستشفى هي نقلة نوعية في الخدمات الطبية ومعالجة الأمراض السرطانية في العراق".
ويضيف، أن العمل في المستشفى يجري باحترافية وإنسانية، فالكادر يتعامل معنا باحترام رغم أننا كمرضى نعاني من تقلبات المزاج وصعوبات صحية ونفسية".
ويشير "أبو حيدر" الى أن تكاليف علاج السرطان أثقلت كاهله بين العلاج الإشعاعي والفحوصات الطبية والأدوية، مشيراً إلى أن "مبادرة العتبة الحسينية رفعت عن كاهله الكثير من المبالغ المالية والضغوطات المعنوية".
ويمضي بالقول، إن كلفة العلاج الإشعاعي الذي تلقاه في مستشفى وارث الدولية بشكل مجاني تبلغ تكاليفه في مستشفيات القطاع الخاص 5000 دولار أمريكي.
ألم آخر.. "أحنه بالضيم"
في ممر آخر من ممرات المستشفى ينتظر الحاج "شاكر عاتي" من أهالي مدينة البصرة في أقصى جنوب العراق دور مريض يرافقه لإجراء الفحوصات الطبية في المستشفى ضمن الحملة المجاني التي أطلقتها العتبة الحسينية المقدسة، إذ يعاني من ورم سرطاني في العين.
ويقول الحاج شاكر بلهجته العراقية الدارجة "الحمد لله والشكر المرجعية قايمين بواجبنا ويتراكضون للخدمة، ولولاهم أحنه بالضيم".
على الطرف الآخر، يصطحب "بنيامين كامل" والده المصاب بسرطان المثانة للعلاج في المستشفى قادماً من مدينة البصرة.
ويشيد بنيامين بـ "التعامل الإنساني الذي تبديه كوادر المستشفى مع المرضى"، مشيراً الى أنهم -كوادر المستشفى- "يكملون الفحوصات والإجراءات ولا يتركون المريض يكملها بنفسه".
ويوضح بنيامين، إن والده مصاب بسرطان المثانة منذ 3 أعوام، لافتاً الى أن "تكاليف علاج السرطان أثقلت كاهله وأثرت بشكل كبير على الوضع الاقتصادي لأسرته"، على حد قوله.
خدمات مجانية بأحدث الأجهزة
ويقول مدير المستشفى الدكتور حيدر حمزة العابدي، إن الحملة المجانية جاءت ضمن مبادرة العتبة الحسينية المقدسة بتقديم خدمات العلاج المجاني لمرضى السرطان بالتزامن مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وولادة الإمام الصادق (عليه السلام).
ويضيف العابدي، أن المستشفى وفرت خدمات نوعية غير متوفرة في العراق، من خدمات علاجية وتشخصية وتمريضية وفندقية لا تتوفر في مكان آخر.
ويمضي بالقول، إن عدد المرضى الذين تلقوا خدمات طبي في المستشفى منذ انطلاق الحملة وحتى يوم أمس السبت تجاوز 1400 مريض من متلف المحافظات العراقية.
وأضاف العابدي، إن 73 مريضاً تقرر رقودهم في المستشفى، فيما تلقى 475 مريضاً جلسات العلاج الإشعاعي".
وأوضح، إن هذا العدد الكبير من المرضى يقابله كلف علاجية كبيرة تكلفت تتحملها العتبة الحسينية المقدسة، متوقعاً أن "تتجاوز الكلف العلاجية ضمن الحملة مبلغ مليار دينار عراقي".
وتقدم المستشفى خلال الحملة المجانية الخدمات الطبية العلاجية والتشخيصية والخدمات الفندقية للمرضى بأحدث الأجهزة الطبية في العراق والمنطقة.
وبالتزامن مع هذه الحملة، أعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن إطلاق حملة مماثلة لإجراء عمليات القسطرة القلبية والتشخيصية لجميع المرضى من مختلف محافظات العراق بشكل مجاني في مستشفى الإمام زين العابدين (عليه السلام) بدءاً من يوم (19/10/2021) ولغاية (24/10/2021).
وأعلنت العتبة الحسينية المقدسة، في وقت سابق، عن تقديم الخدمات العلاجية والتشخيصية لمرضى السرطان دون سن الـ 12 عاماً بشكل مجاني، فيما يكون علاج الفئات العمرية الأخرى بسعر الكلفة في مستشفى وارث الدولي لعلاج الأورام.
نفقات علاجية بالمليارات
وينفق مرضى السرطان العراقيون مبالغ مالية طائلة على العلاج في داخل العراق وخارجه، إذ يعادل دخل إحدى مستشفيات دول المنطقة من مرضى السرطان العراقيين فقط ما يعادل بناء كلفة مستشفى وارث الدولية لعلاج الأورام، وفقاً لمختصين في المجال الطبي.
وبحسب المختصين، فإن حكومات الدول المتقدمة لا تستطيع تغطية نفقات علاج مرضى الأورام السرطانية، اذ تتحمل الحكومة جزء من نفقات العلاج، وجزء تتحمله شركات التأمين، وجزء يتحمله المريض.
وفي الغالب، يخضع مريض السرطان لبرنامج علاجي طويل يستمر لشهور عدة يتضمن الفحص والعلاج والعملية الجراحية والجرع الوقائية والعلاج الوقائي الكيمياوي أو البيولوجي، أو العلاج الإشعاعي، وهو ما يحتاج الى بقاء المريض فترات طويلة في خارج بلده وبعيداً عن عائلته وعمله
دور مكمل
وتقول العتبة الحسينية إن دور مؤسساتها الصحية هو دور مكمل لجهود الجهات الصحية المعنية في المحافظة في تقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى، وفقاً للمتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي في حديث له يعود لعام افتتاح مستشفى زين العابدين.
ويأتي ذلك في إطار الخدمات الطبية المجانية التي تقدمها العتبة الحسينية المقدسة للمرضى من مختلف محافظات العراق للتخفيف عن كواهلهم من تكاليف إجراء العمليات الجراحية.
وفي الـ 13 من الشهر الجاري، وافق ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على تبني معالجة 13 مريضاً من 4 محافظات عراقية على نفقة ممثلية المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة.
وأعلنت العتبة الحسينية المقدسة إنفاق أكثر من 3 مليار دينار لمعالجة المصابين بالأمراض السرطانية في مستشفى وارث لمعالجة الأورام التابعة للعتبة بعد افتتاحه تجريبياً في الـ 8 من آب / أغسطس الماضي.
وأعلنت العتبة الحسينية المقدسة، الثلاثاء، 22 حزيران الماضي، إنها أنفقت أكثر من مليار و 200 مليون لتقديم خدمات طبية مجانية للمواطنين خلال النصف الأول من عام 2021 الحالي.
بتصاميم عصرية وعلى مساحة تقدر بـ 12 دونم، ازاحت العتبة الحسينية المقدسة الستار عن أكبر مستشفى لمعالجة الامراض السرطانية في العراق وهو مستشفى الوارث لمعالجة الامراض السرطانية في كربلاء.
[اشترك]
ويقدم المستشفى منذ أسابيع خدمة العلاج المجاني لمرضى السرطان ويستمر حتى موعد افتتاحه الرسمي في شهر ربيع الاول المقبل بالتزامن مع مولد النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله).
