فمن الأوّل:
1 ـ قال رسول الله (ص): اُحبّ من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء وقرّة عيني الصلاة .
2 ـ عن الإمام الصادق (ع)، قال: العبد كلّما ازداد في النساء حبّآ ازداد في الإيمان فضلا.
3 ـ وعنه (ع): من أخلاق الأنبياء: حبّ النساء.
فمثل هذا الحبّ الذي يكون مقدّمة للصلاة، كما أنّ التطيّب كذلك، فإنّه بلا شك يكون ممدوحا، بل ممّا يزيد في الإيمان فضلا، وأنّه من أخلاق الأنبياء، وأمّا حبّ النساء مجردا عن كونه مقدّمة للعمل الصالح، فإنّه ممّا يوجب الفتنة، ويكون مذموما، كما يكون منشأ للذنوب ومن جذورها كما ورد في الخبر الشريف: ستّة اُمور كانت سببا للذنب، منها: حبّ النساء.
4 ـ قال أمير المؤمنين (ع): الفتن ثلاث: حبّ النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخّ الشيطان، وحبّ الدنانير والدرهم وهو سهم الشيطان، فمن أحبّ النساء لم ينتفع بعيشه، ومن أحبّ الأشربة حرمت عليه الجنّة، ومن أحبّ الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا[1] .
فجعل مثل هذا الحبّ في عرض حبّ شرب الخمر، وبهذا القياس يعلم
مدى خطورة حبّ النساء5 ـ قال رسول الله (ص): أوّل ما عصي الله تبارك وتعالى بستّة خصال: حبّ الدنيا، وحبّ الرئاسة، وحبّ الطعام، وحبّ النساء، وحبّ النوم، وحبّ الراحة[2] .
فلا تعارض بين الروايات حينئذٍ لو كان الحبّ من جهتين وباعتبارين، وفي التضادّ يشترط وحدة الجهة والاعتبار، فحبّ النساء منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم.
6 ـ عن أبي عبد الله (ع)، قال: إنّ المرأة خلقت من الرجال وإنّما همّتها في الرجال، فأحبّوا نساءكم، وإنّ الرجل خلق من الأرض فإنّما همّته في الأرض[3] .
7 ـ عن أبي عبد الله (ع)، قال: كلّ من اشتدّ لنا حبّآ اشتدّ للنساء حبّآ ولحوّاء[4] .
8 ـ قال رسول الله (ص): اُعطينا أهل البيت سبعة لم يعطهن أحد كان قبلنا ولا يعطاهنّ أحد بعدنا: الصباحة، والفصاحة، والسماحة، والشجاعة، والعلم، والحلم، والمحبّة في النساء[5] .
9 ـ الكافي[6]، بسنده، عن أبي عبد الله (ع)، قال: ما أظنّ رجلا يزداد في هذا الأمر خيرا إلّا ازداد حبّآ للنساء. أراد بهذا الأمر: التشيّع ومعرفة الإمام [7] أو قبول ولايتهم .
10 ـ الفقيه[8]، بسنده عن أبي العباس، قال: سمعت الصادق (ع) يقول :
العبد كلّما ازداد للنساء حبّاً ازداد في الإيمان فضلا.
11 ـ المصدر نفسه، عن معمر بن خلّاد، قال: سمعت عليّ بن موسى الرضا (ع) يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وإحفاء الشعر، وكثرة الطروقة .
12 ـ الكافي[9]، بسنده عن أبي عبد الله 7، قال: قال رسول الله (ص): جعل قرّة عيني في الصلاة، ولذّتي من الدنيا النساء، وريحانتي الحسن والحسين 8.
13 ـ المصدر نفسه، بسنده عن بعض أصحابنا، قال: سألنا أبو عبد الله (ع): أيّ الأشياء ألذّ؟ قال: فقلنا غير شيء، فقال هو (ع): ألذّ الأشياء مباضعة النساء.
(المباضعة) المجامعة والمقاربة الجنسية من حلال ونكاح شرعي.
14 ـ المصدر، بسنده عن أبي عبد الله 7، قال: ما تلذّذ الناس في الدنيا والآخرة بلذّة أكثر لهم لذّة من النساء، وهو قول الله عزّ وجلّ: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ )[10]، إلى آخر الآية، ثمّ قال: وإنّ أهل الجنّة ما يتلذّذون بشيء من الجنّة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب.
15 ـ الفقيه[11]، قال رسول الله (ص): ما رأيت من ضعيفات الدين وناقصات العقول أسلب لذي لبّ منكنّن.
أقول: يظهر من مجموع الروايات الشريفة أنّ حبّ النساء يعني حبّ الزوجة بالخصوص لا مطلق النساء كما هو واضح، ويتولّد من هذا الحبّ شدّة القرب والانسجام الروحي، ومن ثمّ التلاؤم الجسدي وكثرة الطروقة والمباضعة، فإنّه ممّـا يزيد في المحبّة لو كان محفوفا بالآداب والمقدّمات كما ورد في الروايات الشريفة.
*سماحة السيد عادل العلوي (قدس)
الهوامش: [1] () البحار: 100 225. [2] () المصدر: 226، عن الخصال: 1 234. [3] () البحار: 100 226. [4] () المصدر: 227. [5] () المصدر: 228. [6] () الكافي: 5 321. [7] () الوافي: 21 28. [8] () الفقيه: 3 384. [9] () الكافي: 5 321. [10] () آل عمران: 14. [11] () الفقيه: 3 390