هل تتردد في اتخاذ القرارات؟ .. إليك العلاج

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:1341
مشاركة
A+ A A-
يعد الخوف هو المسؤول الأول عن تراجع الشخص عن اتخاذ القرارات، وهو المتسبب في تكوين الشخصية المترددة.

ينتج التردد عن الشعور بالخوف أو بسبب الشكوك الفكرية، والشخص الذي يوصف بأنه صاحب شخصية مترددة، فإنه يكون موضع تساؤل عما يفعل وعما يتصرف، مما يترتب على ذلك نتائج متناقضة ومثال على هذا التناقض هو رغبة الشخص في إبداء رأي معين، لكن يتردد ويتراجع بسبب خوفه من رد فعل المحيطين به وهنا يكون التردد صفة جيدة، خاصة إن دفعت صاحبها إلى التفكير في القرار قبل تنفيذه أو إصداره.

تعريف الشخصية المترددة

هي تلك الشخصية التي تعتبر اتخاذ القرارات عملية صعبة جداً، ويشعر أصحاب هذا النوع من الشخصيات بأن ما يقدمونه للآخرين غير كافِ، وعادة ما تحاسب هذه الشخصية نفسها بشكل مبالغ فيه على أي تصرف أو كلمة يصدر منها، وتميل هذه الشخصية للاعتذار من الآخرين، حتى لو لم يصدر منها أي خطأ بسبب خوفها من أن تفقد الأقرباء أو الأصدقاء.

لكن عندما يسيطر الخوف على شخصية الفرد، فإنها تؤثر عليه بشكل سلبي، حينما يصبح الفرد غير واثق في نفسه، ويتطلب وقتاً طويلاً للتفكير بشكل مبالغ فيه، وهنا يصبح التردد صفة سيئة، فقد يخسر الكثير من الأفكار المتميزة بسبب خوفه وضعف ثقته بنفسه.

تتنوع أشكال الشخصية المترددة، فنجد أن هناك شخصية مترددة تواجه صعوبة فقط في اتخاذ القرار، مهما كان هذا القرار بسيطاً، إن كنت تعاني من شخصيتك التي تنطبق عليها هذه الصفات، فإننا في هذا التقرير سوف نعرض لك الأسباب التي تجعلك كثير التردد وكيفية التغلب على هذه الصفات بعد تنفيذ النصائح التي نطرحها عليك ستكون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات.

الأسباب وراء الشخصية المترددة

توجد الكثير من الأسباب التي تفسر شعور الشخص بالتردد وعدم الثقة بالنفس، والتي تجعله عرضة للانتقاد من قبل المحيطين به، وتختلف هذه الأسباب باختلاف المواقف التي تحدث فيها، ومنها ما يلي:

1. عدم الثقة بالنفس

السبب الأول الذي يجعلك متردداً دائماً هو عدم ثقتك في نفسك وعدم تقديرك لذاتك، ويمكن محاربة هذا الشعور بالاعتراف بالصفات الحميدة التي توجد بالإنسان وتذكرها وشكر الله عليها، كما يجب على المرء أن يتذكر جهوده التي قدمها في حياته، والتي خلقت منه الصفات والأوضاع الإيجابية في حياته، وعندما يتجاهل المرء ما فعله في الماضي، فإنه لا يستطيع أن يتقدم خطوة للأمام.

طريقة للتخلص من عدم الثقة بالنفس

جرب هذه الطريقة للتخلص من ضعف الثقة بالنفس، وهي عندما تشعر أنك في حاجة إلى اتخاذ قرار، لكنك تشعر بعدم قدرتك على ذلك تذكر أنك تضيع الكثير من الفرص، وتذكر أنك قادر على تغيير نفسك، وأنك رائع وقادر على صناعة الأفضل، لا تغرق نفسك في مشاعر كاذبة مثل مشاعر الشفقة، فهذه المشاعر تتسبب في الحد من نجاحك، الحل هنا، هو البحث عن مهاراتك الذاتية وقدراتك المتميزة حتى تتمكن من استخراج هذه الطاقة واستثمارها، ويتطلب منك الأمر أن تعيد تقدير ذاتك.

2. الخوف

أصحاب الشخصية القوية لا يسيطر الخوف على مشاعرهم، عندما تسيطر مشاعر الخوف على الفرد حينما يجد نفسه في موقف يحتاج خلاله اتخاذ قرار مصيري، فإن الخوف يجعله يتراجع عن اتخاذ أي قرار، ربما يكون الخوف هنا جيداً عندما يجعلنا حريصين على مصالحنا الشخصية وهنا يمكن أن يكون الخوف والتردد شيئاً إيجابياً وليس سلبياً.

عندما تزداد مشاعر الخوف لدى الفرد، وتتملك منه حيث يكون من الصعب انتزاع هذه المشاعر، فإنها تؤثر عليه بشكل سيئ، ويصبح الخوف عقبة في طريق صاحب الشخصية المترددة وسبب فشله في حياته، لكن ما الذي يمكن أن يفعله صاحب هذه الشخصية للتخلص من الخوف؟ عليك أن تسيطر على مشاعر الخوف التي تتحكم بك، وتحاول أن تضع لها حداً، يجب أن تعيش حياتك بشكل طبيعي وتواجه الخوف بداخلك.