ويعد المستشفى الأضخم والأكبر في العراق لمعالجة الامراض السرطانية، كما جهز المستشفى بأحدث الاجهزة الطبية في العراق والمنطقة من مناشئ عالمية رصينة، وفقاً لمختصين من داخل العراق وخارجه.
ويتكون المستشفى من 5 بنايات متعددة الطوابق، تضم الأولى أجهزة العلاج بالإشعاع الموضعي والعلاج الكيماوي، والتشخيص بالرنين، وقسم العمليات والطوارئ والمختبرات والصيدليات، وتضم 110 غرفة رقود للمرضى، و14 غرفة حصينة تضم الاجهزة المشعة، والبناية الثانية المخصصة لسكن الاطباء، والبناية الثالثة المخصصة لسكن المرضى، وتضم البناية الرابعة مركز الوارث للعلاج بالنظائر المشعة، وبناية خامسة للخدمات.
وتسعى العتبة الحسينية المقدسة من خلال افتتاح هذا المستشفى الى توفير أفضل الخدمات الطبية للمرضى، وتوفير الجهد وعناء السفر على المرضى الذين يضطرون الى العلاج خارج العراق مما يجعلهم عرضة لعمليات النصب والاحتيال.
وزود المستشفى بأحدث الاجهزة الطبية للتشخيص الطبي والمعالجة بالإشعاع، وتقدم خدمات متكاملة للمصابين بالأمراض السرطانية على يد أفضل الكوادر الطبية المتخصصة من داخل العراق وخارجه.
والمخطط ان تكون مؤسسة الوارث لمعالجة الاورام مركزاً لمنح شهادة البورد للأطباء العراقيين والعرب، وتكون مركزاً لتدريب الكوادر الطبية العراقية والعربية.
وتبلغ الطاقة العلاجية للمستشفى 3 الاف حالة مرضية خلال العام الواحد.
ويقول ممثل المرجعية والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في لقاء متلفز تابعه "الائمة الاثنا عشر"، ان هذه المستشفى "لجميع المرضى العراقيين من شمال العراق الى جنوبه ومن غربه الى شرقه، ولكل المحافظات العراقية، واستقبل مرضى من محافظات ديالى وصلاح الدين وكربلاء والبصرة وذي قار".
ويضيف، ان الخدمة ستكون متميزة وعلى يد أفضل الكوادر العراقية الكفوءة وبعض الكوادر المتقدمة من خارج العراق، مشيرا الى توفير خدمة السكن في للمرضى وعوائلهم ضمن الخدمات التي يقدمها المستشفى.
مستشفيات تخصصية جديدة
واوضح الكربلائي، ان العتبة الحسينية تخطط لافتتاح مستشفى لمعالجة امراض الدم سيكون ضمن مؤسسة الوارث لمعالجة الاورام.
وتابع، ان العتبة الحسينية ستفتتح مستشفى الشيخ الوائلي في كربلاء وسيخصص لمعالجة الامراض النسائية، ومستشفى خاتم الانبياء لمعالجة الامراض القلبية في كربلاء الذي يجري العمل في انشائه حالياً.
وكشف ممثل السيد السيستاني، عن استمرار العتبة الحسينية بالعمل لإنشاء مستشفى للجراحة العامة في مدينة البصرة، ومستشفى الوارث في محافظة المثنى الذي وصلت نسبة الانجاز فيه الى 40 %، ومستشفى للطفل في محافظة بابل، ومستشفى لمعالجة امراض الجهاز الهضمي في النجف الاشرف، ومستشفى لمعالجة امراض الدم في النجف الاشرف، ومركز متطور لمعالجة امراض السكري في كربلاء.
ومضى قائلا، عن التخطيط لإنشاء مستشفى للحروق في كربلاء، واكمال التخطيط لإنشاء مستشفى للعيون في كربلاء، ومستشفى للطوارئ في كربلاء المقدسة يجري التخطيط واعداد التصاميم له، ومدينة الامام زين العابدين (عليه السلام) الطبية في كربلاء.
وتخطط العتبة الحسينية المقدسة الى افتتاح مستشفى معالجة الامراض السرطانية في محافظة البصرة العام المقبل والذي وصلت أعمال إنشاءه الى مراحل متقدمة.
وتتصدر محافظة البصرة المحافظات العراقية بعدد المصابين بالأمراض السرطانية بسبب مخلفات عمليات استخراج النفط ومخلفات الحروب.
وتقول العتبة الحسينية، ان دور مؤسساتها الصحية هو دور مكمل لجهود الجهات الصحية المعنية في المحافظة في تقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى، وفقاً للمتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي في حديث له يعود لعام افتتاح مستشفى زين العابدين.
وفي الـ 31 من تموز/ يونيو الماضي، أعلن مستشفى الامام زين العابدين التابع للعتبة الحسينية المقدسة ، عن اجراء 25 عملية قسطرة مجانية لعدد من المواطنين ضمن مبادرة اطلقها ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي بمناسبة عيد الغدير.
دور مكمل .. وخدمات انسانية
وتقول العتبة الحسينية، ان دور مؤسساتها الصحية هو دور مكمل لجهود الجهات الصحية المعنية في المحافظة في تقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى، وفقاً للمتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي في حديث له يعود لعام افتتاح مستشفى زين العابدين.
وفي الـ 31 من تموز/ يونيو الماضي، أعلن مستشفى الامام زين العابدين التابع للعتبة الحسينية المقدسة ، عن اجراء 25 عملية قسطرة مجانية لعدد من المواطنين ضمن مبادرة اطلقها ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي بمناسبة عيد الغدير.
وفي حزيران / يونيو الماضي، قالت العتبة الحسينية أنها انفقت اكثر من مليار و200 مليون دينار لتقديم خدمات طبية مجانية للمواطنين خلال النصف الأول من عام 2021.
وخلال العام الماضي تبنى القسم تقديم الخدمات الطبية لـ 520 حالة إنسانية لمرضى يعانون امراضاً مختلفة بتكلفة بلغت نحو مليارين دينار ، وفقاً لـمعاون رئيس قسم رعاية ذوي الشهداء والجرحى والحالات الانسانية في العتبة الحسينية احمد الخفاجي.
و أعلن قسم رعاية ذوي الشهداء والجرحى والحالات الإنسانية في العتبة الحسينية المقدسة، الاثنين 9، آب، عن تكفل العتبة الحسينية بمعالجة عدد من المواطنين من محافظات بغداد وذي قار وصلاح الدين وميسان وكربلاء يعانون من أوضاع صحية صعبة.
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
مواقع التواصل تعج بفيديوهات لمشيعي جنائز وهم يطلقون الرصاص الحي بشكل مكثف وتبدو المراسم وكأنها "ساحة حرب" أو "معركة بين جيشين"
كتب جبار الكناني:
أمام جمع غفير من المشيعين أوقف علي كريم (20 عاما) جنازة والده شيخ العشيرة الذي غيبه الموت نتيجة مضاعفات كورونا قبل شهر من الآن، وبحضور الجميع ألقى الشاب المفجوع قصائد وأهازيج يرثي فيها والده، وسط بكاء المشيعين وقبل أن يوارى الثرى في مقبرة وادي السلام بمحافظة النجف (جنوب بغداد).
