ومما يثير القلق أيضًا أن معدلات السمنة في البلدان العربية آخذة بالازدياد، وبدأت تتخطى المعدلات العالمية، فما هي السمنة، وما أهم تأثيراتها النفسية والجسدية، وكيف يمكن مكافحة هذه التأثيرات؟
ما هي السمنة؟ وما معاييرها؟تعد السمنة من الأمراض المعقدة، وتعبر عن زيادة كبيرة بنسبة الدهون في الجسم، وعن زيادة الوزن أكثر من الحد الطبيعي، وبحسب دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، تبين أن السمنة من أهم العوامل المؤهبة للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، مثل: أمراض القلب والسكتات الدماغية، كما أنها تسبب السكري وارتفاع في ضغط الدم ومشاكل في الكلى والكبد، ولها أيضًا تأثيرات سلبية على صحتك النفسية، لأنها تؤهب أو ترتبط بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب.
كيف تؤثر السمنة على صحتك النفسية؟كما ذكرنا سابقًا، فالسمنة لا تؤثر على صحتك الجسدية فقط، بل لها تأثيرات سلبية على صحتك النفسية، لأنها تؤدي إلى تغيرات هامة في شخصيتك، وتسبب لك أمراضًا نفسية خطيرة تؤثر عليك وتمنعك من ممارسة حياتك بشكل طبيعي.
ومن أهم هذه التأثيرات نذكر:
الاكتئابالاكتئاب والسمنة هما مشكلتان تؤثران على العالم بأكمله، وتنتشران بشكل واسع، وقد أكدت دراسة (blasco.2020) على الارتباط بين البدانة والاكتئاب، فالبدانة تشكل عامل خطر رئيسي للاكتئاب خاصة عند النساء والأشخاص الذين يصابون بالاكتئاب بشكل متكرر، ووجدت أيضًا أن العلاقة الوثيقة بين الاكتئاب والبدانة ناتجة عن أن كلاهما يسبب أمراضًا قلبية بنسبة عالية.
الاضطراب ثنائي القطبالاضطراب ثنائي القطب هو مرض نفسي يتمثل بتقلبات مزاجية بين الاكتئاب والوسواس القهري، وهو أحد أسباب الوفاة المبكرة، وللبدانة دور في الإصابة بهذا الاضطراب إذ يوجد علاقة مؤكدة بينهما، فكلاهما يسبب أمراضًا قلبية خطيرة، ويكون سببًا للوفاة المبكرة عند الأشخاص فوق 14 عامًا، ويمكننا باستخدام الأدوية التي تحسن الاستقلاب، وتغيير نمط حياة المريض، والجراحة التحسين من هذا المرض وتجنب عواقبه.
العزلة الاجتماعية والوحدةقد تزيد السمنة من الشعور بالخجل، وتجنبًا لانتقادات الآخرين قد يعزل الشخص نفسه. تشير إحدى الدراسات (hajek.2021) إلى أن العزلة الاجتماعية التي تسببها البدانة قد يكون سببها أحيانًا وسائل التواصل الاجتماعي والتنمر الذي تتعرض له ممن حولك، ما يؤثر عليك سلبًا (خاصة عند النساء)، وتنتشر الوحدة بشكل عام عند كبار السن البدينين، ما يزيد خطر إصابتهم بالأمراض القلبية واضطرابات النوم.
قلة الثقة بالنفستعد الثقة بالنفس أساس الصحة النفسية، وتنعكس قلة ثقتك بنفسك على شخصيتك، فتشعر أنك بلا قيمة، وغير قادر على فعل شيء. تنبع قلة الثقة بالنفس من عدم قناعتك بشكلك ومظهرك ونظرتك السلبية الدائمة عن نفسك، وتشعرك قلة الثقة بالنفس بالحزن والوحدة والعصبية، وتصبح حساسًا جدًا لانتقادات الآخرين ولا ترغب في التحدث معهم، ما قد يقودك إلى العزلة والاكتئاب وتغيرات في تصرفاتك واتباعك لعادات سيئة كالتدخين وغيره من الممارسات التي تؤذي صحتك وتدمر حياتك.
اضطراب القلقإن قلقك الدائم حول اكتساب المزيد من الوزن أو تفكيرك المستمر بسوء مظهرك يزيد نسبة الإصابة لديك، كما أن اضطراب القلق يسبب تغيرات في الدماغ تزيد شهيتك فيزداد وزنك، فتجد نفسك في حلقة من القلق وزيادة الوزن، وهذا كله يسبب لك التعب الدائم ومشاكل في النوم وصداع وألم في المعدة وغيرها من الآلام التي تحدث دون سبب محدد.
كيف تعالج السمنة؟مهما كان فقدان الوزن صعبًا ومستحيلًا بالنسبة لك، عليك المحاولة والسعي لإنقاص وزنك، وذلك ليس لتحسين مظهرك فحسب بل لتحسن صحتك ونفسيتك أيضًا. يمكن لبعض العادات أن تساعدك على إنقاص وزنك، ومن أهمها:
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعدك على تحسين صحتك وإنقاص وزنك، يمكنك طلب مساعدة أخصائي تغذية ليساعدك على وضع نظام متوازن يحتوي على العناصر الغذائية التي تحتاجها، ويساعدك على إنقاص وزنك في وقت مناسب وبطريقة صحية.
ممارسة الرياضة بانتظام، لأن ذلك يساعدك على حرق الكثير من السعرات الحرارية، وليس بالضرورة أن تكون الرياضة متعبة كثيرًا بل يمكن لبعض التمارين الدورية أن تفيد جسمك، وتحسن صحتك، وتساعدك في إنقاص وزنك.
يمكنك اللجوء إلى الجراحة في حال فشلت الطرق السابقة، مثل ربط المعدة وغيرها من جراحات السمنة التي أكدت الدراسات (Wolfe.2016) على دورها في تقليل أمراض القلب وغيرها من التأثيرات الضارة على الصحة.
إن للسمنة تأثيرات سلبية خطيرة على صحتك وحالتك النفسية، فقد تساهم في إصابتك بالقلق والاكتئاب، وتؤثر على ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك، ويمكنك من خلال النصائح والتوصيات السابقة مكافحة السمنة والتخلص من تأثيراتها السلبية.
*لبيه