ضحك ومزاح على المائدة: ما حكم اجتماع الأهل والأقارب لـ ’الاختلاط العائلي’؟

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:1766
مشاركة
A+ A A-
تجتمع بعض العوائل في يوم الجمعة (الإخوان وزوجاتهم، أولاد الإخوان وأولاد الأخوات وبنات الإخوان وبنات الأخوات) على مائدةٍ واحدة للغداء والجلوس بعد الانتهاء للحديث العائلي ولا يخلو الحديث من الضحك والمزاح.

[اشترك]

ما رأيكم في ذلك؟ وهل يُحبذ الفصل بين الرجال والنساء في العائلة؟ وهل يترك هذا الأمر مؤثرات سلبية؟

الجواب من سماحة الشيخ محمد الصنقور:

هذه الظَّاهرة غير محمودة بل هي مُحرَّمة لو استلزمت ظُهور بعض ما يجب سترُه على المرأة كشيءٍ من ذراعها أو شعرها أو ظاهر قدميها، كما يكون هذا العمل محرَّمًا لو استلزم النَّظر إلى وجه الأجنبيَّة بريبة.

وأمَّا المزاح والتَّضاحُك فهو منهيٌّ عنه أيضًا مع المرأة الأجنبيَّة فقد ورد عن الرَّسول الكريم (ص) أنَّه قال: "ومن صافح امرأة حرامًا جاء يوم القيامة مغلولاً ثُمَّ يُؤمرُ به إلى النَّار، ومن فاكَه امرأةً لا يملكُها حبسَه الله بكُلّ كلمةٍ في الدُّنيا ألف عام"(1).

على أنَّه لو لم يستلزم الاختلاط العائلي أيَّ محذور شرعيٍّ فهو مع ذلك يكون مرجوحًا شرعًا لأنَّه مظنَّةٌ للوقوع في المفسدة، فلا يأمنُ الرَّجل على نفسه من أنْ يقعَ نظرُه على جسد زوجة أخيه أو ابنة عمِّه فيكون نظرَ ريبة وكذلك العكس، فإنَّ ذلك هو مقتضى طبيعة الرَّجل والمرأة، على أنَّ للمحادثة بين الرَّجل والمرأة الأجنبيين أثراً بالغ السُّوء، فإنَّه كما ورد في الرِّوايات الواردة عن أهل البيت (ع) يُميتُ القلب ويُغري بالمعصية، وهي من حبائل الشَّيطان التي يستدرجُ بها فريستَه ليُوقعها في شِراكه.

ثُمَّ إنَّ الاختلاط العائليّ يُساهم في إضعاف الغِيرة التي ينبغي أنْ يكون عليها الرَّجل المؤمن كما يُساهم في انتفاء الاستيحاش عند أبناء وبنات العائلة من محادثة الأجانب والأجنبيَّات في غير الإطار العائليّ.

مواضيع مختارة