[اشترك]
لكن هذا المشهد أقل حدة من مشهد توديع الجنائز بإطلاق العيارات النارية في الهواء الطلق المنتشرة في بعض مناطق بغداد والمحافظات الأخرى، حيث يشاهد رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمشيعي جنائز وهم يطلقون الرصاص الحي بشكل مكثف وتبدو وكأنها "ساحة حرب" أو "معركة قتالية".
في هذا التقرير، نحاول الإجابة عن الاستفسارات حول هذا الموضوع وأسبابه وتاريخه ونشوئه.
ظاهرة قديمة
يقول الشيخ أحمد عبيد (54 عاما) -وهو أحد وجهاء إحدى العشائر المعروفة في العراق- إن ظاهرة إطلاق الأهازيج والقصائد الحزينة واستخدام العيارات النارية عند حصول الوفيات أو عند التشييع -ولا سيما للشخصيات المعروفة اجتماعيا في البلد أو في مناطقها- ليست جديدة عند العراق والعراقيين، بل هي قديمة ومضى عليها قرن من الزمن أو أكثر.
وهو ما يتفق معه الباحث الاجتماعي علاء وليد بالقول إن ظاهرة توديع الموتى بالقصائد والأهازيج والرمي (الرصاص) العشوائي في الهواء الطلق قديمة جدا، ولا يمكن تحديد هذه الظاهرة -التي انتشرت في العقود الأخيرة بشكل مكثف ومن دون رادع أمني يذكر من السلطات المحلية- بفترة زمنية معينة.
وتسبب إطلاق العيارات النارية في الجنائز والمناسبات الاجتماعية في قتل وإصابة مشيعين وعدد من سكان المناطق المجاورة نتيجة "الرمي العشوائي"، إضافة إلى الذعر الذي تسببه هذه الظاهرة.
وأكد وليد أن إلقاء القصائد والأهازيج في تشييع الموتى والمناسبات الدينية والاجتماعية أصبح مصدر رزق للبعض.
غياب الاتصالات
ويعتقد الشيخ عبيد أنه في السابق عندما كان يموت شخص ما في قرية فإن ذويه أو أقاربه يطلقون عيارات نارية عدة باتجاه القرى المجاورة كنوع من الإخبار عن الوفاة، وهذا الأمر يعود إلى غياب الاتصالات في ذلك الزمن.
وأشار إلى أنه "رغم وجود الاتصالات الحديثة التي جعلت العالم قرية صغيرة فإن تلك الظاهرة ازدادت بشكل غريب جدا في السنوات السابقة وازدهرت الآن، إذ بات تشييع بعض الشخصيات أشبه بالحرب المفتوحة بين بلدين بسبب كثرة الرمي فيها، فضلا عن تنوع الأسلحة (الخفيفة والمتوسطة)، وفي بعض الأحيان وصل الجهل أو الاستهتار بالبعض إلى استخدام القاذفات".
وأوضح أنه "رغم منع هذه الظاهرة من قبل زعماء القبائل وكذلك رجال الدين والجهات الحكومية فإنها تزداد، وهذه الزيادة جاءت نتيجة وجود السلاح المنفلت، وكذلك عدم قيام الجهات الأمنية بتفعيل القوانين الرادعة لمثل هذه التصرفات".
الموقف القانوني
بدوره، يرى الخبير القانوني علي التميمي أن قانون حظر الألعاب النارية رقم 2 لسنة 2012 منع استيراد أو تصنيع أو تداول أو بيع الألعاب المحرضة على العنف، أي الألعاب النارية، ويعاقب من يفعل ذلك بالحبس 3 سنوات والغرامة 10 ملايين دينار (ما يقارب 7 آلاف دولار).
وأشار التميمي إلى أن "قانون الأسلحة رقم 51 لسنة 2017 عاقب في المادة 24 منه على حمل السلاح بدون رخصة بالحبس والغرامات، وهو يحتاج إلى التطبيق، أيضا عاقب القانون 570 لسنة 1982 بالحبس 3 سنوات كل من يطلق العيارات النارية في المناسبات".
ولفت إلى أن "ظاهرة العيارات النارية انتشرت بشكل كبير، وهي تحتاج إلى حلول كما في بلدان العالم".
من جهته، يرى الخبير الأمني علي البيدر أن ظاهرة إلقاء الأهازيج والقصائد وإطلاق النار العشوائي تعود إلى العرف الاجتماعي، وهو موروث عشائري قبلي لا يمكن للدولة السيطرة عليه، وقد تسبب بوقوع الكثير من الضحايا.
واعتبر البيدر أن "الدولة اليوم منشغلة بالكثير من الأزمات الأمنية، وحين تستطيع السيطرة عليها يمكنها حينها أن تحجم ذلك عبر القيام بحملة كبرى لجمع السلاح غير المرخص في البلاد، وبعدها فرض قانون حازم يعاقب بالسجن والغرامة المالية على من يقوم بذلك".
وطالب بإطلاق حملة تثقيفية كبيرة للترويج ضد هذه الظاهرة بمشاركة جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك المؤسسات التربوية والتعليمية ووسائل الإعلام.
إنّ الله تبارك وتعالى أكرم حبيبه ووليه الحسين بن علي (ع) بكرامات كثيرة جداً، وذلك لأجل التضحيات التي قدمّها في سبيل دين الله، لا مجال لذكرها هنا، ولكن من جملة تلك الكرامات أنّ مَن فاته الحج والوقوف في عرفات، لسبب وعذرٍ، ولكن زار الحسين (ع) في يوم عرفة، أعطاه الله ثواب الحج والوقوف في عرفات.
[اشترك]
إذ من المعلوم أنه لا يتيسر الحج – الواجب أو المستحب - للجميع، وذلك لعدم الإستطاعة، فإرتفاع تكاليفها، وعدم تهيؤ الزاد والراحلة، وغيرها من العوائق التي تعوق دون إمكانية الحج لأغلب المسلمين، فجعل الله زيارة الحسين (ع) سبباً لبلوغ وإدراك ثواب الحج لمن فاته الحج.
والحج تجلّ لرحمة الله تعالى، ومن مواطن رحمته وغفرانه، ومن أعظم أسباب القرب منه تعالى، فإذا فاتَ الإنسان الحج وقلبه معلّقٌ بها، وبتلك المشاهد الشريفة، فإنّ الله تعالى جعل بديلاً لها يوازيها في الفضل وكثرة الثواب، ألا وهو زيارة أبي عبد الله الحسين (ع)، رحمةً بالمؤمنين، وكرامة لأبي عبد الله الحسين (ع) لما بذل نفسه في سبيل حفظ الدين، وحفظ شعائر الله تعالى.
ومن هنا ورد التأكيد الشديد من أئمة أهل البيت (ع) على زيارة الحسين (ع) يوم عرفة.
ولا بأس بنقل بعض الروايات في هذا المجال:
1ـ عن حنان بن سدير قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا حنان إذا كان يوم عرفة اطلع الله عز وجل على زوار الحسين (عليه السلام) فقال لهم استأنفوا فقد غفر لكم. (تهذيب الأحكام للطوسي: 6 / 51).