3. التفكير المفرط

كلنا يتعرض للضغط الذهني عند التفكير في أمر مهم، ويعطيه المزيد من الوقت حتى يصبح التفكير زائداً، لكن التفكير الزائد “Overthinking” عن الحد التقليدي الذي يعرض صاحبه للإرهاق والضغوط العصبية فهو هنا يعد من أصعب الأمور النفسية التي تجد نفسك واقعاً بها عندما تكون تواجه قراراً غاية في الأهمية.

ربما يكون التفكير في الموضوع مرة أو أكثر، لكن إن زاد التفكير عن الحد المعقول يصبح الأمر متعباً، وكذلك لن يعود بالنفع على صاحبه على أي حال، وهنا يصبح الشخص عرضة للوقوع في فخ الشخصية المترددة؛ لأن التفكير بهذه الصورة سوف يولد التردد في عقله، يستوجب عليك ألا تكون مفرط التفكير، ولو وجدت نفسك غير قادر على السيطرة على عقلك يجب أن تترك الأمر الذي يشغلك وتعطي نفسك استراحة حتى تخفف عن نفسك حدة التفكير المبالغ فيها.

4. دخول منطقة الراحة

يمكنك أن تجلس في مكان تفضله وأنت في وضع الاسترخاء، حاول أن تستدعي مشاعر الأمان حولك، لا تنظر إلى العالم حولك، بل عليك بالنظر إلى مستقبلك، هنا سوف تولد لديك دوافع جديدة تجعلك قادراً على صناعة أشياء كثيرة، عليك أن تقوم بتجربة العديد من الأشياء الجديدة، حتى لو كانت غريبة أو غامضة، قم بتنفيذ مغامرة، أو السفر إلى قرية سياحية، جرب أن تذهب إلى العمل مستقلا دراجة هوائية.

5. تنوع الخيارات وتكاثرها

ربما تكون كثرة الخيارات أمراً محيراً بالنسبة لشخص هو بطبيعته من أصحاب الشخصية المترددة، الأمر الذي يجعله غير قادر على اختيار القرار الأنسب له، وهنا يدخل في حالة تراجع وتردد في عملية اتخاذ القرار أو اختيار الأفضل بين القرارات كلها، وحتى تخرج من هذه الحيرة يجب أن تفكر في أي شيء مختلف تقوم به.

قد يخطر على بالك تساؤلات عديدة، لكنك في الوقت ذاته لا تجد إجابة صالحة، مما يزيد من حالة التردد لديك؛ مما يؤثر على قدرتك في اتخاذ القرارات، حتى ولو كانت قرارات بسيطة لا تستحق الحيرة، ويمكن أن تخرج نفسك من هذه الحيرة عن طريق طرح الموضوع على زملائك أو أصدقائك والاستعانة برأيهم في الموضوع المطروح أو المشكلة التي تفكر فيها.

لكن يتطلب منك في النهاية أن تستخلص من جميع الآراء رأيك وقرارك الشخصي، لأنك أنت الشخص الوحيد الذي تعرف ما هو الأفضل لك، وما هو المناسب معك، وهذا ما يجعلك تتخذ القرار، حتى لو بلغ التردد حالة قصوى.

ما هو علاج الشخصية المترددة

يتوقف علاج مشكلات الشخصية المترددة على فهم التردد نفسه الذي يتعلق بفكر الشخص. فالبعض لا يعرف أن هواجس الشخصية المترددة تسيطر عليه، ولقد عرضنا في السابق الأسباب التي تجعل الأفراد يتحولون إلى هذه الشخصية، وهنا يمكنك تخفيف الشعور بالتردد عند معالجة الأسباب التي تؤدي إليه.

يتطلب منك في بادئ الأمر أن تكتشف السبب الرئيسي الذي يجعل مشاعر الخوف تسيطر عليك، وتخلص منها، ثم اختبر حالة التفكير لديك إن كنت تستغرق مدة غير منطقية في التفكير فهنا يجب أن تضع حداً للتفكير الزائد، وإن كثرت الحلول المطروحة أمامك أو الخيارات التي ينبغي أن تختار واحدة منها فعليك أن تستشير من حولك للحصول على المساعدة.

يتطلب منك الأمر أن تعرف ما هو السبب الحقيقي الذي يجعلك شخصاً كثير التردد، شخص عديم الثقة بالنفس، شخص يشعر بانعدام الذات، ثم توجه نحو علاج السبب، وسوف تجد نفسك تتخلص من مشكلة التردد.

الأمر يتطلب منك الصبر والاستمرار، فلن يحدث ذلك في وقت قصير، بعد فترة من تأهيل نفسك وتدريب نفسك على دعم الثقة بالنفس سوف تجد عملية اتخاذ القرار سهلة، وليست صعبة أو مخيفة كما كنت تظن، ولا تنسى أن الخوف والتراجع يفقدك الكثير من مباهج الحياة الممتعة.

المصدر atlas
مواضيع مختارة