ضغوط الحياة الزائدة وتفاقم المسؤوليات
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. وفاء الانصاري: تعاني الكثير من الزوجات من العصبية الزائدة أونوبات الغضب، وهذا يرجع إلى الكثير من العوامل التي تؤثر على الأعصاب والحالة النفسية والمزاجية، كتغيرات عاطفية كالشعور بالاكتئاب أو القلق أو تغيرات الشخصية أو نتيجة الضغوط اليومية وتصرفات الأبناء أونتيجة لضغوط الحياة الزائدة وهي أحد مسببات التوتر والعصبية الشديدة أو قد ترجع إلى الضغوط الشديدة للعمل، وتشتت المسؤوليات بين البيت والعمل وعدم القدرة على تحقيق التوازن بينهما أو قد يرجع الأمر إلى تخاذل ممن ينبغي لهم القيام بدعمها كالزوج أو الأولاد.
صفات في شخصية الزوجة العصبية
· ترى أنها الوحيدة الصحيحة التي تمتلك عصا العلم والمعرفة والقدرة على ضبط الأمور، بل والتحكم في الحياة بطريقة صحيحة من وجهة نظرها، حتى إن كان رأيها خاطئاً فيجب أن يطبق وجهة نظرها.
· لا تعطي زوجها التقدير والاحترم اللازم، حتى بوجود أشخاص آخرين معهم، مما يؤثر على الزوج ونظرة الآخرين له.
· تحاول تهميش جميع الأشخاص الموجودين حولها، وخاصة زوجها وأطفالها فهي تصر على تربيتهم بطريقتها الخاصة، والتحكم بهم مما يؤدي إلى ضعف شخصيتهم وعدم قدرتهم على التواصل معها.
· عادة ما تلجأ الزوجة العصبية للصراخ ورفع صوتها في حال رفض الآخرين آراءها والانصياع لرغباتها، كما تقوم بالتصرف بطريقة غير مسؤولة مثل تحطيم بعض الأشياء وكسرها أو توجيه الضرب والإهانة والكلام السيء.
· تعتبر قنبلة موقوتة تهدد استقرار وهدوء الأسرة، فينعكس هذا السلوك على تربية الأبناء.
· غير متصالحة مع نفسها، وتترجم كل هذا في تصرفاتها العنيفة والقاسية مع الزوج والأولاد أحياناً، أوبالعزلة والانطواء وعدم الرغبة في مخالطة المجتمع.
· الزوجة العصبية شديدة الشعور بالندم والحسرة، أكثر من غيرها، فتُصاب بالقلق والأرق الليلي، عندما تعيد شريط يومها، ترى نفسها على حقيقتها، في عدم مقدرتها على ضبط انفعالاتها.
· الصوت العالي هو سلاحها في كل نقاش، وتكاد لا تحب أن يقاطعها أو يناقشها أحد إن لم تبدأ هي بالنقاش.
· دائمة التسرع في قراراتها التي تحب أن تنفرد بها، ولا تفكر في أخذ المشورة من شريكها، مما يسبب وقوعها في كثير من الأخطاء بسبب عصبيتها الزائدة.
· تعاني من الحساسية الزائدة والغضب للمواقف، التي تكون بسيطة بالنسبة للآخرين، ولا يوجد داعٍ لعصبيتها منها.
· سريعة الانفعال، أي أنها لا تفكر قبل أن تتكلم، وتكون سهلة الاستثارة والتأثر.
· لا تقبل الرأي الآخر الذي يعارضها، أو يناقشها، حيث تكون دائماً متمسكة برأيها، فهي دائماً شخصية عنيدة.
· يصعب التواصل أو التحدث معها بشكلٍ إيجابيٍّ وهادف في كافة الأمور الحياتية.
· دائمة التصرَّف بصورة غريبة وخارجة عن المألوف في بعض المواقف، فيتحول الغضب المسيطر عليها إلى نوبة ضحك هيستيرية.