2ـ عن معاوية بن وهب البجلي قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : من عَرّفَ عند قبر الحسين (عليه السلام) فقد شهد عرفة. (تهذيب الأحكام للطوسي: 6 / 51).
3ـ وروى أبو حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : من عرّف عند قبر الحسين عليه السلام لم يرجع صفرا ولكن يرجع ويده مملوتان. (مصباح المتهجد ص716).
4ـ بشير الدهان ، عن رفاعة النحاس قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فقال لي : يا رفاعة ! أما حججت العام ؟ قال قلت : جعلت فداك ما كان عندي ما أحج به ، ولكني عرّفت عند قبر حسين بن علي عليهما السلام ، فقال لي : يا رفاعة ! ما قصرت عما كان أهل منى فيه لولا أني أكره أن يدع الناس الحج لحدثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام أبدا ! ثم نكت الأرض وسكت طويلا ، ثم قال : أخبرني أبي ، قال : من خرج إلى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن يساره وكتب له ألف حجة وألف عمرة مع نبي أو وصي نبي. (مصباح المتهجد ص716).
5ـ وروى زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من زار الحسين عليه السلام يوم عرفة عارفا بحقه ، كتب الله له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة . (مصباح المتهجد ص715).
6ـ عن بشار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر الحسين (عليه السلام) وليعرف عنده ، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام ، اما اني لا أقول يجزي ذلك عن حجة الاسلام الا للمعسر ، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأراد ان يتنفل بالحج أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتي قبر الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة أجزأه ذلك عن أداء الحج أو العمرة ، وضاعف الله له ذلك اضعافا مضاعفة.
قلت : كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة ، قال : لا يحصي ذلك ، قال : قلت : مائة ، قال : ومن يحصي ذلك ، قلت : الف ، قال : وأكثر من ذلك ، ثم قال : وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله واسع كريم . (كامل الزيارات ص322) .
وغيرها من الروايات الكثيرة عن أهل البيت (ع)، الدالة على التأكيد الشديد لزيارة الحسين (ع) في يوم عرفة.
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
سارة رعد
في ذكرى اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الذي يصادف في السابع عشر من حزيران كل عام، ما زالت ظاهرة التصحر والجفاف في العراق مستمرة بسبب الإمكانات الطبيعية للنظم الإيكولوجية التي تجعل سكان الريف عرضة لنقص الأغذية وتقلبات الطقس والكوارث الطبيعية إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه.
[اشترك]
ويجب أن تشكل مكافحة التصحر جزءًا لا يتجزأ من برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية للحكومة العراقية، مع مراعاة الاحتياجات قصيرة الأجل وتطلعات السكان المتأثرين بها على المدى الطويل.
التصحر هو تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة. وهو ناتج في المقام الأول عن الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية. لا يشير التصحر إلى توسع الصحاري الموجودة. يحدث ذلك لأن النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة اليابسة في العالم، معرضة بشدة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم للأراضي.
يمكن أن يؤدي الفقر وعدم الاستقرار السياسي وإزالة الغابات والرعي الجائر وممارسات الري السيئة إلى تقويض إنتاجية الأرض.
يتم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف كل عام لتعزيز الوعي العام بالجهود الدولية لمكافحة التصحر. يعتبر هذا اليوم لحظة فريدة لتذكير الجميع بأن حيادية تدهور الأراضي يمكن تحقيقها من خلال حل المشكلات والمشاركة المجتمعية القوية والتعاون على جميع المستويات.
التصحر وأبعاده على المستوى العراقي
واجه العراق أكبر مشكلة بيئية في تاريخه تتمثل بالتصحر الشديد والتي تعرض للخطر أمنه الغذائي. وتتظافر العديد من العوامل الطبيعية والبشرية في صنعها. ولها نتائج بيئية واقتصادية واجتماعية وحضارية وخيمة أبرزها فقدان الأراضي المنتجة وتحرك الكثبان الرملية وهبوب العواصف الرملية والترابية الشديدة وما ينتج عنها من زيادة تلوث الهواء. تحاول هذه الدراسة التعرف على تطور المشكلة وتحلل أسبابها ونتائجها وتقترح عددا من الحلول لمعالجتها.
يرد الكثير من التعاريف للتصحر غير أن أحدث تعريف اقر في 1994ضمن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ينص: التصحر يعني تدهور الأرض في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وفي المناطق الجافة وشبه الرطبة، الذي ينتج من عوامل مختلفة تشمل التغيرات المناخية والنشاطات البشرية. وفي حقيقة الأمر فالتصحر عملية هدامة وتدمير للطاقة الحيوية للأرض، والتي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى ظروف تشبه ظروف الصحراء، وهو مظهر من التدهور الواسع للأنظمة البيئية، الذي يؤدي إلى تقلص الطاقة الحيوية للأرض المتمثلة في الإنتاج النباتي والحيواني ومن ثم التأثير في إعالة الوجود البشري.
أهم عوامل التصحر
نتجت مشكلة الملوحة عن عوامل عديدة بعضها يتعلق بالبيئة الطبيعية والآخر بعمل الإنسان وتتداخل هذه العوامل في درجة تأثيرها في انتشار الملوحة التي تتباين مستوياتها من مكان لآخر فتزداد كلما اتجهنا من الشمال إلى الجنوب ومن الجهات المرتفعة إلى المنخفضة. وللعوامل الطبيعية دورها البارز حيث يأتي المناخ في مقدمتها إذ تؤدي زيادة كمية الإشعاع الشمسي وارتفاع الحرارة وقلة الغيوم والرطوبة النسبية وسيادة الرياح الشمالية والشمالية الغربية إلى زيادة شدة التبخر وبالتالي زيادة نسبة الأملاح. ويتزامن ذلك مع الإفراط في عمليات الري خاصة وأن المياه المستخدمة تحتوي بدورها على نسب مختلفة من الأملاح التي تختلف كميتها من مكان لآخر ومن موسم لآخر. كما لطبيعة التربة أثر واضح في ظهور المشكلة وتفاقمها مع ما يرافقها من إتباع أنظمة زراعية خاطئة.
تحتوي تربة العراق على مكونات ملحية عالية إذ يقدر أن 61% من الأراضي الزراعية مهددة بالتملح حيث يبلغ معدله 8%. وهذا يعني أن كل الترب ستتملح بعد 12 سنة إذا لم يستخدم نظام التصريف الملائم. عندما يرتفع مستوى المياه في موسم الفيضان أو الري ترتفع الأملاح إلى أعلى التربة، لذلك يصبح البزل مهما جدا. وبما أن الأرض منبسطة جدا؛ بغداد مثلا رغم بعدها 550 كم عن الخليج العربي فهي ترتفع فقط 34 م عن مستوى سطح البحر وهذا يساهم في صعوبة التصريف.
وقد أصبح تملح الأراضي الزراعية مشكلة خطيرة نتيجة الاستعمال غير الرشيد للمياه إضافة إلى فقر قنوات الري والبزل. حيث أدى هذا إلى ارتفاع المياه الجوفية وتراكم الأملاح في التربة. لذلك فإن الأراضي السهلية المشهورة بخصوبتها تحولت إلى أراض متملحة. وتراجعت الإنتاجية في أراضٍ واسعة إلى الصفر تقريبا. ويقدر بأن حوالي 100 ألف دونم (250.000 ألف متر مربع) تعاني من التملح سنوياً.
