وكيفمَا كانَ، فقَد سنَّ الإسلامُ عيدَ الفطرِ وحرّمَ الصّومَ فيهِ حتَّى يشكُرَ المسلمونَ نعمةَ اللهِ عليهِم ويَفرحُوا بتوفيقِ اللهِ لهُم لطاعتهِ بصومِ شهرٍ كاملٍ تُغفَرُ فيهِ الذّنوبُ وتُرفعُ فيهِ الدّرجاتُ، فالنِّعَمُ والتّوفيقُ للطّاعاتِ تدومُ بالشّكرِ، ويَستعدُّوا في الوقتِ نفسِهِ لصالحِ الأعمالِ في القادمِ مِن أيّامِهِم .. جاءَ عنِ الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السّلامُ)، قالَ: خطبَ أميرُ المُؤمنينَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ (عليهِ السّلامُ) يومَ الفطرِ فقالَ: أيّها النّاسُ! إنَّ يومَكُم هذا يومٌ يُثابُ فيهِ المُحسنونَ ويَخسرُ فيهِ المُبطلونَ، وهوَ أشبهُ بيومِ قيامِكُم، فاذكرُوا بخروجِكُم مِن منازلِكُم إلى مُصلّاكُم خروجَكُم مِنَ الأجداثِ إلى ربّكُم، واذكرُوا بوقوفِكُم في مُصلّاكُم وقوفَكُم بينَ يدَي ربّكُم، واذكرُوا برجوعِكُم إلى منازلِكُم رجوعَكُم إلى منازلِكُم في الجنّةِ!
عبادَ اللهِ! إنَّ أدنَى ما للصّائمينَ والصّائماتِ أن يُنادِيَهم مَلكٌ في آخرِ يومٍ مِن شهرِ رمضانَ: أبشِرُوا عبادَ اللهِ، فقَد غُفِرَ لكُم ما سلفَ مِن ذنوبِكُم فانظُرُوا كيفَ تكونونَ فيمَا تستأنفونَ! [ ميزانُ الحكمةِ 3: 2197]