تأثير عصبية الزوجة على الأسرة والزواج
تقول د. وفاء الأنصاري إن الزوجة العصبية تؤثر بشكل سلبي على الأسرة ككل، وتتسبب فى توتر المنزل بالكامل، وقد تكون حساسة وتثور في وجه زوجها، ولا تُتيح للزوج أن يشاركها أحداث يومه، وحياته، فتؤدي العصبية إلى:
· الإحساس الدائم بالخوف وعدم الثقة والأمان والاستقرار في العلاقة الزوجية، وكليهما ضروريين لإنجاح الزواج.
· التقليل من تقدير الذات عند الزوجة بسبب مشاعر الذنب والعار.
· خوف الزوجة من العطاء الذاتي أو تلقي الحب.
· تسرب الخوف إلى الأسرة، وزيادة الخوف من التعرض للأذى.
· إحباط الزوج والابتعاد عن زوجته العصبية.
· سيطرة الحزن والوحدة والقلق وعدم التركيز والاضطراب النفسي على الأسرة.
· زيادة الإغراءات الخارجية للزوج.
· زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم.
أفضل طرق للتعامل مع الزوجة العصبية
· ينبغي أن يكون الحديث والحوار إيجابياً بين الزوجين، ويكون قائماً على المشاركة والتشاور في الرأي والقرارات التي يتم اتخاذها، وعدم التشبث بالآراء المنفردة، والسيطرة والتحكم وفرض الرأي.
· في الغالب تكون هناك أسباب كامنة خلف هذه العصبية، وتستخدم الزوجة هذه العصبية لإخفاء مشاعرها أو الحقيقة، وحتى تشعر بالقوة وفرض سيطرتها، ولذا ينبغي على الزوج عدم إلقاء التهم والعتاب عليها بل لا بد من التعاطف معها.
· محاولة استيعاب سبب عصبية الزوجة وتمسكها برأيها، بطريقة هادئة وبتفهم للمواقف بدون أي استفزاز من جانب الزوج لزوجته وزيادة عصبيتها وعدم الضغط عليها بما لا تتحمله، وعدم الاستخفاف بمشاعرها.
· في حال استخدام الزوجة العصبية لأسلوب العناد والإصرار، والعصبية للحصول على طلباتها، يجب على الزوج أن يتعامل مع هذه الطلبات بتجاهل إيجابي، أي يقوم بالاستماع وعدم توضيح رد الفعل سواء بالإيجاب أو بالرفض لأنها غير مناسبة، وحتى إن تعرض لنوبة من الغضب والثوران في بداية الأمر، إلا أن الزوجة ستفهم بعد عدة محاولات أن العصبية والعناد لن تثمر ولن تحقق لها أهدافها.
· ينبغي على الزوج الالتزام بالهدوء وعدم رفع الصوت في حالة غضب الزوجة حتى لا تزداد انفعالاتها العصبية.
· ليست جميع المشاكل أو المصاعب تستحق النقاش حولها، يجب على الزوج أن يتجاوز بعض الصراعات أو النقاشات التي تغضب الزوجة، ولكن لا يجب التهاون إذا كان الأمر حساساً.
· الاحتواء من الطرق المهمة لفهم تصرفات الزوجة وامتصاص غضبها وجعلها أكثر هدوءاً من خلال مدحها والكلام الطيب وعدم مقارنتها بالأخريات، وفتح باب الحوار الراقي لإصلاح وتصحيح المواقف التي نتجت عن عصبية الزوجة.
· تأجيل العتاب واللوم إلى وقت لاحق بعد هدوء الزوجة من حالة الغضب، في حالة أخطأت في حقك.
· التركيز على الإيجابيات وعدم النظر إلى سلبيات الزوجة فقط، وتجنب الانتقاد الدائم لتصرفتها وإعطائها النصيحة الدائمة من قبيل الخوف عليها وعلى تأثر زواجكما.
· الوضوحً والصراحة والابتعاد عن التلميحات والتعليقات غير الواضحة والانتقاد العدواني والسلبي.
· منح الزوجة العصبية مساحة خاصة، وبعض الوقت حتى تقضيه بمفردها لتهدأ وتسترخي، وإن كان السبب من الزوج وطلبت الحصول على بعض المساحة أو الوقت بعيداً عنه، فيجب احترام رغبتها في ذلك.
· العناق حل سحري لأغلب المشاكل بين الزوجين، ويمكنه أن يطرد أي غضب من جانب الزوجة.