في حين نجد نسبة التصحر في الأراضي المروية في العراق 71% بينما في تركيا ولبنان وسوريا 13%، 7%، 17%، على التوالي.
هناك كميات كبيرة من مياه البزل المالحة الناتجة عن غسل التربة والمياه الضائعة في الحقول تبلغ 23 مليار م مكعب/سنة و تشكل 54% من مياه الري السنوية و38% من المياه المتاحة للبلد البالغة 61 مليار م مكعب/ سنة. ويصرف معظمها إلى الأنهار والأهوار والمنخفضات نتيجة لقلة كفاءة شبكة الصرف (الحقلية، المجمعة والفرعية) وإهمال تنفيذ الشبكة الرئيسية، مما أدى إلى تلوث الأنهار والأهوار بالملوحة وتدني كفاءتها وانخفاض خصوبة التربة خاصة وسط وجنوب البلاد، إذ ارتفعت ملوحة نهر دجلة في الموصل وبغداد والعمارة والقرنة وفي شط العرب عند المعقل بنسب 9% و24% و207% و184% و183% على التوالي خلال 1967- 1991 وبين 13- 26% خلال 1993- 2002.
ومن العوامل الأخرى: إقامة السدود والخزانات على نهري دجلة والفرات في العراق وتركيا وسوريا التي تؤثر على كمية ونوعية الأملاح . وتقدم مياه الخليج العربي المالحة في شط العرب نتيجة قلة مياهه وصرف مياه المعامل ومشاريع التصنيع العسكري إلى الأنهار دون معالجتها كيمياويا لضعف الرقابة وإهمالها إن وجدت وقلة معالجة مجاري المدن التي تصرف إلى الأنهار.
وإذا فحصنا التملح في المحافظات، نجد في بابل 743776 دونم أصيب بالتملح بسبب المياه الجوفية وسوء الإدارة. وفي صلاح الدين ينتشر التملح في جميع المناطق الزراعية، وفي القادسية يوجد تملح متوسط الشدة في منطقة سومر- الشنافية- البدير بسبب عدم كفاءة نظام البزل، وفي ديالى يوجد في مناطق متفرقة، وفي الأنبار في صقلاوية – رمادي 12500 دونم وفي الخور- راوة 625 دونم، وفي ذي قار جميع الأراضي المروية من دجلة والفرات ومنطقة الطار متملحة جدا، وفي البصرة ينتشر التملح بسبب ملوحة مياه السقي وخاصة في المْدَينة والقرنة وشط العرب والفاو، وفي واسط 75% من مساحة المحافظة مصابة بالتملح بسبب ارتفاع المياه الجوفية واحتوائها على كلوريد الصوديوم، وفي نينوى في الشيخ شيخان والإدارات، وفي كربلاء في عموم المحافظة وخاصة في فريحة والخيرات وطريق الإبراهيمية وتقدر الأراضي المتملحة بـ 25% من مساحة المحافظة، وفي المثنى 1360325 دونم مصابة بالتملح وتشكل 6.5 % من مساحة المحافظة لعدم وجود مشاريع الاستصلاح ونظام كفؤ للبزل وارتفاع المياه الجوفية، وفي بغداد 29500 دونم أراضي متملحة في مناطق مختلفة ومن هذا يتبين لنا الانتشار الواسع والخطير لمشكلة التملح في أفضل الأراضي الزراعية.
ومن عوامل التصحر الأخرى تراجع الغابات التي تغطي 1.8 % من المساحة الكلية. وطبقا لمنظمة الفاو فإنها تحتل 789.000 هكتارا وزراعة الغابات 10.000 هكتارا. وهي تغطي المناطق الجبلية في الشمال والشمال الشرقي (كردستان). وكانت تغطي 1.851 مليون هكتار عام 1970 لكنها تراجعت إلى 1.5 مليون هكتار عام 1978 . وتراجعت النسبة الأولى إلى 1.1% وتبلغ المساحة المزالة سنويا 12 كم² والمعدل السنوي للإزالة 0.2% في الفترة 1990-2005.
نرى الآن غابات منفردة لأشجار البلوط في الأراضي الأكثر بعدا. وقد نتج تدهور الغابات من القطع الواسع والضغط الرعوي والحرق والعمليات العسكرية. وهذا يؤدي إلى زيادة التعرية المائية ويسبب اختفاء الطبقة الخصبة من التربة، ويؤثر سلبا على طاقة خزن السدود وكفاءة الري ويزيد من التكاليف.
كذلك تراجعت أعداد النخيل من حوالي 30 مليون إلى حوالي 9.5 مليون بسبب الحروب وبالأخص الحرب العراقية –الإيرانية وقلة المياه وملوحتها والأمراض الزراعية والإهمال. لذا بات تدهور الغابات والنباتات الأخرى عاملا مهما في تدهور البيئة وتوجهها نحو الجفاف.
ويساهم تدهور المراعي التي تشكل 70-75% من مساحة البلد في التصحر وينتج من: الضغط الرعوي، قطع واجتثاث نباتات العلف لأغراض الوقود، زراعة أراضي المراعي التي تقل الأمطار فيها عن 200 ملم في السنة، عدم تنظيم توزيع المياه الذي يؤدي إلى تركز الماشية في الأراضي التي تتوفر على الماء مع ما تتركه من تأثيرات سلبية على الغطاء النباتي. لذلك تدهورت المراعي في السنوات الأخيرة مما أدى إلى تدهور القيمة الرعوية لها.
مكافحة التصحر
ويحتاج الأمر برنامجا متكاملا لتنمية وتطوير الغطاء النباتي وزراعة الأشجار وتشييد الواحات والمزارع في الصحراء الغربية والبادية الجنوبية والأراضي الجرداء شرق العراق وفي المناطق الجبلية والأراضي المتموجة مستفيدين من المياه الجوفية المتجددة وتجميع المياه عبر السدود والخزانات الصغيرة المشيدة على مجرى السيول ومن مياه البزل والمياه العادمة بعد معالجتها.
ومن أجل ضبط الزراعة الديمية يتطلب الحد من توسعها تجاه الأراضي الأقل ملائمة من ناحية كمية الأمطار. إذ أن هذا التوسع يؤدي إلى تدهور التربة والنظام البيئي. ويمكن معالجة ذلك من خلال:
- تحسين الأساليب الزراعية واستخدام ما يناسب المناطق الجافة وشبه الجافة منها إذ أن كثيرا ما يؤدي استخدام المحراث الآلي إلى تفتيت التربة وتذريتها والمساهمة في تصحرها.
- ممارسة نظام الدورة الزراعية الذي يعتبر من الوسائل الفعالة في صيانة التربة ومكافحة انجرافها.
- استخدام الأسمدة إذ لا يزال الفلاح يستخدمها بكميات قليلة.
- العمل على رفع وعي الفلاح من خلال تكثيف الترشيد الزراعي وممارسة نظام الزراعة المختلطة والقيام بحجز أكبر كمية من الأمطار للاستفادة منها في الزراعة من جهة ولتقليل نشاط التعرية من جهة أخرى.
- إقامة مشاريع الري الملائمة لتخفيف الضغط على أراضي الزراعة الديمية.
