حتى تكون إيجابيًا عليك الحفاظ على نظرة متفائلة بالحياة، وأن تكون مسرورًا ومفعمًا بالأمل، حتى عندما تواجه أشد الصعوبات، وابحث عن الخير في كل موقف وكن راضيًا وممتنًا بما لديك، وانظر إلى النصف الممتلئ من الكأس دومًا.
ما الطرق والوسائل التي تساعدك على أن تصبح إيجابيًا؟لا يعني التفكير الإيجابي، أن تكون بمعزل عن كل المشاعر السلبية، لأنه من الطبيعي أن يمر أي شخص بأيام يشعر فيها بالإحباط، لكن الفرق يكمن في أن الأشخاص الإيجابيين لا يدعون مشاعرهم السلبية تتحكم في حياتهم.
من المهم التركيز على إيجاد حلول للمشاكل بدلًا من مجرد التفكير فيها، والنظر إلى الجانب المشرق من الحياة بدلًا من الانشغال في الأفكار السلبية. أثبتت الدراسات فعالية عدد من الطرق والوسائل في تحويل حياتك نحو الإيجابية والعيش بطريقة أفضل ومنها:
كن ممتنًا دائمًاقم بعمل قائمة بالأشياء التي أنت ممتن لوجودها في حياتك، ودوّن فيها كل ما يجعلك تشعر بالسعادة أو الامتنان، مهما كان بسيطًا. من خلال التركيز على الأشياء الجيدة في حياتك، ستبدأ بشكل طبيعي في التحول إلى إطار ذهني أكثر إيجابية.
مارس الأنشطة التي تحبها كل يومابحث عن شيء تتطلع إليه كل يوم، فوجود شيء إيجابي نتطلع لتحقيقه يساعد بشكل كبير على تحسين الحالة المزاجية والتخلص من التوتر، أشارت الدراسات إلى أن المشاعر الإيجابية تحسن استجابة الإنسان للتوتر.
أجري بحث في جامعة ويك فوريست نُشر في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي (Monfort, 2015)، وأظهرت نتائجه أن توقع حدوث شيء إيجابي قادر بشكل فريد على إحداث مشاعر إيجابية أثناء التوتر وبعده، وأن هذه المشاعر تؤدي إلى تحسين مرحلة التأقلم والتعافي.
سواء كنت تزور مكتبتك المفضلة، أو تستمتع بفنجان من القهوة مع أصدقائك، أو تمشي في المساء في الحديقة، أو تقرأ كتابك المفضل، فتأكد من وجود شيء تتطلع لتحقيقه كل يوم، وحافظ على إيجابيتك حتى عندما لا تسير الأمور في صالحك.
مارس تمارين الاسترخاء والتأملهذا يعني التركيز الكامل على اللحظة الحالية، بما في ذلك الأفكار والأحاسيس والبيئة المحيطة، يمكن أن يكون لهذه الطريقة مجموعة متنوعة من الفوائد، بما في ذلك تحسين الوعي والحالة المزاجية.
خذ بعض الأنفاس العميقة عندما تشعر بالتوتر أو الإرهاق، وركز على اللحظة الحالية، لاحظ كيف يتفاعل جسمك وما هي الأصوات التي يمكنك سماعها، يمكنك أن تتعلم التعرف على أفكارك، والعمل بنشاط وحيوية لاستبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر إيجابية.
ابتسمإن إجبار نفسك على الابتسام يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن حتى في أصعب الظروف، أشارت دراسة أجريت في جامعة كانساس (Kraft, 2012)، إلى أن الابتسامة تساعد على التعافي بشكل أسرع من التوتر وتقلل سرعة دقات القلب، مع وجود أدلة عن دور الابتسامة في تحسين الحالة المزاجية ورفع مستوى السعادة.
وجد الباحثون أن الابتسامة لا تساعد فقط في إثارة المشاعر الإيجابية، بل تساعد أيضًا على رؤية العالم من وجهة نظر أكثر إيجابية، لذا حاول في المرة القادمة التي تشعر فيها بالإحباط، الابتسام والتفاؤل لبضع دقائق.
تحدث عن نفسك بإيجابيةتؤثر الأشياء التي تقولها عن نفسك في تفكيرك ومشاعرك، لأن نقد الذات الدائم يقلل قدرة الشخص على النظر إلى الجانب المشرق من حياته.