- ضرورة تطوير معلومات توقع حدوث الجفاف واستعمال أنواع من المحاصيل تقاوم الجفاف ووسائل تعمل على تراكم الرطوبة في التربة وتشجيع زراعة المدرجات بالإضافة إلى محاصيل خاصة بالدورة الزراعية.
إن أولى الخطوات الواجب اتخاذها لضبط الاستخدام الرعوي هو تحديد قدرة المراعي على إعالة إعداد معينة من الحيوانات لتلافي تعريضها للتدمير. ويمكن الاستعانة بالأرقام الحرجة التي حددتها الأمم المتحدة وهي وحدة حيوانية لكل هكتار في المناطق شبه الجافة ووحدة حيوانية لكل خمسة هكتارات في المناطق الجافة كحدود قصوى يجب عدم تجاوزها وبخلاف ذلك يجب تقليل عدد الحيوانات والتعويض عن هذا بزيادة إنتاجيتها.
وبما أن الأمطار في العراق تتسم بقلتها وتذبذبها فإن الأمر يتطلب إتباع نظام الدورة الرعوية التي تتيح التجديد الطبيعي للمراعي وإنشاء مناطق محمية يمنع الرعي فيها في فترات معينة والقيام بالبذر الإصطناعي والتشجير في حالة المراعي المتدهورة بشكل ملحوظ. ويرى الجغرافي (بيتر هاغيت) أن إراحة أراضي الأعشاب والرعي الدوري وإضافة السماد إلى دورة المواد المغذية تعتبر طرق للتعامل مع مشكلة الضغط الرعوي.
إذ أن الأراضي التي تبدو وكأنها قد تصحرت سرعان ما تسترد غطاءها النباتي عند إخضاع الرعي إلى برامج رعوية مقننة. وتكمن المشكلة في مدى توفير حماية جيدة في المناطق التي يتزايد فيها السكان والمفتوحة للرعي دون تنظيم، كذلك الاحتفاظ بمخزون من العلف للسنوات الجافة، ومراعاة أن تكون مصادر المياه على مسافة متباعدة تتراوح بين 6-8 كم تفادياَ لإجهاد المراعي التي تقع حولها.
إنّ العوالم كثيرة، ولا يمكن الوصول إليها إلّا عن طريق الوحي؛ لأنّها من الغيب الذي لا يمكن دركه بالعقول البشريّة القاصرة.. وأمّا بالنسبة لوجود عالم قبل عالم الذر فنقول:
[اشترك]
إنّ المستفاد من بعض الروايات أنّ (عالم الأرواح) متقدّم على (عالم الذرّ)؛ وذلك لأنّ أهل عالم الذرّ مركّبون من أرواح وأبدان لطيفة، بينما أهل عالم الأرواح هم أرواح مجرّدة عن الأبدان، وقد ورد في أخبار كثيرة: أنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام. (ينظر: بصائر الدرجات ص106ـ109، ص375ـ376، الكافي ج1 ص438، دلائل الإمامة ص485، وغيرها).
منها: روى الشيخان البرقيّ والصفّار بإسناديهما عن بكير بن أعين، قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ـ يوم اخذ الميثاق على الذرّ ـ، والاقرار له بالربوبيّة ولمحمّد صلى الله عليه وآله بالنبوّة، وعرض الله على محمّد أمّته في الطين وهم أظلة، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام، وعرضهم عليه وعرّفهم رسول الله وعرّفهم عليّاً، ونحن نعرفهم في لحن القول ». (بصائر الدرجات ص109). وهذه الرواية صريحة في أنّ الأرواح مخلوقة قبل الأبدان بألفي عام، وظاهرة في خلق الأشباح ـ أي الذرّ ـ بعد الأرواح.
هذا بالنسبة لعامّة البشر، أمّا بالنسبة لأهل البيت عليهم السلام فإنّ المستفاد من الروايات الشريفة أنّهم أوّل ما خلق الله تبارك وتعالى، ووجودهم متقدّم على سائر ما خلقه الله، منها: ما رواه الشيخ الكلينيّ بإسناده عن محمّد بن سنان، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام، فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: «يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته، ثمّ خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها.. ». (الكافي ج1 ص511).
لماذا يقضي رجل الدين وقتاً طويلاً في الدراسة الحوزوية؟
ليسَ هناكَ مدّةٌ مُحدّدةٌ ينالُ فيها طالب العالم (رجل الدين) درجةَ الإجتهادِ، وإنّما يتفاوتُ الأمرُ مِن طالبٍ إلى آخر بحسبِ مقدراتِه وبحسبِ الظّرفِ الذي يرافقُ رحلتَهُ الدّراسيّة.
[اشترك]
أمّا مِن جهةِ الحوزةِ فهيَ مسؤولةٌ فقط عن توفيرِ البرامجِ الدراسيّةِ التي تؤهّلُ الطّالبَ لدرجةِ الإجتهادِ، وبما أنَّ الهدفَ مِن دراسةِ الحوزةِ هوَ تمكّنُ الطّالبِ مِن إستنباطِ الأحكامِ الشّرعيّةِ مِن أدلّتِها الأوّليّةِ، فلابدَّ أن تخضعَ الدّراسةُ إلى مجموعةٍ منَ الضّوابطِ العلميّةِ والتدريسيّةِ؛ وذلكَ لخطورةِ المُهمّةِ على المُستوى العلميّ وعلى مُستوى المسؤوليّةِ الدينيّةِ والشّرعيّةِ، ولذا تقومُ الحوزةُ بتدريسِ مجموعةٍ منَ العلومِ والمعارفِ التي تناسبُ الهدفَ النّهائيّ لطالبِ العلومِ الدّينيّةِ، وتنقسمُ تلكَ العلومُ إلى علومٍ أساسيّةٍ لها علاقةٌ مباشرةٌ بالمسائلِ الدّينيّةِ، كعلمِ القرآنِ وتفسيرِه، ودرايةِ الحديثِ والفقهِ والأخلاقِ والكلامِ، أمّا القسمُ الثّاني هوَ العلومُ الفرعيّةُ التي تُعدُّ بمثابةِ مقدّماتٍ لفهمِ العلومِ الأساسيّةِ، مثل علومِ اللّغةِ بجميعِ أقسامِها، وعلمِ أصولِ الفقهِ، وعلمِ الرّجالِ والتّاريخِ، وعلمِ المنطقِ والفلسفةِ، ومن الطّبيعيّ أنَّ دراسةَ كلِّ هذهِ العلومِ يحتاجُ إلى فترةٍ زمنيّةٍ مُقدّرةٍ حتّى يتمكّنَ الطّالبُ مِن إستيعابِها، ولذا تعتمدُ الحوزةُ نظامَ المراحلِ التّعليميّةِ التي تبدأ بمرحلةِ المُقدّمات، وهيَ المرحلةُ التي يدرسُ فيها الطّالبُ أساسياتِ تلكَ العلومِ، ومِن ثمَّ تأتي المرحلةُ الثّانيةُ التي يُصطلحُ عليها بمرحلةِ السّطوحِ، وهي المرحلةُ التي يدرسُ فيها الطّالبُ بشكلٍ مُعمّقٍ ومُفصّلٍ العلومَ الأساسيّةَ والفرعيّةَ، وتُعتمدُ لهذهِ المرحلةِ كتبٌ معيّنةٌ لها درجةٌ عاليةٌ منَ التّخصّصِ والخبرةِ في مجالِها العلميّ، وعندَما يجتازُ الطّالبُ هذهِ المرحلةَ يصبحُ لهُ قدرةٌ علميّةٌ مُقدّرةٌ بحيثُ يكونُ قادراً للتّصدّي للأمورِ الدّينيّةِ إجتماعيّاً، والكثيرُ مِن طلبةِ العلومِ الدّينيّةِ يكتفونَ بهذهِ المرحلةِ الدّراسيّةِ ومِن ثمَّ يهتمّونَ بالعملِ الدّعويّ مثلَ الكتابةِ والخطابةِ وغيرِ ذلكَ، أمّا مَن أرادَ أن يواصلَ الدّراسةَ حتّى يبلغَ درجةَ الإجتهادِ فتبقى أمامَهُ مرحلةٌ أخيرةٌ وهيَ مرحلةُ البحثِ الخارجِ، وفي هذهِ المرحلةِ يدرسُ الطّالبُ على يدِ مُجتهدٍ حتّى يتعلّمَ على يديهِ طريقةَ الإستنباطِ بشكلٍ عمليّ، وسُمّيَت هذهِ المرحلةُ ببحثِ الخارجِ لأنَّ فيها لا يعتمدُ الأستاذُ على كتابٍ مُحدّدٍ وإنّما تكونُ خارجَ الكُتبِ؛ وذلكَ لأنّها مرحلةٌ يتأهّلُ فيها الطّالبُ للإجتهادِ فلا تكونُ آراءُ العلماءِ أو ما في الكتبِ سقفاً لا يمكنُ تجاوزُه، وإنّما مِن حقِّه المُناقشةُ وإبداءُ الرّأي تحتَ إشرافِ المُجتهد، وحتّى يكتسبَ الطّالبُ هذهِ الخبرةَ لا يمكنُ حصرُه في فترةٍ زمنيّةٍ مُحدّدةٍ، وإنّما على الطّالبِ متابعةُ بحوثِ العُلماءِ والمُجتهدينَ وكلّما كانَ مُجدّاً في ذلكَ كلّما أسرعَ بخُطاهُ نحوَ الإجتهادِ، وعندَما يرى الأستاذُ فيهِ هذهِ الإمكانيّةَ يشهدُ لهُ بالإجتهاد.
وقد إتّضحَ مِن كلِّ ذلكَ أنَّ الدّراسةَ الحوزويّةَ ليسَت مُحدّدةً بفترةٍ زمنيّةٍ وإنّما يتوقّفُ طيُّ مراحلِها الدّراسيّةِ على جدّيّةِ الطّالبِ وإجتهادِه في الدّراسةِ، مُضافاً لاستقرار الوضعِ السّياسيّ والأمنيّ في المدنِ التي توجدُ فيها الحوزات.
ينبغي للرجل المؤمن أن يرضى بما قسمه الله تعالى إليه من الرزق، وأن يقنع به إذا كان قليلاً، وأن يشكره عليه إذا كان واسعاً، والله تعالى قسم الأرزاق بين عباده، وقد اقتضت حكمته أن يوسع أرزاق بعض خلقه، ويضيق أرزاق بعض آخر منهم، كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [سبأ: 36].
[اشترك]
ثم إن بعض الأحاديث دلت على أن الله تعالى لو أغنى بعض خلقه لبطر، ولو أفقر بعض خلقه لكفر، فلعل المصلحة أن يكون رزقك قليلاً، فإن قليلا تؤدي شكره، خير من كثير لا تؤدي شكره، ولعل الغنى يطغيك ويرديك ويلهيك.
وقد ورد في الأحاديث أن الفقر زينة المؤمن، وأنه كرامة من الله تعالى، وأن أكثر أهل الجنة من الفقراء والمساكين، وأنهم ملوك الجنة، وأن العبد كلما ازداد إيمانا ازداد ضيقاً في معيشته، وأن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، وقد روي أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: إذا رأيت الدنيا مدبرة عليك، فقل: مرحبا بشعار الصالحين.
ولا يظن أحد أن هناك أحرازاً أو طلاسم تفعل في الرزق فعل السحر، ومن حدثكم بذلك فلا تصدقوه، ولو كان الأمر كذلك لرأيت كل الناس أغنياء، ولرأيت طالب العلم الذي أعطاك هذه الحرز أو الطلسم من أغنى الناس.
ولكن ذُكر في الأخبار أمور توسع الرزق.
منها: التزويج، فقد ورد أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله، فشكى إليه الحاجة، فأمره بالتزويج، حتى أمره بذلك ثلاث مرات.
ومنها: صلاة الليل، فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كذب من زعم أنه يصلي صلاة الليل وهو يجوع، إن صلاة الليل تضمن رزق النهار.
ومنها: أن يقول بعد صلاة الفجر كل يوم: سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله. ثم يسأل الله من فضله.
ومنها: تقوى الله تعالى، وعدم ارتكاب المعاصي، فإن المعاصي تمحق الأرزاق كما تأكل النار الحطب، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96]. وقال سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2، 3]. وقال: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا) [الجن: 16].
ومنها: الدعاء لسعة الرزق، ولا سيما عقيب الصلوات، وهناك أدعية كثيرة مذكورة في كتب الأدعية، ولا سيما في تعقيبات الصلوات، وخصوصاً صلاة الفجر.
وهناك أمور أخرى فهي خير من الأحراز والطلاسم، لأنها إذا لم تكن سببا في توسيع رزقك فإنك لم تحرم الثواب بفعلها، وعلينا أيضا ألا نيأس مما عند الله تعالى، فإن توسع رزقك فاحمد الله على ذلك، وإلا فعليك بالصبر والشكر والقناعة، والله يعوضك في الآخرة أضعافاً مضاعفة خيراً مما فات منك.