وجد باحثون أن التحول من الحديث الذاتي السلبي إلى الحديث الإيجابي يمكن أن يساعد في تحسين المشاعر وتقليل التوتر، وأظهرت دراسة أمريكية (Kross, 2014) – تناولت عددًا من الأبحاث المنشورة في الأدب الطبي عن أثر الحديث الإيجابي عن الذات في تحسين الصحة النفسية- أن التفكير الذاتي الإيجابي يعزز قدرة الأشخاص على تنظيم أفكارهم ومشاعرهم وسلوكهم تحت الضغط، حتى بالنسبة للذين لديهم اضطرابات صحية نفسية.
ما هي صفات الأشخاص الإيجابيين؟حتى أكثر الناس تفاؤلًا قد يعانون من الحزن والإحباط والغضب، ومع ذلك، فإن الأشخاص الإيجابيين يتمتعون عمومًا بالصفات والميزات التالية:
- التفاؤل والامتنان.
- القدرة على إيجاد الحلول.
- مساعدة الآخرين ومسامحتهم.
- السعادة وحس الفكاهة.
تعود الإيجابية بالعديد من الفوائد على صحتك النفسية والجسدية، ومن أهمها:
- تعزيز الصحة النفسية: يميل الأشخاص الإيجابيون إلى التمتع بصحة نفسية أفضل من غيرهم، وهم أقل عرضة للإصابة بالقلق أو الاكتئاب، كما أنهم أكثر مرونة في مواجهة تحديات الحياة، لذا يمكن أن يساعد كونك أكثر إيجابية في الأوقات الصعبة، في بناء حاجز ضد الآثار السلبية للتوتر والقلق المزمن.
- زيادة السعادة: ترتبط الإيجابية بمزيد من السعادة ورفاهية الذات، حيث يمكن للأشخاص الإيجابيين أن يجدوا الفرح في حياتهم اليومية، ولا يتأثروا بسهولة بالتوتر أو المشاعر السلبية.
- تحسين الصحة الجسدية: تشير الأبحاث إلى ارتباط هام بين الإيجابية والصحة الجسدية، ويعتبر الأشخاص الإيجابيون أقل عرضة للوفاة بسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية والأمراض الأخرى التي يساهم التوتر في حدوثها.
- علاقات اجتماعية أقوى: لا يكون لدى الأشخاص الإيجابيين خلافات كبيرة مع الآخرين، ولديهم علاقات شخصية أكثر صحة ومتانة.
هناك العديد من المخاطر المحتملة للتفكير السلبي والتي يجب الانتباه لها والحذر منها:
- يمكن أن تساهم تجربة الأفكار السلبية في الشعور بالاكتئاب والقلق.
- يؤثر التشاؤم بشكل سلبي على الاهتمام بالصحة الجسدية، وإهمال السلوكيات الصحية التي تلعب دورًا مهمًا في الصحة العامة، بما في ذلك تناول الأطعمة المغذية والتمارين الرياضية المنتظمة، بالإضافة إلى الشعور بمزيد من التوتر بشكل عام.
- يمكن أن يؤدي التفكير السلبي إلى الشعور بالوحدة والعزلة، ما يساهم في المزيد من السلبية.
- عدم القدرة على تحديد الأهداف والشعور بالدافع لتحقيقها، ونقص إحساس الفرد بكفاءته الذاتية كأنه لن يحدث أي فرق مهما فعل.
- قد تتأثر الأفكار والحالة المزاجية بشكل كبير عندما يكون الشخص قريبًا من شخص سلبي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حلقة من السلبية يصعب التحرر منها.
إذا كانت الرغبة بأن تكون إيجابيًا طوال الوقت تقودك إلى تجاهل أو إنكار وجود المشاعر السلبية، فقد يعني ذلك أنك تبالغ في الإيجابية. يُعرف هذا الأمر باسم الإيجابية السامة، والتي تجعل الناس يشعرون بالعجز وعدم الدعم عندما يعانون من تجارب صعبة أو مشاعر أكثر سوءًا.
للتفكير الإيجابي فوائد كثيرة، مثل: تعزيز السعادة وتقوية العلاقات الاجتماعية، وزيادة النجاح في الحياة، كما يوجد عدد من المخاطر المحتملة للابتعاد عن الإيجابية، مثل: الاكتئاب والقلق، والآثار السلبية على صحة الجسم، وصعوبة الحفاظ على علاقات صحية.
حتى تكون أكثر إيجابية، يُنصح بقضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيين، والقيام بالأشياء التي تجعلك سعيدًا، وتجنب الأفكار والعواطف السلبية، والامتنان لكل ما لديك، مع التركيز دائمًا على الخير في كل موقف تعيشه.
لبيه