إذا كان الشيطان طرد من رحمه الله فكيف استطاع ان يدخل الجنة ويوسوس لآدم؟ وهل لا يزال يستطيع دخول الجنة؟
[اشترك]
الأمر المسلّم به بحسب الآيات القرآنية أن ابليس طُرد من رحمة الله بعد رفض السجود لآدم، قال تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ) وليس هناك دليل في الآيات بان ابليس كان في الجنة وأن الخروج الذي حدث له هو خروج من الجنة، فالضمير في قوله: (فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) غير ظاهر في الرجوع إلى الجنة، ولذا يقول صاحب الميزان: (لعدم ذكر الجنة في الكلام سابقاً وعدم العهد بها، فمن الجائز أن يكون المراد بالخروج الخروج من المنزلة والكرامة، فتأمل) (الميزان ج1 142). وفي المقابل دلت الآيات على أن الله اسكن آدم وزوجه الجنة، قال تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)
ويتضح من ذلك أن الجنة التي كان فيها آدم خصصت للإنسان وليست للجن والشياطين، فحتى لو فرضنا وجود ابليس فيها فإنها لا تعد له دار نعيم وكرامة، بل الجنة التي تكون للمؤمن يوم القيامة لا وجود ما يدل في القرآن على أن الجن سيكون مشاركاً للإنسان فيها، ولا دليل على أن ما يكون نعيماً للإنسان هو ذاته نعيم للجن، وهذا خلاف نار جهنم فإنها تصيب الكافر من الإنس والجن معاً، قال تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، ولا وجود لآية في القرآن الكريم تنص بدخول الجن إلى الجنة يوم القيامة، قال العلامة المجلسي في بحاره: (لا خلاف في أن الجن والشياطين مكلفون، وأن كفارهم في النار معذبون، وأما أن مؤمنهم يدخلون الجنة فقد اختلف فيه العامة، ولم أر لأصحابنا فيه تصريحا. قال علي بن إبراهيم في تفسيره: سئل العالم عليه السلام عن مؤمني الجن يدخلون الجنة؟ فقال: لا، ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنوا الجن وفساق الشيعة) (البحار، ج 60، ص 291). أما اختلاف العامة الذي أشار إليه العلامة المجلسي حول مصير الجن المؤمن يوم القيامة فقد قال بعضهم أنه لا ثواب لهم إلا النجاة من النار ثم يقال لهم: كونوا تراباً مثل البهائم. وهو قول أبي حنيفة، وحكاه سفيان الثوري عن الليث بن أبي سليم، وهو رواية عن مجاهد، وبه قال الحسن البصري، قال ابن القيم: (وحكى عن أبي حنيفة وغيره أن ثوابهم نجاتهم من النار) (طريق الهجرتين وباب السعادتين ص: 418). وقال ابن نجيم: (واختلف العلماء في حكم مؤمن الجن: فقال قوم: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار، وإليه ذهب أبو حنيفة رحمه الله) (الأشباه والنظائر ص 330). وقال الماوردي: (وحكى سفيان عن ليث أنهم يثابون على الإيمان بأن يجازوا على النار خلاصاً منها، ثم يقال لهم: كونوا تراباً كالبهائم) (أعلام النبوة ص 145). وقال القرطبي: (وقال أبو حنيفة: ليس ثواب الجن إلا أن يجاروا من النار، ثم يقال لهم كونوا تراباً كالبهائم) (تفسير القرطبي 16/217). وذكر القرطبي في رواية عن مجاهد أن الجن لا يدخلون الجنة وإن صرفوا عن النار) ((تفسير القرطبي 19/5). وذكر ايضاً قول الحسن البصري بان ليس لمؤمني الجن ثواب غير نجاتهم من النار). وعن الليث: (ثوابهم أن يجاروا من النار ثم يقال لهم: كونوا تراباً كالبهائم، وعن أبي الزناد كذلك) ((الأشباه والنظائر ص 330).
واعتمد هذا الرأي على قوله تعالى حكاية عن الجن: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) فقد وعدهم بان يجيرهم من عذاب أليم ولم يوعدهم إذا استجابوا لداعي الله وامنوا أن يدخلهم الجنة، قال ابن القيم: (واحتج هؤلاء بهذه الآية فجعل غاية ثوابهم إجارتهم من العذاب الأليم) ((طريق الهجرتين وباب السعادتين ص 427).
ومن قال بدخولهم الجنة، اختلفوا في كيفية ذلك فقال بن تيمية: (وروي في حديث رواه الطبراني: أنهم يكونون في ربض الجنة، يراهم الإنس من حيث لا يرونهم) ((مجموع فتاوى ابن تيمية 4/233). وذكر ابن القيم أن سهل بن عبد الله قال: بأنهم يكونون في ربض الجنة، يراهم المؤمنون من حيث لا يرونهم) (طريق الهجرتين وباب السعادتين ص 418). وقال بعضهم أنهم يستحقون الجنة مثل ابن آدم ولا فرق بينهما، قال الفخر الرازي: (والصحيح أنهم في حكم بني آدم، فيستحقون الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، وهذا القول قول ابن أبي ليلى ومالك، وجرت بينه وبين أبي حنيفة في هذا الباب مناظرة) (التفسير الكبير 28/33).
ومن كل ذلك يمكننا القول إنه لا يمكن لنا الجزم بان الجنة التي كان فيها آدم تمثل داراً لنعيم ابليس وكرامته، بل حتى الجنة يوم القيامة ليس عندنا ما يدعونا للقطع بأنها ستكون داراً للجن أيضاً، وعليه لا اشكال إذا افترضنا دخول ابليس للجنة من أجل أن يوسوس لآدم، وبخاصة أن هذا الامر تم لحِكمة يراها الله تعالى. هذا مضافاً إلى أنه لا يمكننا الجزم أيضاً بان وسوسة ابليس لآدم كانت موقوفة على دخوله الجنة، أما كيف حصل ذلك لا علم لنا به ولا طريق لتحصيله، فلا يمكن نفيه ولا يمكن أثباته فعلمه عند الله وحده. وقد رجح البعض بان ذلك تم من خلال دخول ابليس للجنة، واستدل بالقرينة في قول ابليس (هذه الشجرة) التي وردت في كلامه في قوله تعالى: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَينِ أَو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ) فاسم الإشارة (هذه) يستخدم للإشارة للقريب مما يعني أنه كان بينهم في الجنة، ويناقش العلامة الطباطبائي ذلك بقوله: (حيث أتى بلفظة (هذه) وهي للإشارة من قريب، لكنها لو دلت على القرب المكاني الذي يقتضي الدخول لدلت في قوله تعالى: (وَلا تَقرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ). على مثله فيه تعالى، مع أنه عز وجل منزه عن المكان والزمان وما يجري على عالم الإمكان) (الميزان ج1 142). وإذا كان هناك تردد في أصل دخول ابليس للجنة ليوسوس لآدم، أو كانت الجنة دار خاصة بالإنسان وليس فيها كرامة لإبليس، فحينها لا يتوجه الاشكال من الأساس.
ومن الجميل أن نختم برواية الامام الصادق (عليه السلام) فيما له علاقة بهذا الموضوع: (فقال ابليس: يا رب أعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، قال الله تبارك وتعالى: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد، فأبى أن يسجد فقال الله تبارك وتعالى: (قَالَ فَاخرُج مِنهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيكَ اللَّعنَةَ إِلَى يَومِ الدِّينِ) قال إبليس: يا رب وكيف وأنت العدل الذي لا تجور ولا تظلم؟ فثواب عملي بطل؟ قال: لا، ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثواباً لعملك فأعطيك، فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد أعطيتك، قال: سلطني على ولد آدم. قال: سلطتك، قال: أجرني فيهم مجرى الدم في العروق، قال: أجريتك، قال: لا يولد لهم ولد إلا ولد لي اثنان وأراهم ولا يروني وأتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد أعطيتك قال: يا رب زدني، قال: قد جعلت لك ولذريّتك في صدورهم أوطاناً، قال: رب حسبي، فقال إبليس عند ذلك: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ)، (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَينِ أَيدِيهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمَانِهِم وَعَن شَمَآئِلِهِم وَلاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ).
اما المقطع الاخر من السؤال، فعلى فرض دخول ابليس للجنة من اجل الوسوسة لآدم، فلا معنى لدخوله لها الآن وليس فيها من يوسوس له، فلو كان دخوله الأول لضرورة تقتضيها الحِكمة الإلهية فليس هناك ضرورة الآن.